يسرا اللوزي: أحب النهايات غير السعيدة

قالت لـ«الشرق الأوسط» إن العلاج النفسي ساعدها في معرفة ذاتها

تتطلع يسرا للعمل مع بعض المخرجين (حسابها على {انستغرام})
تتطلع يسرا للعمل مع بعض المخرجين (حسابها على {انستغرام})
TT

يسرا اللوزي: أحب النهايات غير السعيدة

تتطلع يسرا للعمل مع بعض المخرجين (حسابها على {انستغرام})
تتطلع يسرا للعمل مع بعض المخرجين (حسابها على {انستغرام})

قالت الفنانة يسرا اللوزي إنها شعرت بقلق كبير من شخصية «ليلى» التي أدتها في مسلسل «صلة رحم»؛ إذ تمر بتحولات درامية عديدة تحوي مشاعر متباينة، وأضافت في حوارها لـ«الشرق الأوسط» أنها لم تلجأ لدموع مصطنعة في مشاهد البكاء، بل كانت تطلب دقيقتين لتنفرد بنفسها قبل التصوير، تستدعي خلالها مواقف مؤلمة فتبكي بطبيعية. وعبرت اللوزي عن سعادتها بنجاح المسلسل وعن انحيازها للنهاية المفتوحة التي انتهى إليها، مشيرة إلى أنها تفضل دائماً النهايات غير السعيدة، وأنها قضت أكثر من شهرين في التصوير بلبنان في فترة عدّتها صعبة لغيابها عن ابنتيها.

وأدت الفنانة المصرية من خلال مسلسل «صلة رحم» شخصية الطبيبة النفسية «د. ليلى» التي تتعرض لفقد جنينها قبل الولادة بأيام إثر حادث سيارة كان يقودها زوجها، ثم تكتشف استئصال الأطباء لرحمها، وتعيش حالة نفسية سيئة، وتفاعلت يسرا مع دورها بشكل صادق بحسب نقاد رأوا أنها في أفضل حالاتها كممثلة.

اللوزي في لقطة للحادث ضمن أحداث المسلسل (حسابها على {انستغرام})

واستعادت اللوزي بداية علاقتها بالمسلسل حين تحدث معها المخرج تامر نادي عن شخصية «ليلى» بكل تفاصيلها والظروف التي تمر بها؛ إذ تقول: «كنت قلقة؛ كونها شخصية صعبة تمر بمشاعر مختلفة، كان شغلي الشاغل من أول جلسة كيف سأعمل هذا الدور الصعب، وحينما قرأت الحلقات الأولى جذبني موضوعه، فرغم أنها لم تكن تكشف عن تفاصيل الحكاية، فإنني وجدت أنه يتم التمهيد لها بشكل جيد، كما أن المؤلف محمد هشام عبية منح مساحة مناسبة لكل الشخصيات بما فيها الأدوار الثانوية».

اللوزي في لقطة من أحد مشاهد المسلسل (حسابها على {انستغرام})

ونفت يسرا خضوعها لتدريبات أداء أو اعتمادها على البروفات: «لم نجرِ بروفات، لكن المخرج تامر نادي تحدث مع كل ممثل على حدة في تفاصيل دوره وأبعاد شخصيته وطرح تصوراته كاملة لكل منا، ثم اضطر للسفر للبنان للإعداد لبدء التصوير، وكنا على تواصل معه، بالنسبة للأداء فمن حسن حظي أنني كنت حصلت منذ فترة على (بريك) وقلت إنني ليس لديّ طاقة لأمثل، واعتذرت عن أعمال عدة، ولم أكن (أتلكك) لأعتذر بل شعرت أنني في حاجة لأشحن طاقتي، وفي حاجة لوقت لنفسي لأرى ما ينقصني على مستوى الممثلة، إضافة لحالتي النفسية بعد وفاة والدي، فلم أكن أرد على أي اتصال، هذا الوقت أفادني كثيراً وشعرت أنني فهمت نفسي أكثر، وساعدني العلاج النفسي أيضاً، ما جعلني أشعر بفهم أكثر للشخصيات».

تبدي يسرا اللوزي حماسها للمسلسلات القصيرة (حسابها على {انستغرام})

وبدت يسرا في مشاهد المستشفى كما لو كانت قد خرجت لتوها من غرفة العمليات، المفارقة أنها صورتها كأول مشاهدها، حسبما تؤكد: «كانت مشاهد المستشفى هي أول ما أصوره... بعدما تصاب بصدمة نفسية ويتواصل البكاء، وكنت خائفة جداً لأنني لم أكن مسكت بالشخصية بعد، فقد صورت كل مشاهد الحزن والدموع أولاً، ثم المشاهد الافتتاحية للشخصية بعدها، وشعرت وقتها وكأنني لا أعرف كيف أتعامل معها».

يستدعي الممثل في بعض الأحيان شخصيات ومواقف مرت به في الواقع لتساعده في تكثيف إحساسه بالشخصية، وقد استدعت اللوزي ذكرياتها وهي تصور بعض مشاهد «صلة رحم»، ما جعلها تبكي بشكل حقيقي: «في مشاهد المستشفى لم أضع جلسرين ولا قطرة، بل كنت أطلب دقيقتين قبل دوران الكاميرا أستعيد خلالهما مواقف مرت بي أو أفتح (إنستغرام)، فتؤلمني أحداث تجري في أنحاء العالم، بعدها أستغرق في البكاء».

لا ترى اللوزي أن «ليلى» التي جسدتها قد تغيرت، مؤكدة أنها «هي انكسرت إثر تعرضها لصدمة نفسية، ورغم أنها طبيبة نفسية، فإنها تقع في نفس الفخ الذي وقع فيه مرضاها، ما يؤكد أن البشر كلهم ضعفاء، والإنسان حين يقع في أزمة نفسية عميقة يلجأ لعمل شيء عكسي للخروج مما يعانيه».

شعرت بالقلق من صعوبة دوري في «صلة رحم»... ودموعي في المشاهد حقيقية

وعبرت يسرا عن سعادتها بنجاح المسلسل وردود الفعل التي تلقتها، وكذلك العمل مع الفنان إياد نصار، مؤكدة أن العمل معه ممتع، وأنه كفنان محترف تسعد بالتمثيل أمامه في «اللوكيشن» وتسعد أكثر حين ترى مشاهدهما معاً.

وجاءت نهاية المسلسل محيرة وصادمة لمتابعين، ومثّل المشهد الأخير لغزاً للبعض، لكن البطلة تتحمس له قائلة: «أعجبتني النهاية المفتوحة؛ لأنها تدفع لطرح مزيد من الأسئلة، وتجعل كلاً منا يراها من وجهة نظره، وأنا أفضل النهايات المفتوحة وأحب النهايات غير السعيدة».

وتبدي اللوزي حماسها للحلقات القصيرة فتقول: «في حوارات صحافية لي قبل عشر سنوات كنت أتساءل: لماذا نتمسك بالثلاثين حلقة ولا نقدم مسلسلاً من عشر حلقات؟ بالنسبة لنا نحن دائماً مضغوطون بالوقت، لكن ضغوط الـ15 حلقة أهون من الـ30، لكن الفيصل بينهما مدى تحمل الموضوع لذلك، هناك مسلسلات طويلة لا تتحمل سوى حلقات قصيرة والباقي تطويل بلا معنى».

أتطلع لتقديم أفلام مختلفة... وأتمنى العمل مع هؤلاء المخرجين

المسلسل جرى تصويره في لبنان بإنتاج صادق الصباح، وكان سفر اللوزي هو الأصعب كما تقول: «صورنا العمل كاملاً وبقيت بلبنان نحو شهرين ونصـف الشهر، كنت أتواصل مع ابنتيّ عبر (الفيديو) وأتابع كل شيء يخصهما وجروب الأمهات على (واتساب)، وقد تعبتا وبالذات ابنتي الكبيرة كانت تفتقدني وتقول لي ذلك».

وشاركت يسرا العام الماضي بفيلم «جروب الماميز» الذي عدّته تجربة ممتعة، وفيلم «ليلة العيد» الذي تعثر لأربع سنوات، وتقول: «حظي لم يكن جيداً لمشاركتي في أفلام استغرقت وقتاً طويلاً في تنفيذها، لكنني أتطلع لتقديم أفلام مختلفة لا أعرف وصفها، وأتمنى أن أعمل مع مخرجين مثل مروان حامد، وكاملة أبو ذكري، ومحمد ياسين، وشادي الفخراني، وهو مخرج مميز جداً عملت معه في مسلسل (دهشة)».



أنوشكا لـ«الشرق الأوسط»: التمثيل أخذني من الغناء

تتمنى أنوشكا أن تعيش أغنياتنا مثلما عاشت أغاني مطربي الزمن الجميل (مكتبة الإسكندرية)
تتمنى أنوشكا أن تعيش أغنياتنا مثلما عاشت أغاني مطربي الزمن الجميل (مكتبة الإسكندرية)
TT

أنوشكا لـ«الشرق الأوسط»: التمثيل أخذني من الغناء

تتمنى أنوشكا أن تعيش أغنياتنا مثلما عاشت أغاني مطربي الزمن الجميل (مكتبة الإسكندرية)
تتمنى أنوشكا أن تعيش أغنياتنا مثلما عاشت أغاني مطربي الزمن الجميل (مكتبة الإسكندرية)

ظهرت المطربة المصرية أنوشكا على المسرح أخيراً خلال مهرجان الصيف الدولي بمكتبة الإسكندرية، وعدّت عودتها للغناء أمام الجمهور حدثاً مُهماً بالنسبة لها وميلاداً فنياً جديداً، لاسيما أنه أتى بعد غيابها الطويل عن الحفلات الغنائية.

وقالت أنوشكا في حوارها مع «الشرق الأوسط» إنها لم تبتعد عن الغناء لكن أدوارها في التليفزيون شغلتها في الفترة الأخيرة، وأخذت الكثير من وقتها، في ظل ساعات التصوير الطويلة، مؤكدة أن تجاوب الجمهور السكندري معها خلال حفلها الأحدث كان رائعاً وأنها ستسجل أغنيات جديدة خلال أيام.

تفاهم كبير على المسرح مع المايسترو جورج قلتة خلال حفلها بمكتبة الإسكندرية (المكتبة)

وأضافت أنه «بعد الاحتفاء الكبير ومحبة الجمهور التي غمرتني في الحفل بمكتبة الإسكندرية، قررت ألا أغيب مجدداً عن عالمي المحبب وهو الغناء».

وأوضحت أنها «كانت المرة الأولى التي قدمت فيها حفلاً بمهرجان الصيف الدولي الذي تعاملت خلاله للمرة الأولى أيضاً مع المايسترو جورج قلتة وأوركسترا مكتبة الإسكندرية، وقدم توزيعاً جديداً للأغاني يتلاءم مع الأوركسترا الكبير، وتلقيت ردود فعل رائعة من الجمهور، وكنت سعيدة للغاية لأنني لم أقدم حفلات منذ فترة».

وقدمت أنوشكا خلال الحفل كوكتيلاً من أغنياتها القديمة والجديدة، من بينها: «حبيتك»، «أصعب بكا»، «بحبك ليه»، «حب زمان»، «بلاد طيبة»، التي تعد قاسماً مشتركاً في كل حفلاتها، كما قدمت أحدث أغنياتها «حاسة بقلبك» من كلمات الشاعرة كوثر مصطفى وألحان عمرو أبو ذكري.

تؤكد أنوشكا أن تجاوب الجمهور المباشر معها على المسرح له متعة أخرى (مكتبة الإسكندرية)

وعن هذه الأغنية تقول: «هي أغنية رومانسية إيقاعية بتوزيع جديد مختلف، بمشاركة عدد أكبر من الآلات الموسيقية، ما يجعل الصياغة مختلفة».

وعدّت أن «تجاوب الجمهور مع المطرب وهو يغني على المسرح شيء آخر يختلف عن تسجيل الأغاني أو تصويرها، فهذا اللقاء المباشر له متعة أخرى، مما أشعرني بأجواء دافئة كنت أفتقدها، مثل وقوفي على المسرح مع الأوركسترا، فهو إحساس جميل يضفي حيوية وبهجة على الفنان والأغاني التي يقدمها».

واكتفت أنوشكا بتقديم أغنياتها فقط في الحفل، لكنها تؤكد أنها في حفلات أخرى قدمت أغنيات لمطربي الزمن الجميل؛ مثل ليلى مراد وعبد الحليم حافظ ونجاة وشادية ومحمد فوزي، موضحة: «أديت أغاني هؤلاء العظماء بأسلوبي ونفذها لي عمر الطودي، وفي كل الأحوال أرى أن أجيالاً عظيمة من المطربين والمطربات قدموا جواهر الغناء وأتمنى أن تعيش أغنياتنا مثلما عاشت أغانيهم حتى الآن لجمالها كلماتٍ وألحاناً وأداء».

ترفض أنوشكا عدّ حفلها عودة جديدة للغناء: «لم أتوقف حتى أعود، ليس معنى انشغالي بالدراما أنني ابتعدت عن الغناء، لأن برنامج (صالون أنوشكا) الذي استمر عرضه لعدة مواسم هو برنامج غنائي اجتماعي وكان يتضمن أغنيات لي وللمطربين من ضيوفه أو دويتو يجمعني ببعضهم»، مؤكدة: «دائماً ما يشغلني الغناء وأعمالي أنتجها بنفسي لضمان أن تظهر بالمستوى الذي يرضيني».

الفنانة أنوشكا ستسجل أغنيات جديدة خلال أيام (حسابها على {إنستغرام})

وكانت أنوشكا قد قدمت منذ بداياتها عدة ألبومات غنائية من بينها: «حبيتك»، «ناداني»، «تيجي نغني»، «أبين زين»، «كداب». وتقول إنها تعيد توزيع بعض أغانيها السابقة التي لم تقدمها في حفلات كما تبدأ خلال أيام تسجيل أغنيات جديدة.

وتعترف الفنانة المصرية أن التمثيل استحوذ على وقتها، حسبما تقول: «لأن التصوير يمتد لفترات طويلة ولساعات عديدة تتجاوز 16 ساعة متواصلة في اليوم، وفي التمثيل يمكن أن نعيد التصوير إذا حدث خطأ لإرهاق أي ممثل، لكن في الغناء غير مسموح بالخطأ في حضرة الجمهور».

وشاركت أنوشكا في بطولة مسلسلات تليفزيونية؛ مثل «سرايا عابدين»، و«السيدة الأولى»، و«ناجي عطا الله»، و«غراند أوتيل»، و«راجعين يا هوى»، وتقول: «أجد نفسي في الأدوار الاجتماعية والرومانسية والواقعية أيضاً، وأحاول اختيار الأعمال التي أشعر أنها قريبة من الناس».

إحساسي يحكم اختياراتي الفنية في الغناء أو التمثيل... فأنا من مواليد «برج الحوت»

أنوشكا

في 2024 كانت أنوشكا قد وعدت نفسها والجمهور بأمرين وقد نفذتهما حسبما تقول: «وعدت أن أهتم بالغناء بشكل أكبر وقد حدث بالفعل، وهناك خطوات أخرى قادمة والأمر الثاني الاهتمام بـ(السوشيال ميديا) بعد أن باتت واقعاً في حياتنا ولها دور مؤثر».

وتابعت: «بدأت منذ فترة طرح أغنياتي الجديدة على (إنستغرام) ووجدت تفاعلاً أذهلني، فهناك جانب جميل من (السوشيال ميديا) يتمثل في ردود فعل المتابعين، والحمد لله ليس من بينها رسائل مستفزة، لكنني أتقبل الآراء لأن ما يعجب البعض قد لا يعجب البعض الآخر، وهو عالم كان غريباً علينا، ويسحب طاقة ووقتاً بشكل كبير لكنه يفتح تواصلاً مع الجمهور حول العالم».

دائماً ما يشغلني الغناء وأعمالي أنتجها بنفسي لضمان أن تظهر بالمستوى الذي يرضيني

أنوشكا

تكتب أنوشكا وتلحن بعض أغنياتها لكنها لا تفعل ذلك مع مطربين آخرين موضحة: «أعدها تجارب أحب تقديمها لنفسي لأنني كثيراً ما تراودني فكرة أو خواطر فأقوم بتلحينها، لا أعتقد أنني يمكن أن أقدم ألحاناً لأصوات أخرى، رغم دراستي لآلة البيانو 3 سنوات، ولا شك أن الدراسة مهمة مع الخبرة والنضج».

تنتمي الفنانة المصرية لـ«برج الحوت» الذي يؤمن أصحابه بإحساسهم، لذا تصدق إحساسها الذي يقودها لكل قرارات حياتها مؤكدة: «إحساسي يحكم اختياراتي الفنية في الغناء أو التمثيل، فأنا من مواليد برج الحوت الذي تقوده مشاعره وأحاسيسه وكنت أتمنى أن يكون للعقل دور، لكن الإحساس يظل هو الأصدق».

وتنهي كلامها قائلة: «ما أحاول أن أتعلمه حالياً هو الاستمتاع باللحظة، فلقاء الناس وتجاوبهم من اللحظات الحلوة التي أستمتع بها».