قال الفنان طارق لطفي إن طبيعة الشخصية التي يجسدها في مسلسل «العتاولة»، المعروض خلال الموسم الرمضاني الجاري، كانت السبب الرئيسي لتحمسه للعمل، بالإضافة لصداقته مع الفنان أحمد السقا التي وصفها بأنها «عابرة للزمن».
وعدَّ لطفي في حواره لـ«الشرق الأوسط» منطقة الدراما الشعبية «ملعباً جديداً محفزاً للغاية لاكتشاف قدراته وإمكاناته المختلفة كممثل»، وأكد أنه «لم يقدم من قبل شخصية مماثلة لـ(خضر) التي قدمها في العتاولة، فهي جديدة عليه ومحفزة له»، حسب وصفه.
وأوضح أن لديه خطة يحاول الالتزام بها قدر المستطاع، وهي: «ألا أكرر نفسي في الأدوار التي أجسدها طوال الوقت، وأن أبحث دائماً عن الجديد والمختلف».
وذكر لطفي أنه فوجئ بردود فعل الجمهور وتفاعلهم مع شخصية «خضر» في المسلسل، مضيفاً: «لم أتوقع هذا التفاعل، وحجم التأثير الذي حدث منذ عرض الحلقة الأولى»، وقال إنه «كان قلقاً من كيفية استقبال الجمهور لدور جديد عليه وفي منطقة الدراما الشعبية تحديداً».
ويشارك طارق لطفي بطولة مسلسل «العتاولة» مع الفنان أحمد السقا، وباسم سمرة، وزينة، وميمي جمال، ومن تأليف هشام هلال، وإنتاج صادق الصباح، وإخراج أحمد خالد موسى.
وسبق أن جسد لطفي شخصية «خلدون» في مسلسل «جزيرة غمام» عام 2022، التي عَدّها نقاد مقابلاً رمزياً لـ«الشيطان»، ورغم النجاح الكبير الذي حققه، قدم في العام الماضي نمطاً مختلفاً، من خلال مسلسل «مذكرات زوج» الذي يدخل ضمن دائرة الدراما الاجتماعية، ثم لعب بطولة فيلم «السيستم» في قالب اجتماعي كوميدي.
الدور الجيد الذي يلعبه الممثل بإتقان هو البطولة الحقيقية التي يسعى وراءها كل فنان
واقتحم منطقة الدراما الشعبية هذا العام في «العتاولة» وعن هذا التنقل بين الأدوار يقول لطفي: «الأفضل للممثل عدم حصر نفسه في قالب واحد، أو ثيمة بعينها، لأن هذه القولبة تحرم الفنان من تطوير أدواته، وإعادة اكتشاف نفسه»، مؤكداً أنه «لا يقلق من تجسيد شخصيات بعيدة عنه أو مختلفة عن شخصيته، بل يجد في ذلك تحدياً كبيراً».
ويرى لطفي أن «الفنان يجب أن يكون حريصاً في اختياراته للأدوار التي يقدمها، كي يستطيع بمرور الزمن أن يراكم رصيداً لدى الجمهور، يمكّنه من أن يبقى في أذهان الناس لأطول فترة ممكنة».
وشدد على التركيز في العمل قائلاً: «لا أنشغل بما حول العمل الفني، بل أجعل كل اهتمامي على العمل نفسه بكل تفاصيله، وهو ما حدث في فيلم (السيستم)، حيث كان المخرج وشركة الإنتاج يقدمان أول أعمالهما الفنية في المجال، ولم يكن لدي اعتراض على ذلك، طالما كان المشروع جيداً ولديه مقومات النجاح».
القولبة تحرم الفنان من تطوير أدواته وتجسيد شخصيات مختلفة
وعن عودته للتعاون مع الفنان أحمد السقا في مسلسل «العتاولة» بعد مرور ما يقرب من 18 عاماً على آخر تعاون بينهما في فيلم «عن العشق والهوى» عام 2006، يصف لطفي علاقته بالسقا بأنها «تتجاوز الزمن»، موضحاً أنهما «رغم هذه المدة تقابلنا وبدأنا التصوير وكأننا تركنا بعضنا بالأمس القريب».
وأضاف: «أحمد السقا إنسان لا تستطيع إلا أن تحبه وتقدره لطيبته و(جدعنته)، وتجمعنا سنوات طويلة من الصداقة والنجاح والذكريات التي لا تنسى»، لافتاً إلى أن «هذا الانسجام الواضح انعكس على الشاشة، وشعر به المشاهد، الذي لم يعد من الممكن خداعه، لأننا أصبحنا أمام مشاهد متمرس وواع جداً».
وعَدّ لطفي «العمل الفني عملاً جماعياً بالأساس»، وأوضح أنه «لا ينشغل بفكرة البطولة التي لن تحقق لصاحبها أي نجاح يذكر من دون زملاء يشاركونه النجاح، وقصة محكمة، ومخرج متمكن من أدواته، لتكتمل جميع عناصر العمل الجيد».
وذكر الفنان المصري أن «السعي وراء البطولة لا يجب أن يكون هدفاً في حد ذاته، بل الدور الجيد الذي يلعبه الممثل بإتقان ويخرج فيه كل ما لديه هو البطولة الحقيقية التي يجب أن يسعى وراءها كل فنان».