إياد نصار لـ«الشرق الأوسط»: أتحمس للأدوار «النفسية المعقدة»

تحدث عن أسباب ابتعاده عن الدراما الأردنية

يشير نصار في اللقاء إلى أنه بات أكثر قرباً وفهماً للشارع المصري (حسابه على «فيسبوك»)
يشير نصار في اللقاء إلى أنه بات أكثر قرباً وفهماً للشارع المصري (حسابه على «فيسبوك»)
TT

إياد نصار لـ«الشرق الأوسط»: أتحمس للأدوار «النفسية المعقدة»

يشير نصار في اللقاء إلى أنه بات أكثر قرباً وفهماً للشارع المصري (حسابه على «فيسبوك»)
يشير نصار في اللقاء إلى أنه بات أكثر قرباً وفهماً للشارع المصري (حسابه على «فيسبوك»)

قال الفنان الأردني إياد نصار إن الهدف الأساسي من خطته كفنان هو «معالجة قضايا جدلية شائكة من دون تجريح أو إيذاء»، مؤكداً أنه «يتحمس للأدوار النفسية المعقّدة والمركّبة»، ورأى أن الهدف من اختياره مسلسل «صلة رحم» الذي عُرض خلال رمضان الجاري هو «فتح الأبواب المغلقة حول قضية تأجير الأرحام».

وأوضح نصار لـ«الشرق الأوسط» أن «دور العمل الفني هو فتح نقاش حول الموضوعات الشائكة أو محل الخلاف، ومنح المجتمع فرصة لبحث أسبابها ومحاولة التوصل لحلول لها».

وانتهى أخيراً عرض مسلسل «صلة رحم» للفنان إياد نصار بمشاركة يسرا اللوزي وأسماء أبو اليزيد ومحمد جمعة، سيناريو وحوار محمد هشام عبية، وإخراج تامر نادي، وطرح المسلسل قضية تأجير الأرحام، وصدامها مع التقاليد الدينية والقانونية والمجتمعية.

يَعد إياد نصار البطولة مصطلحاً فضفاضاً (الشركة المنتجة لمسلسل «صلة رحم»)

وعن ميله لتجسيد الأدوار ذات الأبعاد النفسية المعقدة، سواء من خلال شخصية (حسام) في «صلة رحم» وقبلها شخصية (جمال) في «وش وضهر»، يرى نصار أن «الممثل الذي لم يقرأ لدوستويفسكي يفقد الكثير من القدرة على التحليل النفسي للشخصيات التي يجسدها».

معتبراً أن «شخصيات دوستويفسكي كانت مدخله لفهم التمثيل والتعلق بالأدوار المركّبة، فكلها شخصيات غير سويّة نفسياً ومحمَّلة باضطرابات وعُقد، وهذه التناقضات هي محور الشخصية الإنسانية، وبالتالي أميل لتجسيد الشخصيات التي تعاني ولديها ما يُقلقها وما يكشف ضعفها، لأن تقديم شخصية من دون اضطرابات أو مشكلات يعني تقديم شخصية سطحية من دون أعماق، لا تضيف جديداً».

وعدَّ نصار «البطولة مصطلحاً فضفاضاً»، مشيراً إلى أن «مشاركته في أعمال لا يكون بطلها الوحيد، شيء طبيعي وصحي، فالقصة يجب أن تكون هي البطل، طبعاً هناك شخصية محورية تدور حولها الأحداث، لكن في الوقت نفسه لا بد من وجود قصص أخرى بشخوص آخرين، كل منهم بطل حكايته وتدعم هذه الخطوط الحكاية الأصلية، لذلك أسعى دائماً وراء القصة وليس حجم الدور».

وفي حين راكم نصار رصيداً كبيراً من الأعمال على مستوى الدراما، فإنه لا يحقق الحضور نفسه على مستوى السينما، وعزا ذلك إلى أن «السينما لا تحظى بنفس التنوع الموجود في الدراما، حيث تمر بطفرات تظهر بقوة ثم تخفت وتعود لتسير في اتجاه واحد».

الفنان الأردني إياد نصار (حسابه على «فيسبوك»)

من الصعب عليَّ تقديم دور يقوم على «الإفيهات» أو كوميديا الموقف

وأضاف: «عندما شهدت السينما المصرية طفرة وأنتجت أفلاماً مهمة مثل (الممر، وأولاد رزق، والفيل الأزرق، وكازابلانكا)، كنت موجوداً ومشاركاً، ولكن للأسف هذه الطفرة لا تستمر، وأنا لا أستطيع المشاركة في أعمال سينمائية لا تقدم جديداً، ولا تثير نقاشاً، وبالتالي عملي في السينما مرهون دائماً بوجود مشاريع خارج الصندوق».

وشارك إياد نصار أخيراً بدور كوميدي في فيلم «المطاريد»، كما ظهر قبل عامين ضيف شرف في الجزء السادس من مسلسل «الكبير»، وعن تفكيره في تقديم أعمال كوميدية الفترة المقبلة، استبعد نصار الأمر، معتبراً أن دوره في مسلسل «وش وضهر» الذي عُرض العام الماضي «كان نوعاً من الكوميديا السوداء التي يفضّلها ويراها النوع الكوميدي الأقرب له».

وتابع: «من الصعب علي تقديم دور يقوم على الإفيهات أو كوميديا الموقف».

برأي نصار الممثل الذي لم يقرأ لدوستويفسكي يفقد الكثير من القدرة على التحليل النفسي للشخصيات التي يجسدها (حسابه على «فيسبوك»)

 

العمل في السينما العالمية يخضع لقواعد خاصة... و«التجربة الأميركية» كانت مهمة

إياد نصار في لقطة من مسلسل «صلة رحم» (الشركة المنتجة)

واستبعد نصار تقديمه أعمالاً في الدراما الأردنية، مؤكداً أنه «بعيد منذ سنوات طويلة عن الشارع الأردني وطبيعة الدراما في الأردن، في حين بات أكثر قرباً وفهماً للشارع المصري، وعلى دراية بما يحتاج إليه المشاهد بشكل عميق».

وعدَّ نصار مشاركته بالأداء الصوتي لشخصية «باسم بن إسحاق» في لعبة «Assassin’s Creed Mirage» أواخر العام الماضي، «فرصة جيدة لتقديم التاريخ بشكل مبسط ومسلٍّ يساعد الشباب والأجيال الجديدة على فهم حقبة مهمة كالعصر العباسي عبر لعبة فيديو».

وعن تفكيره في تكرار تجربته في الدراما العالمية بعد دوره في المسلسل الأميركي «The Looming Tower» عام 2017، قال نصار إن «العمل في السينما العالمية يخضع لقواعد خاصة»، مؤكداً أن تجربته في المسلسل الأميركي كانت مهمة لـ«التعرف على طريقة العمل في الغرب وكيفية معالجة القصص درامياً، فضلاً عن مستويات التصوير والإخراج والتعامل مع الممثلين»، لافتاً إلى أنه «يأمل في تكرار التجربة مرة أخرى».


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
TT

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})

رغم تمتع بعض متسابقي برامج اكتشاف المواهب الغنائية العربية بشهرة واسعة خلال عرض حلقاتها المتتابعة، فإن تلك الشهرة لم تصمد طويلاً وتوارت بفعل اختفاء بعض المواهب الصاعدة من الشاشات عقب انتهاء مواسم تلك البرامج، وفق موسيقيين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» وأثاروا تساؤلات بشأن أسباب تعثر خطوات المواهب الصغيرة والشابة وانطلاقها بشكل احترافي في عالم الغناء.

الناقد الفني المصري أحمد السماحي الذي كان مسؤولاً في أحد هذه البرامج أكد أن «الغرض من هذه البرامج هو الربح المادي وليس الاكتشاف الفني»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «بعض القنوات تستغل طموحات الشباب الباحثين عن الشهرة لتحقيق مكاسب دون إضافة حقيقية للفن، والدليل أن كثيراً من المواهب التي ظهرت من خلال هذه البرامج، وصوّت لها الملايين في أنحاء العالم العربي تعثرت بل واختفت في ظروف غامضة».

محمد عطية ({فيسبوك})

وتعددت برامج اكتشاف المواهب الغنائية عبر الفضائيات العربية خلال الألفية الجديدة ومنها «سوبر ستار»، و«ستار أكاديمي»، و«أراب أيدول»، و«ذا فويس»، و«ذا إكس فاكتور»، و«ستار ميكر».

ويوضح السماحي: «رغم أن كثيراً من هذه الأصوات رائعة، لكنها للأسف الشديد تجلس في البيوت، ولا تجد فرصة عمل، مثل المطرب الرائع الصوت محمود محيي الذي هاجر من مصر بعد حصوله على لقب (ستار أكاديمي) في الموسم التاسع عام 2014، حيث اضطر للتخلي عن حلمه بالغناء، متوجهاً للعمل موظفاً في إحدى الشركات».

نسمة محجوب ({فيسبوك})

ويؤكد الناقد الفني أن «هذه البرامج اكتشفت مواهب حقيقية، وسلطت الضوء على كثير من الأصوات الجيدة، لكن أين هم الآن في عالم النجوم؟».

ورغم أن «مسابقات الغناء كانت تركز على الدعاية والأنشطة التجارية، فإنها في الوقت نفسه قدمت فرصاً لكثيرين، فإن الحكم في النهاية يكون للكاريزما وحلاوة الصوت، ما يساعد على الانطلاق والمضي قدماً، وتحقيق جماهيرية بالاعتماد على النفس». وفق الشاعرة السورية راميا بدور.

محمد رشاد ({فيسبوك})

وأوضحت بدور في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه البرامج كانت النقطة المحورية التي ساعدت بعض المواهب على الانتشار، لكنها ليست منصفة أحياناً وكلما خاضت الموهبة منافسات أكبر واستمرت ذاع صيتها، ولكن بالنهاية أين هم حاملو الألقاب؟».

في المقابل، يشدد الملحن المصري وليد منير على أن برامج مسابقات الغناء تسلط الضوء على المواهب وتمنحهم فرصة الظهور، لكن النجومية تأتي عقب الشهرة المبدئية. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «صناعة قاعدة جماهيرية للمواهب أمر صعب، ويبقى الاعتماد على اجتهاد المطرب من خلال (السوشيال ميديا) لاستكمال الطريق بمفرده». وحققت كلٌّ من جويرية حمدي ولين الحايك ونور وسام وأشرقت، شهرة على مستوى العالم العربي عبر برنامج «ذا فويس كيدز»، لكن الأضواء توارت عن معظمهن.

أماني السويسي ({فيسبوك})

ويرى الناقد الفني اللبناني جمال فياض أن «جيل ما قبل الألفية الجديدة حقق علامة بارزة من خلال برامج اكتشاف المواهب في لبنان»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نجوم كثر خرجوا من هذه البرامج وأصبحوا نجوماً حتى اليوم، لكن البرامج التي أنتجت خلال الألفية الجديدة لم تؤثر مواهبها في الساحة باستثناء حالات نادرة». وأوضح فياض أن «سيمون أسمر صاحب برنامج (استوديو الفن) كان يرعى النجم فنياً بشكل شامل، ويقيم حفلات كبيرة لتفعيل علاقاته بالإعلام»، وأشار إلى أن «بعض المواهب هي اكتشافات ولدت ميتة، وقبل ذلك تركت بلا ظل ولا رعاية، لذلك لا بد أن يعي المشاركون أن نهاية البرنامج هي بداية المشوار بعد الشهرة والضجة».

فادي أندراوس ({إنستغرام})

وساهمت هذه البرامج في بروز أسماء فنية على الساحة خلال العقود الماضية، من بينها وليد توفيق، ماجدة الرومي، وائل كفوري، راغب علامة، غسان صليبا، نوال الزغبي، ديانا حداد، ميريام فارس، رامي عياش، علاء زلزلي، وائل جسار، إليسا، وإبراهيم الحكمي، وديانا كرزون، و ملحم زين، شادي أسود، رويدا عطية، شهد برمدا، سعود بن سلطان، سعد المجرد، وكارمن سليمان، ومحمد عساف، دنيا بطمة، ونداء شرارة، ومحمد عطية، هشام عبد الرحمن، جوزيف عطية، شذى حسون، نادر قيراط، عبد العزيز عبد الرحمن، ناصيف زيتون، نسمة محجوب، وفادي أندراوس، وأماني السويسي.

لكن موسيقيين يفرقون بين برامج الألفية القديمة التي كانت تعتني بالمواهب وتدعمها حتى تكون قادرة على المنافسة، وبرامج الألفية الجديدة التي كانت تهتم بـ«الشو» على حساب دعم المواهب.

ويؤكد الناقد الفني المصري أمجد مصطفى أن «سيمون أسمر عندما قدم برنامجه (استوديو الفن)، كان الأوحد في العالم العربي، وكانت نتائجه واضحة، لكن عندما انتشرت برامج أخرى لم يكن هدفها اكتشاف أصوات بل التجارة». على حد تعبيره.

ويرى مصطفى أن «(السوشيال ميديا) سحبت البساط من برامج المسابقات التي يعدها (موضة) انتهت». فيما يرهن الملحن المصري يحيى الموجي نجاح برامج اكتشاف المواهب بوجود شركة إنتاج تدعمها أو إنتاج ذاتي لاستكمال المشوار، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه البرامج إذا كانت جادة فعليها أن تتبنى المواهب وتنتج لهم أغانيّ، لكن ذلك لم يحدث مطلقاً، والنتيجة تعثرهم وعدم وجودهم على الساحة».