ثلاثة أفلام تتحدّث عن إسرائيل من زوايا مختلفة

هويات مفقودة في عالم مزدحم

«عطلة سعيدة» (مهرجان ڤينيسيا)
«عطلة سعيدة» (مهرجان ڤينيسيا)
TT

ثلاثة أفلام تتحدّث عن إسرائيل من زوايا مختلفة

«عطلة سعيدة» (مهرجان ڤينيسيا)
«عطلة سعيدة» (مهرجان ڤينيسيا)

يسبح المتابع لأفلام مهرجان «ڤينيسيا» الذي يقترب حثيثاً من انتهاء دورته الـ81 يوم السبت، بين أفلام تتماوج في اتجاهات متعددة. يأخذنا كل فيلم صوب موضوع مختلف. رؤية خاصة، أسلوب عمل منفرد، مفادات متعددة. حتى عندما لا يكون أيّ من هذه الأفلام منفرداً في أسلوبه أو في موضوعه، بل حتى وإن لم يُنجِز المتوقع منه، فإن توالي التجارب مجتمعة هو ثراء ومتعة وأعمال زاخرة بالمعرفة.

لكن لا بد من القول إن أفلاماً كثيرة، ومن بينها ما هو جيد، باتت ترتاح لما يمكن وصفه بـ«مشاهد الصدمة». تلك التي تعمد لتأكيد ما تريد لفت النظر إليه باختلاق لقطات كان يمكن للرسالة المطلوبة الوصول لما تريد تحقيقه وقوله، لو نهجت أسلوباً يعتمد على تشكيل أبسط وأثرى وأكثر أصالة.

ليس أن المعنيّ هنا هو عدم الابتكار والتحديث، لكن لا بدّ أن يكون لهما (الابتكار والتحديث) رؤية فنية وقواعد سليمة تدفع حيال نجاح المعالجة وليس تكبيلها.

عائلة فلسطينية في يافا

واحد من الأفلام التي استعاضت عن السّهل الممتنع بالممتنع وحده، «عطلة سعيدة» للفلسطيني إسكندر قبطي (من عرب 1948) الذي عرض في مسابقة «آفاق»، فيلم خالٍ من مشاهد مفتعلة، لكن معالجته السّردية ليست مبرّرة.

دراما من 5 فصول كل منها يروي جانباً من قصّة واحدة. الطريقة ليست بالطبع جديدة (أكيرا كوراساوا عمد إليها في فيلمه الرائع «راشامون» سنة 1950)، لكنها في إطار ما يوفره الفيلم من أحداث لا تطرح الحل الأفضل لما هو معروض: المكان حيفا. الزمن الحاضر. رامي رجل فلسطيني عاشر امرأة يهودية اسمها شَلي والآن هي حبلى. يروي قبطي قصّته، ثم ينتقل إلى قصّة والدته ذات الشخصية المهيمنة التي لا تعرف شيئاً عن هذا الموضوع ومشغولة بعرس ابنتها التي تصرّ على أن يأتي حافلاً بالبهجة مهما كلّف مادياً. زوجها في ورطة مالية ويريد بيع البيت وهي تعارض. القصّة الثالثة تنقلنا إلى شَلي ووالدتها (ذات الشخصية القوية بدورها) التي تعارض أن تحبل ابنتها من عربي. ثم نحط مرّة أخرى في دار العائلة الفلسطينية لأن هناك بوادر حب مع طبيب فلسطيني وصديق لرامي. الفصل الخامس هو ما سيحصده المؤلف - المخرج من مفادات عن هذه الحكاية.

هذا فيلم جيد بمضمونه ينضح بالملاحظات التي تطرحها الحكاية أولاً، ثم الكاميرا بعد ذلك، مثل العلاقات المتشابكة بين الشخصيات الفلسطينية في الداخل والشخصيات اليهودية المرتبطة بالأولى بحكم العمل أو بحكم العلاقة الشخصية. المشكلة تقع في جانبين، تكرار دخول شريط الصوت التابع للمشهد اللاحق قبل انتقال الكاميرا ونحن إليه (هذا مُحتمل بضع مرّات، لكن أكثر من ذلك هو تكرار لا يضيف شيئاً)، وحقيقة أن الفيلم المليء برطل من الحوارات يريد التماثل بالأسلوب التسجيلي رغم أنه دراما ممتلئة بالاحتمالات الحاضرة أو الغائبة. هذا كله يجعل الاهتمام بما يدور يتفاوت من مشاهد لآخر.

المهندس المختلف

هناك معالجة متشابكة في فيلم آخر هو «الوحشي» (The Brutalist). لكن هذا التشابك بين ما هو معروض وبين ما كان يمكن أن يُعرض بنجاح أعلى، هو اللقاء النظري الوحيد بين الفيلمين.

من «الوحشي» (مهرجان ڤينيسيا)

«الوحشي» فيلم جيد بلا ريب، لكنه يبني ويهدم، ومن ثَمّ يبني من جديد مواقفه، وخلال ذلك يُكرّر ما كان يكفي ذكره في المرّة الأولى. يدور حول لازلو (أدريان برودي)، مهندس معماري من يهود المجر الذين هربوا من النازية إلى الولايات المتحدة. عند وصوله يستقبله قريب له (أليساندرو نيڤولا) الذي يملك شركة تعهدات معمارية. هذا التعاون يدلي بلازلو إلى التعرف على لي ڤان بورين (غاي بيرس) أحد كبار أثرياء ولاية بنسلفانيا الذي، يطلب منه بناء مجمع فوق أرضه يضمّ فيما يضم، كنيسة ومدرسة وجمنيزيوم ومكاتب. نمضي أكثر من ساعتين في متابعة قيام لازلو بالمشروع متمتعاً بمباركة ڤان بورين ومساندته رغم خلافات لازلو مع محيطين ببورين وبينهم ابنه. محامي بورين يساعده في جلب زوجته وإحدى قريباته.

تكاد التفاصيل أن تقتل فيلماً يقوم على مواجهة لازلو (ثم عائلته) لحياة يصعب له العيش فيها من دون التنازل والتأقلم معها. يقف الفيلم معه في هذه المواجهة فإذا به الشخص الوحيد الذي يمكن للمُشاهد القبول به. هذا على الرغم من أنه اعتاد سريعاً على الهيرويين، أمر يحدث غالباً بعيداً عن الكاميرا، لكنه في النهاية ينضح بقفزة صوب مشهد اغتصاب بورين له في بعض أنحاء إيطاليا خلال زيارة. يسأله بورين قبل ذلك «كيف تناهض ما تعرضت له من اضطهاد وتقبل إهانة نفسك؟». سؤال مهم كان يمكن أن يقع قبل ذلك المشهد أو بعده. هناك أيضاً تلك المؤثرات الصوتية التي تهدر وتستخدم مطارق وضرب على أنابيب فارغة (أو ما هو قريب منها) وأدوات أخرى مختلفة لخلق تأثير صادم. الناتج فيلم ضخم ببصرياته، مضج في صوتياته ودراما متكلّفة في السرد.

أين الحرب؟

لا يضع المخرج الإسرائيلي عاموس جيتاي علامة استفهام على عنوان فيلمه الجديد «لماذا الحرب» (Why War)، بذلك ينتقل بعنوانه إلى طموح لا ينجزه الفيلم وهو تفسير أسباب الحرب.

بدايته تنطلق بلقطة بكاميرا «ستدي كام» لمدّة 7 دقائق، واحدة تبدأ في شارع وتنتهي داخل تجمّع، لكنها لا تفضي إلى شيء. الفيلم مأخوذ جزئياً عن رسائل متبادلة بين سيغموند فرويد وألبرت أينشتاين وهذه بدورها لا تفضي إلى شيء.

إيرين جاكوب بطلة «لمَاذا الحرب» (شوتايم)

تظهر الممثلة الفرنسية إيرين جاكوب وهي تكتب رسالة (نسمعها تقرأها في الوقت نفسه) موجهة إلى المخرج، تتساءل فيها عن معنى الحرب. لا تصل إلى جوابٍ وينتقل الفيلم إلى لقاءٍ بين الفرنسي ماثيو أمالريك في دور فرويد، والإسرائيلي ميشا ليسكوت في دور أينشتاين. الأول بغليونه والثاني بباروكة شعر مضحكة. كذلك حال النظريات المتبادلة حول الحرب والثقافة والإنسان. تأتي وتذهب دون أن تترك أي أثر.


مقالات ذات صلة

شاشة الناقد: «فيلم نوار»

سينما واكين فينكس في «جوكر: جنون ثنائي» (وورنر)

شاشة الناقد: «فيلم نوار»

جزء جديد من «ذَ جوكر» مع واكين فينكس وليدي غاغا

محمد رُضا‬ (ڤينيسيا)
يوميات الشرق عصام عمر على السجادة الحمراء (إدارة مهرجان فينيسيا)

فنانون يواصلون دعم فلسطين عبر مهرجانات السينما العالمية

لفت الممثل المصري الشاب عصام عمر الانتباه خلال وجوده على السجادة الحمراء في الدورة الـ81 من مهرجان «فينيسيا»، بوضع «دبوس» يحمل ألوان العلم الفلسطيني.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق إحصاءات غرفة صناعة السينما المصرية تشير إلى أن عدد الأفلام الروائية المنتجة في عام 2023 بلغ 67 فيلماً مقارنة مع 51 سنة 2022 (أرشيفية - رويترز)

وزير الثقافة: السينما المصرية ليست في أفضل حالاتها وتحتاج إلى نهضة مؤسسية

كشف وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو عن أن صناعة السينما المصرية ليست في أفضل حالاتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
سينما ليدي غاغا لدى وصولها إلى الليدو (إ.ب.أ)

ليدي غاغا حاولت «نسيان» ما تعلمته في مجال الغناء استعداداً لدورها في «جوكر»

كشفت ليدي غاغا في مهرجان البندقية السينمائي أنها حاولت خلال استعدادها لدورها في فيلم «جوكر: فولي آ دو» نسيان ما تعلمته في مجال الغناء.

«الشرق الأوسط» (البندقية)
يوميات الشرق لوحة الفنانة نبيلة أبو الجدايل التي استُلهم منها الفيلم (إنستغرام الفنانة)

«واسجد واقترب»... أول فيلم كرتون سعودي في مهرجان فينيسيا السينمائي

محملاً بـ31 جائزة من مهرجانات سينمائية متعددة، حقق الفيلم السعودي القصير «واسجد واقترب» خطوة جديدة نحو العالمية، بعد عرضه ضمن فعاليات مهرجان فينيسا السينمائي.

«الشرق الأوسط» (الدمام)

«ڤينيسيا» يدفع بالأسماء الكبيرة والأفلام المهمّة

بوستر (مهرجان ڤينيسيا السينمائي)
بوستر (مهرجان ڤينيسيا السينمائي)
TT

«ڤينيسيا» يدفع بالأسماء الكبيرة والأفلام المهمّة

بوستر (مهرجان ڤينيسيا السينمائي)
بوستر (مهرجان ڤينيسيا السينمائي)

تنطلق، غداً (الأربعاء)، النسخة الجديدة من مهرجان «ڤينيسيا» السينمائي، وتنتهي مساء 7 سبتمبر (أيلول)، حاملاً بكل ثقة، الرقم 81 في عدّاد دوراته، وبذلك يكون هو شيخ المهرجانات قاطبةً، المتجدد كل عام في مثل هذه الأيام.

فيلم الافتتاح اختير بذكاء، علماً بأن أحداً لا يعرف بعد مَن نافسه في عملية الانتقاء. هو فيلم «بيتلجوس بيتلجوس» (Beetlejuice Beetlejuice) للمخرج تيم بيرتون، وبطولة مايكل كيتُون. كلاهما من الذين احتلوا المكانة التي هما عليها من دون أن يشهدا تراجعاً في الاهتمام أو سوء اختيارات مهنية كبيرة.

بالنسبة إلى بيرتون، كان قد بدأ مهنته سنة 1971 بـ10 أفلام قصيرة قبل أن يدلف إلى الفيلم الروائي الطويل، ومَن يتابع مسيرته في ذلك الحين سيدرك كم هو مهووس بالغرائبيات والأفلام التي قد تخيف قليلاً وتُضحك كثيراً، كما الحال في فيلمه القصير الأول «جزيرة دكتور أغور» (The Island of Doctor Agor)، ولاحقاً في «طبيب الأجل المحتوم» (Doctor of the Doom)، ثمّ «فرانكنويني» (Frankenweenie) سنة 1988 الذي أعاد تحقيقه فيلماً طويلاً سنة 2012.

«بيتلجوس بيتلجوس» مايكل كيتون... الحقيقة والخيال (بلان ب إنترتاينمنت)

معظم أفلامه كانت غرائبية وغريبة. «بيتلجوس» الأول كان ثاني أعماله، أنجزه قبل 36 سنة من هذا الفيلم، وحسب كيتُون، كان هو وبيرتون كثيراً ما يتساءلان كلما التقيا عمّا إذا كانا يريدان تحقيق جزءٍ ثانٍ من هذا الفيلم الذي يؤدي فيه كيتُون دور شخص بهذا الاسم المركّب، ما زال حيّاً يُثير الرّعب والفكاهة على قدر متساوٍ.

ما سنراه هو شكل مُعتنى به ليُثير هذه النوازع، لكنه لن يكون وحيداً في هذا المنهج بل سنُشاهد بعد أسبوع من الافتتاح واكيم فينكس يؤدي دوراً غريب الشكل والدواخل كذلك في «جوكر: جنون ثنائي» (Joker‪:‬ folie à deux) كما سبق له أن فعل في الجزء الأول سنة 2019، الفارق المهم أن فيلم بيرتون دعابة، والثاني لمخرجه تود فيليبس، جادٌّ ومخيفٌ كما يُتوقَّع له أن يكون.

جزء من استعراض

ستجري المقارنة بين الممثلَين كيتُون وفينكس بلا ريب، لكنَّ المهرجان مَليءٌ بالأفلام التي تستدعي الاهتمام لدرجة كبيرة. الزحام المتوقع من الجمهور، كما من الإعلاميين، قد يكون أكبر حجماً من العام الماضي حسب مصادر المهرجان الرسمية، خصوصاً على الأفلام التي تحمل تواقيع مخرجين مهمّين من بينهم بوبي أڤاتي، الذي سيختم عروض المهرجان بفيلمه الجديد «الحديقة الأميركية» (L‪’‬orto Americano)، وهو واحد من هجمة إيطالية ملحوظة هذا العام تتضمن أسماءً معروفة مثل موريا دلبيرو وجياني أميليو ولوكا غوادانانو.

هؤلاء بدورهم جزءٌ من استعراض أوروبي يضمّ 13 فيلماً لـ13 مخرجاً في المسابقة التي تتألّف من 21 فيلماً. الأفلام الباقية موزَّعة بين الأميركي والبرازيلي والأسترالي والإسباني والصيني والسنغافوري.

الأسماء المحتشدة من الممثلين والممثلات أكبر عدداً، وتعدادها يبدأ بالممثلين المذكورين آنفاً إلى جانب أنجلينا جولي، وبراد بت، وجورج كلوني، وجوليانا مور، وتيلدا سوينتن، وجون تورتورو.

ممثلتان وسبعة مخرجين

في الظاهر لا شيء يختلف هنا عمّا يقع في مهرجان «كان» كل سنة: الأفلام المميّزة (الجيد منها والرديء والبين بين) والنجوم وعدسات المصوّرين وتهافت الجمهور لرؤية نجمهم المفضل (ذكراً أو أنثى) وهو يمرّ أمامهم. يوقّع بعض الأوتوغرافات ويرفع يده محيياً قبل أن يدلف إلى القاعة فيهبّ الحاضرون وقوفاً مصفقين.

على ذلك، البيئة الحاضنة تختلف. بالمقارنة يبدو «كان» مثل مصنع شوكولاتة بمذاقات وأحجام مختلفة، لكن «ڤينيسيا» يبقى، بعد كل هذه السنين، أكثر حميمية. هو منافس أول بين كل مهرجانات العالم للمهرجان الفرنسي، والسباق بينهما دوماً على مَن يَعرض أفضل الأفلام ومَن تعيش أفلامه موسم الجوائز الممتد أمامه حتى بلوغ سباق «الأوسكار» ومَن يجري اختياره في لجان التحكيم.

إيزابيل أوبير رئيسة لجنة التحكيم (كانال +)

على ذكر لجان التحكيم، فإن النخبة التي ستتولى تقييم كل أفلام المسابقة الرئيسية تضمّ الممثلة الفرنسية إيزابيل أوبير، رئيسةً، تحت إدارتها هناك 8 سينمائيين سعداء بينهم الممثلة الصينية زانغ زيي التي رصد لها الغرب اهتماماً كبيراً منذ أن شاهدها في عدد من أفلام زانغ ييمو، بدءاً من فيلمها الأول «طريق البيت» (The Road Home)، 1999. تحتوي مسيرتها كذلك على مشاركات في أفلام هوليوودية كما الحال في «Rush Hour 2»، و«Horsemen» في الأعوام القليلة الماضية.

الباقون مخرجون، بدءاً من البولندية أنييشكا هولاند التي كانت قد عرضت فيلمها الأخير في مسابقة العام الماضي «حدود خضراء Green Border»، والأميركي جيمس غراي الذي حصد من هذا المهرجان جائزة «الأسد الفضي» سنة 1994 عن «أوديسا الصغيرة» (Little Odessa)، كذلك المخرج البريطاني أندرو هاي الذي كان قد عرض فيلمه «اتكئ على بيت» (Lean on Pete) في دورة 2017 من هذا المهرجان.

من البرازيل المخرج كليبير ميندونسا فيلهو، الذي خطف جائزة لجنة التحكيم في مهرجان «كان» سنة 2019 عن فيلم «باكوراو» (Bacurau). المخرج والكاتب الموريتاني عبد الرحمن سيساكو منضمٌّ بدوره، وهو الذي قدّم في «كان» أيضاً فيلمه الذي دخل سباق «الأوسكار» في عام 2014.

أيضاً في هذا المحفل الإيطالي جيسبي تورناتوري («سينما باراديزو»، 1981)، والمخرجة الألمانية جوليا ڤون هاينز التي كانت قد عرضت «وَغَدَا العالم بأسره» (And Tomorrow the Entire World) في دورة «ڤينيسيا» سنة 2020.

كيف سيتّفق (أو كيف سيختلف) هذا العدد من المخرجين ذوي الأساليب والأذواق والاهتمامات المختلفة؟ هو أمر من المستحيل معرفته، يتطلّب عقاراً يشربه الراغب ليتحول إلى إنسان غير مرئي يدخل معهم ويستمع.