فيلم آخر يفترض وقوع حرب أهلية في الولايات غير المتحدة

احتمالاتها تُقلق أميركا من جديد

من «حرب أهلية»: خراب المدن ( Films A24)
من «حرب أهلية»: خراب المدن ( Films A24)
TT

فيلم آخر يفترض وقوع حرب أهلية في الولايات غير المتحدة

من «حرب أهلية»: خراب المدن ( Films A24)
من «حرب أهلية»: خراب المدن ( Films A24)

قبل 4 أشهر انطلق للعروض التجارية عالمياً، وبنجاح، فيلم «حرب أهلية Civil War»، الذي افترض أن حرباً بين فريقين أميركيين اشتعلت بعنف وقسمت البلاد إلى معسكرين، كما حصل في عام 1861 عندما وقعت الحرب الأهلية الأميركية الفعلية واستمرت 4 سنوات، ذهب ضحيتها مئات الألوف.

حروب افتراضية

هذا الأسبوع ينطلق فيلم آخر بعنوان «لعبة حرب War Game» ليتناول الموضوع نفسه. ماذا لو شهدت الولايات المتحدة حرباً أهلية جديدة؟ ما الذي سيحدث؟ كيف سيتصرّف أهل الحكم في البيت الأبيض والحكومة؟

في الحقيقة لم يسعَ فيلم أليكس غارلاند «حرب أهلية»، 2024، للافتراض. عالج موضوعه بوصفه حقيقةً محتمَلة الوقوع. لم يتطرّق مثلاً إلى كيف ولماذا، ولم يُجب عن أسئلة وتوقعات، بل استبدل بكل ذلك الحديث عن بذل سيدتين ورجلين من الصحافة جهدهم لنقل الحقيقة كما يجب لها أن تُنقل، وهذا يعني دخول المعترك وتحمّل المخاطر، بل دفع الأرواح فديةً لعمل ينقل إلى الجالسين أمام أجهزتهم التلفزيونية (أو شاشات الكومبيوتر)، ما يبذله الآخرون من مشاق ومخاطرَ لنقله.

«لعبة حرب» يفترض، بذلك يعالج المسألة من زاوية مختلفة، الفارق أن الفيلم الأول ينحى جانباً بموضوعه ولو أن هذا يعني توقعاً محدوداً لقيام حرب بين الأميركيين لأسباب سياسية.

«كابتن أميركا: حرب أهلية» (مارڤل استوديوز)

سياسيون ممثلون

الفيلم الجديد، للمخرجَين توني غربر وجيسي موس، يضع تصوّراً افتراضياً لنشوب تلك الحرب إثر انتخابات الرئاسة. ما إن يجلس الرئيس المنتخب في البيت الأبيض، ومن قبل أن يسخن مقعده الوثير تحته، يفتح منافسه جبهة ضدّه. لكلّ فريق أعوان ولكلّ منهما ذخيرته من السلاح والقوى العسكرية.

كلا الفيلمين استنتج احتمالات هذا الوضع من بين حيثيات فعلية مطروحة. تحديداً، صعود نجومية دونالد ترمب واحتمالات خسارته مجدداً في الانتخابات المقبلة، والإشاعات التي سادت أن حرباً أهلية ستقع بين بعض الولايات ضد ولايات أخرى. نوع من المواجهة المسلحة بين الديمقراطيين والجمهوريين.

في «لعبة الحرب» يضعنا الفيلم في المعضلة السياسية مباشرةً ومن خلال شخصيات سياسية وأمنية فعلية من بينها، ويسلي كلارك، ودوغ جونز، وستيف بولوك (الذي يؤدي دور رئيس الجمهورية المنتخب جون هوثام)، ولويس كولديرا. هناك ممثلون غير مشهورين بينهم روبرت ستريكلاند، مُزجوا بين الشخصيات الفعلية. ستريكلاند يلعب دور الرئيس الذي خسر الانتخابات بفاصل دقيق، لكنه ليس من النوع الذي يقبل النتيجة. الحرب ولا الهزيمة.

بعض المراجع من بينها (IMDb) عدّت الفيلم تسجيلياً. هو في حقيقته طبخة تجمع المنهج التسجيلي مع التفعيل الدرامي. من ناحية، لا يمكن اعتبار فيلم يقع في أي لحظة مستقبلية عملاً تسجيلياً، ناهيك بأن يكون وثائقياً أيضاً. لكن استخدامه شخصيات حقيقية (بعضها ظهر في برامج ومقابلات تلفزيونية متحدّثاً عن الأمن والسياستين المحلية والدّولية، ولعب دوره محافظاً أو حاكم ولايات) يجعله نوعاً من الافتراض المبرمج ليبدو تسجيلاً.

مجلس حرب وهمية في «لعبة حرب» (أنونيموس كونتنت)

بلا حكاية... بلا نتيجة

يتداول المجتمعون في غرفة العمليات التابعة للبيت الأبيض الوضع فيما لو حاولت المعارضة المسلحة انتزاع الحكم بالقوّة. تستمر المداولات 6 ساعات حاسمة، كان المطلوب خلالها وضع خطّة للقضاء على التّمرد المحتمَل. وضع المخرجان الخطة الزمنية لأجل إحداث تشويق وتوتر وهما ينجحان في ذلك إلى حدٍّ كافٍ، لكن كل شيء يتبخر في النهاية نظراً لأن القرار النهائي هو أن على الحكم أن يبقى كما هو وأن الحل هو للقيادة بصرف النظر عن أي مشكلة أمنية أو سياسية تقع.

مسرح الأحداث محدود بمكان واحد غالباً. هذا يجعل الفيلم يبدو أقرب إلى لعبة مسرحية لا كلعبة حرب أهلية. هم «ذي غود غايز»، الرجال الصالحون. الآخرون يوصفون بـ«المتطرفين». لكننا إذ نتابع فيلماً يبحث في هذه الاحتمالات نتابع لعبة فعلية كتلك التي يلعبها الأطفال على طريقة «أبطال وحرامية». فالمسألة الواضحة للجميع أن لا شيء جاداً يقع وأن الجانبين يمنحان المشاهد افتراضاً مُمثّلاً لا حقيقة له ولا يأتي بجواب شافٍ.

هو فيلم خالٍ من القصّة الفعلية يقوم على مبدأ «ماذا لو؟»، وهو مبدأ جيد ما دام هناك جواب عليه أو، على الأقل، عمق في الطرح. هذا على صعيد المادة التي يسردها الفيلم، أمّا على صعيد الحرفة نفسها فالوضع أفضل. حتى التمثيل من غير المحترفين يشارك في جعل الفيلم ترفيهاً صغيراً.

يجب ألا يغيب عن البال أن فكرة العودة إلى حرب كبيرة تقع في الولايات المتحدة في الزمن الحاضر وردت في أكثر من فيلم (وبعض الأعمال التلفزيونية)، كما حال «كابتن أميركا: حرب أهلية»، الذي أخرجه الأخوان أنطوني وجو روسو في غمار سلسلة الكوميكس الشهيرة. في هذا الفيلم الذي عُرض في عام 2016 فإن تلك الحرب نشبت بسبب الأمم المتحدة (هناك منصّات أميركية حالياً تعدّ الأمم المتحدة وكالة ذات مكائد ومآرب ضد الولايات المتحدة)، وقسّمت أبطال الكوميكس إلى فريقين كلٌّ في اتجاه مضاد للآخر.


مقالات ذات صلة

نيللي كريم لـ«الشرق الأوسط»: أطمح لتقديم فيلم استعراضي

يوميات الشرق نيللي كريم لـ«الشرق الأوسط»: أطمح لتقديم فيلم استعراضي

نيللي كريم لـ«الشرق الأوسط»: أطمح لتقديم فيلم استعراضي

تخوض الفنانة المصرية نيللي كريم تجربتها المسرحية الأولى في مصر عبر عرض «السندباد» في مهرجان «العلمين الجديدة» بالساحل الشمالي.

داليا ماهر (القاهرة)
سينما عرين عمري ومحمد بكري في «ما بعد» (ماد وورلد)

شاشة الناقد: هجرة وحروب

الحزن الذي يسود فيلم مها الحاج الجديد ليس مُفتعلاً. هو مَعيش في كل أرجاء هذا الفيلم القصير وعناصره (31 دقيقة)، في الفكرة، وفي المعالجة

محمد رُضا‬ (لندن)
يوميات الشرق الفنان أيمن زيدان مؤلفاً ومخرجاً لـ«أيام الرصاص» في أحد المشاهد بالفيلم (الشرق الأوسط)

«أيام الرصاص»... تقاطعات اجتماعية مختلفة لرجل قاسي الملامح

فيلم «أيام الرصاص» التجربة الإخراجية الثالثة لأيمن زيدان، حيث قدّم أيمن فيلمين روائيَّين سابقين، وتجسد بنيته السردية شكلاً أقرب إلى الحالة البوليسية.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق مشاهدة الأفلام المأخوذة عن روايات ودراستها جزآن أساسيان بالورشة (الشرق الأوسط)

السينما السعودية للاستفادة من الأدب المحلي

بدأ برنامج «صناع الأفلام» التابع لهيئة الأفلام السعودية برئاسة المخرج عبد الله آل عياف، تنفيذ «خطة طموح» للاستفادة من الأدب المحلي عبر ورشة «الاقتباس»

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق طفل فلسطيني في الفيلم (مهرجان القدس السينمائي)

«الأمل آخر من يموت»... فيلم بالذكاء الاصطناعي يوثق «حرب غزة» سينمائياً

«الأمل آخر من يموت» ليس مجرد فيلم فلسطيني وثائقي بل يستحوذ هذا العمل على من يشاهده منذ اللحظة الأولى.

انتصار دردير (القاهرة )

روبرت داوني جونيور يعلن عودته إلى أفلام «مارفل»

روبرت داوني جونيور يعلن عودته إلى أفلام «مارفل» للأبطال الخارقين (أ.ب)
روبرت داوني جونيور يعلن عودته إلى أفلام «مارفل» للأبطال الخارقين (أ.ب)
TT

روبرت داوني جونيور يعلن عودته إلى أفلام «مارفل»

روبرت داوني جونيور يعلن عودته إلى أفلام «مارفل» للأبطال الخارقين (أ.ب)
روبرت داوني جونيور يعلن عودته إلى أفلام «مارفل» للأبطال الخارقين (أ.ب)

أعلن الممثل الحائز جائزة أوسكار، روبرت داوني جونيور، عودته إلى أفلام «مارفل» للأبطال الخارقين، وذلك خلال حدث كان منتظراً ضمن ملتقى «كوميك كون» المُقام في كاليفورنيا، الذي يشكّل مهرجاناً رئيسياً للثقافة الشعبية.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، سينضم هاريسون فورد، وبيدرو باسكال أيضاً إلى شركة «مارفل» التابعة لمجموعة «ديزني» التي أعلنت مساء السبت خططها لإحياء سلسلة الأبطال الخارقين المتعثرة، على الرغم من تحقيق إيرادات في شباك التذاكر بلغت 30 مليار دولار.

وسيعود روبرت داوني جونيور، الممثل البارز في عالم «مارفل»، المعروف بتأديته دور «آيرن مان» (الرجل الحديدي)، مع تولي شخصية مختلفة تماماً هي «دكتور دوم»، وهو شخص شرير مُستوحى من شرائط «مارفل» المصوّرة.

وظهر الممثل الذي حاز هذه السنة جائزة أوسكار عن دوره في فيلم «أوبنهايمر» للمخرج كريستوفر نولان، مساء السبت على مسرح «كوميك كون» محاطاً بمجموعة من الشخصيات التي كانت تضع أقنعة قبل أن يتقدّم ويعلن أمام حشد من الحاضرين عودته إلى أفلام «مارفل».

وقال الممثل الذي انسحب من عالم «مارفل» عام 2019 بعد أن أدّى دور «الرجل الحديدي» على مدار 9 أفلام، «قناع جديد. المهمة نفسها. ماذا قلت لكم؟ أحب تأدية شخصيات مركّبة».

وافتُتحت أمسية «مارفل» مع عشرات المغنيين والراقصين الذين كانوا يرتدون أزياء باللونين الأحمر والأصفر للأبطال الخارقين في فيلم «ديدبول آند ولفيرين» الذي بدأ عرضه خلال نهاية عطلة الأسبوع الحالية، ويُتوقع أن يدرّ إيرادات قياسية.

وقد هيمن عالم «مارفل» إلى حد كبير على هوليوود خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وبلغ ذروة نجاحه عام 2019 مع فيلم «أفنجرز: إندغيم» (Avengers: Endgame)، الذي أصبح لفترة وجيزة الفيلم الأكثر درّاً للإيرادات على الإطلاق، محققاً أكثر من 2.79 مليار دولار في العالم.

لكن يبدو أنّ الجمهور قد سئم هذا العالم المستوحى من الشرائط المصوّرة، مع حبكاته المتكررة ومجموعته المعقدة من الشخصيات، فعدد كبير من أفلام «مارفل» الأخيرة فشل تجارياً.

3 أفلام في العام المقبل

انطلق ملتقى «كوميك كون» (الخميس) مع عرض خاص لفيلم «ديدبول آند ولفيرين»، بحضور الممثلَين راين رينولدز، وهيو جاكمان اللذين استقبلهما نحو 6 آلاف شخص، كان عدد كبير منهم يرتدون أزياء الأبطال أو الأشرار.

ومن بين كل الفعاليات المخطط لها حتى اليوم (الأحد)، كان الحدث الخاص بـ«مارفل» الأكثر متابعةً، إذ اصطفّ محبو هذا العالم في طوابير لساعات حتى يتمكّنوا من حضور الحدث.

وقد اهتزّت «مارفل» أيضاً بعد رحيل شخصيات شهيرة في أفلامها، على غرار «الرجل الحديدي» الذي يؤدي دوره روبرت داوني جونيور، بالإضافة إلى استبعاد جوناثان ميجورز من دور الشرير الجديد بعد إدانته بالعنف المنزلي.

لكنّ مسألة بديله تم حلها بشكل واضح (السبت) مع إعلان عودة روبرت داوني جونيور.

وسيعود أيضاً إلى عالم «مارفل» الأخوان جو وأنتوني روسو اللذان أخرجا فيلم «أفنجرز: إندغيم» عام 2019. وسيتوليان إخراج «أفنجرز: دومزداي» الذي سيصدر في مايو (أيار) 2026، و«أفنجرز: سيكرت وورز» المرتقب بدء عرضه في 2027.

وفي العام المقبل، سيتم إطلاق 3 أفلام هي «كابتن أميركا: برايف نو وورلد»، مع هاريسون فورد في دور ثاديوس روس، وهو رئيس أميركي، الذي يتحول إلى شخصية حمراء، و«ثاندربولتس»، و«ذي فنتاستيك 4: فرست ستيب». وهذه الأفلام مرتقبة في مايو ويوليو (تموز) 2025.

وفي وقت سابق من السبت، عرض استوديو «وارنر» المنافس لشركة «ديزني» مقتطفات من «ذي بنغوين» من بطولة كولين فاريل، وهو مسلسل مستوحى من عالم باتمان سيبدأ عرضه في 19 سبتمبر (أيلول) على شبكة «إتش بي أو».

وبعيداً عن هذا السيل الترويجي، يبقى ملتقى «كوميك كون» قبل كل شيء فرصة لآلاف من محبي الثقافة الشعبية لارتداء أزياء شخصيات «ديزني» أو بزات ساموراي، ولمقابلة مهووسين آخرين وتبادل شرائط مصوّرة معهم.