حنان مطاوع لـ «الشرق الأوسط»: الموهبة لا تنتقل بالوراثة

قالت إن «صوت وصورة» يبرز تأثير «السوشيال ميديا» في حياتنا

مطاوع في مشهد من مسلسل (صوت وصورة)
مطاوع في مشهد من مسلسل (صوت وصورة)
TT

حنان مطاوع لـ «الشرق الأوسط»: الموهبة لا تنتقل بالوراثة

مطاوع في مشهد من مسلسل (صوت وصورة)
مطاوع في مشهد من مسلسل (صوت وصورة)

قالت الفنانة المصرية حنان مطاوع إنها تحمست لمسلسل «صوت وصورة» لأنه يطرح قضايا حياتية مُلحة، وإنه لا يتناول التحرش الذي تتعرض له البطلة وحسب، لكنه يرصد تغوُّل «السوشيال ميديا» وكيف يمكنها أن تُزَيف الحقائق بتحويل المجني عليه إلى متهم، وأضافت في حوارها مع «الشرق الأوسط» أنها تأثرت نفسياً بشخصية رضوى التي تؤديها، وأنه لا ينقذها من ألمها النفسي سوى حين تعود لطفلتها وأسرتها.

سعدت بتكريم مهرجان الإسكندرية السينمائي وأهمية ذلك بالنسبة لها (الشرق الأوسط)

تجسد حنان بالمسلسل شخصية «رضوى» المرأة البسيطة التي تذهب للعمل بعيادة طبيب تجميل وتتعرض لتحرشه بها، فتقرر الإبلاغ عنه، وسط رفض أسرتها مما يعرضها لأزمات عديدة، تتوحد حنان مع «رضوى» وتؤديها بإحساس كبير، معبرة بنظرات عينيها ولحظات صمتها التي تعكس مرارة الإحساس بالظلم.

توضح حنان أبعاد شخصية «رضوى» قائلة: «هي شخصية شديدة البساطة، ليست معقدة ولا مركبة، لامرأة تسير بجوار الحائط، كل ما يعنيها أن تربي طفلتها على العزة والكرامة، شخصية مرنة وطيعة بحكم الظروف التي تطحنها فتبدأ في التشكل أمام أعين المشاهد، لكن صعوبتها تكمن في كيفية تقديمها، ليس بوصفها شكلاً بل باعتباها روحاً، بحيث يشعر الجمهور بالألفة تجاهها وكأنه التقاها من قبل، في الشارع أو المترو أو في أي مكان».

ورغم أن أزمة المسلسل تنطلق من تعرض بطلته للتحرش، لكن هذا ليس كل شيء بالمسلسل، مثلما تقول حنان: «قضية التحرش يبدأ بها العمل ثم تتراجع إلى الخلفية، حيث يركز المسلسل بشكل أساسي على ما قادتنا إليه (السوشيال ميديا) التي تستطيع تحويل البريء لمتهم، وتجعل من الحق باطلاً، مما يضَيع الحقيقة ويضيع معها صاحبها، ويجعل الظلم يتفاقم بشكل أكبر في عالم بات مثل قوقعة، فالعمل جديد وشائك، ويتضمن قضايا مهمة ومحاور عديدة تصب كلها في قضية البطلة المحورية، وقد رأيته عملاً فنياً تكاملت فيه مختلف العناصر».

أسباب عديدة مثلت عناصر جذب لهذا العمل بحسب مطاوع: «أول ما جذبني كان عنصر الإنتاج مع شركة (أروما) وتحمست للعمل مع المؤلف محمد سليمان عبد الملك، فهو أحد المؤلفين المتميزين وكنت أتطلع لتقديم عمل معه، وفيما بعد انضم لنا المخرج محمود عبد التواب الشهير بـ(توبة)، وهو مخرج واعد جداً وقد اكتسب خبرات من مخرجين أثبتوا تفوقهم حيث عمل مع مروان حامد ومحمد ياسين وتامر محسن، وهو مخرج صاحب رؤية وقدرة على القيادة، كما أنني سعيدة بكل زملائي، مراد مكرم في أحسن حالاته وكذلك نجلاء بدر وصدقي صخر، ووليد فواز، وولاء الشريف، جميعهم يقدمون أداء بديعاً».

تدرك حنان أن مثل هذه الشخصيات تترك أثرها النفسي عليها، لا سيما وهي تصاحبها على مدى ثلاثين حلقة، قائلة: «هو تأثير بالغ جداً، يستحوذ علي ويؤلمني طوال ساعات التصوير وقبلها وبعدها، لكن حين أعود لبيتي أنشغل بطفلتي (أماليا) وأسرتي».

ورغم عرض المسلسل خارج الموسم الرمضاني، فإنه يحقق مشاهدات لافتة، وقد تصدر قائمة الأعلى مشاهدة عبر منصة «watch it» وتؤكد حنان: «العمل الجيد يفرض نفسه؛ وقد باتت الأعمال خارج الموسم الرمضاني تحقق نجاحاً وإقبالاً، لكن لا يزال شهر رمضان هو الذي يحقق البريق، والنجومية للدراما التلفزيونية، حيث المنافسة أكبر وكذلك الحركة النقدية، لذا سيظل لدراما رمضان ألق خاص».

امتلكت حنان مطاوع الوعي وبنت ثقة مع المشاهد عبر أعمال عديدة وفق نقاد: «هذا أمر يسعدني ويشرفني أن يكون بيني وبين الجمهور ثقة فيما أقدمه، ويكون ما تمنيته قد تحقق بفضل الوعي الذي جاء من إدراكي لأهمية الفن، فمنذ كنت طالبة بالجامعة أدركت أنه لكي يحقق الإنسان نجاحاً لا بد أن يصعد بالتدريج».

مطاوع في لقطة من مسلسل (صوت وصورة)

منوهة إلى أنها لا تسعى لشهرة، ولا تجري وراء الكم، لأن دور الفنان خطير جداً، فهو يُسهم في صياغة وعي ووجدان وضمير أمة: «درست سير عظماء كُثر، ورأيت كيف كانت تغني السيدة أم كلثوم - وأنا مُتيمة بها - قصيدة بالفصحي مثل (الأطلال) للشاعر إبراهيم ناجي، فيرددها صاحب مقهى قد يكون أُمياً، فهذا هو التأثير الذي أقصده».

تأثرت حنان أيضاً بكونها نشأت بين أبوين لهما مكانة كبيرة في المجال الفني وهما الفنان الراحل كرم مطاوع والفنانة سهير المرشدي، وهي بوصفها ممثلة تدرك مكانتهما: «أحبهما كممثلين وكقيمة فنية مهمة، أحب أبي بوصفه مخرجاً يعد من أهم المخرجين في الوطن العربي، وباعتباره ممثلاً صاحب (كاريزما) خاصة، وأمي تعد ذات موهبة طاغية وكتلة مشاعر وأحاسيس».

لكن مطاوع لا تؤمن بأنه يجب أن تكون مثلهما، وأن الأولاد يجب أن يكونوا مثل أبويهم، فكم من فنانين كبار لم يسر أولادهم على دربهم لأن «الموهبة لا تأتي بالوراثة، بل هي منحة إلهية تتم تنميتها بالوعي والإدراك والثقافة ودأب الفنان».

قبل عامين وصلت حنان مطاوع إلى البطولة المطلقة لكنها محطة لم تقفز لها، بل حققتها بعد تراكمات عديدة، مثلما تؤكد: «حققتها بجهد وتعب شديدين، لكن الوصول بعد اجتهاد يكون له مذاق وإحساس جميل، في العام الماضي لعبت بطولة مسلسل (وعود سخية)، قبلها كان مسلسل (وجوه) وهو ما أهلني لبطولة (صوت وصورة) بقنوات الشركة المتحدة».

وحظيت حنان أخيراً بتكريم مهرجان الإسكندرية السينمائي الذي تقول عنه: «سعدت بتكريم مهرجان الإسكندرية، وهو مهم جداً بالنسبة لي، وبرغم أنني قدمت ثمانية أفلام فقط حتى الآن لكنني حصلت بها على جوائز دولية ومحلية داخل وخارج مصر، ولدَي فيلم أنتظر بدء تصويره قريباً أتوقع أن يكون إضافة سينمائية مهمة لي».


مقالات ذات صلة

توقيف «بلوغر» مصرية لحيازتها مخدرات يجدّد أزمات صانعات المحتوى

يوميات الشرق «البلوغر» والمذيعة المصرية داليا فؤاد بقبضة الشرطة (صفحتها في «فيسبوك»)

توقيف «بلوغر» مصرية لحيازتها مخدرات يجدّد أزمات صانعات المحتوى

جدَّدت واقعة توقيف «بلوغر» أزمات صانعات المحتوى في مصر، وتصدَّرت أنباء القبض على داليا فؤاد «التريند» عبر «غوغل» و«إكس».

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الممثل كيليان مورفي يعود إلى شخصية تومي شلبي في فيلم «The Immortal Man» (نتفليكس)

عصابة آل شلبي عائدة... من باب السينما هذه المرة

يعود المسلسل المحبوب «Peaky Blinders» بعد 6 مواسم ناجحة، إنما هذه المرة على هيئة فيلم من بطولة كيليان مورفي المعروف بشخصية تومي شلبي.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق جود السفياني (الشرق الأوسط)

جود السفياني... نجمة سعودية صاعدة تثبّت خطواتها في «خريف القلب»

على الرغم من أن الممثلة جود السفياني ما زالت في بداية العقد الثاني من عمرها، فإنها استطاعت أن تلفت الأنظار إليها من خلال مسلسلات محليّة حققت نسب مشاهدة عالية.

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق تضم المنطقة المتكاملة 7 مباني استوديوهات على مساحة 10.500 متر مربع (تصوير: تركي العقيلي)

الرياض تحتضن أكبر وأحدث استوديوهات الإنتاج في الشرق الأوسط

بحضور نخبة من فناني ومنتجي العالم العربي، افتتحت الاستوديوهات التي بنيت في فترة قياسية قصيرة تقدر بـ120 يوماً، كواحدة من أكبر وأحدث الاستوديوهات للإنتاج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الفنان المصري مصطفى فهمي (وزارة الثقافة)

حزن في مصر لرحيل «برنس الشاشة» مصطفى فهمي

خيَّمت حالة من الحزن على الوسط الفني بمصر، الأربعاء، بعد إعلان رحيل الفنان مصطفى فهمي، المشهور بلقب «برنس الشاشة»، عن عمر ناهز 82 عاماً.

محمد الكفراوي (القاهرة)

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
TT

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})

رغم تمتع بعض متسابقي برامج اكتشاف المواهب الغنائية العربية بشهرة واسعة خلال عرض حلقاتها المتتابعة، فإن تلك الشهرة لم تصمد طويلاً وتوارت بفعل اختفاء بعض المواهب الصاعدة من الشاشات عقب انتهاء مواسم تلك البرامج، وفق موسيقيين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» وأثاروا تساؤلات بشأن أسباب تعثر خطوات المواهب الصغيرة والشابة وانطلاقها بشكل احترافي في عالم الغناء.

الناقد الفني المصري أحمد السماحي الذي كان مسؤولاً في أحد هذه البرامج أكد أن «الغرض من هذه البرامج هو الربح المادي وليس الاكتشاف الفني»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «بعض القنوات تستغل طموحات الشباب الباحثين عن الشهرة لتحقيق مكاسب دون إضافة حقيقية للفن، والدليل أن كثيراً من المواهب التي ظهرت من خلال هذه البرامج، وصوّت لها الملايين في أنحاء العالم العربي تعثرت بل واختفت في ظروف غامضة».

محمد عطية ({فيسبوك})

وتعددت برامج اكتشاف المواهب الغنائية عبر الفضائيات العربية خلال الألفية الجديدة ومنها «سوبر ستار»، و«ستار أكاديمي»، و«أراب أيدول»، و«ذا فويس»، و«ذا إكس فاكتور»، و«ستار ميكر».

ويوضح السماحي: «رغم أن كثيراً من هذه الأصوات رائعة، لكنها للأسف الشديد تجلس في البيوت، ولا تجد فرصة عمل، مثل المطرب الرائع الصوت محمود محيي الذي هاجر من مصر بعد حصوله على لقب (ستار أكاديمي) في الموسم التاسع عام 2014، حيث اضطر للتخلي عن حلمه بالغناء، متوجهاً للعمل موظفاً في إحدى الشركات».

نسمة محجوب ({فيسبوك})

ويؤكد الناقد الفني أن «هذه البرامج اكتشفت مواهب حقيقية، وسلطت الضوء على كثير من الأصوات الجيدة، لكن أين هم الآن في عالم النجوم؟».

ورغم أن «مسابقات الغناء كانت تركز على الدعاية والأنشطة التجارية، فإنها في الوقت نفسه قدمت فرصاً لكثيرين، فإن الحكم في النهاية يكون للكاريزما وحلاوة الصوت، ما يساعد على الانطلاق والمضي قدماً، وتحقيق جماهيرية بالاعتماد على النفس». وفق الشاعرة السورية راميا بدور.

محمد رشاد ({فيسبوك})

وأوضحت بدور في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه البرامج كانت النقطة المحورية التي ساعدت بعض المواهب على الانتشار، لكنها ليست منصفة أحياناً وكلما خاضت الموهبة منافسات أكبر واستمرت ذاع صيتها، ولكن بالنهاية أين هم حاملو الألقاب؟».

في المقابل، يشدد الملحن المصري وليد منير على أن برامج مسابقات الغناء تسلط الضوء على المواهب وتمنحهم فرصة الظهور، لكن النجومية تأتي عقب الشهرة المبدئية. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «صناعة قاعدة جماهيرية للمواهب أمر صعب، ويبقى الاعتماد على اجتهاد المطرب من خلال (السوشيال ميديا) لاستكمال الطريق بمفرده». وحققت كلٌّ من جويرية حمدي ولين الحايك ونور وسام وأشرقت، شهرة على مستوى العالم العربي عبر برنامج «ذا فويس كيدز»، لكن الأضواء توارت عن معظمهن.

أماني السويسي ({فيسبوك})

ويرى الناقد الفني اللبناني جمال فياض أن «جيل ما قبل الألفية الجديدة حقق علامة بارزة من خلال برامج اكتشاف المواهب في لبنان»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نجوم كثر خرجوا من هذه البرامج وأصبحوا نجوماً حتى اليوم، لكن البرامج التي أنتجت خلال الألفية الجديدة لم تؤثر مواهبها في الساحة باستثناء حالات نادرة». وأوضح فياض أن «سيمون أسمر صاحب برنامج (استوديو الفن) كان يرعى النجم فنياً بشكل شامل، ويقيم حفلات كبيرة لتفعيل علاقاته بالإعلام»، وأشار إلى أن «بعض المواهب هي اكتشافات ولدت ميتة، وقبل ذلك تركت بلا ظل ولا رعاية، لذلك لا بد أن يعي المشاركون أن نهاية البرنامج هي بداية المشوار بعد الشهرة والضجة».

فادي أندراوس ({إنستغرام})

وساهمت هذه البرامج في بروز أسماء فنية على الساحة خلال العقود الماضية، من بينها وليد توفيق، ماجدة الرومي، وائل كفوري، راغب علامة، غسان صليبا، نوال الزغبي، ديانا حداد، ميريام فارس، رامي عياش، علاء زلزلي، وائل جسار، إليسا، وإبراهيم الحكمي، وديانا كرزون، و ملحم زين، شادي أسود، رويدا عطية، شهد برمدا، سعود بن سلطان، سعد المجرد، وكارمن سليمان، ومحمد عساف، دنيا بطمة، ونداء شرارة، ومحمد عطية، هشام عبد الرحمن، جوزيف عطية، شذى حسون، نادر قيراط، عبد العزيز عبد الرحمن، ناصيف زيتون، نسمة محجوب، وفادي أندراوس، وأماني السويسي.

لكن موسيقيين يفرقون بين برامج الألفية القديمة التي كانت تعتني بالمواهب وتدعمها حتى تكون قادرة على المنافسة، وبرامج الألفية الجديدة التي كانت تهتم بـ«الشو» على حساب دعم المواهب.

ويؤكد الناقد الفني المصري أمجد مصطفى أن «سيمون أسمر عندما قدم برنامجه (استوديو الفن)، كان الأوحد في العالم العربي، وكانت نتائجه واضحة، لكن عندما انتشرت برامج أخرى لم يكن هدفها اكتشاف أصوات بل التجارة». على حد تعبيره.

ويرى مصطفى أن «(السوشيال ميديا) سحبت البساط من برامج المسابقات التي يعدها (موضة) انتهت». فيما يرهن الملحن المصري يحيى الموجي نجاح برامج اكتشاف المواهب بوجود شركة إنتاج تدعمها أو إنتاج ذاتي لاستكمال المشوار، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه البرامج إذا كانت جادة فعليها أن تتبنى المواهب وتنتج لهم أغانيّ، لكن ذلك لم يحدث مطلقاً، والنتيجة تعثرهم وعدم وجودهم على الساحة».