وثَّق الزميل فؤاد مطر أحد كتَّاب الرأي في صحيفة «الشرق الأوسط» مقالاته وحواراته على مدى 55 عاماً (1968- 2023) بدءاً بصحيفة «النهار» اللبنانية وختاماً بصحيفة «الشرق الأوسط»، وما بينهما من منابر عربية مثل: «الأهرام» في مصر. ومجلة «المستقبل» في باريس. وصحيفة «الوطن» السعودية. وصحيفة «الجمهورية» العراقية. وصحيفة «الرأي العام» السودانية، ومجلة «المجلة» الشقيقة الأسبوعية لصحيفة «الشرق الأوسط»، إضافة إلى تأسيسه مجلة «التضامن» في لندن. وجاء التوثيق في 17 مجلداً، تحت عنوان رئيسي هو «لعبة الغالب والمغلوب بين العرب... وإيران... والغرب».
وتشمل المجلدات المتفاوتة الأجزاء وحسب التسلسل الزمني:
* صحيفة «النهار». لبنان (مجلدان): الأول - المقابلات والتقارير (1968 - 1975).
الثاني – مقالات (1971 - 1978).
* مجلة «المستقبل». باريس ومنابر عربية («الأهرام»• «الوطن»• «الرأي العام»• «المجلة»• «الجمهورية») (مجلد واحد) - (1975 - 2007).
* مجلة «التضامن». لندن (3 مجلدات): الأول (1983- 1986) الثاني (1987 – 1991) الثالث – مقابلات (1983 – 1991).
* «الشرق الأوسط». لندن (5 مجلدات): الأول (1994 - 2000) الثاني (2001 - 2005)
الثالث (2006 - 2012) الرابع (2013 - 2019) الخامس (2020 - 2023).
* صحيفة «اللواء». بيروت (6 مجلدات): الأول (1999 - 2002) الثاني (2003 - 2004).
الثالث (2005 - 2006) الرابع (2007 - 2008) الخامس (2009 - 2010) السادس (2011 - 2017).
لكن لماذا هذا التوثيق الآن؟ يقول المؤلف: «إن من جاوز نصف القرن المشار إليه وما أحدثتْه عواصف الاستغضاب ونوازل الاحتراب وزلازل التدخل الأجنبي بذرائع الحرص المزيف على الصديق الحليف، رأى أن يبادر إلى توثيق هذه المقالات قبْل أن يأتي اصفرار الورق على الكلمات ولا تعود الذاكرة بالحيوية التي تجعل استعادة كلام كُتب عن أحداث بالغة الأهمية على درجة من الإحراج للذاكرة. وانتهى التفكير بعد التأمل إلى توثيق هذه المقالات بدءاً من العام 1968 وختاماً بالعام 2023 في مجلدات روعي فيها الملمح الفني والتجليد اللائق بهذه المجلدات التي مضى على محتواها قرابة نصف قرن من الزمن وتوزعت بمعدل بين 400 و600 صفحة لكل مجلد، ولكل من هذه المجلدات محتويات كل مجلد تتضمن عنواناً للمقالة وتعريفاً بمضمونها وتاريخ نشْرها».
أما عن أسباب استحضار معظم ما سبق أن كتبه في محطات عمله الصحافي الكثيرة قبل أكثر من نصف قرن، فيقول مطر: «عندما يعالج كاتب مثل حالي تداعيات الأوضاع العربية الراهنة وكيف أن ظاهرة التفكك في العلاقة بين بعض أهل الحُكْم وشعوب الدولة المحكومة من هؤلاء البعض، باتت إحدى سمات الهوية العربية، فلأنه عايش كصحافي أحداث الستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات وما تلاها وتنوعت المعايشة بين التغطية الصحافية الميدانية شملت دول الحروب والصراعات وبين رفْد المكتبة العربية بدراسات ومؤلفات بعضها من النوع الموسوعي التوثيقي بلغت حتى الآن ستة وثلاثين مؤلَّفاً، وبالتالي فإنه يستطيع أن يقارن بين حال مضى وحال تلا، وفي خاطره قول الشاعر (رب يوم بكيتُ فيه فلَّما... صرتُ في غيره بكيتُ عليه). ومِن هنا يأتي استحضار معظم ما سبق أن كتبه في محطات العمل الصحافي وراوحت الكتابة بين وجهات نظر ضِمن مقالات وتحليلات حفلت بها سنوات نصف قرن من الأحداث التي لبعضها صفة الأهوال. أما لماذا الاستحضار فلكي تقف أجيال الحاضر على ما حدَث في زمن مضى فلا تظن أن هذا التنافر الذي تعيشه لم يحدُث مثيله مِن قبْل، وأن الصراعات التي تحدُث لم يسبق أن حدثت في عقود مضت. فما تعيشه أجيال الحاضر من أهوال، قاسى من أهوال مماثلة لها جيل آبائهم ومِن قبْلهم جيل أجدادهم وكانت المعاناة في بعض السنوات أشد من المعاناة فيما تلاها من سنوات... وربما في ضوء ما تعيشه الأمة ستكون المعاناة حالة لا شفاء للنفس العربية منها».
وقد أُتيح للزميل مطر بصفته صحافياً أن يجوب معظم العالم العربي مع تركيز على دول عصفت بها الأزمات الداخلية والاحتراب الداخلي والخارجي. ويذكر أنه بعد كل تغطية ميدانية في هذا البلد العربي أو ذاك كان يحتفظ من المعلومات بما يفيد في كتابة تحليل موقف أو تسجيل وجهة نظر أو إعداد دراسة.