«ستين جنيه» أول فيلم قصير يفتتح «الجونة السينمائي»

مدير المهرجان يكشف لـ«الشرق الأوسط» أسباب الاختيار

لقطة من الدورة الخامسة للمهرجان (الجونة السينمائي)
لقطة من الدورة الخامسة للمهرجان (الجونة السينمائي)
TT

«ستين جنيه» أول فيلم قصير يفتتح «الجونة السينمائي»

لقطة من الدورة الخامسة للمهرجان (الجونة السينمائي)
لقطة من الدورة الخامسة للمهرجان (الجونة السينمائي)

للمرة الأولى في تاريخ «مهرجان الجونة السينمائي» المصري، يتم اختيار فيلم قصير لافتتاح الدورة السادسة المقرَّرة إقامتها بين 13 و20 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

أثار هذا القرار تساؤلات، لا سيما أنّ المهرجان يضم أفلاماً مهمّة ينفرد بعرضها العالمي الأول داخل المسابقة، وأخرى حازت جوائز من مهرجانات دولية كبرى ضمن القسم الرسمي، وفق تأكيد مديره انتشال التميمي، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «ليست المسألة عدم وجود فيلم طويل يصلح للعرض في الافتتاح. لدينا أفلام مهمّة كثيرة في عروضها العالمية والدولية الأولى. لكن للاختيار أسبابه؛ أهمها أنّ يوم الافتتاح يستغرق وقتاً طويلاً، بداية من السجادة الحمراء إلى الحفل بما يتضمّنه من تفاصيل، من بينها تقديم لجان التحكيم واستعراض الأفلام المشاركة، والتكريمات... مما يُعدّ مرهقاً لمَن يتابع بعد ذلك فيلماً طويلاً، وقد ينصرف بعضٌ عن ذلك، مما يظلم العمل السينمائي المهم. لذا، عرضُ فيلم قصير سيكون أفضل، تشجيعاً لهذه النوعية من الأفلام. انحزنا أكثر للفكرة بعدما شاهدنا فيلم (ستين جنيه) للمخرج عمرو سلامة، فهو بديع».

بوستر فيلم «ستين جنيه» (الجونة السينمائي)

الفيلم من بطولة مغنّي الراب زياد ظاظا وطارق الدويري وحمزة دياب وروحية سالم، وتصوير أحمد بيومي، ومونتاج أحمد حافظ. تدور أحداثه حول زياد، المراهق الذي يعاني وعائلته العنف الأسري. فموهبة زياد في تأليف الأغنيات هي الطريقة الوحيدة أمامه للهروب من واقعه. ومع تصاعُد التوتّر وبلوغ الذروة، يأخذ على عاتقه مهمّة تخليص عائلته من المعاناة.

إلى الإخراج، كتب عمرو سلامة السيناريو والحوار، مستلهماً القصة من أغنية لظاظا، ومؤكداً في تصريحات صحافية أنه يعدّ نفسه متابعاً مُخلصاً لأغنيات الراب منذ سنوات، ويجد فيها قصصاً آسرة، كما لمح في أغنية لزياد تحمل العنوان عينه وتعبّر عن حالة درامية ألهمته الكتابة. وكان انتهى من التصوير في يونيو (حزيران) الماضي، وكتب على صفحته في «فيسبوك»: «فيلم مليء بالشغف والتجريب والاستمتاع، النتيجة نظنها ستكون مُرضية».

ونشر عبر صفحته الإعلان الترويجي الأول، كاشفاً عن البوستر الخاص بالعمل بعد اختيار «الجونة السينمائي» عرضه في الافتتاح. وهو كان قدّم من قبل مغني الراب ويجز ممثلاً للمرة الأولى في مسلسل «بيمبو»، علماً أنّ ظاظا، أحد نجوم الراب، قد أحيا مؤخراً حفلاً في مهرجان «العلمين»، وشارك في مهرجان «عيد الموسيقى».

تعليقاً، يرى الناقد خالد محمود في عرض المهرجان لفيلم قصير بحفل الافتتاح، خطوة جديدة قد تحلّ أزمات عدّة، وفق ما يقول لـ«الشرق الأوسط». يتابع: «من حق كل مهرجان الظهور بهوية مختلفة في كل دورة. أعتقد أنها خطوة جديدة رغم اعتيادنا على مشاهدة فيلم طويل في افتتاح المهرجانات الدولية. ولأنّ الحفلات باتت تستحوذ على وقت طويل، اضطرت بعض المهرجانات إلى عرض فيلم الافتتاح في اليوم التالي. لذا يبدو أنّ (الجونة) وجد حلاً مثالياً بعرض فيلم قصير مع الحفاظ على ملامح حفل الافتتاح؛ إضافة إلى كونه فيلماً مصرياً، أسوة بعرض مهرجانات سينمائية أفلاماً وثائقية في افتتاحها».


مقالات ذات صلة

مصر: إلغاء ترخيص فيلم «المُلحد» ومنع عرضه في دور السينما

يوميات الشرق فيلم «الملحد» واجه أزمات متعددة (الشركة المنتجة)

مصر: إلغاء ترخيص فيلم «المُلحد» ومنع عرضه في دور السينما

قال المحامي مرتضى منصور إن القضاء الإداري في مصر أصدر قراراً بإلغاء ترخيص فيلم «الملحد» ومنع عرضه في جميع السينمات.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من المؤتمر الصحافي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي (الشرق الأوسط)

«البحر الأحمر» يستقبل 2000 فيلم وتكريم خاص لمنى زكي وفيولا ديفيس

أطلق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي نسخته الرابعة بحلة جديدة تحت شعار «للسينما بيت جديد» من قلب مقره الجديد في المنطقة التاريخية بمدينة جدة.

سعيد الأبيض (جدة)
يوميات الشرق الفنان المصري محمود عبد العزيز (فيسبوك)

مصريون يتذكرون أعمال «الساحر» محمود عبد العزيز في ذكرى رحيله الثامنة

مع حلول الذكرى الثامنة لرحيل الفنان المصري محمود عبد العزيز الشهير بـ«الساحر»، احتفل محبوه على «السوشيال ميديا»، الثلاثاء، بتداول مشاهد من أعماله الفنية.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق الملصق الدعائي لفيلم «الهوى سلطان» (الشركة المنتجة)

البطولات النسائية تستحوذ على صدارة إيرادات السينما المصرية في الخريف

استحوذت «البطولات النسائية» التي تنوعت موضوعاتها ما بين الرومانسي والكوميدي والاجتماعي على صدارة إيرادات دور العرض السينمائي بـ«موسم الخريف» في مصر.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق الفيلم السعودي القصير «ملكة» (البحر الأحمر)

«مهرجان البحر الأحمر» بانوراما للسينما العربية والعالمية

تشهد الدورة المقبلة لـ«مهرجان البحر الأحمر» في جدة، بالمملكة العربية السعودية، تطوّراً إيجابياً مهمّاً في عداد تحويل المهرجان إلى بيت للسينما العربية.

محمد رُضا (لندن)

شاشة الناقد: ‫ THE CROW

من «جلال الدين» (مهرجان مينا).
من «جلال الدين» (مهرجان مينا).
TT

شاشة الناقد: ‫ THE CROW

من «جلال الدين» (مهرجان مينا).
من «جلال الدين» (مهرجان مينا).

هناك صنف من الأفلام العربية والغربية على حد سواء تتبنى الرغبة في تقديم موضوع بهدف أخلاقي وتعليمي أو إرشادي يتداول موضوع القيم المجتمعية والإنسانية والدينية على نحو إيجابي.

الرغبة تغلب القدرة على توفير فيلم بمعايير وعناصر فنية جيدة في أغلب الأحيان. يحدث هذا عندما لا يتوخى المخرج أكثر من تبني تلك الرغبة في حكاية توفر له تلك الأهداف المذكورة. لعله غير قادر على إيجاد عناصر فنية تدعم فكرته، أو لا يريد تفعيل أي وسيلة تعبير تتجاوز الحكاية التي يسردها.

هذا ما يحدث مع فيلم حسن بنجلون «جلال الدين»، فهو، في غمرة حديثه، يستند إلى الظاهر والتقليدي في سرد حكاية رجل ماتت زوجته بعد معاناة، فانقلب حاله من رجل يشرب ويعاشر النساء ويلعب القمار، إلى مُصلِح ورجل تقوى ودين.

يبدأ الفيلم برجل يدخل مسجداً وينهار مريضاً. لن يتجه الفيلم لشرح حالته البدنية، لكننا سنعلم أن الرجل فقد زوجته، وهو في حالة رثاء شديدة أثّرت عليه. ننتقل من هذا الوضع إلى بعض ذلك التاريخ وعلاقته مع زوجته الطيّبة وابنه الشاب الذي يبدو على مفترق طرق سيختار، تبعاً للقصّة، بعض التيه قبل أن يلتقي والده الذي بات الآن شيخاً.

في مقابلاته، ذكر المخرج بنجلون أن الفيلم دعوة للتسامح وإبراز القيم الأخلاقية والإنسانية. هذا موجود بالفعل في الفيلم، لكن ليس هناك جودة في أي عمل لمجرد نيّته ورسالته. هاتان عليهما أن تتمتعا بما يتجاوز مجرد السرد وإبداء النصيحة وإيجابيات التطوّر من الخطأ إلى الصواب. في «جلال الدين» معرفة بكيفية سرد الحكاية، مع مشاهد استرجاعية تبدو قلقة لكنها تؤدي الغرض منها. لكن ليس هناك أي جهد إضافي لشحن ما نراه بمزايا فنية بارزة. حتى التمثيل الجيد توظيفياً من ياسين أحجام في دور جلال الدين له حدود في رفع درجة الاهتمام بالعمل ككل.

«الغراب» (ليونزغايت)

فيلم حسن بنجلون السابق لهذه المحاولة: «من أجل القضية»، حوى أفكاراً أفضل في سبيل سرد وضع إنساني أعلى ببعض الدرجات من هذا الفيلم الجديد. حكاية الشاب الفلسطيني الذي لا يجد وطناً، والصحافية اليهودية التي تتعاطف معه، لم تُرضِ كثيراً من النقاد (على عكس هذا الفيلم الجديد الذي تناقل ناقدوه أفكاره أكثر مما بحثوا في معطياته الأخرى) لكنه كان أكثر تماسكاً كحكاية وأكثر إلحاحاً. بدوره لم يحمل تطوّراً كبيراً في مهنة المخرج التي تعود إلى سنوات عديدة، لكنها كانت محاولة محترمة لمخرج أراد المزج ما بين القضية الماثلة (بطل الفيلم عالق على الحدود بين الجزائر والمغرب) وتلك الدعوى للتسامح التي يطلقها الفيلم الجديد أيضاً.

• فاز بالجائزة الأولى في مهرجان مينا - هولاندا.

‫ THE CROW

ضعيف

أكشن عنيف لغراب يحمل قضية بلا هدف

بعد ساعة وربع الساعة من بداية الفيلم يتحوّل إريك (بل سكارغارد) إلى غراب... ليس غراباً بالشكل، بل - ربما، فقط ربما - روحياً. أو ربما تحوّل إلى واحدة من تلك الشخصيات العديدة التي مرّت في سماء السينما حيث على الرجل قتل مَن استطاع من الرجال (وبعض النساء) لمجرد أنه يريد الانتقام لمقتل شيلي (ف. ك. أ. تويغز)، الفتاة التي أحب، والتي قتلوها. لم يقتلوها وحدها، بل قتلوه هو أيضاً، لكنه استيقظ حياً في أرض الغربان وأصبح... آسف للتكرار... غراباً.

يستوحي الفيلم الذي أخرجه روبرت ساندرز حكايته من تلك التي وضعها جيمس أو بار الذي وُلد، كبطل شخصيّته، يتيماً وماتت صديقته في حادثة سيارة. لكن لا الحكاية الأولى (من سلسلة «الكوميكس» بالعنوان ذاته) مُعبّر عنه في هذا الفيلم ولا يستوحي المخرج ساندرز من أفلام سابقة (أهمها فيلم بالعنوان ذاته حققه سنة 1994 أليكس بروياس بفاعلية أفضل). كذلك هناك إيحاء شديد بأن شخصية كرو مرسومة، بصرياً، لتشابه شخصية جوكر في فيلم تود فيلبس الشهير، كما قام به يواكيم فينكس.

في الـ75 دقيقة الأولى تأسيس للشخصيات. إريك صغيراً شهد مقتل حصانه المفضل. بعد 3 دقائق هو شاب في مصحة ما تريد تهيئة مَن فيها لحياة أفضل، لكنه يفضل الهرب مع شيلي التي كانت هربت من الموت على يدي أحد رجال الشرير ڤنسنت (الممثل داني هيوستن الوحيد الذي يعرف ما يقوم به). كانت شيلي تسلمت على هاتفها مشاهد لعصبة ڤنسنت، لذلك لوحقت وقُتلت. لكن عصبة كهذه يقودها رجل لا يموت (حسب الفيلم) لِمَ عليها أن تخشى صوراً على الهاتف؟ ليس أن الفيلم يحتاج إلى مبرر واقعي، بل يفتقر إلى تبرير حتى على هذا المستوى.

مشاهد الأوبرا التي تقع في خلفية الفصل الذي سيقوم فيه إريك بقتل أكثر من 30 شريراً من أزلام الرئيس، ويتلقى أكثر من ضعف ذلك العدد من الرصاصات التي لا تقتله (لأنه ميت - حي ومن نوع نادر من الغربان التي لا تموت) قُصد بها التزاوج بين مقطوعة فنية ومقطوعة من العنف المبرح. لكن كلا الجانبين يتداخل مع الآخر من دون أثر يُذكر.