سعاد بُشناق: التكنولوجيا سهلت عملي بالموسيقى التصويرية

قالت لـ«الشرق الأوسط» إن عملها منفتح على مساحات للتجريب

تعكف سعاد على وضع اللمسات الأخيرة للموسيقى التصويرية الخاصة بمسلسل {البطل} ({الشرق الأوسط})
تعكف سعاد على وضع اللمسات الأخيرة للموسيقى التصويرية الخاصة بمسلسل {البطل} ({الشرق الأوسط})
TT
20

سعاد بُشناق: التكنولوجيا سهلت عملي بالموسيقى التصويرية

تعكف سعاد على وضع اللمسات الأخيرة للموسيقى التصويرية الخاصة بمسلسل {البطل} ({الشرق الأوسط})
تعكف سعاد على وضع اللمسات الأخيرة للموسيقى التصويرية الخاصة بمسلسل {البطل} ({الشرق الأوسط})

قالت الموسيقية الأردنية سعاد بُشناق إنها تعتبر الموسيقى التصويرية فناً وظيفياً، وأكدت أن أعمالها التي قدمتها في السينما والدراما تخضع لرؤية المخرج، وأشارت في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أنها تربت على الموسيقى العربية في بلدها الأردن قبل الهجرة إلى كندا.

وأكدت المؤلفة الموسيقية أن «هجرة عائلتها إلى كندا لم تمنعها من الارتباط بالوطن العربي، أو تقف عائقاً أمام الموسيقى التي تقدمها في الأعمال الفنية المختلفة».

وعن العمل على الموسيقى التصويرية عن بعد مع فريق العمل، قالت: «استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة مهم في تقريب المسافات، وهو ما تحقق خلال عملي مع المخرج أمير فخر الدين في الفيلم الجديد (يونان)، الذي عرض للمرة الأولى ضمن فعاليات الدورة الماضية لمهرجان برلين السينمائي»، موضحة أن العمل على الفيلم استمر لنحو عامين.

وقالت إن «فخر الدين من المخرجين الذين يفضلون البقاء مع الموسيقي وقت العمل، وهو ما جعلهما يعقدان جلسات كثيرة عن بعد خلال عملها على الموسيقى، حتى تمكنا من الوصول للشكل الأخير الذي جرى تقديمه في الفيلم».

وأكدت أن وجودها في كندا وإقامة المخرج في ألمانيا لم يمنعهما من العمل لساعات طويلة، والنقاشات حول اقتراحات الأفكار، والثيمات التي سيتم استخدامها، والآلات التي ستوصل المعنى أكثر من غيرها، مشيدة بـ«حسه الموسيقي» الذي ساعدها كثيراً خلال العمل.

هانا شيغولا وجورج خباز في مشهد من فيلم {يونان} الذي ألّفت بُشناق الموسيقى التصويرية له ({الشركة المنتجة})
هانا شيغولا وجورج خباز في مشهد من فيلم {يونان} الذي ألّفت بُشناق الموسيقى التصويرية له ({الشركة المنتجة})

ونفت أن تكون قد شعرت بالملل من استمرار العمل لفترة طويلة، لفهمها من البداية طبيعة الأعمال السينمائية التي يقدمها مخرج الفيلم أمير فخر الدين، بعدما شاهدت تجربته الأولى «الغريب»، لافتة إلى أن «طبيعة الموسيقى التصويرية تختلف من عمل لآخر بحسب المخرج ورؤيته». وحول تجربتها في وضع الموسيقى التصويرية للفيلم السعودي «هوبال»، قالت سعاد إنها أنجزت المشروع خلال شهر واحد تقريباً وبشكل منسق مع مخرج الفيلم عبد العزيز الشلاحي، الذي تحدث معها عن فكرة الفيلم وما يريده بالضبط بالموسيقى التصويرية في الأحداث.

وأضافت أنها شاهدت الفيلم بعد الانتهاء من تصويره، واتفقت مع المخرج على تقديم الموسيقى التصويرية الخاصة بالأحداث على المشاهد عبر تقسيم الفيلم لثلاثة أجزاء. وتلفت إلى اهتمام صناع الأعمال السعوديين بالموسيقى التصويرية والتركيز على توظيفها في أعمالهم بشكل جيد، مع الأخذ في الاعتبار التنوع الموجود بين الأماكن المختلفة التي يتحدرون منها بجانب خلفياتهم الموسيقية، الأمر الذي يجعل هناك مساحة واسعة من التجريب. وتعدّ سعاد الموسيقى التصويرية بمثابة «فن وظيفي» يقوم بالدور الذي يريده المخرج وفق رؤيته الفنية في العمل السينمائي، فرغم أن المؤلف الموسيقي تكون لديه رؤية فنية يريد تقديمها؛ فإن هذه الرؤية تكون جزءاً من رؤية المخرج، مما يجعلها تفضل العمل بطريقة غير صدامية، وفق تعبيرها.

لا تضع المؤلفة الموسيقية قيوداً على الأعمال التي تعمل عليها سوى أن تكون جيدة، ولا تتنافى مع قيمها الإنسانية؛ مع تأكيدها على أن موافقتها على عمل لا تعني بالضرورة أن يكون متماهياً مع آرائها وانطباعاتها الشخصية بشكل أساسي. وأوضحت أن المؤلف الموسيقي اسمه يرتبط بالأعمال التي يقدمها، وكل حكاية لها طريقة مختلفة في التناول الموسيقي، مرتبطة بالسياق الزمني والأحداث، بالإضافة إلى رؤية المخرج، مشيرة لحرصها على التدقيق في أعمالها الجديدة لتكون بمثابة إضافة لما قدمته.

وحول طريقة عملها على الموسيقى لعمل درامي أو سينمائي بعينه، تقول: «في البداية أستمع للمخرج وما يريده ونتناقش، وأبدأ العمل على الموسيقى من منظوري في إطار ما يريده المخرج؛ لأن الموسيقى التصويرية جزء من الحكاية التي يدرك المخرج وحده أبعادها بالكامل»، لافتة إلى أنها «لا تحاول فرض رأيها، لكن في الوقت نفسه تسلط الضوء على الأمور التي قد لا تضيف للعمل أو يكون لها تأثير سلبي ليتم تجنبها».

ولا تنكر سعاد أن إقامتها في كندا ساعدتها في الحصول على فرص لم يكن من السهل الحصول عليها إذا ما استمرت بالوطن العربي؛ من بينها تقديم الموسيقى التصويرية لحلقات «أسرار عالم الأصوات» مع الإعلامي المخضرم ديفيد أتينبارا الذي عرض العام الماضي على «نتفليكس».

وفي حين تعكف المؤلفة الموسيقية الأردنية على وضع اللمسات الأخيرة للموسيقى التصويرية الخاصة بمسلسل «البطل» مع المخرج السوري الليث حجو، تتحدث عن أمنيتها تقديم الموسيقى التصويرية للأعمال التي شاركت فيها، وذلك خلال حفل موسيقي على أحد المسارح العام المقبل.


مقالات ذات صلة

فرقة «نيكاب» الآيرلندية الشمالية تنفي دعم «حماس» و«حزب الله»

أوروبا أعضاء فرقة «نيكاب» يظهرون على السجادة الحمراء في دبلن بآيرلندا (رويترز)

فرقة «نيكاب» الآيرلندية الشمالية تنفي دعم «حماس» و«حزب الله»

بعد الضجة التي أثاروها إثر نشرهم رسائل مؤيدة للفلسطينيين خلال مشاركتهم بمهرجان «كوتشيلا»، أكد أعضاء فرقة «نيكاب» الآيرلندية الشمالية أنهم «لم يدعموا (حماس)».

«الشرق الأوسط» (دبلن)
يوميات الشرق عصام صاصا (حسابه بموقع فيسبوك)

حملة موسعة من «الموسيقيين» المصرية ضد «تجاوزات» أغاني المهرجانات

قامت «نقابة الموسيقيين» المصرية خلال الأيام القليلة الماضية بحملة موسعة ضد «تجاوزات» أغنيات المهرجانات بالحفلات والإصدارات الخاصة، خصوصاً بعد رصد عدد منها.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق تُعلن التزامها بنسق آخر من المعرفة يُعاش ولا يُدرَّس (صور «بنت مبارح»)

فيضُ الذاكرة يُجابه شحَّ المطر... الفلسطينية «بنت مبارح» تُقاوم بالموسيقى

ما تصنعه «بنت مبارح» هو «خريطة مؤدّاة»، لا تُقرأ في الكتب، ولا تُرسم على الورق، وإنما تنبض في الذاكرة، ونَفَس العيش...

فاطمة عبد الله (الشارقة)
يوميات الشرق المايسترو العليا متواصلاً مع الجمهور (الشرق الأوسط)

«غولدن نايت» للمايسترو إيلي العليا تكرّس الجمهور نجماً لها

على طريقة «ما يطلبه المستمعون» أحيا المايسترو إيلي العليا حفله الموسيقي «غولدن نايت». لبّى رغبات الحضور الذي احتشد بالمئات في صالة مسرح «كازينو لبنان».

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق السعودية أروى العبيد: الموسيقى تُولد من جذور الأرض وتُحلّق في الآفاق

السعودية أروى العبيد: الموسيقى تُولد من جذور الأرض وتُحلّق في الآفاق

خلال سنوات دراستها وعيشها في بريطانيا، تلمّست خيطاً ناعماً يربط الشعوب، فيتجاوز الصوت واللغة إلى المعنى. هو المعنى الذي يبحث عنه الجميع، مهما اختلفت الجغرافيا.

فاطمة عبد الله (الشارقة)

مدحت العدل: أغنيات أم كلثوم حفزتني لكتابة الشعر

جانب من مؤتمر الإعلان عن مسرحية أم كلثوم (حسابه على {فيسبوك})
جانب من مؤتمر الإعلان عن مسرحية أم كلثوم (حسابه على {فيسبوك})
TT
20

مدحت العدل: أغنيات أم كلثوم حفزتني لكتابة الشعر

جانب من مؤتمر الإعلان عن مسرحية أم كلثوم (حسابه على {فيسبوك})
جانب من مؤتمر الإعلان عن مسرحية أم كلثوم (حسابه على {فيسبوك})

كشف الشاعر الغنائي والمؤلف المصري د. مدحت العدل عن تعاون جديد يجمعه بالمطرب عمرو دياب عبر أغنية كتبها له، بعد أن قدم لدياب عدداً كبيراً من الأغنيات الناجحة في بداية مسيرته الفنية على غرار «راجعين»، و«كان عندك حق»، و«رصيف نمرة خمسة»، و«هواك حيرني»، «ولا الليالي تهون»، وأغنيات فيلم «آيس كريم في جليم»، وأضاف العدل في حوار لـ«الشرق الأوسط» أنه انتهى أخيراً من كتابة المسرحية الموسيقية الاستعراضية «أم كلثوم» التي تروي سيرة «كوكب الشرق».

وحدد د. مدحت العدل أول مايو (أيار) لبدء بروفات المسرحية بعدما انتهى أخيراً من كتابة النص، لافتاً إلى أنه «النص الأصعب في حياته»؛ لأنه يقدم 75 سنة من حياة أم كلثوم في عرض مسرحي يستغرق ساعتين، ويتطرق لعدد من أغنياتها وبعض الشخصيات التي عاشت وأثّرت في حياتها، مؤكداً أن «الأمر لم يكن سهلاً أبداً».

العدل يتعاون مجدداً مع عمرو دياب (حسابه على {فيسبوك})
العدل يتعاون مجدداً مع عمرو دياب (حسابه على {فيسبوك})

وتحمس العدل لكتابة هذا النص لعدة أسباب من بينها «أنه مُتيم بأم كلثوم»، مؤكداً أن «أغنياتها حفزته لكتابة الشعر، بعدما تعلم منها أموراً عدة في هذا المجال بجانب صوتها الآسر، فقد عشت قصص الحب والتجارب الإنسانية والمواقف الوطنية في أغنياتها، وكان الشاعر أحمد رامي هو البطل الأكبر الذي أدخلني في دهاليز القصة؛ فهو صاحب بصمة مهمة في مشوارها، وصاحب تأثير كبير في تعلقي المبكر بالشعر».

وبعيداً عن مكانة فن أم كلثوم في حياة ومسيرة د. مدحت العدل، فإن ما دفعه لتقديم سيرتها في ذكرى مرور نصف قرن على وفاتها كونها «مطربة العرب الأولى» التي لا يوجد بلد عربي إلا وبه مقهى يحمل اسمها، مثلما يقول: «لم تكن أم كلثوم مطربة كبيرة أثرت في المجتمع العربي كله من المحيط إلى الخليج فقط، بل أيضاً سيدة تحدت زمنها الذكوري والعادات والتقاليد التي كبلت المرأة في عصرها، لتصبح هي الأولى بموهبة صوتية فريدة تشبه المعجزة وذكاء فطري لا يقل عن موهبتها، جعلها بعد نصف قرن من رحيلها لا تزال على القمة، ويكفي دورها الوطني وحفلات المجهود الحربي وحفل باريس، وقد بدت لي مثل (أسطورة إيزيس) التي جمعت (أشلاء أوزوريس)، إذ تظل حياتها درساً عملياً لمن يتطلعون لتحقيق نجاح خالد».

ولم يتحمس العدل لكتابة المسرحية فقط، بل قرر أيضاً إنتاجها عبر شركته الإنتاجية الجديدة «العدل غروب ستوديوز» ومشاركة «سي سينما للإنتاج»، لضمان تقديمها بالشكل اللائق على المسرح.

يعتمد العرض المسرحي على وجوه جديدة من المواهب الدارسة بالمعاهد التمثيلية والموسيقية ودار الأوبرا، الذين تم اختيارهم ليجمعوا بين التمثيل والغناء وتقديم الاستعراضات، ويحدد توجهه لذلك: «لم أرغب في الاستعانة بممثلين محترفين لأن صورتهم الذهنية معروفة للجمهور، كما أن من شروط العرض أن يتفرغ فريق العمل تماماً للمسرحية خلال عرضها الذي يبدأ في القاهرة وينطلق لمحافظات مصر، ثم خلال جولاتها المرتقبة في الدول العربية».

وتضم المسرحية شخصيات أثّرت في مسيرة أم كلثوم على غرار الملحنين والشعراء الذين ارتبطت بهم في أعمال عدة مثل رياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب وبليغ حمدي، وعن مدى اهتمامه بتقديم ممثلين قريبي الشبه بهم، يقول: «الموهبة هي أساس الاختيار، لكن نحاول الجمع بين التقارب الشكلي والموهبة قدر الإمكان، لكن المهم أيضاً أن يقترب الفنان من روح الشخصية حتى لو لم يشبهها تماماً».

قال بأن الجمهور السعودي أول من منحنا {صك النجاح} لمسرحية {شارلي} التي نجحت أيضاً في مصر بشكل مذهل
قال بأن الجمهور السعودي أول من منحنا {صك النجاح} لمسرحية {شارلي} التي نجحت أيضاً في مصر بشكل مذهل

وقد كان «نجاح» مسرحيتيه «كوكو شانيل» التي أعادت النجمة شيريهان للفن، والعرض المسرحي الموسيقي «شارلي» دافعاً له لكي يعيد المسرح الغنائي للواجهة مجدداً، ويقول عن ذلك: «نجاح هذين العرضين أكد لي أن الجمهور لديه رغبة في مشاهدة مثل هذه العروض، وقد كان الجمهور السعودي أول من منحنا (صك النجاح) لمسرحية (شارلي) التي نجحت أيضاً في مصر بشكل مذهل».

يستدرك قائلاً: «أجد سعادتي في تقديم المسرح الموسيقي مستغلاً موهبتي الأساسية شاعراً، وفي أفلامي ومسلسلاتي كنت أتحين الفرصة لتقديم أغنيات، وفي هذه المرحلة من حياتي لا أريد أن أقدم سوى ما أحبه، لذا أتعامل مع عرض أم كلثوم بحب وشغف كبيرين».

ورغم دراسته الطب فقد آثر التفرغ للفن منذ بدأ مسيرته بصفته شاعراً عبر أغنية «جت من الغريب» للمطرب محمد الحلو، وقد حققت نجاحاً لافتاً، ويرى أنها أعطته درساً بليغاً بأنه لكي تصل للجمهور لا بد أن تستخدم مفرداته، وكان حبه للشعر الغنائي دافعاً له لتقديم فن «الأوبريت» من خلال أكثر من عمل، من بينها أوبريت «الحلم العربي»، كما كتب «تترات» الكثير من المسلسلات التي يؤلفها، أحدثها مسلسل «لأعلى سعر». كما كتب لمحمد فؤاد فيلم «أميركا شيكا بيكا» وأغنيات الفيلم، ومن بين أغنياته الأخرى «حبيبي يا عاشق» لمدحت صالح، و«في حب مصر» لمحمد منير، و«اتكلم عربي» لكارول سماحة، و«أنا مش ضعيفة» لأنغام، و«تسلم إيدك» لهشام عباس، و«صورتك ذكرياتي» لميادة الحناوي.

لم يرغب العدل في الاستعانة بممثلين محترفين لأن صورتهم الذهنية معروفة للجمهور (حسابه على {فيسبوك})
لم يرغب العدل في الاستعانة بممثلين محترفين لأن صورتهم الذهنية معروفة للجمهور (حسابه على {فيسبوك})

وكان عمرو دياب من أكثر المطربين الذين كتب لهم العدل أغاني، وها هو يعود إليه مجدداً بأغنية يتحفظ في كشف تفاصيلها، لكنه يؤكد: «أسمعني عمرو دياب لحنها أخيراً».

وفي ظل رئاسته لجمعية المؤلفين والملحنين في مصر يستعد للانتقال لمقر جديد لها، ويواصل دوره للحفاظ على حقوق الملكية الفكرية لأعضاء الجمعية وورثتهم، والتصدي للاعتداءات المتكررة عليها، كما يستعد لإقامة حفلات تكريم لكبار الشعراء والموسيقيين الحاليين، مؤكداً أنه من المهم تكريمهم في حياتهم والتي سيبدأها بتكريم الفنان حميد الشاعري، الذي حقق نقلة في الموسيقى، وساهم في ظهور مواهب غنائية عديدة، ما جعله رمزاً لجيل الثمانينات، حسبما يؤكد.

عاجل بلومبرغ: الولايات المتحدة وأوكرانيا توقعان اتفاقية الموارد الطبيعية