قالت الفنانة المصرية فرح الزاهد إنها لا تفضل بالوقت الحالي مشاركة شقيقتها الفنانة المصرية هنا الزاهد في أعمال فنية، لا سيما أنها ترى أن إثبات نفسها وترسيخ مشاركاتها الفنية أولاً يعدان أمراً ضرورياً، كما عدت الزاهد الفن حياتها وشغفها وشغلها الشاغل.
وتؤكد الفنانة الشابة التي يعرض لها حالياً فيلم «عصابة عظيمة» بالسينمات في مصر ودول الخليج خلال حوارها لـ«الشرق الأوسط» أن ردود الفعل حول الفيلم مبشرة، كما ترى أن شخصية «ماهي» الفتاة التي تزوجت مبكراً وأنجبت، بعيدة كل البعد عن شخصيتها الواقعية، لكنها أحبتها لأنها طموحة ومتطلعة وشخصية خفيفة، لذا أحدثت تفاعلاً كبيراً بين الناس.
وعن دورها في «عصابة عظيمة» وسبب حماسها له تقول: «اختلاف الشخصية معي في مناطق بعينها أحد أسباب موافقتي، كذلك وجود الفنانة إسعاد يونس والمخرج وائل إحسان»، وتضيف فرح: «حاولت التقريب بين وجهة نظري في الواقع وبين شخصية (ماهي) حتى أتسق معها لتخرج طبيعية للناس».
أعربت الزاهد عن شغفها لتقديم كل ما هو مختلف، وتقول: «هذا يشعرني بأنني أراوغ الشخصية وأتعايش معها لأنها جديدة بالنسبة لي»، كما كشفت عن تعجب بعض المقربين منها حيال موافقتها على تقديمها دور الأم في الفيلم، وتقول: «وجدت الأمر طبيعياً؛ كون عمري في الواقع يؤهلني لتقديم دور الأم على الشاشة».
وتستكمل: «عايشت الشخصية وجسدتها بحب واقتناع ومتعة، وتعاملت مع البنت التي قدمت دور طفلتي بود، لدرجة اعتنائي بها خارج أوقات التصوير، كما أنني عشت مشاعر الأمومة التي أحبها، وأرى أن الممثل الواعي قادر على تجسيد كل الشخصيات من دون ربطها بحياته الشخصية».
الفنانة الشابة التي تشارك أيضاً ضيف شرف في فيلم «كارت شحن» الذي يعرض حالياً، أكدت أنها استفادت كثيراً في تعاملها وتعاونها مع كبار النجوم، لكنها في الوقت نفسه لا تتعجل العمل في الفن وتفضل السير بتأنٍ، وتقول: «يعرض علي أدوار تؤهلني للوجود على الشاشة كل دقيقة، لكنني أنتقي الأفضل والقادر على صنع مسيرتي بشكل يحترم المتلقي، ويضيف لرصيدي الفني».
تعاونت الزاهد في «عصابة عظيمة»، مع إسعاد يونس ووائل إحسان، وحسب قولها، فإن العمل معهما له مذاق خاص، لكنها أكدت أنها لا تقصد التركيز في السينما على حساب الدراما التلفزيونية، وتوضح أن ما يعرض عليها في هذا الجانب هو الأفضل من ناحية الشكل والمضمون، بالإضافة إلى أنها ترى أن تشكيل سيرة الفنان بالسينما في البداية إيجابي.
وشاركت فرح بعدد من الأعمال الفنية من بينها «الطاووس»، و«شوجر دادي»، و«البطة الصفرا»، و«سوشيال» وغيرها، مع كبار النجوم فماذا استفادت من الوقوف أمامهم؟، تقول: «استفدت الانضباط واحترام المواعيد وحب العمل والتواضع والخبرة الحياتية، نحن لا نشبه جيل الفنانين الكبار، ونفتقد لكثير من سماتهم وصفاتهم».
وتنوه الزاهد بأن النجومية والشهرة آخر همها، قائلة: «لا يشغلني أن أكون نجمة مشهورة ومنتشرة، بل أسعى لأكون ممثلة جيدة تعرف كيف ترسم الضحكة على وجوه الناس، وكيف تبكيهم أيضاً، هذا ما يشغلني»، مشيرة إلى أن عملها بالفن خلال الفترة الماضية كان بناء على موهبتها، مؤكدة أنها لم تتدرب على التمثيل ولكنها تحرص على الإمساك بعيوبها وتفاديها.
وعن تعاونها مع شقيقتها الفنانة هنا الزاهد، ترى فرح أنه رغم عدد الأعمال التي تعرض عليهما سوياً فإنها تفضل تأجيل الخطوة في الوقت الحالي لإثبات نفسها بمفردها أولاً، موضحة أن القلق من المقارنة بينها وبين شقيقتها ليس السبب وراء التأجيل، وتقول: «المقارنة أمر فعلي وستحدث شئنا أم أبينا، لكننا نكتفي حالياً باستشارة بعضنا في السيناريوهات وأزياء الشخصيات وشكلها، وبالنسبة لي هنا هي أكثر شخصية أثق فيها، خصوصاً أنها داخل المجال».
في فيلم «عصابة عظيمة» عشت مشاعر الأمومة التي أحبها
وكشفت فرح عن رغبتها في تقديم عروض مسرحية في الفترة المقبلة، مشيرة إلى أنها قدمت عروضاً من قبل في طفولتها، خصوصاً في السعودية بمشاركة الفنان الراحل سعيد صالح والفنان يونس شلبي وشقيقتها هنا منذ 15 عاماً، وتقول: «لا أخاف من تقديم كل ما هو مختلف ولا أفضل السير على وتيرة واحدة، بل أرحب بالتنوع وليست لدي رهبة الكاميرا أو خشبة المسرح».
ولفتت فرح إلى أنها تحب الفن منذ الصغر «كنت أبكي وأرقص وأقوم بتأليف مشاهد من وحي خيالي داخل حدود غرفتي، لذلك الفن هو الشيء الوحيد الذي أحبه وأجيده، وأتطور فيه». وأفصحت فرح عن السبب وراء تركها الفن رغم مشاركاتها في أعمال في طفولتها، فتقول: «توقفي كان سببه اجتهادي وتفوقي في دراستي، حيث فضلت حينها التركيز في جانب واحد لأنني لست من الشخصيات التي تجيد فعل أكثر من شيء في آن واحد؛ لذا قررت الانتهاء من الدراسة أولاً ومن ثم التركيز في الفن فعلياً بداية من 2021، وشجعتني والدتي كي أعيش طفولتي أولاً واختيار ما يناسبني عند الكبر».
وتشير فرح إلى أنها درست الإعلام وعرض عليها العمل الأكاديمي لتفوقها، إلا أنها رفضت ذلك لأنها لم تجد أنه يناسبها، كما أن هناك الكثير من البرامج التي عرضت عليها لتقديمها ورفضتها لتثبت نفسها فنياً أولاً، كما رفضت قرار خطوة الجلوس على كرسي المذيع والاستفادة من دراستها الأكاديمية، وفق قولها.
وتطمح الفنانة الشابة إلى تقديم اللون الشعبي والصعيدي فنياً، مؤكدة أنها ترحب بالتغيير الكلي في شكلها لتقديم الشخصية بكل جوانبها ولا تخاف من ذلك، مؤكدة أن هذه الألوان تستهويها بشكل كبير، وأن لديها عملاً ينتمي لهذه النوعية ستشارك به قريباً.
وعن دور الفنان الراحل طلعت زكريا «زوج والدتها» في حياتها الشخصية والعملية، قالت فرح إن الفنان طلعت زكريا كان أباً روحياً لها، وله دور كبير في كل مناحي حياتها، كما كان سبباً من أسباب حبها للفن.