«ثمانية» تقود عصراً جديداً للمحتوى العربي على الإنترنت

تحوّلت إلى قوة إعلامية تقنية وتوفر تجارب رقمية منافِسة عالمياً

«ثمانية» تقود عصراً جديداً للمحتوى العربي على الإنترنت
TT

«ثمانية» تقود عصراً جديداً للمحتوى العربي على الإنترنت

«ثمانية» تقود عصراً جديداً للمحتوى العربي على الإنترنت

تحتفل «ثمانية»، شبكة البودكاست العربية الرائدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنصة الصحافة المستقلة، في عام 2024 بالتحوّل من شركة محتوى صرفة إلى شركة تقنية إعلامية تقدّم منصات متعددة تمكن صنّاع المحتوى من إثراء المحتوى على الإنترنت.

وتُنتج «ثمانية»، الشركة الحائزة جوائز كثيرة، برامج بودكاست مشهورة على نطاق واسع مثل «فنجان» و«سقراط» و«سوالف بزنس»، بالإضافة إلى النشرات البريدية والأفلام الوثائقية، التي تصل إلى مئات الملايين من المشاهدين والمستمعين أسبوعياً. وتعمل على بناء منظومة تقنية تمكّن المبدعين من إنتاج محتوى عالي الجودة يثري المحتوى العربي على الإنترنت.

وأطلقت الشركة «راديو ثمانية»، وهو تطبيق جديد للهاتف المحمول يسمح لصانعي المحتوى بثّ برنامج البودكاست الخاص بهم، وترويجه لجمهور كبير، والوصول إلى فرص لتحقيق الدخل. ويهدف إلى تعزيز تجربة الاستماع إلى البودكاست ومشاركتها من خلال تمكين المستخدمين من إنشاء ملفات شخصية وزيادة التفاعل الاجتماعي بينهم، كذلك استيراد برامجهم المحلية والعالمية المفضلة من أي تطبيق للبودكاست والاستماع إليها على التطبيق الجديد.

تقدم المنصة تجربة عربية حيّة لتطبيقات البودكاست تنافس عالمياً (ثمانية)

وستتيح المنظومة الجديدة لصنّاع المحتوى الانضمام إلى شبكة «ثمانية» الإعلانية المصممة لمساعدة صنّاع المحتوى على تحقيق الدخل من محتواهم الخاص، حيث تعمل الشركة على سد الفجوة بين صنّاع المحتوى والمعلنين عبر تعزيز مجتمع مزدهر من صنّاع المحتوى الذين يمكنهم تحقيق الدخل من شغفهم. كما أعادت إطلاق موقع «ثمانية.كوم» بحُلّة جديدة كوجهة لصنّاع المحتوى لمشاركة نشراتهم البريدية ومقالاتهم.

تتيح المنصة أفضل تجربة كتابة وقراءة عرفها الإنترنت بالعربيّة (ثمانية)

بدوره، أبدى عبد الرحمن أبو مالح، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ«ثمانية»، حماسه لرحلة الشركة التحويلية، قائلاً: «صنعنا أفضل مكتبة محتوى عربية عرفها الإنترنت»، مشيراً إلى مساعيهم لتوسيع المكتبة وإشراك صنّاع المحتوى العرب من كل أقطار الوطن العربي في هذه الرحلة الجديدة.

وأضاف: «اليوم، نحن لا نتحدث عن التغيير فحسب، بل نبني الأدوات اللازمة لتحقيق ذلك»، متابعاً: «نحن أكثر من يعلم أن صناعة المحتوى مهمة صعبة، لذا ستعمل (ثمانية) على التقنية والتسويق والمبيعات، ليتسنى لصانع المحتوى التركيز في صناعة محتوى ممتاز والاستمرار فيه».

يشار إلى أن «ثمانية» تأسست عام 2016، واستحوذت المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام «SRMG» على 51 في المائة من أسهمها في عام 2021، وتُقدّم الشركة أكثر من 20 منتجاً ما بين المقالات والنشرات البريدية والأفلام الوثائقية والبودكاست؛ بهدف توثيق الحياة في المجتمعات العربية وتغيير ثقافة الصحافة فيها. ويتناول المحتوى مواضيع مختلفة من الثقافة والسينما، إلى الصحة وأسلوب الحياة والمال، وتعدّ شبكتها للبودكاست الأكثر انتشاراً عربياً، بالإضافة إلى كونها أكبر منتج للأفلام الوثائقية في السعودية.


مقالات ذات صلة

«امسك مزيّف»... استنفار مصري لمواجهة «الشائعات»

العالم العربي ندوة «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» بمصر

«امسك مزيّف»... استنفار مصري لمواجهة «الشائعات»

حالة استنفار تشهدها مصر أخيراً لمواجهة انتشار «الشائعات»، تصاعدت مع إعلان «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام»، الثلاثاء، عزمه إطلاق موقع «امسك مزيف».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
إعلام إدمون ساسين (إنستغرام)

استنفار الإعلام المرئي اللبناني على مدى 24 ساعة يُحدث الفرق

تلعب وسائل الإعلام المرئية المحلية دورها في تغطية الحرب الدائرة اليوم على لبنان.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق وزير الإعلام سلمان الدوسري التقى رئيسة الإدارة الوطنية للإذاعة والتلفزيون الصينية كاو شومين (واس)

شراكة إعلامية سعودية صينية تطلق برامج تنفيذية مع القطاعين العام والخاص

اختتم وزير الإعلام السعودي، اليوم، أعمال برنامج الشراكة الإعلامية السعودية الصينية، وشهدت الزيارة إبرام اتفاقيات وبرامج تنفيذية وورش عمل بين الجانبين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
إعلام توقيع مذكرة تفاهم للتعاون بين منصة سعوديبيديا وجامعة بكين للغات والثقافة (الخارجية السعودية)

مباحثات سعودية - صينية في بكين لتطوير التعاون الإعلامي

التقى سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي، في بكين، اليوم الخميس، مدير مكتب الإعلام بمجلس الدولة الصيني مو قاو يي.

«الشرق الأوسط» (بكين)
إعلام ليلة انتصار ترمب... على الإعلام التقليدي (رويترز)

فوز ترمب «يُحطم» البنية الإعلامية التقليدية للديمقراطيين

قد يكون من الواجب المهني الاعتراف بأن الجميع أخطأ في قراءة مجريات المعركة الانتخابية، والمؤشرات التي كانت كلها تقود إلى أن دونالد ترمب في طريقه للعودة مرة ثانية

إيلي يوسف (واشنطن)

تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟
TT

تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

تمديد «ميتا» لقيود الإعلانات... هل يحُدّ من «المعلومات المضلّلة»؟

أثار إعلان شركة «ميتا» تمديد فترة تقييد الإعلانات المتعلقة بالقضايا الاجتماعية أو السياسية لما بعد انتخابات الرئاسة الأميركية، من دون أن تحدّد الشركة وقتاً لنهاية هذا التمديد، تساؤلات حول مدى فاعلية القرار في الحدّ من انتشار «المعلومات المضلّلة»، يأتي ذلك بالتزامن مع رصد تجاوزات مرّرَتها المنصة الأشهَر «فيسبوك» خلال الفترة السابقة برغم تقييد الإعلانات.

ما يُذكر أن «فيسبوك» أعانت بنهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي «حظر أي إعلان يحمل رسائل توجيه سياسي أو اجتماعي من شأنه التأثير في سير الانتخابات الرئاسية الأميركية»، غير أن مراقبين قاموا برصد تجاوزات على المنصة وصفوها بـ«التضليل»، وقالوا إن «فلاتر» المحتوى على «ميتا» – التي تملك «فيسبوك» – «غير متمرّسة» بما يكفي لتمييز المحتوى الذي ينتهك إرشادات المصداقية، ما يثير شكوكاً بشأن جدوى قرار الشركة تقييد الإعلانات.

الدكتور حسن مصطفى، أستاذ التسويق الرقمي والذكاء الاصطناعي في عدد من الجامعات الإماراتية، عدّ قرار «ميتا» الأخير «محاولةً لتجاوز المخاوف المتزايدة حول استغلال الإعلانات في التأثير على الرأي العام»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «ميتا تخشى اتهامها بنشر المعلومات غير الموثوقة بشكل واسع إبان الفترات الانتخابية وما بعدها، لا سيما وأنه سبق اتهام الشركة من قبل بوجود محتوى يؤثر على الرأي العام خلال فترات انتخابية سابقة».

وعن دور «ميتا» في الحدّ من «المعلومات المضللة»، أوضح مصطفى أنه «لا تزال المعلومات المضلّلة تحدياً قائماً برغم ما اتخذته (ميتا) من إجراءات لمكافحتها، والتقليل من انتشار الأخبار الكاذبة»، وقال عن دور الشركة في هذا الصدد: «لقد عزّزَت (ميتا) التعاون مع جهات خارجية للتحقّق من صحة الأخبار، فباتت تعتمد على منظمة (فاكت تشيك/ FactCheck)، وشبكات من المؤسسات المستقلة؛ للتحقّق من الأخبار المتداوَلة عبر المنصة».

واستشهد الدكتور مصطفى ببعض التقارير الصادرة عن منظمة «هيومن رايتس ووتش»، التي أظهرت إحراز «ميتا» تقدماً في مجال الحد من «خطاب الكراهية»؛ «إذ تمكّنت خوارزميات الشركة من التعرّف على بعض الأنماط المتكرّرة للمحتوى المسيء، وحذفه تلقائياً قبل أن ينتشر»، غير أنه مع ذلك عدّ إجراءات «ميتا» غير كافية، مشيراً إلى أن «خوارزميات الذكاء الاصطناعي ما زالت محدودة القدرة على معالجة المحتوى بلغات ولهجات متنوعة، أو فهم السياقات الثقافية المعقّدة، ما يجعل من الصعوبة بمكان وضع حدود واضحة أمام تحقيق نجاح كامل في تقليص خطاب الكراهية».

هذا، وكانت المنظمة الدولية «غلوبال ويتنس» قد أعدّت تقريراً حول ما إذا كانت منصات التواصل الاجتماعي قادرةً على اكتشاف وإزالة «المعلومات المضلّلة الضارّة»، لا سيما المتعلقة بانتخابات الرئاسة الأميركية، وأشارت في نتائجها عقب الانتخابات الأميركية إلى أن أداء «فيسبوك» كان أفضل مقارنةً بمنصة مثل «تيك توك»، لكن التقرير لم ينفِ التورّط في نشر «معلومات مضلّلة» برغم القيود، كذلك ذكر التقرير أن «فيسبوك» وافَق على واحد من بين 8 إعلانات اختبرت بها المنظمة قيود المنصة للحَدّ من «المعلومات المضلّلة»، ما رأته المنظمة «تحسّناً ملحوظاً مقارنةً بأداء المنصة السابق مع أنه لا يزال غير كافٍ».

من ناحية أخرى أشار تقرير صادر عن منظمات المجتمع المدني «إيكو» و«المراقبة المدنية الهندية الدولية»، إلى أن «ميتا» سمحت بظهور إعلانات تحتوي على عبارات تحريضية ضد الأقليات على منصّتها خلال فترة الانتخابات الأميركية، كما أشارت إلى رصد «محتوى زائف» مصنوع بأدوات الذكاء الاصطناعي.

وحول هذا الأمر، علّق خالد عبد الراضي، الخبير في إدارة وتحليل بيانات «السوشيال ميديا» بمصر والمملكة العربية السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، على قرار «ميتا» بالقول إننا بصدد محاولات عدّها «غير جادة»، ودلّل على ذلك بأن «(ميتا) قيّدت الإعلانات قبل الانتخابات الأميركية بأسبوع واحد فقط، وهذه مدة غير كافية إذا كانت المنصة بالفعل جادّة في الحدّ من التضليل والتأثير على الرأي العام، مثلاً (إكس) كانت أكثر جدّية من خلال تقييد أي منشور موجّه قبل الانتخابات بشهر»، مشيراً إلى أنه «بالتبعية شاهدنا على منصة (فيسبوك) محتوى مضلّلاً وزائفاً طُوّر بالذكاء الاصطناعي».

وأوضح عبد الراضي أن «(ميتا) لم تفرض قيوداً على الإعلانات بشكل عام، بل على نوع واحد فقط هو الإعلانات السياسية المدفوعة، ومن ثم تركت المجال أمام التضليل والتأثير على الرأي العام»، ودلّل كذلك على قلة جدّية الشركة بقوله: «بعد الانتخابات الأميركية في 2020 واجهت (ميتا) عدة اتهامات بتوجيه الرأي العام، ما دفع الشركة لاتخاذ إجراءات جادّة، من بينها توظيف (فِرق سلامة) معنية بمراجعة النصوص؛ للتأكد من ملاءمتها مع معايير المنصة، غير أن عمل هذه الفِرق أُنهِي لاحقاً، ما يشير إلى أن ادّعاءات المنصة لم تكن جدّية».