محمد علي رزق: القضايا الطبية الشائكة وراء حماسي لـ«حدوتة منسية»

قال لـ«الشرق الأوسط» إنه يحب التعاون مع المخرجين في تجاربهم الأولى

محمد علي رزق في شخصية الدكتور عمر (الشرق الأوسط)
محمد علي رزق في شخصية الدكتور عمر (الشرق الأوسط)
TT

محمد علي رزق: القضايا الطبية الشائكة وراء حماسي لـ«حدوتة منسية»

محمد علي رزق في شخصية الدكتور عمر (الشرق الأوسط)
محمد علي رزق في شخصية الدكتور عمر (الشرق الأوسط)

عَدّ الفنان محمد علي رزق شخصية «الدكتور عمر» التي يقدمها في مسلسل «حدوتة منسية» من الأدوار التي تكمن صعوبتها في التلقائية، مشيراً إلى أنه قصد من بداية تحضيرات العمل على تقديم الشخصية بشكل مبسط؛ نظراً للصفات التي اكتسبها، سواء على مستوى العائلة، أو من خلال مهنته بوصفه طبيباً للنساء والولادة.

وقال رزق لـ«الشرق الأوسط» إن «عمر» شخصية تتسم بـ«الثبات الانفعالي»، وهي صفة يتسم بها غالبية الجراحين، فهو بحكم عمله طبيب توليد يشاهد حالات خطرة ودماء في غرفة العمليات، وهي أمور تمنح الأطباء درجة أعلى من الثبات الانفعالي عن غيرهم، بجانب كونه الشقيق الأوسط بين إخوته فتجده مستقلاً بذاته ولا يشبههم.

يرجع رزق حماسه للدور لإعجابه بالسيناريو المكتوب والمعالجة الدرامية التي تطرح قضايا شائكة، خصوصاً في دوره الذي يناقش من خلاله قضية «تأجير الأرحام»، لعدم قدرة زوجته على الإنجاب، وهو أمر رغم كونه محرماً ومجرماً قانوناً في البلاد العربية، فإن البعض يذهب للخارج من أجل تنفيذه.

يراهن رزق على تطورات متعددة ستحدث في الحلقات المتبقية من المسلسل (حسابه على فيسبوك)

وأضاف أن «عمر» بطبيعته إنسان بسيط لا يريد سوى أن يعيش في سلام، وهو الأمر الذي كان يستلزم تقديمه بالطريقة ذاتها التي تعبر عن شخصيته، وهو ما ناقشه مع فريق العمل خلال التحضيرات، خصوصاً أن طبيعته الشخصية بوصفه شخصاً هادئاً سلاح ذو حدين، فعندما يفقد أعصابه وينفعل يكون الأمر صعباً للغاية وأشبه بالانفجار الذي يتجنب الوصول إليه باستمرار.

«حدوتة منسية» من تأليف محمود حمدان، وبطولة سوسن بدر، وعبير صبري، ومحمد علي رزق، ومحمود حجازي، وهشام إسماعيل، وريم سامي، وطارق صبري، وأحمد فهيم، ومن إخراج محمد محيي الدين، الذي يخوض أولى تجاربه في إخراج المسلسلات الدرامية.

وعن كواليس العمل مع الفنانة سوسن بدر التي قدمت شخصية «سعاد»، زوجة والده، التي قامت بتربيته مع أشقائه بعد رحيل والدتهم ويرتبط بعلاقة طيبة معها، أكد رزق أن علاقتهما على المستوى الشخصي جيدة جداً، وبدأت خلال تعاونهما سوياً في مسلسل «خيط حرير»، وزادت ارتباطاً بعد تعاونهما سوياً في «حدوتة منسية»، الأمر الذي انعكس على أدائهما في المشاهد المشتركة بينهما أمام الكاميرا.

يراهن رزق على تطورات متعددة ستحدث في الحلقات المتبقية من المسلسل، يقدم خلالها عدداً من المشاهد الصعبة.

ويشير رزق إلى العلاقة التي تربطه بالمخرج محمد محيي الدين على المستوى الشخصي منذ عمله مساعد حركة، ثم مساعد مخرج وملاحظته اجتهاده وحرصه على تقديم وجهة نظره في الدور الذي يقوم به، لافتاً إلى أنهم جلسوا في بروفات قبل التصوير رسخت قناعته بأنهم سيقدمون عملاً جيداً على المستوى الفني.

في فيلم «السيستم» لم أقدم الكوميديا بهذه الطريقة من قبل!

وعن دور «الجرسون» الكوميدي الذي قدمه في فيلم «السيستم» كضيف شرف، أكد رزق عدم تردده في الموافقة على الدور بعد تواصل المخرج أحمد البنداري معه لتقديم الدور، لا سيما أنه لم يقدم الكوميديا بهذه الطريقة من قبل، لافتاً إلى أنه «تناقش مع المخرج والمؤلف في بعض الإضافات الشخصية البسيطة، بما يخدم المواقف التي يظهر فيها وجرى تنفيذها بعد موافقتهم».

ويشارك محمد علي رزق في بطولة فيلم «درويلة» الذي انطلق عرضه في الصالات السينمائية أخيراً بمصر، وهو الفيلم الذي يؤكد حماسه لفكرته عندما عرض عليه، مشيراً إلى أن اختلاف دوره بالفيلم عن الأدوار التي قدمها من قبل كانت أحد أسباب حماسه للدور.

يبدي الممثل المصري حماسه للتعاون مع المخرجين في تجاربهم الأولى من دون تردد، سواء محمد محيي الدين في «حدوتة منسية» أو أحمد البنداري في فيلم «السيستم»، مشيراً إلى أن «المخرج في أولى تجاربه تكون لديه طاقة لتقديم أفضل ما لديه، وهو أمر يرغب في استغلاله لصالحه كممثل، بالإضافة لحرصه على دعم أصدقائه ليبقي اشتراكه معهم في عملهم الأول بذاكرتهم دائماً».

يختتم الممثل المصري حديثه بتأكيد وجوده في السباق الرمضاني عبر مسلسلي «صيد العقارب» مع غادة عبد الرازق و«ألف ليلة وليلة» مع ياسر جلال، وهما من الأعمال التي رفض الحديث عنها إلا بعد انطلاق عرضها في الشهر الكريم، مشيراً إلى أنه اعتذر عن فيلم سينمائي أخيراً لعدم قدرته على التوفيق بين مواعيد تصويره راهناً وبين باقي ارتباطاته الرمضانية.


مقالات ذات صلة

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

تعرَّضت بطلات المسلسل المصري «وتر حساس»، الذي يُعرَض حالياً، لانتقادات على «السوشيال ميديا»؛ بسبب ما وصفها البعض بـ«علاقات مشوهة».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )

محمد ثروت: الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل

مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
TT

محمد ثروت: الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل

مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)

صدى كبير حققه حفل «روائع محمد عبد الوهاب» في «موسم الرياض»، سواء بين الجمهور أو مطربي الحفل، ولعل أكثرهم سعادة كان المطرب المصري محمد ثروت ليس لحبه وتقديره لفن عبد الوهاب، بل لأنه أيضاً تلميذ مخلص للموسيقار الراحل الذي لحن له 12 أغنية وقد اقترب ثروت كثيراً منه، لذا فقد عدّ هذا الحفل تحية لروح عبد الوهاب الذي أخلص لفنه وترك إرثاً فنياً غنياً بألحانه وأغنياته التي سكنت وجدان الجمهور العربي.

يستعد ثروت لتصوير أغنية جديدة من ألحان محمد رحيم وإخراج نجله أحمد ثروت ({الشرق الأوسط})

وقدم محمد ثروت خلال الحفل الذي أقيم بمسرح أبو بكر سالم أغنيتين؛ الأولى كانت «ميدلي» لبعض أغنياته على غرار «امتى الزمان يسمح يا جميل» و«خايف أقول اللي في قلبي» وقد أشعل الحفل بها، والثانية أغنية «أهواك» للعندليب عبد الحليم حافظ وألحان عبد الوهاب.

وكشف ثروت في حواره مع «الشرق الأوسط» عن أن هذا الكوكتيل الغنائي قدمه خلال حياة الموسيقار الراحل الذي أعجب به، وكان يطلب منه أن يغنيه في كل مناسبة.

يقول ثروت: «هذا الكوكتيل قدمته في حياة الموسيقار محمد عبد الوهاب وقد أعجبته الفكرة، فقد بدأت بموال (أشكي لمين الهوى والكل عزالي)، ودخلت بعده ومن المقام الموسيقي نفسه على الكوبليه الأول من أغنية (لما أنت ناوي تغيب على طول)، ومنها على أغنية (امتى الزمان يسمح يا جميل)، ثم (خايف أقول اللي في قلبي)، وقد تعمدت أن أغير الشكل الإيقاعي للألحان ليحقق حالة من البهجة للمستمع بتواصل الميدلي مع الموال وأسعدني تجاوب الجمهور مع هذا الاختيار».

وحول اختياره أغنية «أهواك» ليقدمها في الحفل، يقول ثروت: «لكي أكون محقاً فإن المستشار تركي آل الشيخ هو من اختار هذه الأغنية لكي أغنيها، وكنت أتطلع لتقديمها بشكل يسعد الناس وساعدني في ذلك المايسترو وليد فايد، وجرى إخراجها بالشكل الموسيقي الذي شاهدناه وتفاعل الجمهور معها وطلبوا إعادتها».

وبدا واضحاً التفاهم الكبير بين المايسترو وليد فايد الذي قاد الأوركسترا والفنان محمد ثروت الذي يقول عن ذلك: «التفاهم بيني وبين وليد فايد بدأ منذ عشرات السنين، وكان معي في حفلاتي وأسفاري، وهو فنان متميز وابن فنان، يهتم بالعمل، وهو ما ظهر في هذا الحفل وفي كل حفلاته».

تبدو سعادته بهذا الحفل أكبر من أي حفل آخر، حسبما يؤكد: «حفل تكريم الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب أعاد الناس لمرحلة رائعة من الألحان والأغنيات الفنية المتميزة والعطاء، لذا أتوجه بالشكر للمستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، على الاهتمام الكبير الذي حظي به الحفل، وقد جاءت الأصداء عالية وشعرت أن الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل».

ووفق ثروت، فإن عبد الوهاب يستحق التكريم على إبداعاته الممتدة، فرغم أنه بقي على القمة لنحو مائة عام فإنه لم يُكرّم بالشكل الذي يتلاءم مع عطائه.

ويتحمس ثروت لأهمية تقديم سيرة عبد الوهاب درامياً، مؤكداً أن حياته تعد فترة ثرية بأحداثها السياسية والفنية والشخصية، وأن تقدم من خلال كاتب يعبر عن كل مرحلة من حياة الموسيقار الراحل ويستعرض من خلاله مشوار الألحان من عشرينات القرن الماضي وحتى التسعينات.

يستعيد محمد ثروت ذكرى لقائه بـ«موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب، قائلاً: «التقيت بالأستاذ واستمع لغنائي وطلب مني أن أكون على اتصال به، وتعددت لقاءاتنا، كان كل لقاء معه به إضافة ولمسة ورؤية وعلم وأشياء أستفيد بها حتى اليوم، إلى أن لحن أوبريت (الأرض الطيبة) واختارني لأشارك بالغناء فيه مع محمد الحلو وتوفيق فريد وإيمان الطوخي وسوزان عطية وزينب يونس، ثم اختارني لأغني (مصريتنا حماها الله) التي حققت نجاحاً كبيراً وما زال لها تأثيرها في تنمية الروح الوطنية عند المصريين».

ويشعر محمد ثروت بالامتنان الكبير لاحتضان عبد الوهاب له في مرحلة مبكرة من حياته مثلما يقول: «أَدين للموسيقار الراحل بالكثير، فقد شرفت أنه قدم لي عدة ألحان ومنها (مصريتنا) (عينيه السهرانين)، (عاشت بلادنا)، (يا حياتي)، (يا قمر يا غالي)، وصارت تجمعنا علاقة قوية حتى فاجأني بحضور حفل زواجي وهو الذي لم يحضر مثل هذه المناسبات طوال عمره».

يتوقف ثروت عند بعض لمحات عبد الوهاب الفنية مؤكداً أن له لمسته الموسيقية الخاصة فقد قدم أغنية «مصريتنا» دون مقدمة موسيقية تقريباً، بعدما قفز فيها على الألحان بحداثة أكبر مستخدماً الجمل الموسيقية القصيرة مع اللحن الوطني العاطفي، مشيراً إلى أن هناك لحنين لم يخرجا للنور حيث أوصى الموسيقار الراحل أسرته بأنهما لمحمد ثروت.

يتذكر محمد ثروت نصائح الأستاذ عبد الوهاب، ليقدمها بدوره للأجيال الجديدة من المطربين، مؤكداً أن أولاها «احترام فنك الذي تقدمه، واحترام عقل الجمهور، وأن الفنان لا بد أن يكون متطوراً ليس لرغبته في لفت النظر، بل التطور الذي يحمل قيمة»، مشيراً إلى أن الأجيال الجديدة من المطربين يجب أن تعلم أن الفن يحتاج إلى جدية ومثابرة وإدراك لقيمة الرسالة الفنية التي تصل إلى المجتمع فتستطيع أن تغير فيه للأفضل.

ويستعد ثروت لتصوير أغنية جديدة من ألحان محمد رحيم، إخراج نجله أحمد ثروت الذي أخرج له من قبل أغنية «يا مستعجل فراقي». كل لقاء مع «موسيقار الأجيال» كانت به إضافة ولمسة ورؤية وعلم وأشياء أستفيد بها حتى اليوم