إيرادات «يونيفرسال» تتفوق على منافساتها رغم ابتعادها عن أفلام الأبطال الخارقين

للمرة الأولى منذ نحو عقد

لافتة تحمل شعار شركة «يونيفرسال» في بكين (رويترز)
لافتة تحمل شعار شركة «يونيفرسال» في بكين (رويترز)
TT

إيرادات «يونيفرسال» تتفوق على منافساتها رغم ابتعادها عن أفلام الأبطال الخارقين

لافتة تحمل شعار شركة «يونيفرسال» في بكين (رويترز)
لافتة تحمل شعار شركة «يونيفرسال» في بكين (رويترز)

تفوقت شركة «يونيفرسال بيكتشرز» الأميركية للإنتاج السينمائي العام الماضي، على مواطنتها «ديزني» على مستوى إيرادات شباك التذاكر، للمرة الأولى منذ نحو عقد، بفضل أفلام حققت نجاحاً جماهيرياً، من بينها «ذي سوبر ماريو براذرز موفي» و«أوبنهايمر» الذي حصد عدداً من جوائز الأوسكار.

ورغم التوقعات القاتمة للقطاع عموماً، لدى «يونيفرسال» - من جهتها - أسباب تحمل على التفاؤل، خلال نسخة هذه السنة من ملتقى «سينماكون» في لاس فيغاس الذي يتيح للاستوديوهات الهوليوودية إطلاع أصحاب دور السينما في مختلف أنحاء العالم على إنتاجاتها المقبلة.

وقالت رئيسة المجموعة دونا لانغلي، خلال مؤتمر صحافي الأربعاء: «ما مِن شيء يمكن أن تطلبه (شركة إنتاج) أهم من أن تتبوأ صدارة شباك التذاكر وتفوز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم».

وأضافت: «لربما كان من السهل بعد ذلك أن ننام على أمجادنا بثقة، أليس كذلك؟ لكن هذا (الإنجاز) لا يكفي بالنسبة إلينا»، ثم أعلنت سلسلة من الأعمال الجديدة التي ستُطرح، وأبرزها «ويكد»، وفق ما ذكرته وكالة «الصحافة الفرنسية».

وطُلب من المغنية أريانا غراندي والممثلة والمغنية سينتيا إريفو والممثل والموسيقي جيف غولدبلوم، الصعود إلى خشبة المسرح للترويج لفيلمين مقتبسين من مسرحية برودواي الغنائية الناجحة هذه. وسيعرض أول هذين الفيلمين الحافلين بالنجوم في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

المغنية أريانا غراندي (يسار) والممثلة والمغنية سينتيا إريفو تتحدثان خلال ملتقى «سينماكون» في لاس فيغاس (أ.ف.ب)

وتشكّل «يونيفرسال» في نظر كثير من أصحاب دور السينما الكبرى وسيلة تمكّن الصالات من التعافي، بفضل مجموعة متنوعة من الأفلام خارج نطاق فئة قصص الأبطال الخارقين، تحظى بحملات تسويق تنتشر بكثافة على شبكات التواصل الاجتماعي.

ويعوّل أصحاب دور العرض تحديداً، إضافة إلى «ويكد»، على أفلام رسوم متحركة مثل «ديسبيكيبل مي 4» و«ذي وايلد روبوت»، لجذب المشاهدين مجدداً خلال هذه المرحلة العصيبة التي يشهدها القطاع.

توقُّعات بتراجع الإيرادات

وشهدت الإيرادات التي تأثرت سلباً أيضاً بالبث التدفقي، تعافياً تدريجياً منذ جائحة «كوفيد - 19»، لكن من المتوقع أن تنخفض سنة 2024، بعد إضرابَي الممثلين وكتاب السيناريو في هوليوود اللذين أعاقا حركة الإنتاج لأشهر عدة خلال العام الماضي، ما انعكس على جدول إطلاق عروض الأفلام.

إلا أن شركة «يونيفرسال» تتدبر أمرها جيداً في مواجهة أبرز منافساتِها، وهي «ديزني» و«وارنر» و«باراماونت».

وقبل عام واحد فحسب، أحضرت لانغلي المخرج كريستوفر نولان إلى المسرح نفسه في لاس فيغاس للتحدث عن فيلمه «أوبنهايمر».

وكان هذا الرهان مكلفاً لـ«يونيفرسال» التي قدمت لنولان دعماً سخياً لإقناعه بالتخلي عن شركة «وارنر».

وحقق «أوبنهايمر» إيرادات بلغت نحو مليار دولار. وكانت للمخرج إطلالة بالفيديو، الأربعاء، شكر فيها أصحاب دور السينما.

وقالت رئيسة قسم التوزيع الدولي في شركة «يونيفرسال» فيرونيكا كوان فاندنبرغ لوكالة «الصحافة الفرنسية»، إن صناعة السينما «لم تعد تستطيع الاعتماد على (فئة من) الأفلام التي كانت تقليدياً قوية جداً على مدى السنوات العشرين الماضية».

وخلافاً لمنافساتها، لا تمتلك «يونيفرسال» أياً من سلاسل أفلام الأبطال الخارقين التي استقطبت جماهير كبيرة إلى دور العرض في الآونة الأخيرة. وقد أثر ذلك سلباً على المجموعة في السنوات الأخيرة، لكن فشل أفلام مثل «مدام ويب» و«ذي مارفلز» أوجد انطباعاً بأن الجمهور سئم من جميع الأبطال الخارقين شبه المتطابقين.

ولاحظت كوان فاندنبرغ أن هذه السلاسل «حققت نتائج جيدة جداً لمدة طويلة (...)، لكنّ الجمهور اليوم (...) بات يريد حقاً أن يعرف ماذا يختلف» بين الواحدة والأخرى.

باربنهايمر

وأصبحت الشبكات الاجتماعية أداة أساسية أكثر فأكثر للاستوديوهات. وعلى غرار «وارنر»، أفادت «يونيفرسال» إثر ظاهرة «باربنهايمر»، وهي اسم أطلق على موجة الحضور العارمة في دور السينما خلال تزامن عروض فيلمي «باربي» و«أوبنهايمر» العملاقين الصيف الماضي.

ورأت كوان فاندنبرغ أن هذه التوجهات العفوية «أمر يصعب جداً تحقيقه». إلا أن «يونيفرسال» نجحت أحياناً كثيرة في ذلك، كما في النجاح الذي حصدته رقصة فيلم الرعب «ميغان» على شبكة «تيك توك».

وشهد العام السابق انتشار موضة فيلم «جنتل مينينز»، إذ تهافت المراهقون على مشاهدة الجزء الأحدث من سلسلة «مينينز»، وهم يرتدون البدلات وربطات العنق ويقلدون الشخصية الرئيسية فيلونيوس غرو.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، راجت سرقة ملصقات فيلم الرعب «فايف نايتس آت فريديز». ومع أن أصحاب دور العرض تضرروا من ذلك، فإن هذه الظاهرة كانت مفيدة جداً، من حيث كونها دعاية مجانية لفيلم «يونيفرسال».

وقالت كوان فاندنبرغ: «عندما أصدرنا المقطع الدعائي الأول لـ(M3GAN)، ورأينا مدى انتشار الرقص على (تيك توك)، بدأنا بتنظيم الأنشطة في كل أنحاء العالم حيث تم عرضه».

وأضافت: «إنه ليس بالضرورة شيئاً نقرر إيجاده، لكننا نساعد في دعم شهرة فيلم والحماسة التي يثيرها».


مقالات ذات صلة

ترمب وهوليوود... حربٌ من طرفٍ واحد؟

الولايات المتحدة​ انطلق ترمب من عالم الشهرة والإعلام لكن الرئيس الأميركي ليس محبوب المشاهير (أ.ف.ب)

ترمب وهوليوود... حربٌ من طرفٍ واحد؟

ليس دونالد ترمب محبوب المشاهير وهم لم يوفّروا فرصة لمهاجمته خلال ولايته الأولى وخلال فترة ترشّحه، لكنهم هذه المرة سيتجنّبون استفزازه لأسباب كثيرة.

كريستين حبيب (بيروت)
الولايات المتحدة​ المغينة الشهيرة بيونسيه تحتضن المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس خلال تجمع انتخابي (د.ب.أ)

بين بيونسيه وتايلور سويفت... لماذا لم يكن دعم المشاهير لهاريس كافياً؟

رغم قدرة نجوم ونجمات من عيار بيونسيه وتايلور سويفت مثلاً على استقطاب الحشود الجماهيرية، لم ينجح دعمهما هاريس في التغلب على ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الممثل الأميركي الشهير آل باتشينو (أ.ف.ب)

آل باتشينو: نبضي توقف دقائق إثر إصابتي بـ«كورونا» والجميع اعتقد أنني مت

كشف الممثل الأميركي الشهير آل باتشينو أنه كاد يموت في عام 2020، إثر إصابته بفيروس «كورونا»، قائلاً إنه «لم يكن لديه نبض» عدة دقائق.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق «جاك سبارو» في المستشفى (إ.ب.أ)

«القرصان» جوني ديب يُفاجئ أطفالاً في مستشفى إسباني

فاجأ الممثل جوني ديب النزلاء في جناح علاج الأطفال بأحد المستشفيات الإسبانية، وهو يرتدي ملابس شخصية «جاك سبارو» من سلسلة الأفلام الشهيرة «قراصنة الكاريبي».

«الشرق الأوسط» (مدريد)
آسيا ميريل ستريب خلال حدث «إشراك المرأة في مستقبل أفغانستان» (إ.ب.أ)

ميريل ستريب: القطط تتمتع بحقوق أكثر من النساء في أفغانستان

قالت الممثلة الأميركية الشهيرة ميريل ستريب، الاثنين، إن القطط تتمتع اليوم بحرية أكبر من النساء في أفغانستان التي تحكمها حركة «طالبان».

«الشرق الأوسط» (كابل)

وثائقي ينقل بعيون إسرائيلية وفلسطينية واقع الاستيطان في الضفة الغربية

المخرجان الفلسطيني باسل عدرا (يسار) والإسرائيلي يوفال أبراهام في باريس (أ.ف.ب)
المخرجان الفلسطيني باسل عدرا (يسار) والإسرائيلي يوفال أبراهام في باريس (أ.ف.ب)
TT

وثائقي ينقل بعيون إسرائيلية وفلسطينية واقع الاستيطان في الضفة الغربية

المخرجان الفلسطيني باسل عدرا (يسار) والإسرائيلي يوفال أبراهام في باريس (أ.ف.ب)
المخرجان الفلسطيني باسل عدرا (يسار) والإسرائيلي يوفال أبراهام في باريس (أ.ف.ب)

بعد أن أحدث ضجة كبيرة في مهرجان برلين السينمائي أوائل العام، يُطرح في صالات السينما الفرنسية الأربعاء الوثائقي «لا أرض أخرى» No Other Land الذي صوّرت فيه مجموعة من الناشطين الإسرائيليين والفلسطينيين لخمس سنوات عملية الاستيطان في مسافر يطا في منطقة نائية بالضفة الغربية.

وقد فاز الفيلم بجائزة أفضل وثائقي في مهرجان برلين السينمائي، فيما اتُّهم مخرجاه في ألمانيا وإسرائيل بمعاداة السامية بعدما قالا عند تسلّم جائزتهما إن الوضع الذي يعكسه الوثائقي هو نظام «فصل عنصري».

أحد مخرجي العمل، باسل عدرا، ناشط فلسطيني ولد في مسافر يطا، وهي قرية تتعرض لهجمات متكررة من المستوطنين. أما الآخر، يوفال أبراهام، فهو إسرائيلي يساري كرّس حياته للعمل في الصحافة.

ويستعرض المخرجان الثلاثينيان في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية محطات إنجاز هذا الوثائقي، ويكرران المطالبة بإنهاء الاستيطان.

سيارات لفلسطينيين أحرقها مستوطنون في ضواحي رام الله (د.ب.أ)

يقول يوفال أبراهام عن الفصل العنصري: «من الواضح أنه ظلم! لديك شخصان (أبراهام وعدرا) من العمر نفسه، يعيشان في ظل نظامين تشريعيين مختلفين، تفرضهما دولة واحدة. لا أعتقد أن هذا يجب أن يوجد في أي مكان في العالم في عام 2024 (. .. ) لا يجوز أن يعيش الفلسطينيون في هذه الظروف، تحت سيطرة جيش أجنبي. يجب أن يتمتع كلا الشعبين بحقوق سياسية وفردية، في إطار تقاسم السلطة. الحلول موجودة ولكن ليس الإرادة السياسية. آمل أن نرى خلال حياتنا نهاية هذا الفصل العنصري (...) اليوم، من الصعب جدا تصور ذلك».

وعن اتهامه بمعاداة السامية قال: «هذا جنون! أنا حفيد ناجين من المحرقة، قُتل معظم أفراد عائلتي خلال الهولوكوست. أنا آخذ عبارة معاداة السامية على محمل الجد، وأعتقد أن الناس يجب أن يتساءلوا لماذا أفرغوها من معناها من خلال استخدامها لوصف أولئك الذين يدعون إلى وقف إطلاق النار، وإنهاء الفصل العنصري أو إلى المساواة (...). إنها ببساطة طريقة لإسكات انتقادات مشروعة للغاية. معاداة السامية أمر حقيقي يسجل تزايدا في جميع أنحاء العالم. لذا فإن استخدام هذه العبارة كيفما اتفق فقط لإسكات الانتقادات الموجهة إلى دولة إسرائيل، أمر خطر للغاية بالنسبة لليهود».

وعن اكتفاء الوثائقي بعرض وجهة نظر واحدة فقط ترتبط بالفلسطينيين المطرودين من أرضهم، أوضح أبراهام: «لكي يكون الفيلم حقيقيا، يجب ألا يخلط بين التماثل الزائف (بين وجهتي نظر المستوطنين والفلسطينيين) والحقيقة. ويجب أن يعكس عدم توازن القوى الموجود في المكان. ما كان مهما بالنسبة لنا هو إظهار الاضطهاد المباشر للفلسطينيين.

عندما تنظر إلى مسافر يطا، فإن الخلل في التوازن لا يُصدّق: هناك مستوطنون موجودون هناك بشكل غير قانوني بحسب القانون الدولي، ويحصلون على 400 لتر من المياه في المعدل، بينما يحصل الفلسطينيون المجاورون على 20 لترا. يمكنهم العيش على أراضٍ شاسعة بينما لا يحظى الفلسطينيون بهذه الفرصة. قد يتعرضون لإطلاق النار من الجنود عندما يحاولون توصيل الكهرباء. لذا فإن عرض هذا الوضع غير العادل، مع هذا الخلل في توازن القوى، من خلال وضعه في منظور جانبين متعارضين، سيكون ببساطة أمرا مضللا وغير مقبول سياسيا».

مشهد من فيلم «لا أرض أخرى» (أ.ب)

* باسل عدرا

من جهته، قال باسل عدرا عن تزايد هجمات المستوطنين بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023: «الوضع سيئ وصعب للغاية، منذ عام لم نعد نعرف ما سيحدث (...) في منطقة جنوب الخليل. هجر البعض بسبب الهجمات، خصوصا في الليل، لكن قرى أخرى مثل قريتي بقيت تحت ضغط هائل، وقُتل ابن عمي برصاصة في البطن، كما رأينا في الفيلم. (المستوطنون) يريدون أن يخاف الناس ويغادروا (...) وهم المنتصرون في هذه الحرب في غزة، وهم الأسعد بما يحدث وبما تفعله الحكومة (الإسرائيلية)».