10 محطات لافتة بينها غياب النجم وحضور المخرج المختلف

حصاد 2023 السينمائي - الحلقة 3: السينما العالمية

من فيلم «قتلة فلاور مون» (باراماونت)
من فيلم «قتلة فلاور مون» (باراماونت)
TT

10 محطات لافتة بينها غياب النجم وحضور المخرج المختلف

من فيلم «قتلة فلاور مون» (باراماونت)
من فيلم «قتلة فلاور مون» (باراماونت)

انتهى العام والأسئلة حول المستقبل ما زالت تتجدد يلخصها سؤال واحد هو «كيف ستكون السينما في عام 2024؟ هل ستتفوق إيراداتها على إيرادات 2023؟ هل ستصطدم بإضرابات جديدة؟ هل سيتحقق فيلم كوارثي فإذا بهوليوود أو باريس أو لندن أو سواها ستحفل بأحداث تتسبب في غلق الصالات؟ هل سينجح إطلاق جديد لنوع جديد من الوباء يعيدنا إلى عام 2020؟».

لا شيء يُذكر يمكن التنبؤ به خلال يوم... فكيف الحال بعد أسبوع أو شهر أو أكثر؟

ربما قراءة المستقبل على هذا النحو ليست صحيحة. من الممكن جداً أن تنتعش صالات السينما فوق ما كانت تتوقع. محتمل كثيراً أن تعاود أفلام المهرجانات الآسيوية والأوروبية شق طريقها إلى صالات السينما التجارية الأميركية، أو يرتفع الإقبال عليها في أسواقها المحلية كما يحدث مع الأفلام الفرنسية.

المؤكد هو ما مرّ هذا العام من أحداث ومحطّات وأفلام وليس ما سيمرّ. في هذه الحلقة الأخيرة من حصاد العام الذي سينتهي بعد ساعات وقفة عند بعض أهم المحطات التي شهدتها السنة المنصرمة مُدرجة هنا بلا ترتيب معيّن.

1-بنيغال شيام لا يزال نشطاً

‫ليس سهلاً أن يصل مخرج ما إلى سن الـ89 وهو لا يزال يعمل بنشاط ابن الـ50 أو ما دون. المخرج الهندي بنيغال شيام أنجز في خريف العام الحالي فيلماً جديداً عنوانه «Mujib: The Making of a Nation‬» (مجيب: صناعة الأمة). ليس أي فيلم، بل فيلم تاريخي وملحمي من نحو ثلاث ساعات يتحدّث عن نجيب الرحمن مؤسس بنغلاديش وأول رئيس جمهورية لها. لمن لا يعرف شيئاً عن هذا المخرج هو من جيل ضمّ، من بين آخرين، مرينال سين وساتياجيت راي ما عرف في الستينات بالسينما الموازية لتلك الجماهيرية التي سادت السينما الهندية من مطلعها إلى اليوم. لا يمكن أن نقول إن هذا المخرج الهندي عاد؛ لأنه في الواقع لم يغب، بل لا يزال يمارس الإخراج والكتابة كما كان عهده سابقاً.

لقطة من فيلم مجيب: صناعة الأمة (بنغلادش فيلمز)

2-باربي

‫نجاح الفيلم كان متوقعاً: مخرجة بأفكار نيّرة، سياسة إعلامية حسبت لكل شيء حساباً، نجمة محبوبة وحبكة خيالية - كوميدية تستند إلى لعبة بالاسم نفسه. ما لم يكن متوقعاً حجم هذا النجاح: مليار و440 مليون دولار. هل هو فيلم جيد؟ ثمانية من أصل كل عشرة من المشاهدين قالوا نعم؛ على نحو متقارب، وبرصد المواقع النقدية (روتن توماتو، ميتاكريتيك، إلخ...‬) 8 من كل 10 نقاد وجدوه رائعاً. في الواقع موقع «ميتاكريتيك» يعبّر أكثر في هذا الاتجاه: 91 في المائة من نقاد الصحف والمجلات الأميركية والكندية والبريطانية منحوا هذا الفيلم تقديرات عالية، مقابل 7 في المائة منحوه علامات متوسطة (له وعليه)، وواحد في المائة فقط كان ضدّه. هذا الناقد يضم صوته إلى الأقلية.

3-أوبنهايمر

‫المخرج كريستوفر نولان ليس سينمائياً بلا فهم كامل لكيفية جعل الفيلم الجاد مساوياً في نجاحه مع أي فيلم ناجح بما في ذلك فيلم لهو مثل «باربي». السيرة التي رصدها في «أوبنهايمر» ليست سهلة والموضوع كان يمكن أن ينقلب إلى ما يشبه صحراء نيفادا أو أريزونا. لكنه يعرف دوماً كيف يعالج أفلامه بحيث لا تتخلّى عن جدّيتها ولا يترك هذه الجدية تهيمن على ما قد يجذب إليه، وإلى الفيلم طبعاً، النجاح الكبير. نولان هو من بين أولئك المخرجين الذين ينتقدون التيار الهوليوودي الذي يضحّي بقيمة السينما مقابل حفنة من الدولارات أكثر (عفواً سيرجيو ليوني) و«أوبنهايمر» بصرف النظر عما قيل لصالحه أو ضده من نقد، أثبت وجهة نظر مخرجه في هذا الوضع المتأرجح.‬ أنجز «أوبنهايمر» 951 مليون دولار رائعة.

4-سكورسيزي والهنود الحمر

‫يشترك مارتن سكورسيزي مع كريستوفر نولان في نقد هوليوود الجديدة مستخدماً ثقله وصيته واسمه. هو أحد أكثر مخرجي أميركا والعالم نجاحاً إذا ما نظرنا إلى تاريخ أعماله وما حققته من نجاحات فنية، وأحياناً، تجارية. لكن فيلمه الأخير «Killers of the Flowr Moon» الذي احتل موضعاً عند معظم نقاد السينما بصفته أحد أفضل 10 أفلام، جيد إلى حد. بعض ما كان ينقصه هو منح ضحايا بطليه (ليوناردو ديكابريو، وروبرت دي نيرو) مساحة حقيقية تعكس إيمانهما بالقضية. هذا حتى لا يقتصر الفيلم على حكايات الأشرار، بل على ضحاياهم أيضاً.‬

5-السينما الفرنسية

‫مع «تشريح السقوط» (Anatomy of a Fall)، تستمر السينما الفرنسية في دفع نفسها في الأسواق الخارجية بنجاح. هذا الفيلم الرابح سعفة «كان» الذهبية للعام الحالي، ‬باع محلياً 780 ألف تذكرة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) وحده. عالمياً، وحسب مؤسسة «يونيفرانس» نفسها، حققت السينما الفرنسية حول العالم (أساساً أوروبا وكندا) قرابة 200 مليون يورو حتى الشهر الـ11 من 2023. عدد الأفلام التي عرضتها صالات السينما غير الفرنسية 130 فيلماً. عدد مشاهدي هذه الأفلام ارتفع عن العام الماضي ليبلغ مليونين و900 ألف مشاهد.

من «تشريح السقوط» (لو فيلم برييه)

6-إضراب وحقوق

‫في 2 مايو (أيار) وحتى 9 نوفمبر، عرفت هوليوود شللاً غير مسبوق، عندما انبرى كتّاب السيناريو واتحاد الممثلين بإعلان إضراب مفتوح مطالبين برفع مستحقاتهم المادية من الأسواق التي تعاملت شركات هوليوود معها وتبنيها من دون منح الكتاب والممثلين أجوراً إضافية. في البال أيضاً أن التطوّرات التقنية قد تسمح باقتباس سيناريوهات من دون كتابة بشر واستغلال ممثلين في أدوار جديدة من دون تصوير. كل طرف (شركات هوليوود والمضربون) انتظر الطرف الآخر أن يصرخ من الألم أولاً، لكن الاثنين في النهاية وافقا على الصراخ معاً‬.

7-نجاحات كبيرة

‫جردَة سريعة للفيلم الأعلى رواجاً لأ5 من استوديوهات هوليوود‬

1- وورنر: Barbie (فانتازيا): مليار و440 مليون دولار.

‫2- يونيفرسال: The Super Mario Bros. Movie (رسوم): ‬مليار 360 مليون دولار.

3- سوني: Spider-Ma: Across the Spider-Verse. (رسوم) 690 مليون دولار.

4- باراماونت: Mission Impossible - Dead Reckoning Part One (أكشن): 567 مليون دولار.

5- ديزني: Guardians of the Galaxy Vol. VI (كوميكس): 845 مليون دولار.

8-غولدن غلوب جديدة

في نهاياته سجل العام الآيل للمضي بعيداً، عودة جوائز «غولدن غلوب» بعدما نُحّيت الجهة التي أسستها «جمعية هوليوود للصحافة الأجنبية» وحُوّلت إلى ما يشبه العدّاد يحصي تصويت الأعضاء والمشاركين فقط. بذلك أصبحت هذه الجائزة العريقة من ممتلكات مؤسسة جديدة تَعد بإعادة البريق إليها بعدما تعرّضت إلى انتقادات شديدة؛ ما أدّى إلى انكفائها. في العام الحالي، قُسّمت الجمعية كيانين: الأول هو المؤسسة الأم التي أُسّست في الأربعينات، والآخر هو المؤسسة الجديدة التي تخطف الوهج وتقيم الحفلات منفصلة، بعدما اشترت حقوق الجائزة. تقام الحفلة في 10 يناير (كانون الثاني) المقبل.

9-سنة بلا نجوم

قامت السينما الأميركية على مبدأ «النجوم». وما زال الإعلام حول العالم (بما فيه الإعلام العربي) يتحدث عن «هذا النجم» و«تلك النجمة»، ويضيف لهما كلمة عالمية. لكن الواقع مختلف 180 درجة. ففي حين كان الممثل هو الذي يدفع بالفيلم إلى النجاح، بات الفيلم هو الذي - قد - يدفع الممثل إلى النجاح إذا ما حقق الفيلم نجاحاً. هوليوود اليوم بلا نجم واحد قادر على حمل فيلم. في العام الماضي برز توم كروز كآخر الأسماء الكبيرة. هذا العام بالكاد نجا من السقوط. ليوناردو دي كابريو، وروبرت داوني جونيور، ومات دامون، وجورج كلوني، سواهم باتوا صفاً ثانياً. نهاية حزينة لأنه بصرف النظر عما يعتقده البعض من أن نظام النجوم هو استغلال لتحقيق أعلى الإيرادات (فليكن) إلا أن المجال متاح حالياً لمن يتم اختياره لينفّذ وظيفة. إن لم يقبَل بها ذهبت لسواه كون معظم الأفلام لم تعد تتطلب تمثيلاً.

10-الوداع الطويل

هذا العام كان عام الوداع لمئات من فناني السينما في جميع مجالاتها. التالي 10 منتقين لأسباب لا تُخفى:

1- الناقد الفرنسي ميشيل سيمن

2- الممثلة الإيطالية جينا لولوبرجيدا

3- الممثل الأميركي فريدريك فورست

4- المخرج التونسي عبد اللطيف بن عمّار

5- مدير التصوير جون بايلي

6- مدير التصوير روبي روبرتسون

7- المغني والممثل هاري بيلافونتي

8- الممثل الأفرو - أميركي جيم براون

9- الممثلة غليندا جاكسون

10- الممثل ريتشارد راوندتري

أفضل 10 أفلام عالمية

1- Anatomy of a Fall | جوستين تريّه (فرنسا)‬

2- Boy and the Heron, The | ميازاكي هيراو (اليابان)

3- Close Your Eyes | فيكتور إيريس (أسبانيا)

4- Fallen Leaves | آكي كيورسماكي (فنلندا)

5- Green Border | أنييشكا هولاند (بولاندا)

6- Hangover‪,‬ The | ألكسندر باين (الولايات المتحدة)

7- Hit‪-‬ Man | ريتشارد لينكليتر (الولايات المتحدة)

8- Napoleon | ريدلي سكوت (الولايات المتحدة)

9- Oppenheimer | كريستوفر نولان (الولايات المتحدة)

10- Perfect Days | فيم فندرز (اليابان)


مقالات ذات صلة

أربعينات القرن الماضي تجذب صناع السينما في مصر

يوميات الشرق أحمد عز في لقطة من فيلم «فرقة الموت» (الشرق الأوسط)

أربعينات القرن الماضي تجذب صناع السينما في مصر

يبدو أن سحر الماضي دفع عدداً من صناع السينما المصرية إلى اللجوء لفترة الأربعينات من القرن الماضي بوصفها مسرحاً لأحداث أفلام جديدة.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق مهرجان القاهرة السينمائي لتنظيم ورش على هامش دورته الـ45 (القاهرة السينمائي)

«القاهرة السينمائي» يدعم صناع الأفلام بالتدريبات

أعلن «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» عن تنظيم مجموعة متخصصة من الورش لصنّاع الأفلام.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج معتز التوني يتوسط وأمينة خليل فريق العمل خلال العرض الخاص بالقاهرة (الشركة المنتجة)

«X مراتي» فيلم مصري جديد يراهن على «الضحك» فقط

يرفع الفيلم المصري «X مراتي» شعار «الضحك للضحك» عبر كوميديا المواقف الدرامية التي تفجرها قصة الفيلم وأداء أبطاله.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق  الحدث يهتم بالتنوّع البيولوجي والسينما (مهرجانات ريف)

انطلاق «مهرجانات ريف»... ومشكلات بيئة جنوب لبنان في الصدارة

تُعدّ «مهرجانات ريف» المُقامة في بلدة القبيات، الوحيدة لبنانياً التي تتناول موضوعات البيئة، فتضيء على مشكلاتها وتزوّد روّادها بحلول لمعالجتها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق حورية فرغلي (إنستغرام)

حديث حورية فرغلي عن حياتها الشخصية يلفت الانتباه في مصر

لفتت الفنانة المصرية، حورية فرغلي، الانتباه في مصر بعد حديثها عن تفاصيل في حياتها الشخصية، والسبب الذي لأجله قالت إنها «تمنت الموت».

محمد الكفراوي (القاهرة )

مخرجون كبار يحشدون أفلامهم في مهرجان «ڤينيسيا»

أنجلينا جولي في «ماريا» (أبارتمنت بيكتشرز)
أنجلينا جولي في «ماريا» (أبارتمنت بيكتشرز)
TT

مخرجون كبار يحشدون أفلامهم في مهرجان «ڤينيسيا»

أنجلينا جولي في «ماريا» (أبارتمنت بيكتشرز)
أنجلينا جولي في «ماريا» (أبارتمنت بيكتشرز)

يعود مهرجان «ڤينيسيا» إلى الأضواء مجدداً في 27 من الشهر المقبل وحتى 11 من الشهر التالي، ومعه يعود الحديث عن أحد أهم ثلاثة مهرجانات سينمائية في العالم، والحدث الأول في عداد الاهتمام بتوفير النوعية بعيداً عن اللمعان الخاطف والبهرجة المعهودة لمهرجانات أخرى. المهرجانان الآخران هما «برلين» و«كان». الأول يقف على أهبة تغيير شامل حالياً لكي يعاود إطلاقاً جديداً بعد سنوات من تآكل البرمجة، والثاني يشبه قطار إكسبرس جامح ملئ بالأنوار والإغراءات الإعلامية وعقود البزنس.

اختلاف «ڤينيسيا» يبدأ بالتقدير الكبير الذي يكنّه له نقاد السينما العالميين، وذلك تبعاً لما ينتخبه من أفلام ويوفره من برامج.

الحال أن الدورة الـ81 لا تختلف مطلقاً عن الدورات السابقة في هذا المجال. أفلام عديدة، وأسماء كبيرة وأخرى جديدة واعدة، وأقسام تتنقل بينها وكل منها يوفر متعاً بصرية مختلفة.

مايكل كيتون ووينونا رايدر في «بيتلجوس» (بلان ب انترتاينمنت)

بداية ونهاية

الافتتاح سيكون من نصيب الفيلم الأميركي (Beetlejuice Beetlejuice) «بيتلجوس، بيتلجوس» لتيم بَرتون، الذي أنجز بدوره «بيتلجوس» الأول سنة 1988 حين كان لا يزال في بداياته. الآن يعاود طرق باب هذه الفانتازيا التي منحته مكانة لدى النقاد مع ممثلين جدد (مونيكا بيلوتشي، وويليم دافو، وجينا أورتيغا، داني ديفيتو)، وقدامى لعبوا أدوارهم في الفيلم السابق (مايكل كيتُن، كاثرين أوهارا، ووينونا رايدر).

فيلم الختام إيطالي للمخرج بوبي أڤاتي بعنوان «الحديقة الأميركية» (L‪’‬orto americano) مع ثلاثة ممثلين في القيادة ينتمون إلى الجيل الجديد، هم كيارا كازيللي، وفيليبو سكوتي، وأندريا رونكاتو. كلا الفيلمان يعرضان خارج المسابقة.

بين الافتتاح والختام 21 فيلماً في المسابقة الرسمية من بينها فيلم جديد للإسباني بيدرو ألمودوڤار بعنوان «الغرفة المجاورة» (The Room Next Door) مع تيلدا سوينتون، وجوليان مور.

في «ساحة المعركة» (Campo di Battaglia) للإيطالي جياني أميليو سنجد الإنفلونزا الإسبانية اجتاحت المدينة التي تقع فيها الأحداث خلال الحرب العالمية الأولى وتنافُس طبيبين على حب ممرضة.

المخرج التشيلي بابلو لاران (الذي استعرضنا له قبل أسابيع قليلة فيلمه الجديد الآخر «الكونت») لديه جديد بعنوان «ماريا» عن المغنية الشهيرة ماريا كالاس (تؤديها أنجيلينا جولي) وهو، حسب ما صرّح به المدير العام للمهرجان ألبرتو باربيرا، قد يكون آخر أعمال المخرج المستندة إلى شخصيات حقيقية التي بدأت سنة 2016 بفيلم «نيرودا».

من فيلم وولتر ساليس «لا زلت هنا» (فيديوفيلمز)

عودة ثنائية

هناك عودة من مخرج لاتيني آخر غاب طويلاً اسمه وولتر ساليس عبر فيلم «أنا لا زلت هنا» (I‪’‬m Still Here) الفيلم يلعب على معنيين: الأول مشتق من ذكريات امرأة اختفى زوجها خلال حكم العسكر في البرازيل سنة 1964. والثاني حقيقة أن المخرج غاب لعشر سنوات كاملة تفصل ما بين هذا الفيلم وآخر أفلامه السابقة «جيا جانكي: رجل من فنيانغ». آخر مرّة شارك ساليس في هذا المهرجان كانت قبل 23 سنة عندما عرض - في المسابقة - «وراء الشمس» عن أحداث وقعت سنة 1910.

الإيطالي لوكا غوادانينو يوفر لمشاهديه فيلمه الجديد «غريب» (Queer) حول رجل يبحث عن آخر في مدينة نيو مكسيكو. البطولة لدانيال كريغ، ولسلي مانڤيل وجاسون شوارتزمان.

هناك فيلمان أميركيان قد يسرقان الضوء أولهما (The Order) «النظام»، والثاني (Joker‪:‬ Folie à deux) «جوكر، على حافة الجنون».

الأول للمخرج الأسترالي جوستين كورزل حول تحري في مدينة أميركية صغيرة تعاني من جرائم رهيبة. هو الوحيد الذي يؤمن بأن هذه الجرائم من ارتكاب عصابة إرهابية محلية. البطولة هنا لجود لو، ونيكولاس هولت.

أما «جوكر، على حافة الجنون» فهو الجزء الثاني من «جوكر»، الذي كان حصد الجائزة الأولى سنة 2019. المخرج تود فيليبس والبطولة ما زالت لواكيم فينكس، الذي يجسّد الدور كما لم يفعل «جوكر» آخر في أفلام «باتمان» السابقة. معه في الدور الرئيسي لايدي غاغا.

فيلم ثالث من أميركا يبدو أقل إثارة للاهتمام حالياً عنوانه «بايبي غيرل» من بطولة نيكول كيدمان، وهاريس ديكنسون، وأنطونيو بانديراس.

الاشتراك الأميركي موجود خارج المسابقة أيضاً. في هذا القسم، وإلى جانب «بيتلجوس، بيتلجوس» سنستقبل الفيلم التسجيلي الجديد «منفصلان» (Separated) الذي كان عرض سنة 2013؛ فيلمه الأسبق (The Unknown Known) «المعلوم المجهول» حول حرب العراق ودور وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد فيها.

هناك أيضاً «وولفز» (Wolfs)، الذي يجمع بين براد بِت وجورج كلوني في تشويق معاصر (العنوان الإنجليزي الوارد هنا هو المستخدم للفيلم عوض Wolves).

جبهتان ساخنتان

طبعاً لا يوجد مهرجان بهذا الحجم من دون سياسة. هناك حربان دائرتان في العالم حالياً؛ واحدة في فلسطين، والأخرى في أوكرانيا.

يعالج الأولى المخرج الإسرائيلي أمور غيتاي عبر فيلمه «Why War» (من دون إشارة السؤال)، ويطرح الثانية الفيلم التسجيلي الروسي «روسيا في الحرب» لأناستاسيا تروفيموڤا. فيلم آخر عن الموضوع الفلسطيني نجده في فيلم تسجيلي آخر «إسرائيل فلسطين على التلفزيون السويدي: 1958 - 1989» كما يكشف عنوانه.

حقيبة المهرجان العام الحالي مزدحمة بأنواع الموضوعات المطروحة، وبالفنانين الواقفين وراء كاميراتها. وإلى جانب من ذكرناهم، اليابانيان تاكيشي كيتانو، وكيوشي كوروساوا، والصيني وانغ بينغ، والفرنسيان إيمانويل موريه، وكلود ليلوش، والبريطاني عاصف قبضايا، الذي يوفر فيلماً وثائقياً عن المخرج كريس ماركر وفيلمه «المرفأ» (La Jetée) المُنتج سنة 1962 حول مصير العالم كما تخيّله ماركر آنذاك.