رانيا محمود ياسين: مجال التمثيل مليء بالإحباطات

قالت لـ«الشرق الأوسط» إن جيلها ظُلم فنياً

مع زوجها ووالدها الراحل محمود ياسين (حساب رانيا على فيسبوك)
مع زوجها ووالدها الراحل محمود ياسين (حساب رانيا على فيسبوك)
TT

رانيا محمود ياسين: مجال التمثيل مليء بالإحباطات

مع زوجها ووالدها الراحل محمود ياسين (حساب رانيا على فيسبوك)
مع زوجها ووالدها الراحل محمود ياسين (حساب رانيا على فيسبوك)

أكدت الفنانة المصرية رانيا محمود ياسين أن الممثل يمر بأوقات عصيبة جداً، لأنه يبقى في حالة ترقب وانتظار طوال الوقت، تحسباً لعمل جديد، وقالت في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إنها لم تكن تتمنى أن ينضم نجلها عُمر لمجال الفن لأنه مليء بالإحباطات، وبرغم أنها تقرأ حالياً أكثر من عمل جديد فإنها تحفظت عن ذكرها، مشيرة إلى أن العمل الفني في مصر يتأثر بكل شيء، مشددة على أنها لم تفقد شغفها بالتمثيل، وتتطلع لتقديم شخصيات معقدة.

وفي حين تؤمن رانيا بـ«جينات الفن» في عائلة والديها محمود ياسين وشهيرة، وأن الإنسان ابن بيئته التي عاش بها، فإنها تؤكد أن «ذلك لا يكفي، فلا بد من الموهبة أولاً قبل كل شيء».

وعدَت الفنانة نفسها من جيل ظُلم فنياً، مثلما تقول: «أعتبر نفسي من جيل ظُلم ولم يحصل على فرصته كما ينبغي، لو سألني أحد عما حققته في الفن، سأقول إنني لم أقدم شيئاً، لكن في حياتي الخاصة الحمد لله نجحت في تربية أولادي، وحافظت على استقرار أسرتي، ومجهودي كان له نتيجة طيبة».

رانيا ياسين (حساب رانيا على فيسبوك)

وتضيف: «لقد ضاعت 10 سنوات من عمري في الفترة التي تلت ثورة 25 يناير (كانون الثاني) في عام 2011، حيث كانت ظروف الإنتاج صعبة، وكان المنتجون يشعرون بقلق، وفي هذه الفترة تلقيت عرضاً لتقديم برنامج تلفزيوني، واعتبرت نفسي مجندة لخدمة بلدي، فقد رأيته واجباً علي كمواطنة مصرية، وحينما عرض علي برنامج اجتماعي قلت إني لن أستطيع أن أغفل عما يجري حولنا في المجتمع والمشاكل السياسية، وكنا في حالة عدم استقرار، وقمت بتغطية أصعب المواقف. لم أكن أنتظر شيئاً من أحد، لكن كنت أتعرض لهجوم وتجاوز. لذا فقدت الشغف بالإعلام، لكنني لم أفقد الشغف بالتمثيل في أي وقت».

لقطة من مسلسل (منتهى العشق) (حساب رانيا على فيسبوك)

وتضيف رانيا أن عملها بالإعلام أثر عليها بالسلب كممثلة، خصوصاً بعدما ترددت شائعات بأنها تركت التمثيل، قائلة: «أصابني الذهول لأنني لم أفكر أصلاً في ذلك، لكن هناك من أشاعوا عني هذا الأمر، لولا أن أخي عمرو أخبرني بأن لي دوراً في مسلسل (نصيبي وقسمتك) وكان هذا خير رد على شائعة ترك التمثيل، ومثلت بعده مسلسل (حكايات وبنعيشها)، ثم (فالنتينو) مع الفنان عادل إمام، و(الطاووس)، و(انحراف)».

تنشغل ياسين بقراءة أعمال جديدة: «لدي أكثر من سيناريو أقرأه وأنتظر بدء التصوير لكنني لن أفصح عنها لأنني لا أضمن متى تظهر للنور، فظروف الإنتاج الدرامي والسينمائي تتأثر بكل شيء».

موضحة أنها «تتطلع لتقديم الأدوار المعقدة التي تتطلب جهداً من الممثل في أدائها».

مع زوجها الفنان محمد رياض (حساب رانيا على فيسبوك)

تؤكد رانيا محمود ياسين أن نجلها عمر فاجأها بأنه يكتب فيلماً: «كنت ألاحظ منذ صغره أنه يحب تدوين أفكاره، لذا شجعته على الكتابة، وقد انضم لورشة كتابة مع الروائي أحمد مراد، وحينما قرأت السيناريو الذي كتبه لاحظت أنه سيناريو احترافي، وقد اجتهد مع زملائه الشباب ليقدموا أول فيلم روائي طويل مستقل، وتقديري أنه فيلم جيد. وأنا كأم من الصعب أن أفصل مشاعري بالكامل، وقد أعجب بالفيلم شقيقي عمرو، الذي قال إنه مشروع كاتب جيد، كما أن والدتي الفنانة شهيرة أكثر من تشجع محمود وعمر».

لم أفقد شغفي بالتمثيل وأتطلع لتقديم الأدوار المعقدة

لكن رانيا تكشف أنها كانت الأكثر رفضاً لدخول ابنها مجال الفن، حسبما تقول: «لم أكن أريده أن يعمل في الفن، بل تمنيت أن يعمل في مجال يحقق له دخلاً ثابتاً، لا أريده أن يعيش ما مررنا به، في عمل ينطوي على جانب كبير من الحظ، هناك من بدأوا به بدايات ضعيفة وبعدها أصبحوا نجوماً، وهناك ممثلون على قدر من الموهبة والكفاءة لم ينالوا فرصاً عادلة، المهنة (يوم فوق ويوم تحت)، لذا فخروج أي عمل فني للنور يعد معجزة بكل المقاييس».

ومع ذلك تؤكد رانيا: «لا أستطيع أن أمنع أحداً من عمل يحبه، لكنني أخاف من الإحباطات، إن عملنا ظاهرياً يبدو جميلاً، لكنه مليء بالإحباطات، كما أن فترات الانتظار، وما أكثرها، تجعل الفنان في حالة ترقب طوال الوقت، لكنني أتمنى له ولكل الأجيال الجديدة ظروفاً أفضل».

وساندت رانيا زوجها الفنان محمد رياض خلال رئاسته للمهرجان القومي للمسرح في دورته الأخيرة، وتقول رانيا: «لا أريد أن أعطي لنفسي حجماً أكبر، وما قمت به كزوجة أنني وفرت الهدوء الذي يحتاجه لأنه كان يعمل طوال الوقت، وقد بذل جهداً كبيراً، وحقق رؤية جديدة للمهرجان ونجح بفضل الله».


مقالات ذات صلة

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

تعرَّضت بطلات المسلسل المصري «وتر حساس»، الذي يُعرَض حالياً، لانتقادات على «السوشيال ميديا»؛ بسبب ما وصفها البعض بـ«علاقات مشوهة».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )

نوران أبو طالب لـ«الشرق الأوسط»: لا أسعى لتقليد أحد

نوران أول مطربة عربية تغني في حفل منظمة الفاو ({الشرق الأوسط})
نوران أول مطربة عربية تغني في حفل منظمة الفاو ({الشرق الأوسط})
TT

نوران أبو طالب لـ«الشرق الأوسط»: لا أسعى لتقليد أحد

نوران أول مطربة عربية تغني في حفل منظمة الفاو ({الشرق الأوسط})
نوران أول مطربة عربية تغني في حفل منظمة الفاو ({الشرق الأوسط})

أكدت المطربة المصرية نوران أبو طالب أنها تحمست كثيراً لفكرة تقديم «ميدلي» من أغاني الأفلام في حفل افتتاح مهرجان «الجونة السينمائي» الذي شاركت فيه بالغناء مع المطربين محمد الشرنوبي وهنا يسري، مؤكدة أنها تتطلع لدخول مجال التمثيل وتقديم أعمال موسيقية في السينما.

وأضافت في حوارها مع «الشرق الأوسط» أنها بدأت كمطربة بإعادة أغنيات معروفة، واختارت أغنية «شبابيك»، كما أن الفنان محمد منير دعاها لتغني معه الأغنية، وأشارت إلى أنها تعمل بشكل مستقل مع فرقتها بعدما رفضت احتكار بعض شركات الإنتاج، وتجمع نوران بين الغناء وتأليف وتلحين بعض أغنياتها، وتؤكد أنها لا تسعى لتقليد نجوم الأغنية العربية.

نوران والفنان محمد الشرنوبي في حفل افتتاح مهرجان الجونة ({الشرق الأوسط})

وتقول عن حفل افتتاح مهرجان الجونة: «تحمست له لأنني من محبي أغاني الأفلام وتترات المسلسلات التي تظل في وجدان الناس رغم مرور السنوات، كما أن المُلحن ماهر الملاخ أعدّ الموسيقى بشكل لطيف، وقدمنا عرضاً موسيقياً متكاملاً مع الراقصين؛ لمحاكاة المشاهد الدرامية التي تخللت الغناء».

وتلفت نوران إلى أن أول أغنية خاصة بها كانت «تتر» مسلسل «علامة استفهام» الذي عُرض في رمضان 2019، وقامت هي بوضع ألحانها مع الموسيقي سامر جورج، كما غنت تتر مسلسلين آخرين هما «بيت فرح» و«كل يوم».

تكتب وتلحن بعض أغنياتها لكنها لاتحتكر موهبتها ({الشرق الأوسط})

وتؤكد المطربة الشابة أن «الموسيقى والشعر والمسرح كان لها حضور كبير في بيتنا منذ طفولتي، بتأثير والدتي الدكتورة نسرين رشدي عميدة معهد الكونسرفتوار حالياً، ووالدي الدكتور أسامة أبو طالب رئيس البيت الفني للمسرح الأسبق»، وتضيف: «أراد والدي أن يوجهني للشعر والموسيقى، وقال لي (جربي أن تلحني أحد الدواوين)، وكان عمري 9 سنوات حيث قمت بتلحين عدة قصائد من ديوان للشاعر سيد حجاب».

ورغم دراستها القانون، فإنها كانت تدرس أيضاً الموسيقى طوال الوقت؛ فدرست آلة العود وتعرفت على موسيقيي الفرق المستقلة، وتقول: «في لحظة شعرت أنني لا بد أن أغني، كان ذلك بتشجيع من موسيقيين كبار مثل الراحل صلاح عرام، وراجح داود ويحيى خليل وفتحي سلامة، كما كانت والدتي تشجعني لكنها لم تتوقع أن أحترفه».

عندما غنت شبابيك مع المطرب محمد منير ({الشرق الأوسط})

بدأت نوران الغناء بإعادة تقديم أغنيات مطربين آخرين ولكن بشكل مختلف، وكانت أول أغنية تقدمها هي «شبابيك» لمحمد منير التي تراها «أغنية حزينة جداً لكن موسيقاها بها قدر من الحماس»، وقد عرفها الجمهور من خلالها ونشرتها على حسابها بـ«فيسبوك»، وسمعها المطرب الكبير محمد منير فدعاها لتشاركه غناءها في حفل عُرض «أونلاين» خلال جائحة «كوفيد 19».

وتشير نوران إلى أن أحدث أغنياتها المصورة التي طرحتها عبر مختلف المواقع الموسيقية «ليلة» هي من كتبت كلماتها، وقبلها قدمت أغنية «في ظروف تانية»، وأنها سجلت 8 أغانٍ تنوي طرحها ضمن ألبوم، خصوصاً بعد نجاح ألبوم أنغام والمطرب «تو ليت» اللذين طرحا أخيراً عبر «السوشيال ميديا»، مما يشجع لعودة فكرة الألبوم مجدداً، وفق قولها.

الموسيقى والشعر والمسرح كان لها حضور كبير في بيتنا منذ طفولتي

نوران أبو طالب

وقدمت نوران حفلات عدة بالأوبرا ومكتبة الإسكندرية ومسارح الجامعة الأميركية، كما غنت قبل أيام في روما خلال حفل المنتدى السنوي لمنظمة «الفاو» كأول مصرية وعربية تقدم أغنية المنتدى، وتقول عن ذلك: «سعدت جداً بهذا الحفل وقدمت خلاله أغنية حماسية للشباب الذين جاءوا من مختلف بلدان العالم وتضمنت جزءاً بالعربية وآخر بالإنجليزية، وأحدثت صدى أسعدني»، كما أحيت حفلات بالدنمارك والأردن والبحرين، وأكدت أنه «من المهم لكل مغنٍ أن يكون له تواجد على الأرض بين الجمهور».

وكونت المطربة المصرية فرقة موسيقية تضم 5 عازفين، وتوضح أنها «لا تعتبر فرقتها مجرد موسيقيين يصاحبونها بل هم جزء مما تقدمه».

جديدي أغنية «كان لك معايا» وستطرح على جميع المنصات الموسيقية

نوران أبو طالب

وعن خوضها تجربة تلحين بعض أغنياتها تقول: «وجدت نفسي أرغب في خوض هذه التجربة، وقد شجعني عليها موسيقيون لديهم خبرة مثل سامر جورج وهاني بدير ومصطفى سعيد، خصوصاً أن التلحين اختلف عما كان عليه في الماضي، حين كان المطرب يذهب للملحن ويبحث لديه عن أغان جديدة، الآن هناك فنانون يجمعون بين الغناء والتلحين، وفي الفرق المستقلة بعض المطربات يضعن ألحانهن، سواء في مصر أو العالم العربي، لكنني أيضاً أحب التعامل مع ملحنين آخرين».

تؤكد نوران اعتزازها بأنها قدمت أعمالاً تشبهها لكنها قد تتغير في أي وقت؛ لأن الإنسان نفسه يتغير، كما تعتز بأنها لم تسع لتقليد أحد ولم تقدم أي أغنية لإحداث «فرقعة»، مؤكدة: «لدي مشروعي الفني الذي أشعر بالمسؤولية تجاهه، لأنني أتعامل مع تجربتي بشكل مستقل».

وكشفت المطربة المصرية عن طرحها أغاني جديدة من بينها «كان لك معايا» من كلمات مصطفى ناصر وألحان تيام، وستطرحها على كل المنصات الموسيقية، كما تخوض تجربة التمثيل عبر أعمال تختار من بينها، مشددة على «ضرورة عودة العروض المسرحية الموسيقية وكذلك الأفلام الغنائية».