سديم ٌعلى الأرضِ يلمعُ
يتبعه النسرُ
- هل كنت تعرفهُ؟ -
يظلّ يدورُ
وأرى ظلكَ على التربِ ينحسرُ
ليدخل قبراً يضيقُ بهِ...
نسرٌ على الأرضِ يكبرُ منذ الطفولة
كأن السماء
تنفخ الريح فيهِ.
تفقد الأرضُ مركزها
ويزحف وحشٌ رهيب
على الأرضِ...
كيف رأيت،
وأنت على مقعدك الأبعدِ،
ذلك الوحش يزحفُ
تحتَ سماء غريبة
ليولدَ في أورشليم...
ويموت.
إلى جلال الدين الرومي
أنت علَّمتني
أن أغنية واحدة
سوف تختزلُ
كلَّ معنى تولّده هذه النارُ
أن قابلة الكونِ
سوف تسحبُ أطفالنا الميّتين
من الرحمِ (كم كنت تصغي إليه!)
ليولدَ طفلٌ فريدُ
جميلٌ، طريٌّ، كما أنت بعد الصلاة
وانتظرتُ إمامي
ركضتُ وراء الكلمات
أتصيدُ بعضَ معنى
تخلّفه النارُ في الموقدِ
في الشتاء الطويل
حين يأفلُ نور السماء
على نافذتي
وتهجرني أنت لليلك
وأغانيكَ... ثمّ تعودُ
كلّ ليلِ
برداء جديد
تدوّر رقصكَ حولي ثلاثاً
فأكاد أرى بعضَ معنى
يتقافزُ بين الشرر
ثمّ ينقسمُ
وأصلي...
لأحصدَ شيئاً
من رمادك.
_________________