طارق لطفي: الدراما الشعبية تحفزني لاكتشاف قدراتي

قال لـ«الشرق الأوسط» إن صداقته مع أحمد السقا «عابرة للزمن»

لطفي فوجئ بردود فعل الجمهور وتفاعلهم مع شخصية «خضر» في المسلسل (الشركة المنتجة)
لطفي فوجئ بردود فعل الجمهور وتفاعلهم مع شخصية «خضر» في المسلسل (الشركة المنتجة)
TT

طارق لطفي: الدراما الشعبية تحفزني لاكتشاف قدراتي

لطفي فوجئ بردود فعل الجمهور وتفاعلهم مع شخصية «خضر» في المسلسل (الشركة المنتجة)
لطفي فوجئ بردود فعل الجمهور وتفاعلهم مع شخصية «خضر» في المسلسل (الشركة المنتجة)

قال الفنان طارق لطفي إن طبيعة الشخصية التي يجسدها في مسلسل «العتاولة»، المعروض خلال الموسم الرمضاني الجاري، كانت السبب الرئيسي لتحمسه للعمل، بالإضافة لصداقته مع الفنان أحمد السقا التي وصفها بأنها «عابرة للزمن».

وعدَّ لطفي في حواره لـ«الشرق الأوسط» منطقة الدراما الشعبية «ملعباً جديداً محفزاً للغاية لاكتشاف قدراته وإمكاناته المختلفة كممثل»، وأكد أنه «لم يقدم من قبل شخصية مماثلة لـ(خضر) التي قدمها في العتاولة، فهي جديدة عليه ومحفزة له»، حسب وصفه.

وأوضح أن لديه خطة يحاول الالتزام بها قدر المستطاع، وهي: «ألا أكرر نفسي في الأدوار التي أجسدها طوال الوقت، وأن أبحث دائماً عن الجديد والمختلف».

باسم سمرة وأحمد السقا وطارق لطفي في مشهد مشترك من مسلسل {العتاولة} (الشركة المنتجة)

وذكر لطفي أنه فوجئ بردود فعل الجمهور وتفاعلهم مع شخصية «خضر» في المسلسل، مضيفاً: «لم أتوقع هذا التفاعل، وحجم التأثير الذي حدث منذ عرض الحلقة الأولى»، وقال إنه «كان قلقاً من كيفية استقبال الجمهور لدور جديد عليه وفي منطقة الدراما الشعبية تحديداً».

ويشارك طارق لطفي بطولة مسلسل «العتاولة» مع الفنان أحمد السقا، وباسم سمرة، وزينة، وميمي جمال، ومن تأليف هشام هلال، وإنتاج صادق الصباح، وإخراج أحمد خالد موسى.

وسبق أن جسد لطفي شخصية «خلدون» في مسلسل «جزيرة غمام» عام 2022، التي عَدّها نقاد مقابلاً رمزياً لـ«الشيطان»، ورغم النجاح الكبير الذي حققه، قدم في العام الماضي نمطاً مختلفاً، من خلال مسلسل «مذكرات زوج» الذي يدخل ضمن دائرة الدراما الاجتماعية، ثم لعب بطولة فيلم «السيستم» في قالب اجتماعي كوميدي.

الدور الجيد الذي يلعبه الممثل بإتقان هو البطولة الحقيقية التي يسعى وراءها كل فنان

واقتحم منطقة الدراما الشعبية هذا العام في «العتاولة» وعن هذا التنقل بين الأدوار يقول لطفي: «الأفضل للممثل عدم حصر نفسه في قالب واحد، أو ثيمة بعينها، لأن هذه القولبة تحرم الفنان من تطوير أدواته، وإعادة اكتشاف نفسه»، مؤكداً أنه «لا يقلق من تجسيد شخصيات بعيدة عنه أو مختلفة عن شخصيته، بل يجد في ذلك تحدياً كبيراً».

ويرى لطفي أن «الفنان يجب أن يكون حريصاً في اختياراته للأدوار التي يقدمها، كي يستطيع بمرور الزمن أن يراكم رصيداً لدى الجمهور، يمكّنه من أن يبقى في أذهان الناس لأطول فترة ممكنة».

وشدد على التركيز في العمل قائلاً: «لا أنشغل بما حول العمل الفني، بل أجعل كل اهتمامي على العمل نفسه بكل تفاصيله، وهو ما حدث في فيلم (السيستم)، حيث كان المخرج وشركة الإنتاج يقدمان أول أعمالهما الفنية في المجال، ولم يكن لدي اعتراض على ذلك، طالما كان المشروع جيداً ولديه مقومات النجاح».

طارق لطفي وأحمد السقا في لقطة من موقع التصوير وكان آخر تعاون فني بينهما في فيلم {عن العشق والهوى} عام 2006 (لشركة المنتجة)

 

القولبة تحرم الفنان من تطوير أدواته وتجسيد شخصيات مختلفة

وعن عودته للتعاون مع الفنان أحمد السقا في مسلسل «العتاولة» بعد مرور ما يقرب من 18 عاماً على آخر تعاون بينهما في فيلم «عن العشق والهوى» عام 2006، يصف لطفي علاقته بالسقا بأنها «تتجاوز الزمن»، موضحاً أنهما «رغم هذه المدة تقابلنا وبدأنا التصوير وكأننا تركنا بعضنا بالأمس القريب».

وأضاف: «أحمد السقا إنسان لا تستطيع إلا أن تحبه وتقدره لطيبته و(جدعنته)، وتجمعنا سنوات طويلة من الصداقة والنجاح والذكريات التي لا تنسى»، لافتاً إلى أن «هذا الانسجام الواضح انعكس على الشاشة، وشعر به المشاهد، الذي لم يعد من الممكن خداعه، لأننا أصبحنا أمام مشاهد متمرس وواع جداً».

وعَدّ لطفي «العمل الفني عملاً جماعياً بالأساس»، وأوضح أنه «لا ينشغل بفكرة البطولة التي لن تحقق لصاحبها أي نجاح يذكر من دون زملاء يشاركونه النجاح، وقصة محكمة، ومخرج متمكن من أدواته، لتكتمل جميع عناصر العمل الجيد».

وذكر الفنان المصري أن «السعي وراء البطولة لا يجب أن يكون هدفاً في حد ذاته، بل الدور الجيد الذي يلعبه الممثل بإتقان ويخرج فيه كل ما لديه هو البطولة الحقيقية التي يجب أن يسعى وراءها كل فنان».


مقالات ذات صلة

قنوات مصرية تكتفي بعرض مسلسلات قديمة في موسم الصيف

يوميات الشرق بوستر مسلسل «جودر» (الشركة المنتجة)

قنوات مصرية تكتفي بعرض مسلسلات قديمة في موسم الصيف

اكتفت قنوات مصرية كثيرة بإعادة عرض مسلسلات قديمة في موسم الصيف الحالي، بعضها يعود إلى عام 2002، والبعض الآخر سبق تقديمه خلال الموسم الرمضاني الماضي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان المصري أحمد رزق (حسابه على إنستغرام)

أسرة «ضحية نجل أحمد رزق» لقبول «الدية الشرعية»

دخلت قضية «نجل الفنان المصري أحمد رزق» منعطفاً جديداً بوفاة الشاب علاء القاضي (عامل ديلفري) الذي صدمه نجل رزق خلال قيادته «السكوتر» نهاية مايو (أيار) الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق كواليس مسلسل «عودة البارون» (فيسبوك المخرج)

غموض بشأن مصير مسلسلات مصرية توقف تصويرها

تواجه مسلسلات مصرية تم البدء بتصويرها خلال الأشهر الأخيرة مستقبلاً غامضاً بعد تعثّر إنتاجها وأزمات أخرى تخص أبطالها.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق المسلسلات القصيرة تُعيد فرض حضورها على خريطة دراما مصر

المسلسلات القصيرة تُعيد فرض حضورها على خريطة دراما مصر

تفرض المسلسلات القصيرة وجودها مجدداً على الساحة الدرامية المصرية خلال موسم الصيف، بعدما أثبتت حضورها بقوّة في موسم الدراما الرمضانية الماضي.

داليا ماهر (القاهرة )
الوتر السادس صابرين تعود للغناء بعمل فني للأطفال (حسابها على {انستغرام})

صابرين لـ«الشرق الأوسط»: أشتاق للغناء

قالت الفنانة المصرية صابرين إنها تترقب «بشغف» عرض مسلسل «إقامة جبرية» الذي تشارك في بطولته، وكذلك فيلم «الملحد» الذي عدّته خطوة مهمة في مشوارها الفني.

انتصار دردير (القاهرة)

ليلى علوي: التعاون السعودي - المصري سيثمر أفلاماً عالمية

ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)
ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)
TT

ليلى علوي: التعاون السعودي - المصري سيثمر أفلاماً عالمية

ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)
ترى ليلى أن شخصية «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على النمطية التي اعتادتها (حسابها على «إنستغرام»)

قالت الفنانة ليلى علوي إن شخصية «نوال» التي تجسدها في فيلم «جوازة توكسيك» موجودة في كثير من بيوتنا، فهي الزوجة والأم التي تحاول الحفاظ على بيتها، مشيرة إلى أنها لم تتعاطف مع الشخصية بقدر تصديقها لها.

وقالت علوي في حوارها مع «الشرق الأوسط» إن فكرة الفيلم تؤكد على ضرورة تقبل الآخر في حياتنا، موضحة أن نجاح فيلمي «ماما حامل» عام 2021، و«شوجر دادي» عام 2023 شجعنا للتعاون لثالث مرة توالياً، وربما لمرات أخرى مقبلة. وأشادت ليلى بالتعاون السينمائي بين السعودية ومصر، وأنه سوف يثمر أفلاماً تصل للمنافسة عالمياً، منوهة إلى أن التنوع والتجديد أكثر ما تحرص عليهما في اختياراتها الفنية.

وتفاعلت ليلى مع شخصية «نوال» التي أدتها، معبرة عن المرأة وحاجتها للاهتمام بمشاعرها في كل مراحل حياتها، قائلة: «(نوال) موجودة في كثير من بيوتنا، فهي المرأة التي تسعى للحفاظ على أسرتها وتعتبر أولادها أهم ما في حياتها، ورغم أنها تواجه ضغوطاً عديدة، وتقابل بعدم اهتمام من الطرف الآخر، فإنها في كل الأحوال تظل زوجه محبة، وحتى تصرفاتها كحماة نابعة من حبها لابنها ولأنها تربت على أفكار محددة، لكن مع الوقت والمواقف المختلفة يكون لديها تقبل».

وتفسر الفنانة المصرية أسباب حماسها لفكرة الفيلم، قائلة: «أرى أن مساحات التقبل لدينا تحتاج إلى أن تزداد مع تنوع اختلافاتنا، وأعجبني أن الفيلم يناقش (التابوهات) الموجودة في المجتمع، فليس ما يعجبني وأقتنع به وأراه صحيحاً يسعد أولادي، كما يعلمنا الفيلم كيف نقترب من أولادنا ونفهمهم أكثر».

ولفتت إلى أن الفيلم حاول تغيير الصورة الذهنية للطبقة الأرستقراطية في مصر «كنا نرى هذه الطبقة على الشاشة وبها قدر من التحرر وعدم المسؤولية، وهذا غير صحيح، لذلك ظهروا في عملنا كأشخاص متواضعين يحبون عمل الخير وغير مؤذين لأحد، إذ يظل بداخل كل منا جانبا الخير والشر».

وظهرت ليلى في الجزء الثاني من الفيلم بشكل مغاير بملابسها وطريقة تفكيرها وقراراتها: «قابلت في حياتي كثيراً من السيدات اللواتي يشبهن (نوال) رغم حبهن وارتباطهن بالبيت والأولاد لكنهن يفتقدن السعادة، فتحاول كل منهن بعد أن أنهت مهمتها في تنشئة أولادها أن تبحث عن حياتها هي، ويكون الحل الوحيد في الانفصال والطلاق؛ لأن الطرف الثاني يكون من الصعب أن يتغير، وقد نشأنا في مجتمعاتنا على أن المرأة هي التي يجب أن تتحمل لكي تحقق الأمان للأسرة، لكن في وقت من الأوقات طاقة التحمل تنتهي ويكون من الصعب إعادة شحنها». وفق تعبيرها.

لذلك ترى ليلى أن «نوال» استطاعت أن تطور تفكيرها وتتمرد على التفكير النمطي الذي اعتادته، وتقول إن ذلك استدعى أن تجلس طويلاً للتحاور مع المؤلف والمخرج في التحول الذي طرأ على الشخصية: «هذه جزئية أحبها في التمثيل لأن الإنسان بطبعه متغير وهناك مساحة لتطور أفكاره أو تراجعها، فنحن نعيش عمرنا كله نتعلم، ليس فقط العلوم المختلفة، لكن نتعلم أيضاً كيف نعيش الحياة وما هو الشيء المناسب لكل منا».

بعد ثلاثية «ماما حامل» و«شوجر دادي» و«جوازة توكسيك»، تتوقع ليلى أن تجمع فريق العمل أفلام أخرى: «العمل الفني حين تكون عناصره مريحة في التعامل وكواليسه جميلة، يكون الكل متحمساً لإعادة التجربة مرات عدة، طالما توافرت القصة الجديدة وحقق الفيلم نجاحاً مع الجمهور، وهذا ما حدث معنا وقد يتكرر لقاؤنا مجدداً، لا سيما وقد أصبح بيننا (كيميا) واضحة، وتفاهم وتناغم بعد أن قدمنا 3 أفلام ناجحة».

وفيما تتابع ليلى ردود الأفعال على فيلمها، فإن هناك أشخاصاً تنتظر رأيهم بشغف وهم «نجلها خالد وشقيقتها لمياء وبناتها وأصدقاؤها المقربين، لكنها تعود لتؤكد أن الرأي الأول والأخير يكون للجمهور».

وتنفي علوي تركيزها على الكوميديا في السنوات الأخيرة قائلة: تركيزي اعتمد على التنوع والاختلاف، فمثلاً أدواري في أفلام «200 جنيه» و«مقسوم» و«التاريخ السري لكوثر» كلها شخصيات متنوعة ومختلفة بالنسبة لي، وحتى الشخصيات الثلاث التي قدمتها مع لؤي السيد ومحمود كريم جاءت كل منها مختلفة بحكايتها وأحاسيسها وشكلها؛ لأنني حريصة على التنوع والتجديد، ولكن في إطار الرسالة الاجتماعية المقدمة في الأفلام كلها.

وعن تعثر تصوير وعرض «التاريخ السري لكوثر» الذي تقدم ليلى بطولته تقول: «أي عمل فني أقوم به يكون مهماً بالنسبة لي، أما عن تعثر ظهوره فتُسأل في ذلك جهة الإنتاج، ومن المفترض أنه سيتم عرضه عبر إحدى المنصات وليس في السينما».

وترى ليلى أن الإنتاج السينمائي السعودي المصري المشترك مهم لصناعة السينما في كل من مصر والسعودية والوطن العربي كله: «أشكر كل القائمين على هذا التعاون في البلدين، فهو يرفع من جودة الإنتاج ويجعلنا أكثر قدرة على المنافسة عالمياً، وهو يعود بالفائدة على الجمهور الذي يشاهد تنوعاً وجودة وقصصاً مختلفة، كما يحقق هذا التعاون أحلام كثير من السينمائيين في نوعية الأفلام التي يتمنون العمل عليها، وقد حققت ذلك السينما الأوروبية والعالمية في كثير من الأفلام التي نشاهدها في السينما والمهرجانات».

وعلى مدى عامين غابت ليلى عن دراما رمضان، وهي تتمنى أن تعود بعمل مختلف: «مثلما يهمني التنوع في السينما، أبحث كذلك عن الاختلاف والتنوع في الدراما التلفزيونية».