سعيد الطنيجي: «النشر الرقمي» يتصدر مستقبل توزيع الكتب

قال لـ«الشرق الأوسط» إنه يسمح بوصول الكتب العربية إلى جمهور عالمي بلمسة زر

سعيد الطنيجي: «النشر الرقمي» يتصدر مستقبل توزيع الكتب
TT

سعيد الطنيجي: «النشر الرقمي» يتصدر مستقبل توزيع الكتب

سعيد الطنيجي: «النشر الرقمي» يتصدر مستقبل توزيع الكتب

في هذا الحوار، يتحدّث المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، سعيد حمدان الطنيجي لـ«الشرق الأوسط» عن مشروعات المركز، وخاصة في مجال الترجمة، التي يعتبر مشروع «كلمة» عموده الفقري، وأهم تحدياتها في ظل الثورة الرقمية، وكذلك عن المشروع الذي أطلقه المركز ويحمل اسم «سلسلة عيون الشعر العربي» لتعزيز السياق المعرفي والثقافي العربيّ، والعناية الخاصة بالتراث وإبراز ثَرائه شعراً ونثراً. وكان من بين أهم مبادراته إصدار مركز أبوظبي للغة العربية، بالتعاون مع دار المعارف في مصر طبعة خاصة من الأعمال الكاملة لعميد الأدب العربي د. طه حسين. وهنا نص الحوار:

سعيد حمدان الطنيجي (المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية)

> الترجمة وسيلة للتقارب الثقافي بين الشعوب، كيف يساهم مشروع «كلمة» في بناء جسور التواصل بين العالم العربي وبقية العالم؟

- لطالما كانت الترجمة حجر أساس في ازدهار الحضارات، وقد استفاد العرب من الترجمة وأفادوا بها، فكما كانت الترجمة بين العربية ولغات العالم الأخرى سبباً في نهوض الحضارة العربية، كانت سبباً بعد ذلك في نهوض القارة الأوروبية بأكملها.

ويسعى مركز أبوظبي للغة العربية لتنويع مشاريعه ومبادراته في خدمة الترجمة وتعزيز دورها كونها صلة وصل بين الشعوب، تجسِّر المسافات وتقرب المفاهيم وتعزز قيم التسامح والإخاء والانفتاح، وهي القيم التي توليها دولة الإمارات موضع الأولوية في كل خططها التنموية. ويُعدُّ مشروع كلمة للترجمة، الذي يحظى بدعم رئيس الدولة، كونه أحدَ أبرز المشروعات المؤثرة في مسيرة الترجمة إلى العربية، من خلال ترجمته 100 كتاب سنوياً، وبلغ عدد ترجماته أكثر من 1300 كتاب من 24 لغة في 10 تصنيفات معرفية.

> كيف تساعد الشراكات مع دور نشر في العالم في تحسين نوعية الكتب المترجمة؟

- حرص مشروع كلمة منذ انطلاقته على تكوين شراكات مع دور النشر العالمية تجسيداً لاحترام حقوق الملكية الفكرية، والتزم المشروع بتوفير حقوق الترجمة والنشر لجميع الكتب التي يتم ترجمتها. وقد أدى هذا إلى تأسيس علاقات قوية مع مؤلفين عالميين، ومع أكثر من 300 دار نشر عالمية مبنية على الثقة والتفاهم باعتبارهم شركاء في صناعة النشر مثل: أكسفورد، كامبريدج، غاليمار، بنجوين، زوركامب، كارلسن، آكت سود، هارفارد وغيرها.

> كيف يمكن التعامل مع التحديات الثقافية للترجمة، خاصة فيما يتعلق بتقديم محتوى يعبّر عن الهوية العربية؟

- من المهم أن يكون المترجم على دراية بالثقافات المختلفة المعنية، وأن يتعرف على دلالات الكلمات في كل من اللغتين المصدر، والهدف، فهذا يساعده على أن يتفاعل مع النص وينتقي الكلمات المناسبة التي تنقل المعنى وتحافظ عليه من دون تشويه. كما أن تقديم التفسيرات والشروحات من خلال المقدمات والهوامش عند الحاجة سوف يساعد الجمهور المستهدف على أن يفهم السياق الكامل للنص. كما يتم انتقاء المترجمين بناء على المعايير التي ذكرناها سابقاً، وبما ينسجم مع خبرتهم في مجالات الترجمة المتنوعة والمتخصصة.

> لديكم مشروع لطباعة الأعمال الكاملة لعميد الأدب العربي طه حسين وعدد من رواد الأدب العرب... ماذا بشأنه؟

- نعم، بمناسبة اختيار عميد الأدب العربي د. طه حسين الشخصية المحورية في الدورة 31 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، أصدر مركز أبوظبي للغة العربية، بالتعاون مع دار المعارف في مصر طبعة خاصة من أعماله الكاملة ووزِّعت على القراء. كما تعاون المركز مع دار المعارف في إصدار المجموعة الكاملة للأديب المصري الكبير نجيب محفوظ، الشخصية المحورية في الدورة 33 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب.

كما أطلق المركز «سلسلة عيون الشعر العربي» احتفاءً بالشعر العربي (ديوان العرب) ولإعادة إحياء تراثنا العربي؛ وهو من ضمن المشروعات الرّائدة التي أطلقها المركز لتعزيز السياق المعرفي والثقافي العربيّ، والعناية الخاصة بالتراث وإبراز ثَرائه شعراً ونثراً.

وتقدّم السلسلة مختاراتها الشعرية ضمن مجالات تعتمد أساساً على مجموعة واسعة من المواضيع والقضايا التي يزخر بها التراث الشعري العربي، بما يُظهر تطوّرها وتحوّلاتها من حيث الرؤية الفكرية والبنية الفنيّة، ويعكس الظروف والتصوّرات الحضاريّة للعصور التي ظهرت فيها.

وتضمُّ السلسلة مائة عنوان أعدها نخبة من الباحثين المتخصّصين في الشّعر العربيّ، جمعوها من بطون الكتب وأمهات المصادر. ويتضمن كل كتاب مختارات شعرية تتناول موضوعاً محدداً مع مقدمة وشروح للمفردات الصعبة، وتتوجه إلى شرائح واسعة من القراء لاطلاع القارئ على عيون الشعر، وما رافق هذا الشعر من تغيّرات لغوية وأسلوبية. وتغطي المختارات الشعر العربي عبر العصور منذ ما قبل الإسلام وحتى القرن الثامن عشر، مرتبة تاريخياً من الأقدم إلى الأحدث.

النشر الرقمي

> ساهمتم في تعزيز النشر الإلكتروني؛ كيف يمكن أن يعزز النشر الرقمي توزيع الكتاب العربي بما يوسع انتشاره ويحافظ على الحقوق الفكرية للمؤلف والناشر؟

- يسمح النشر الرقمي بوصول الكتب العربية إلى جمهور عالمي بكبسة زر، مما يسهم في نشر الكتاب العربي لجميع دول العالم، كما يقلل النشر الرقمي من تكاليف الطباعة والتوزيع، مما يجعل الكتب متاحة بأسعار أقل وعلى نطاق أوسع عبر منصات مثل «غوغل»، و«أمازون كيندل»، و«اقرأ لي» وغيرها. كما يضمن الكتاب الإلكتروني حماية فعالة لحقوق الملكية الفكرية، عبر استخدام تقنيات مثل ملفات النشر الإلكتروني (Epub) المستخدمة في الكتاب الإلكتروني ورفع المحتوى على منصات توفر حماية كاملة للكتب، مما يساعد في حماية حقوق المؤلف والناشر من النسخ غير القانوني.

وتشكّل نتائج الإيرادات الخاصة بالمركز دليلاً واضحاً على كفاءة الآليات والمنهجيات التي يعتمدها للوصول إلى الأهداف المطلوبة، وتحقيق الانتشار المنشود، مما يعزّز مكانة المركز وحضوره في قطاع النشر، ويحقق استراتيجيته في دعم ثقافة القراءة، وتوسيع انتشار اللغة العربية.

وشهدت إيرادات مبيعات الكتب الرقمية، حتى شهر أغسطس (آب) 2024، زيادة قدرها 644 في المائة عن عام 2023، كما بلغ عدد النسخ الرقمية المبيعة ارتفاعاً مقداره 144 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي، وذلك من خلال الوكلاء الداخليين، والفعّاليات، والاتفاقيات، وموقع «كلمة»، ونقاط البيع الخاصة بالمركز.

> حظيت الأعمال الأدبية بمترجمين عرب ذوي كفاءة عالية، بعضهم غادر المشهد، هل هناك خطط لتأهيل جيل جديد من المترجمين الذين يتمتعون بالكفاءة اللغوية والأدبية؟

- اهتم مشروع كلمة منذ بدايته بتطوير مهارات المترجمين ومساعدتهم على إيجاد الحلول للتحديات التي تواجههم في الترجمة، وذلك من خلال تنظيم مؤتمر أبوظبي للترجمة الذي يناقش أهم القضايا المتعلقة بالترجمة، وترافقه ورشات ترجمة يشارك فيها المترجمون الشبان ويشرف عليها أساتذة متخصصون ومحترفون.

كما اهتم المشروع بإتاحة الفرصة للمترجمين الجدد بخوض غمار تجربة الترجمة من خلال توفير حقوق كتب للناشئة والأطفال وتكليفهم بترجمتها، ويتم توزيع هؤلاء المترجمين على مجموعات يشرف عليها أساتذة متخصصون يرافقون المترجمين خلال عملية الترجمة ويساعدونهم على فهم النص ونقله إلى اللغة العربية بسلاسة ويسر.

مجلّة «المركز» للدراسات العربية... قضايا تاريخيّة ونقديّة ومراجعات للكتب

يُعَدّ مشروع مجلّة «المركز: مجلة الدراسات العربية» واحداً من أهم المشروعات لدى مركز أبوظبي للغة العربيّة، ويتماشى مع استراتيجيّاته لتجديد الخطاب باللغة من خلال نشر دراسات وبحوث عن قضاياها الأدبيّة والثقافيّة والفنّيّة بالتعاون مع مؤسسة بريل العالمية.

والمجلة منضبطة وفق أرقى معايير المجلات المحكمة، ومنفتحة لتناسب كافة الطلاب والباحثين والأساتذة المختصين.

تُصدِر المجلّة عددينِ في السنة في كلٍّ منهما 6 - 8 أبحاث و4 - 6 مراجعات لكتب. وتضم الهيئة الاستشارية للمشروع مجموعة من القامات الثقافية والمتخصصين من أنحاء العالم، وقد صدر من المجلة حتى الآن خمسة أعداد، ومن المقرر صدور العدد السادس في نهاية هذا العام.

وتهدف المجلة إلى زيادة حجم البحث العلمي الرصين المكتوب باللغة العربية، وتشجيع الباحثين على الكتابة باللغة العربية، لتكون لغة للبحث العلمي كما هي لغة للإبداع.

وعززت المنهجية والحوكمة التي تتميز بها المجلة من خلال دقة الموضوعات والبحوث التي تعرضها، ونزاهتها وشفافيتها، من مصداقية المجلة عربياً وعالمياً، وأصبحت اليوم مرجعية أساسية لأرفع مراكز الدراسات والجامعات على المستوى العالمي، مما يعزز موقع إمارة أبوظبي بوصفها منارة حضارية وثقافية عالمية، ودورها العالمي في تعزيز انتشار اللغة العربية والثقافة العربية وإحياء مكانتها في العالم.

وتنسجم المجلة في مضمونها مع استراتيجية مركز أبوظبي للغة العربية في تجديد الخطاب باللغة العربية من خلال نشر دراسات وبحوث تتناول القضايا الأدبيّة والثقافيّة والفنّيّة، وارتفع عدد طلبات المقالات التي نشرتها المجلة إلى 13400 طلب في نهاية عام 2023، مقارنة بنحو 2530 طلباً في عام 2022. وبنسبة نمو 430 في المائة، كما حقق الإصدار الأول لعام 2024 نحو 6835 طلباً.

وتصدرت مكتبة جامعة إنديانا في الولايات المتحدة قائمة المؤسسات التي قامت بطلب المقالات، بالتساوي مع جامعة أليثيا في تايوان بعدد 30 طلباً في عام 2023. بينما تصدرت جامعة كامبريدج قائمة أعلى المؤسسات طلباً لمقالات المجلة في عام 2024. حيث قامت بطلب 70 مقالة تليها جامعة الإمارات بعدد 30 طلباً، تليهما جامعة السلطان قابوس في عمان، والجامعة الأميركية في بيروت بعدد 10 طلبات، مما يؤكد مكانة المجلة وحضورها بوصفها مساحة مشرقة للتعبير عن القضايا البحثية بموضوعية تامة، مع إثراء التجربة الإنسانية العربية والعالمية.


مقالات ذات صلة

هل كان كارل يونغ عنصريّاً؟

كتب كارل يونغ

هل كان كارل يونغ عنصريّاً؟

ربما يكون كارل غوستاف يونغ (1875 - 1961)، عالم النفس السويسري ومؤسس علم النفس التحليلي، أحد أهم مفكري القرن العشرين الذين لا يزال تأثيرهم طاغياً على فهم الإنسان

ندى حطيط
كتب حديقة الأزبكية

القاهرة التاريخية في عيون الكاميرا

يكشف الباحث والمؤرخ الدكتور خالد عزب في كتابه «القاهرة... الذاكرة الفوتوغرافية» - دار «ديوان» بالقاهرة - وعبر الكاميرا، عن سحر العاصمة المصرية

رشا أحمد (القاهرة)
كتب مقاربات نصية لمغامرة الكتابة

مقاربات نصية لمغامرة الكتابة

صدر حديثاً عن «الآن ناشرون وموزعون» كتاب «مغامرة الكتابة ولذة الأدب: مقاربات نصية» للكاتب والمترجم المغربي نبيل موميد.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق يضم المعرض أحدث المؤلفات والإصدارات الأدبية من كبرى دور النشر المحلية والإقليمية (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

«جازان للكتاب»... يشرع أجنحته لرواد الثقافة بأحدث الإصدارات الأدبية

جمع «معرض جازان للكتاب 2025»، في نسخته الأولى، مختلف صنوف المعرفة، في تظاهرة ثقافية تجمع رواد الأدب والنشر والترجمة من مختلف دول العالم.

«الشرق الأوسط» (جازان (جنوب السعودية))
ثقافة وفنون رواية أردنية عن صراع الإنسان مع الزمن

رواية أردنية عن صراع الإنسان مع الزمن

تقوم الفكرة الأساسية في رواية «لون آخر للغروب» للكاتبة الأردنية هيا صالح، حول صراع الإنسان مع الزمن، وهو الصراع الذي من أسبابه الأساسية مفهوم السّلطة

«الشرق الأوسط» (عمان)

افتتاح مهرجان برلين السينمائي بفيلم عن لاجئة سورية

مديرة مهرجان برلين السينمائي تريشا تاتل تتحدث إلى الصحافيين خلال مؤتمر صحافي 21 يناير 2025 (أ.ف.ب)
مديرة مهرجان برلين السينمائي تريشا تاتل تتحدث إلى الصحافيين خلال مؤتمر صحافي 21 يناير 2025 (أ.ف.ب)
TT

افتتاح مهرجان برلين السينمائي بفيلم عن لاجئة سورية

مديرة مهرجان برلين السينمائي تريشا تاتل تتحدث إلى الصحافيين خلال مؤتمر صحافي 21 يناير 2025 (أ.ف.ب)
مديرة مهرجان برلين السينمائي تريشا تاتل تتحدث إلى الصحافيين خلال مؤتمر صحافي 21 يناير 2025 (أ.ف.ب)

يفتتح المخرج الألماني، توم تيكوير، مهرجان برلين السينمائي، اليوم (الخميس)، بفيلم درامي عن لاجئة سورية تصبح مدبرة منزل لدى عائلة ألمانية، في خضم حملة انتخابية ألمانية يهيمن عليها جدل بشأن الهجرة.

ويُفترض أن يطلّ نجوم من بينهم المخرج الأميركي تود هاينز والممثلتان الاسكوتلندية تيلدا سوينتون والصينية فان بينغ بينغ، مساء الخميس، على السجادة الحمراء للدورة الخامسة والسبعين لمهرجان برلين السينمائي، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت المديرة الجديدة لمهرجان برلين السينمائي، تريشا تاتل، في مؤتمر صحافي للجنة التحكيم صباح الخميس في العاصمة الألمانية، إنّ «مهرجاناً مثل هذا يمثّل رفضاً... لمختلف الأفكار التي تنشرها أحزاب يمينية متطرفة كثيرة».

يُعدّ مهرجان برلين السينمائي حدثاً سينمائياً تقدمياً تتردّد فيه القضايا السياسية الراهنة لكن من دون أن يسترعي الاهتمام نفسه مثل مهرجان «كان» أو «البندقية».

وقال رئيس لجنة التحكيم المخرج الأميركي تود هاينز: «نشهد حالياً أزمة في الولايات المتحدة، ولكن أيضاً في العالم أجمع»، مشيراً إلى «القلق والدهشة» التي أثارتها الأسابيع الثلاثة الأولى لإدارة ترمب.

وأضاف مخرج فيلم «دارك ووترز» و«آيم نات ذير» و«كارول»: «إن الطريقة التي سنعتمدها للجمع بين مختلف أشكال المقاومة... لا تزال موضع تفكير بين الديمقراطيين».

وفيما يتعلق بالانتخابات الألمانية حيث يحتل حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف المركز الثاني بعد المحافظين، أشارت المخرجة والممثلة الألمانية ماريا شرادر إلى أنها «تأثرت»، مع أن النتائج لم تُعرف بعد.

ومن المقرر أن تجري الانتخابات في 23 فبراير (شباط)، في اليوم التالي للحفلة النهائية التي يُمنح خلالها الدب الذهبي، أهم مكافأة في المهرجان.

وسيُفتتح المهرجان مساء الخميس، بفيلم «ذي لايت» للمخرج الألماني توم تيكوير، الذي يتناول لاجئة سورية تصبح مدبرة منزل لدى عائلة ألمانية.

خلال التحضيرات لمهرجان برلين السينمائي 11 فبراير 2025 (رويترز)

19 فيلماً يتنافس على الدب الذهبي

يعود تيكوير الذي اشتهر بفيلم «ران لولا ران» عام 1998، إلى ألمانيا المعاصرة، بعد أن خصص عقداً لمسلسله «بابيلون برلين» الذي كان بمثابة خلفية لجمهورية فايمار وصعود النازية.

وأشار المخرج البالغ 59 عاماً، في تصريحات لوسائل إعلام ألمانية، إلى أنّ هذه المرحلة تشهد «إعادة نظر بمفهوم الديمقراطية» من القوى السياسية التي ترغب في «الإقصاء والتهميش».

وستشهد أمسية الافتتاح منح دب ذهبي فخري لتيلدا سوينتون التي ظهرت في أعمال لويس أندرسون وبيدرو ألمودوفار وشاركت في أفلام إلى جانب براد بيت وتوم كروز وكيانو ريفز.

وسيبدأ الجمعة عرض أول الأفلام المرشحة لنيل الدب الذهبي.

ويتعيّن على لجنة التحكيم التي يرأسها تود جاينس وتتألف من نجم السينما الصينية فان بينغ بينغ والمخرج الفرنسي المغربي نبيل عيوش وغيرهما، الاختيار بين 19 فيلماً تتنافس للفوز بالدب الذهبي الذي فاز به خلال العام الماضي الفيلم الوثائقي «داهومي» للمخرجة الفرنسية السنغالية ماتي ديوب.

ويتنافس على الجائزة الكبرى للمهرجان المخرج الأميركي ريتشارد لينكلاتر، والكوري الجنوبي هونغ سانغ سو، والمكسيكي ميشال فرانكو، والروماني رادو جود.

ومن بين النجوم المنتظر حضورهم على السجادة الحمراء تيموتيه شالاميه الذي سيواكب عرض فيلم «إيه كومبليت أنّون» المتمحور على بوب ديلان، والذي بدأ عرضه في عدد كبير من البلدان.

ومن بين النجوم الذين سيحضرون جيسيكا تشاستين وماريون كوتيار وروبرت باتينسون وإيثان هوك. ويشارك باتينسون في المهرجان لمناسبة عرض «ميكي 17» الذي يمثل عودة بونغ جون هو إلى السينما، بعد حصوله على السعفة الذهبية في مهرجان «كان» وفوزه بجائزة أوسكار عام 2019 عن فيلم «باراسايت».

ويقدّم المخرج الكوري الجنوبي، خارج المنافسة، فيلماً كوميدياً من نوع الخيال العلمي فيه تلميحات للعصر الراهن من خلال السخرية من ملياردير يشبه إيلون ماسك، الذي يُعد أيضاً من مؤيدي «حزب البديل من أجل ألمانيا» في ألمانيا.