اجتماع عربي في الرياض يبحث التعامل مع الإعلام العالمي

خطابي: يكتسب أهمية في الدفع بجهود بناء أسس السيادة الرقمية

الاجتماع صاغ التوجه الاستراتيجي مع أهم اللاعبين الدوليين في الإعلام (واس)
الاجتماع صاغ التوجه الاستراتيجي مع أهم اللاعبين الدوليين في الإعلام (واس)
TT

اجتماع عربي في الرياض يبحث التعامل مع الإعلام العالمي

الاجتماع صاغ التوجه الاستراتيجي مع أهم اللاعبين الدوليين في الإعلام (واس)
الاجتماع صاغ التوجه الاستراتيجي مع أهم اللاعبين الدوليين في الإعلام (واس)

ناقش فريق التفاوض العربي، الخميس، الخطة التنفيذية للتفاوض مع شركات الإعلام الدولية وفق إطار زمني، وصياغة التوجه الاستراتيجي للتعامل معها، وذلك خلال اجتماعه الثاني في الرياض، برئاسة السعودية وعضوية الخبراء من الأردن والإمارات وتونس والعراق ومصر والمغرب، والأمانة الفنية للمجلس الوزاري، واتحاد إذاعات الدول العربية.

ووضع أعضاء الفريق آلية لحث اللاعبين الدوليين في مجال الإعلام على استخدام التصنيف العمري بمختلف المنصات الرقمية، عبر تنظيم يواجه المحتوى المعزّز للتمييز والعنصرية، أو انتهاك خصوصية الأفراد، أو الإساءة لتاريخ أو حضارة أي دولة عربية.

وتهدف التوصيات لتعزيز المحتوى العربي، والدفاع عن القضايا العربية والإسلامية ضد الدعاية السلبية، وحماية الأطفال والناشئة من المحتوى الضار، والتصدي لخطاب الكراهية والأخبار الكاذبة والاعتداء على الخصوصية، كذلك حفظ حق وسائل الإعلام في السوق الإعلانية.

الفريق ناقش الخطة التنفيذية للتفاوض مع شركات الإعلام الدولية (واس)

من جانبه، قال السفير أحمد خطابي الأمين العام المساعد رئيس «قطاع الإعلام» بجامعة الدول العربية: «إن هذا التوجه الاستراتيجي يجسّد إرادة جماعية واضحة للانخراط الواثق في مجتمع المعرفة والاتصال، وحماية مصالحنا الرقمية، ومناهضة خطاب الإرهاب والكراهية والتمييز صوناً لقيمنا».

وعدّ السفير خطابي التوجه الاستراتيجي للتفاوض خطوة مقدامة، ويحمل مغزى عميقاً من حيث ضرورة وضع آلية محكّمة لفرض وتطبيق الضريبة الرقمية على هذه الشركات للاستفادة من إيراداتها في المنطقة العربية.

وأضاف أنه يُمكن الاستفادة منه أيضاً على صعيد المحتوى الإعلامي بدءاً بالدفاع عن القضية الفلسطينية، وما يتعلق بحماية البيانات الشخصية وحقوق المستخدمين، وعدم المساس بالثوابت الوطنية، وصون القيم الروحية والمجتمعية والثقافية، ومجابهة الأخبار المضللة والزائفة المروجة لثقافة العنف والتطرف والإرهاب والكراهية التي تستهدف النشء الجديد والشباب.

التوجه الاستراتيجي يجسّد إرادة جماعية واضحة لحماية المصالح الرقمية العربية (واس)

وأبان خطابي أن هذه المقاربة التفاوضية نتاج للمناقشات والتصورات المطروحة ضمن الإطار العربي في ضوء الخلاصات التي تضمنتها وثيقة الاجتماع الأول بالأردن، وكذلك دراسة اتحاد إذاعات الدول العربية بشأن احتواء الهيمنة الرقمية العالمية، وتنظيم الحقل الرقمي العربي مع الاستئناس بالتجارب المماثلة وخاصة الاتحاد الأوروبي.

ونوّه إلى أن الاجتماع يكتسب أهمية خاصة في سياق الدفع بجهود بناء أسس السيادة الرقمية، وبلورة مقاربة تفاوضية واقعية ومنسجمة تفضي لتأمين الفضاء الرقمي العربي، لافتاً إلى تزايد نفوذ الاقتصاد الرقمي - بما فيه نشاط الشركات الإعلامية الدولية - الذي أصبح يناهز 11.5 تريليون دولار أي 15.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ومن المتوقع أن يتضاعف خلال 10 سنوات.

يأتي هذا الاجتماع تنفيذاً لقرار الدورة 53 للمجلس الوزاري في الرباط، بشأن تشكيل فريق للتفاوض مع شركات الإعلام الدولية، يضم كفاءات من ذوي الخبرة القانونية والاختصاص بالمجال الرقمي والاتصالات، يتدارس جميع الجوانب التنظيمية المتعلقة بالتعامل معها، وفق رؤية متماسكة ترتكز على محاور الإجراءات التنفيذية للاستراتيجية العربية الموحدة.


مقالات ذات صلة

السعودية تعالج طفلاً فلسطينياً أفقدته مخلّفات الاحتلال بصره

الخليج الطفل الفلسطيني محمد حجازي لدى وصوله إلى الرياض الخميس (مركز الملك سلمان للإغاثة)

السعودية تعالج طفلاً فلسطينياً أفقدته مخلّفات الاحتلال بصره

استقبلت الرياض الطفل الفلسطيني محمد حجازي، لتلقّي العلاج بمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون؛ إنفاذاً لتوجيهات القيادة السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي السيسي والأمير محمد بن سلمان خلال لقائهما في القاهرة أكتوبر الماضي (الرئاسة المصرية)

السعودية ومصر لتعميق العلاقات بمجلس «تنسيق أعلى»

أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً بشأن الموافقة على محضر تشكيل «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي»، بحسب ما نشرته الجريدة الرسمية المصرية، الخميس.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
الخليج خادم الحرمين وولي العهد الأمير محمد بن سلمان (الشرق الأوسط)

خادم الحرمين وولي العهد يعزيان الهند بضحايا تحطم الطائرة

بعث خادم الحرمين الشريفين وولي العهد السعودي، برقيتي عزاء ومواساة، لرئيسة الهند في ضحايا حادث تحطم طائرة الركاب الهندية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق شكَّل الفيلم نقطة انطلاق كريستوفر نولان نحو العالمية (فرونت رو فيلمد إنترتينمنت)

بعد 25 عاماً على صدوره... «ميمنتو» يُعرض للمرّة الأولى في السعودية

جمهور كريستوفر نولان في السعودية بات من أكثر الجماهير تفاعلاً مع أعماله خلال السنوات الأخيرة، إذ حقّقت أفلام مثل «أوبنهمايمر» و«بين النجوم» حضوراً لافتاً.

إيمان الخطاف (الدمام)
عالم الاعمال ‎
طرح مناقصة تنفيذ مجمّع المباني الإدارية والتجارية بمحافظة الظاهرة

‎
طرح مناقصة تنفيذ مجمّع المباني الإدارية والتجارية بمحافظة الظاهرة

أعلنت الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة عن طرح مناقصة تنفيذ مجمّع المباني الإدارية والتجارية بالمنطقة الاقتصادية المتكاملة بمحافظة الظاهرة.


إعلامي سوري يوثق تجربته في «ألغام غرفة الأخبار»

المؤلف مكرماً في دولة الإمارات العربية المتحدة (الشرق الأوسط)
المؤلف مكرماً في دولة الإمارات العربية المتحدة (الشرق الأوسط)
TT

إعلامي سوري يوثق تجربته في «ألغام غرفة الأخبار»

المؤلف مكرماً في دولة الإمارات العربية المتحدة (الشرق الأوسط)
المؤلف مكرماً في دولة الإمارات العربية المتحدة (الشرق الأوسط)

يتحدّث الصحافي آلجي حسين في كتابه الأول «ألغام غرفة الأخبار»، في تجربته الأولى عن الواقع الإعلامي بشقَيْه: الميداني على الأرض/ والعمل في غرف الأخبار، ونقل تحديات مهنة الصحافة في دول العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط.

الكتاب وقّعه كاتبه في معرض أبوظبي الدولي للكتاب بدورته الرابعة والثلاثين، أخيراً. وهو صادر عن «دار تعلّم للنشر والتوزيع» في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويتطرّق إلى خفايا غرف الأخبار ومقارنتها مع أكثر أنوع الأسلحة خطورةً مثل النووية.

من جهة ثانية، يتوزّع الكتاب على عشرة فصول، ويتضمّن مقدمة بعنوان «هذا الكتاب لهذا»، ثم تتوالى عناوين الفصول «الكلمة رصاصة في حقل ألغام»، و«الأخبار المروعة»، و«القوة الناعمة للأخبار»، و«فلسفة نظريات الإعلام». ويأتي وسط زحمة أخبار جذابة يصنعها الصحافيون ويتسيّدون أبطالها، وبين مشاهد الرعب والدمار والألغام في العالم. ثم إن الكتاب يدق ناقوس الخطر، محذراً من الاستخدام غير السليم للكلمة؛ إذ يقول حسين إن «الكلمة رصاصة، يجب حسن استخدامها وترتيب توقيتها وانتقائها ووضعها في سياقها الصحيح، إنسانياً ومهنياً».

آلجي حسين (الشرق الأوسط)

السير في حقل الألغام

آلجي حسين، المحرّر الصحافي السوري الكردي الذي عايش وغطى إعلامياً حروباً وأزمات عديدة في سوريا والعراق والصومال، تناول في بداية حواره مع «الشرق الأوسط» عن كتابه الأول، أنه كُتب بعيداً عن غرف الأخبار المكيفة. كما يصف، موثقاً عبر عدسة كاميرته وقلمه مشاهد النزوح القسرية ومآسي المخيمات وأهوال الإرهاب، والأزمات الإنسانية التي عصفت بمسقط رأسه القامشلي وبلده سوريا على مدار 14 سنة مضت.

ويشرح حسين: «الكتاب نبع من تجربة شخصية؛ ليعبّر عن هواجس وتساؤلات عما يدور في ذاكرتي الصحافية اليومية بين ثنايا الأخبار، ولا سيما نقل الهموم والتطورات المتسارعة إلى جمهور القراء». ويضيف أن الشريحة الأكبر من الجمهور يجهلون أن هذه المهنة لا تخلو من المصاعب والتحديات «ولا سيما العمل الميداني».

يعرض آلجي حسين في كتابه «دهاليز» اجتماعات إدارة التحرير وغرف الأخبار وتغطيات المراسلين الميدانيين، التي يشبهها بمذكراتِ جندي نجا من الموت بعد سيره في حقلِ ألغام. ولا ينسى التغطيات الساخنة، وكيف أن كثيرين من الصحافيين والإعلاميين لاقوا حتفهم وهم ينقلون الحقيقة. ويروي أسئلة الموت والحياة في عالمِ الصحافة، وكيفَ تحولت إلى قوة ناعمة، وكلمةِ الفصل في ساحاتِ الحرب.

«ألغام غرفة الأخبار» يقع في 100 صفحة من القطع المتوسط. وحسب كلام مؤلفه، يبيّن أن محرّر الأخبار هو ذاته الذي عليه السير في حقل الألغام أو حتى في منجم فحم. وهنا يوضح المؤلف شارحاً: «قد ينفجر بك لغم في أي لحظة، أما غرفة الأخبار فهي تحدٍّ من نوع آخر!... لأن عالم النشر تحدٍّ في زمن تسارع الأحداث وتعقيدات الوضع الميداني على الأرض».

ثم يقول إن الفرق الوحيد بين «الزرّين» في النشر و«الأسلحة النووية» هو أن الأسلحة تدمر البنية التحتية والبشرية، في حين أن «زر النشر» قادر على تغيير المعارف والاتجاهات الإنسانية، ويؤثّر في السلوك العام، ويلعب دوراً كبيراً في تبنّي المواقف.

بعد ذلك، يسرد حسين: «من تطورات الحرب السورية بعد سقوط النظام المخلوع نهاية العام الماضي، واستمرار الحرب الروسية - الأوكرانية، وتقلّبات الحربَيْن السودانية واليمنية، وكوارث الحرب في غزة، والملفات الساخنة في أفريقيا... ومروراً بالانقسامات اللبنانية، فضلاً عن أحداث اللجوء وصعود اليمين المتطرف في أوروبا، إلى أميركا اللاتينية وانتخاباتها، مع تعقيدات آسيا؛ كلها أحداث يلخصها هذا الكتاب كما لو كانت (وجبات سريعة يقتاتها الصحافي في غرفة الأخبار)».

الصحافة مهنة السّير بين الكلمات

وفي فصل «الأخبار لذة وأذى» يعلّق حسين، قائلاً إن «مهنة الإعلام تحرق الأعصاب، وتتطلّب المتابعة الكثيفة ودقة في نقل الأخبار»، مضيفاً: «قدرُنا أن نبقى ساعات طوالاً جالسين وراء شاشات الكمبيوتر نتابع ونرصد ونحرر ونترجم ونصنع ما يصلنا من الأخبار». ويتابع مؤكداً أنه يعيش كل يوم أكثر من عشر ساعات مضنية بين ثنايا الأخبار؛ «لأستكمل المهمة في المنزل على شاشة التلفاز، مروراً بالهاتف المتحرك (بين بين)، وليس انتهاءً بمذياع السيارة، ما يعني أنني وصلت إلى مرحلة من الذروة في تذوّق الأخبار، لا يمكن الانفصال عنها بسهولة».

وفي فصل «الكلمة رصاصة في حقل ألغام» يبدأ المؤلف كاتباً عن الصحافة: «علّمتنا ولا تزال كيفية السير بين الكلمات، فالسير بين الكلمات كالسير بين ألغام، هذا إذا افترضنا أن فريق كشف الألغام الذي يرافقنا هو حسّنا الأمني والإنساني والمهني».

ثم يوصي المؤلف زملاءه في فصل «النداء الأخير للمحرّرين» من الكتاب، بتعزيز مهارة الإيجاز أو الاختصار أو البلاغة في كتاباتهم، من دون إخلال باللغة أو المعنى أو التفاصيل، ناصحاً: «استخدموا اللغة الإعلامية البيضاء البسيطة الفصيحة من دون أخطاء أو بلاغة فجة، واصقلوا مواهبكم بشكل كبير، والبحث عن الملاحظات وليس المديح؛ لأننا تلاميذ إلى الأبد».

في رأي آلجي حسين، يضع الإعلام، وبالذات عالم الأخبار، الصحافي أمام اختبار في كل خبر وتغطية قد لا ينظر إليها محرر آخر بالأهمية نفسها، ثم يقول: «إن الملفات الحساسة التي تهمّ الموقع، حسب سياسة التحرير، هي من القصص التي أضع لها اعتباراً كبيراً، وتشكل معضلة أخلاقية كبيرة، وهذا يتحقق بطبيعة الحال في المواضيع السياسية حسب كل دولة»، وهذا بالطبع، إلى جانب معرفة التشابكات ولغة المصالح بين الدول، وانعكاس ذلك على سياسة الوسيلة الإعلامية.