باسم يوسف يلمع مجدداً برفضه تهجير الغزيين

الإعلامي المصري أهدى بيرس مورغان زيت زيتون فلسطينياً

باسم يوسف مع الإعلامي البريطاني بيرس مورغان (من فيديو المقابلة)
باسم يوسف مع الإعلامي البريطاني بيرس مورغان (من فيديو المقابلة)
TT

باسم يوسف يلمع مجدداً برفضه تهجير الغزيين

باسم يوسف مع الإعلامي البريطاني بيرس مورغان (من فيديو المقابلة)
باسم يوسف مع الإعلامي البريطاني بيرس مورغان (من فيديو المقابلة)

لمع الإعلامي المصري باسم يوسف مجدداً عندما كرر رفضه تهجير أهالي غزة إلى سيناء، خلال حوار مع الإعلامي بيرس مورغان، تصدر من خلاله قوائم «التريند» على منصة «إكس» (الخميس)، ولقي تفاعلا كبيراً على منصات مواقع التواصل المختلفة.

وقال باسم يوسف إنه دخل هذا الحوار لتحقيق عدة أهداف؛ منها «مخاطبة المشاهد الغربي بلغته، وإثارة فضوله ليبحث عن المصادر الحقيقية لجذور القضية الفلسطينية». وكتب باسم على صفحته على «فيسبوك» أنه «حاول التفريق بين الصهيونية والسامية، وأنه يحكي تاريخ الصراع من البداية ليعرف الجميع أنها مشكلة أوروبية ألقيت في المنطقة العربية».

وتعليقاً على الرواج الذي حققته مقابلة باسم الأخيرة، رأى أستاذ الإعلام الدولي، بجامعة القاهرة، الدكتور محمد حسام الدين إسماعيل، أن الأصوات التي تجيد اللغة الإنجليزية مثل باسم يوسف ورحمة زين (إعلامية مصرية لقيت شهرة بعد فيديو كالت فيه انتقادات لقناة «سي إن إن»)، لها دور مهم في توصيل الرؤية العربية للصراع العربي - الإسرائيلي إلى الغرب. وأوضح حسام الدين، صاحب كتاب «النجومية الإعلامية في مصر»، الذي يتضمن فصلا عن باسم يوسف، أن الأخير «تمكن من توصيل رسالته للغرب، بدليل أنه حقق في السابق ملايين المشاهدات والمشاركات على (فيسبوك) و(إكس)، وعدد كبير من تلك المتابعات من الأجانب»، لافتا إلى أن اللقاء الجديد له «ينتشر أيضا بسرعة كبيرة، لما يتضمنه من طرح للجانب الآخر من القصة».

ومن المقاطع التي انتشرت على «إكس» سؤال مورغان لباسم يوسف عن السبب في أن مصر لا تسمح بتهجير الفلسطينيين إليها، أو أي من الدول العربية الأخرى، فرد باسم بقوله «إنهم (الفلسطينيون) شعب يعيش في أرضه، لماذا تريد إبعاده وتحويله إلى لاجئين، أكثر من مليوني إنسان إذا ذهبوا إلى أي مكان لا بد ستتحول المنطقة التي يقيمون فيها إلى منطقة اضطرابات». وسأل باسم بيرس: «لماذا لا يحدث العكس ويذهب شعب إسرائيل إلى إحدى الدول الأوروبية، هناك 44 دولة أوروبية فلتأخذ إحداها الشعب الإسرائيلي، هناك 50 ولاية أميركية فليذهبوا إلى إحدى الولايات ويعتبرونها أرضهم، فلوريدا مثلا؟».

ونبّه الكاتب الصحافي المتخصص في الإعلام الرقمي خالد البرماوي إلى أن «هذه واحدة من المحطات المهمة جدا لتغيير انطباعات الجمهور الغربي حول أحداث غزة»، وأشار، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الجزء الثاني تضمن تقنية مختلفة من باسم يوسف، حيث «تحول من السخرية إلى الدردشة الهادئة، ولفت إلى التحضير الجيد لباسم ما مكّنه من الوصول إلى الجمهور بسرعة وسهولة والتأثير فيه».

كواليس اللقاء (صفحة باسم يوسف)

وكان باسم قد أجرى مداخلة سابقة مع مورغان يوم 17 أكتوبر (تشرين الأول)، وحظيت بانتشار واسع، وحققت المقابلة على صفحة مورغان بـ«اليوتيوب» نحو 15 مليون مشاهدة في أيام قليلة، وهو رقم قياسي بالنسبة لمورغان، بحسب ما نشرت وسائل إعلام، ما جعله يقرر إجراء مقابلة وجها لوجه مع باسم يوسف.

وأكد إسماعيل أن الأصوات التي تتحدث للخارج مثل باسم يوسف ورحمة زين «ساعدت في تغيير وجهة النظر الغربية، بشكل كبير، حتى إن هناك مظاهرات بدأت تخرج في الغرب وتسمي ما يحدث للفلسطينيين إبادة جماعية».

وكان باسم يوسف أهدى بيرس مورغان زجاجة زيت زيتون مشيرا إلى أن «عمر أشجار الزيتون تزيد على 600 عام، وأن القضية ليست في محاولة سرقة الأرض فقط بل سرقة التراث أيضا».

وعلق صاحب حساب باسم حمدي أبو كحول على المنشور نفسه ناشرا صورة يوسف وهو يهدي مورغان زجاجة زيت زيتون قائلا: «أقوى رسالة مبطنة من باسم يوسف... هذه هدية مني ومن زوجتي... زيت زيتون من الضفة الغربية...».

واعتبر البرماوي أن باسم «استخدم طريقة ذكية جدا في الحوار، فهو لم يخف الخلفية التاريخية لليهود، مشيرا إلى أن التوازن وعرض وجهتي النظر يمنح الكلام مصداقية لدى المتابعين».


مقالات ذات صلة

حكومة غزة تكشف عن «خطة شاملة» للتعامل مع اتفاق وقف النار في القطاع

المشرق العربي فلسطينيون يسيرون في خان يونس وسط قطاع غزة (أ.ب)

حكومة غزة تكشف عن «خطة شاملة» للتعامل مع اتفاق وقف النار في القطاع

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، السبت، الانتهاء من وضع خطة للتعامل مع وقف النار، مشيرا إلى أن الخطة تتضمن إجراءات عاجلة لضمان عودة الحياة الطبيعية تدريجيا.

«الشرق الأوسط» (غزة)
العالم العربي طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية فتى يركض رافعاً علماً فلسطينياً في مخيم للنازحين بالبريج وسط قطاع غزة الجمعة (أ.ف.ب)

بدء الانسحاب الإسرائيلي... وأمن «حماس» يستعد للانتشار في غزة

تستعد إسرائيل وحركة «حماس» لبدء تنفيذ اتفاق وقف النار في غزة وتبادل الأسرى الذي يسري مفعوله، صباح الأحد.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي الرئيس الفلسطيني محمود عباس (رويترز)

عباس يؤكد استعداد السلطة الفلسطينية للاضطلاع بمسؤولياتها الكاملة في غزة

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، السبت، على ضرورة تولي دولة فلسطين مسؤولياتها الكاملة في غزة، وعلى وجوب انسحاب إسرائيل الكامل من القطاع.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
خاص أفراد عائلة أسير فلسطيني تنتظر في مخيم دير البلح لإطلاق سراحه بموجب اتفاق غزة السبت (أ.ف.ب)

خاص «الشرق الأوسط» ترصد الساعات التالية لبدء اتفاق غزة

اتفقت كافة الأطراف على أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ عند الساعة الثامنة والنصف صباحاً بالتوقيت المحلي لقطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

شركات التكنولوجيا ووسائل الإعلام الليبرالية تتجه يميناً

إيلون ماسك (رويترز)
إيلون ماسك (رويترز)
TT

شركات التكنولوجيا ووسائل الإعلام الليبرالية تتجه يميناً

إيلون ماسك (رويترز)
إيلون ماسك (رويترز)

استقالت رسامة الكاريكاتير الأميركية -السويدية الأصل- آن تيلنيس، الحائزة على جائزة «بوليتزر»، من عملها في صحيفة «واشنطن بوست» خلال الأسبوع الماضي، بعد رفض قسم الآراء في الصحيفة رسماً كاريكاتيرياً يصوّر مالك الصحيفة، الملياردير جيف بيزوس مع مليارديرات آخرين من عمالقة التكنولوجيا، وهم ينحنون أمام تمثال للرئيس المنتخب دونالد ترمب. وفور إعلان الخبر رأى كثيرون أن الواقعة الجديدة تختصر صورة المرحلة المقبلة في الولايات المتحدة.

مارك زوكربيرغ (آ ب)

إعادة تموضع

خلال الحملة الانتخابية الأخيرة، بعدما بدا أن ترمب يتجه إلى العودة مجدداً إلى البيت الأبيض، بدأ الكثير من مسؤولي الشركات الكبرى ووسائل الإعلام الأميركية، رحلة «إعادة تموضع» تماشياً مع العهد الثاني لترمب. وهو ما تُرجم بداية بامتناع وسائل إعلام كانت دائماً تُعد رمزاً لليبرالية، مثل: «واشنطن بوست» و«لوس أنجليس تايمز»، عن تأييد أي من المرشحين الرئاسيين، فضلاً عن تغيير غرف التحرير في محطات تلفزيونية عدة، ومراجعة الكثير من سياسات الرقابة والإشراف والمعايير الناظمة لعملها، إلى إعادة النظر في تركيبة مجالس إدارات بعض شركات التكنولوجيا.

وبعيداً عن انحياز الملياردير إيلون ماسك، مالك تطبيق «إكس»، المبكر لترمب، واتجاهه للعب دور كبير في إدارته المقبلة، كانت الاستدارة التي طرأت على باقي المنصات الاجتماعية والإعلامية مفاجئة وأكثر إثارة للجدل.

ان تيلنيس (جائزة بوليتزر)

خضوع سياسي أم تغيير أعمق؟

البعض قال إنه «خضوع» سياسي للرئيس العائد، في حين عدّه آخرون تعبيراً عن تغيير أعمق تشهده سياسات واشنطن، لا يُختصر في ترمب، بل يشمل أيضاً كل الطبقة السياسية في الحزبَيْن الجمهوري والديمقراطي، وحتى المزاج الشعبي الذي أظهرته نتائج الانتخابات.

في بيانها الموجز، قالت تيلنيس التي تعمل في «واشنطن بوست» منذ عام 2008، إن قرار الصحيفة رفض رسمها الكاريكاتيري «مغيّر لقواعد اللعبة» و«خطير على الصحافة الحرة». وكتبت: «طوال ذلك الوقت لم يُمنع رسم كاريكاتيري قط بسبب مَن أو ما اخترت أن أوجّه قلمي إليه حتى الآن». وأدرجت تيلنيس مسوّدة من رسمها الكاريكاتيري في منشور على موقع «سبستاك»، يظهر بيزوس، مؤسس «أمازون» ومالك الصحيفة، مع مؤسس شركة «ميتا» مارك زوكربيرغ، وسام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، وباتريك سون شيونغ مالك صحيفة «لوس أنجليس تايمز»، و«ميكي ماوس» التميمة المؤسسية لشركة «والت ديزني»، ينحنون أمام تمثال ترمب.

وطبعاً كان من الطبيعي أن «يختلف» ديفيد شيبلي، محرّر الآراء في الصحيفة، مع تقييم تيلنيس، وبالفعل قال في بيان إنه يحترم كل ما قدمته للصحيفة، «لكن يجب أن يختلف مع تفسيرها للأحداث»، معتبراً قرار منع نشر رسم الكاريكاتير «تفادياً للتكرار»، بعدما نشرت الصحيفة مقالات عن الموضوع.

... وزوكربيرغ يعود إلى أصوله

بيد أن تزامن منع الكاريكاتير مع الخطوة الكبيرة التي اتخذتها شركة «ميتا» يوم الثلاثاء، عندما أعلن مارك زوكربيرغ أن «فيسبوك» و«إنستغرام» و«ثريدز» ستُنهي عملية التدقيق في الحقائق من قِبل أطراف ثالثة، قرأها العالم السياسي بوصفها نوعاً من الاستسلام؛ إذ قال زوكربيرغ في مقطع فيديو نشره على «فيسبوك» إن «(ميتا) ستتخلّص من مدقّقي الحقائق، وستستعيض عنهم بملاحظات مجتمعية مشابهة لمنصة (إكس)»، وهو ما رآه البعض «تضحية بقيم الشركة على (مذبح) دونالد ترمب وسياسة (حرية التعبير)» للحزب الجمهوري الجديد. بالنسبة إلى المحافظين اليمينيين، الذين يعتقدون أن المشرفين ومدققي الحقائق ليبراليون بشكل شبه موحّد، واثقون بأن النهج الأكثر تساهلاً في تعديل المحتوى سيعكس الواقع بشكل أكثر دقة، من خلال السماح بمجموعة أوسع من وجهات النظر. وعدّ هؤلاء، ومنهم بريندان كار الذي اختاره ترمب لإدارة لجنة الاتصالات الفيدرالية، قرار «ميتا» انتصاراً.

في المقابل، أعرب الليبراليون عن «فزعهم»، وعدّوه «هدية لترمب والمتطرّفين في جميع أنحاء العالم». وقال معلقون ليبراليون إن من شأن خفض معايير التأكد من الحقائق من قِبل أكبر منصة في العالم يُنذر بمجال رقمي أكثر غرقاً بالمعلومات الكاذبة أو المضللة عمداً مما هو عليه اليوم.

ابتعاد عن الليبرالية

هذا، ومع أنه من غير المتوقع أن يؤدي قرار زوكربيرغ بالضرورة إلى تحويل الإنترنت إلى «مستنقع للأكاذيب أو الحقائق»؛ لأن الخوارزميات هي التي تتحكم بما يُنشر في نهاية المطاف. فإن قراره يعكس، في الواقع، ابتعاد شركات التكنولوجيا عن الرؤية الليبرالية لمحاربة «المعلومات المضلّلة». وهذه مسيرة بدأت منذ سنوات، حين تراجعت «ميتا» عام 2019 عن التحقق من صحة الإعلانات من السياسيين، وعام 2023 عن تعديل الادعاءات الكاذبة حول انتخابات 2020.

وحقاً، كان إعلان يوم الثلاثاء هو الأحدث في سلسلة من تراجعات الشركة، واتجاهها نحو اليمين منذ إعادة انتخاب ترمب. ففي الأسبوع الماضي، عيّنت الشركة الجمهوري جويل كابلان رئيساً عالمياً للسياسة، وعيّنت، يوم الاثنين، دانا وايت، حليفة ترمب التي لعبت دوراً رئيساً خلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، في مجلس إدارة الشركة. وفي السياق نفسه تضمّن إعلان يوم الثلاثاء نقل فريق الثقة والسلامة في الشركة من ولاية كاليفورنيا «الليبرالية»، إلى ولاية تكساس «الجمهورية»؛ مما يعكس دعوات من قادة التكنولوجيا اليمينيين مثل إيلون ماسك إلى تركيز الصناعة في بيئات «أقل ليبرالية» من «وادي السيليكون».

ترمب ممثلاً للأكثرية

في مطلق الأحوال، مع أن كثيرين من النقاد والخبراء يرون أن هذا التغيير يعكس بالفعل حقيقة ابتعاد شركة «ميتا» وغيرها من شركات ومواقع التواصل الاجتماعي عن الرؤية الليبرالية للحوكمة الرقمية، لكنهم يشيرون إلى أنه ابتعاد مدفوع أيضاً بالقيم الأساسية للصناعة التي جرى تبنيها إلى حد كبير، تحت الإكراه، استجابة للحظات سياسية مشحونة.

ومع تحوّل ترمب تدريجياً من كونه متطفلاً دخيلاً على الحياة السياسية الأميركية، إلى الممثل الأبرز للأكثرية التي باتت تخترق كل الأعراق -وليس فقط البيض- فقد بدا أن هذا النهج الذي يشبه نظام المناعة بات أقل ملاءمة، وربما، بالنسبة إلى شركات مثل «ميتا»، أكثر ضرراً سياسياً وأقل ربحية.