قالت الموسيقية الأردنية سعاد بُشناق إنها تعتبر الموسيقى التصويرية فناً وظيفياً، وأكدت أن أعمالها التي قدمتها في السينما والدراما تخضع لرؤية المخرج، وأشارت في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أنها تربت على الموسيقى العربية في بلدها الأردن قبل الهجرة إلى كندا.
وأكدت المؤلفة الموسيقية أن «هجرة عائلتها إلى كندا لم تمنعها من الارتباط بالوطن العربي، أو تقف عائقاً أمام الموسيقى التي تقدمها في الأعمال الفنية المختلفة».
وعن العمل على الموسيقى التصويرية عن بعد مع فريق العمل، قالت: «استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة مهم في تقريب المسافات، وهو ما تحقق خلال عملي مع المخرج أمير فخر الدين في الفيلم الجديد (يونان)، الذي عرض للمرة الأولى ضمن فعاليات الدورة الماضية لمهرجان برلين السينمائي»، موضحة أن العمل على الفيلم استمر لنحو عامين.
وقالت إن «فخر الدين من المخرجين الذين يفضلون البقاء مع الموسيقي وقت العمل، وهو ما جعلهما يعقدان جلسات كثيرة عن بعد خلال عملها على الموسيقى، حتى تمكنا من الوصول للشكل الأخير الذي جرى تقديمه في الفيلم».
وأكدت أن وجودها في كندا وإقامة المخرج في ألمانيا لم يمنعهما من العمل لساعات طويلة، والنقاشات حول اقتراحات الأفكار، والثيمات التي سيتم استخدامها، والآلات التي ستوصل المعنى أكثر من غيرها، مشيدة بـ«حسه الموسيقي» الذي ساعدها كثيراً خلال العمل.
ونفت أن تكون قد شعرت بالملل من استمرار العمل لفترة طويلة، لفهمها من البداية طبيعة الأعمال السينمائية التي يقدمها مخرج الفيلم أمير فخر الدين، بعدما شاهدت تجربته الأولى «الغريب»، لافتة إلى أن «طبيعة الموسيقى التصويرية تختلف من عمل لآخر بحسب المخرج ورؤيته». وحول تجربتها في وضع الموسيقى التصويرية للفيلم السعودي «هوبال»، قالت سعاد إنها أنجزت المشروع خلال شهر واحد تقريباً وبشكل منسق مع مخرج الفيلم عبد العزيز الشلاحي، الذي تحدث معها عن فكرة الفيلم وما يريده بالضبط بالموسيقى التصويرية في الأحداث.
وأضافت أنها شاهدت الفيلم بعد الانتهاء من تصويره، واتفقت مع المخرج على تقديم الموسيقى التصويرية الخاصة بالأحداث على المشاهد عبر تقسيم الفيلم لثلاثة أجزاء. وتلفت إلى اهتمام صناع الأعمال السعوديين بالموسيقى التصويرية والتركيز على توظيفها في أعمالهم بشكل جيد، مع الأخذ في الاعتبار التنوع الموجود بين الأماكن المختلفة التي يتحدرون منها بجانب خلفياتهم الموسيقية، الأمر الذي يجعل هناك مساحة واسعة من التجريب. وتعدّ سعاد الموسيقى التصويرية بمثابة «فن وظيفي» يقوم بالدور الذي يريده المخرج وفق رؤيته الفنية في العمل السينمائي، فرغم أن المؤلف الموسيقي تكون لديه رؤية فنية يريد تقديمها؛ فإن هذه الرؤية تكون جزءاً من رؤية المخرج، مما يجعلها تفضل العمل بطريقة غير صدامية، وفق تعبيرها.
لا تضع المؤلفة الموسيقية قيوداً على الأعمال التي تعمل عليها سوى أن تكون جيدة، ولا تتنافى مع قيمها الإنسانية؛ مع تأكيدها على أن موافقتها على عمل لا تعني بالضرورة أن يكون متماهياً مع آرائها وانطباعاتها الشخصية بشكل أساسي. وأوضحت أن المؤلف الموسيقي اسمه يرتبط بالأعمال التي يقدمها، وكل حكاية لها طريقة مختلفة في التناول الموسيقي، مرتبطة بالسياق الزمني والأحداث، بالإضافة إلى رؤية المخرج، مشيرة لحرصها على التدقيق في أعمالها الجديدة لتكون بمثابة إضافة لما قدمته.
وحول طريقة عملها على الموسيقى لعمل درامي أو سينمائي بعينه، تقول: «في البداية أستمع للمخرج وما يريده ونتناقش، وأبدأ العمل على الموسيقى من منظوري في إطار ما يريده المخرج؛ لأن الموسيقى التصويرية جزء من الحكاية التي يدرك المخرج وحده أبعادها بالكامل»، لافتة إلى أنها «لا تحاول فرض رأيها، لكن في الوقت نفسه تسلط الضوء على الأمور التي قد لا تضيف للعمل أو يكون لها تأثير سلبي ليتم تجنبها».
ولا تنكر سعاد أن إقامتها في كندا ساعدتها في الحصول على فرص لم يكن من السهل الحصول عليها إذا ما استمرت بالوطن العربي؛ من بينها تقديم الموسيقى التصويرية لحلقات «أسرار عالم الأصوات» مع الإعلامي المخضرم ديفيد أتينبارا الذي عرض العام الماضي على «نتفليكس».
وفي حين تعكف المؤلفة الموسيقية الأردنية على وضع اللمسات الأخيرة للموسيقى التصويرية الخاصة بمسلسل «البطل» مع المخرج السوري الليث حجو، تتحدث عن أمنيتها تقديم الموسيقى التصويرية للأعمال التي شاركت فيها، وذلك خلال حفل موسيقي على أحد المسارح العام المقبل.