هل سيظهر «الذكاء العام الاصطناعي» قريباً؟

توجهات وصعوبات تطوير نظم تضاهي الذكاء البشري

هل سيظهر «الذكاء العام الاصطناعي» قريباً؟
TT

هل سيظهر «الذكاء العام الاصطناعي» قريباً؟

هل سيظهر «الذكاء العام الاصطناعي» قريباً؟

أبلغ سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، الرئيس دونالد ترمب خلال مكالمة هاتفية خاصة أن الذكاء العام الاصطناعي سوف يظهر قبل نهاية إدارته الحالية.

كما صرح داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة «أنثروبيك»، المنافس الرئيسي لشركة «أوبن إيه آي»، مراراً وتكراراً، بأن ذلك قد يحدث في وقت أقرب من ذلك. وقال الملياردير التكنولوجي إيلون ماسك إنه قد يصبح واقعاً قبل نهاية العام.

ذكاء اصطناعي يضاهي البشري

ومثلهم مثل العديد من الأصوات الأخرى في وادي السيليكون وخارجه، يتوقع هؤلاء المديرون التنفيذيون أن وصول «الذكاء العام الاصطناعي» artificial general intelligence AGI بات وشيكاً. فمنذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما اعتنت مجموعة من الباحثين الهواة بوضع هذا المصطلح على غلاف كتاب يصف أنظمة الكمبيوتر المستقلة التي يأملون في بنائها يوما ما، أصبح الذكاء العام الاصطناعي بمثابة اختصار لتكنولوجيا مستقبلية تحقق ذكاء على مستوى الإنسان.

لا يوجد تعريف مستقر للذكاء العام الاصطناعي، وإنما هو مجرد فكرة جذابة: ذكاء اصطناعي يمكنه أن يضاهي قدرات العقل البشري المتعددة.

ولكن منذ وصول روبوتات الدردشة الآلية مثل «تشات جي بي تي» من «أوبن إيه آي»، والتحسين السريع لهذه الأنظمة الغريبة والقوية على مدى العامين الماضيين، صار العديد من خبراء التكنولوجيا أكثر جرأة في التنبؤ بمدى قرب وصول الذكاء العام الاصطناعي. حتى إن البعض يقول إنه بمجرد أن يطلقوا الذكاء العام الاصطناعي، سوف يتبع ذلك ابتكار أكثر قوة يسمى «الذكاء الخارق» «superintelligence».

تكهنات تسبق الواقع

وبينما تتنبأ هذه الأصوات الواثقة دوماً بالمستقبل القريب، فإن تكهناتها تسبق الواقع. وعلى الرغم من أن الشركات تدفع بالتكنولوجيا إلى الأمام بمعدل ملحوظ، فإن جيشاً من الأصوات الأكثر رصانة يسارع إلى تبديد أي مزاعم بأن الآلات من شأنها أن تضاهي الذكاء البشري في أي وقت قريب.

يقول نيك فروست، مؤسس شركة «كوهير» الناشئة للذكاء الاصطناعي، الذي عمل سابقاً باحثاً لدى «غوغل»، وتتلمذ على يد أكثر باحثي الذكاء الاصطناعي احتراماً خلال الخمسين سنة الماضية: «إن التكنولوجيا التي نبنيها اليوم ليست كافية لتحقيق ذلك. وما نقوم ببنائه الآن هو أدوات تستوعب الكلمات وتتنبأ بالكلمة التالية الأكثر احتمالاً، أو تستقبل وحدات البكسل (عنصر الصورة) وتتنبأ بالبكسل التالي الأكثر احتمالاً. وهذا مختلف تماماً عما نفعله أنا وأنت من البشر».

في استطلاع حديث أشرفت عليه «جمعية النهوض بالذكاء الاصطناعي»، وهي جمعية أكاديمية عمرها 40 عاماً، وتضم بعضاً من أكثر الباحثين بروزاً في هذا المجال، قال أكثر من ثلاثة أرباع المشاركين في الاستطلاع إن الأساليب المستخدمة في بناء التكنولوجيا الحالية من غير المرجح أن تؤدي إلى الذكاء العام الاصطناعي المأمول.

وتختلف الآراء بشأن ذلك جزئياً، نظراً لأن العلماء لا يستطيعون حتى الاتفاق على طريقة لتعريف الذكاء البشري، ويتجادلون إلى ما لا نهاية حول مزايا وعيوب اختبارات الذكاء وغير ذلك من المعايير الأخرى. كما أن مقارنة أدمغتنا بالآلات هو أمر أكثر ذاتية وشخصانية. وهذا يعني أن تحديد الذكاء العام الاصطناعي هو في الأساس مسألة رأي.

استقراءات إحصائية وتفكير حالم

وليس لدى العلماء أي دليل قاطع على أن تقنيات اليوم قادرة حتى على أداء بعض أبسط المهام التي يمكن للدماغ البشري القيام بها، مثل إدراك المفارقات الساخرة أو الشعور بالتعاطف. وتستند مزاعم الوصول الوشيك للذكاء العام الاصطناعي إلى استقراءات إحصائية - وتفكير حالم ليس أكثر.

ووفقاً للاختبارات المعيارية المختلفة، تتحسن التقنيات الحالية بوتيرة ثابتة في بعض المجالات البارزة، مثل الرياضيات وبرمجة الكمبيوتر. لكن هذه الاختبارات لا تصف سوى جزء صغير مما يمكن للبشر القيام به.

يعرف البشر كيفية التعامل مع عالم فوضوي ومتغير باستمرار. من جهتها تكافح الآلات لإتقان ما هو غير متوقع - التحديات الصغيرة والكبيرة التي لا تشبه ما حدث في الماضي. يمكن للبشر أن يحلموا بأفكار لم يشهدها العالم من قبل. وعادة ما تكرر الآلات أو تعزز ما شاهدته من قبل.

ولهذا السبب يقول فروست وغيره من المشككين إن دفع الآلات إلى مستوى الذكاء البشري سوف يتطلب على الأقل فكرة واحدة عظيمة لم تخطر على بال علماء التكنولوجيا في العالم بعد. ولا توجد طريقة لمعرفة كم من الوقت سوف يستغرق ذلك.

يقول ستيفن بينكر، عالم الإدراك في جامعة هارفارد: «إن النظام الذي يتفوق على البشر في إحدى الطرق لن يكون بالضرورة أفضل من البشر في طرق أخرى. وبكل بساطة، لا يوجد شيء من هذا القبيل مثل نظام آلي كلي المعرفة والقدرة على حل كل المشاكل، بما في ذلك المشاكل التي لم نفكر فيها بعد. هناك إغراء للانخراط في نوع من التفكير السحري. ولكن هذه الأنظمة ليست معجزات. وإنما هي أدوات رائعة للغاية فحسب».

يمكن للذكاء الاصطناعي تحقيق ذلك

تُدار روبوتات الدردشة، مثل «تشات جي بي تي»، بواسطة ما يسميه العلماء الشبكات العصبية، وهي أنظمة رياضية قادرة على تحديد الأنماط في النصوص والصور والأصوات. ومن خلال تحديد الأنماط في كميات هائلة من مقالات ويكيبيديا والقصص الإخبارية وسجلات الدردشة، على سبيل المثال، يمكن لهذه الأنظمة أن تتعلم توليد نصوص تشبه ما يقدمه الإنسان من تلقاء نفسها، مثل القصائد وبرامج الكمبيوتر.

وتتقدم هذه الأنظمة بوتيرة أسرع بكثير من تقنيات الكمبيوتر في الماضي. ففي العقود السابقة، كان مهندسو البرمجيات يبنون التطبيقات بسطر واحد من التعليمات البرمجية في كل مرة، وهي عملية صغيرة خطوة بخطوة لا يمكن أن تنتج شيئاً قوياً مثل «تشات جي بي تي». ولأن الشبكات العصبية يمكن أن تتعلم من البيانات، فإنها تستطيع الوصول إلى آفاق جديدة وبسرعة عالية.

وبعد رؤية التحسن الذي طرأ على هذه الأنظمة على مدى العقد الماضي، يعتقد بعض خبراء التكنولوجيا أن التقدم سوف يواصل الاستمرار بالمعدل نفسه تقريباً وإلى حد كبير - وصولاً إلى الذكاء العام الاصطناعي وما بعده.

يقول جاريد كابلان، كبير المسؤولين العلميين في شركة «أنثروبيك»: «هناك كل هذه الاتجاهات التي تتلاشى فيها كل هذه القيود. إذ يختلف ذكاء الذكاء الاصطناعي تماماً عن الذكاء البشري. فالبشر يتعلمون بسهولة أكبر بكثير لمباشرة مهام جديدة. فهم لا يحتاجون إلى التدريب بقدر ما يحتاج الذكاء الاصطناعي إليه. ولكن في نهاية المطاف، ومع المزيد من الممارسة، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصل إلى ذلك».

من بين باحثي الذكاء الاصطناعي، يشتهر كابلان بنشره بحثاً أكاديمياً رائداً يصف ما يُسمى الآن «قوانين القياس» (the Scaling Laws). وتنص هذه القوانين بصفة أساسية على أنه كلما زاد عدد البيانات التي يحللها نظام الذكاء الاصطناعي، كان أداؤه أفضل. وتماما وكما يتعلم الطالب المزيد من خلال قراءة المزيد من الكتب، يكتشف نظام الذكاء الاصطناعي المزيد من الأنماط في النص ويتعلم محاكاة الطريقة التي يضع بها الناس الكلمات بصورة أكثر دقة.

خلال الأشهر الأخيرة، استهلكت شركات مثل «أوبن إيه آي» و «أنثروبيك» أغلب النصوص الإنجليزية الموجودة على الإنترنت تقريباً، ما يعني أنها بحاجة إلى طريقة جديدة لتحسين روبوتات الدردشة الخاصة بها. لذا، فإن هذه الشركات تعتمد بشكل أكبر على تقنية يسميها العلماء «التعلم المُعزز». من خلال هذه العملية، التي يمكن أن تمتد على مدى أسابيع أو أشهر، يمكن للنظام أن يتعلم السلوك من خلال التجربة والخطأ. فمن خلال العمل عبر حل آلاف المسائل الرياضية، على سبيل المثال، يمكن أن يتعلم النظام أي الأساليب تؤدي إلى الإجابة الصحيحة وأيها لا يؤدي إليها.

وبفضل هذه التقنية، يعتقد باحثون مثل كابلان أن قوانين القياس (أو شيئاً من هذا القبيل) سوف تستمر. ويقول الباحثون إنه مع استمرار هذه التقنية في التعلم من خلال التجربة والخطأ في مجالات لا تعد ولا تحصى، فإنها سوف تتبع مسار آلة «ألفا غو - AlphaGo»، وهي آلة تم إنشاؤها في عام 2016 من قبل فريق من باحثي «غوغل».

تعلمت آلة «ألفا غو»، من خلال التعلم المعزز، إتقان لعبة «غو»، وهي لعبة لوحية صينية معقدة تُقارن بالشطرنج، من خلال لعب ملايين المباريات ضد نفسها. وفي ذلك الربيع، تغلبت على أحد أفضل اللاعبين في العالم، ما أذهل مجتمع الذكاء الاصطناعي والعالم بأسره. وقد افترض أغلب الباحثين أن الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى 10 سنوات أخرى لتحقيق مثل هذا الإنجاز.

الفجوة بين البشر والآلات

لا جدال في أن آلات اليوم قد تفوقت بالفعل على العقل البشري في بعض النواحي، ولكن هذا صحيح منذ فترة طويلة. فالآلة الحاسبة يمكنها إجراء العمليات الحسابية الأساسية أسرع من الإنسان. ويمكن لروبوتات الدردشة الآلية مثل «تشات جي بي تي» أن تكتب بوتيرة أسرع، ويمكنها في أثناء الكتابة أن تستخلص على الفور نصوصاً أكثر مما يمكن لأي عقل بشري أن يقرأه أو يتذكره. كما تتفوق هذه الأنظمة على الأداء البشري في بعض الاختبارات التي تنطوي على رياضيات وبرمجة عالية المستوى.

ولكن لا يمكن اختزال البشر في هذه المعايير. إذ يقول جوش تينينباوم، أستاذ العلوم المعرفية الحاسوبية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: «هناك أنواع كثيرة من الذكاء في العالم الطبيعي».

أحد الفروقات الواضحة هو أن الذكاء البشري مرتبط بالعالم المادي، فهو يمتد إلى ما وراء الكلمات والأرقام والأصوات والصور إلى عالم الطاولات والكراسي والمواقد والمقالي والمباني والسيارات وأي شيء آخر نواجهه مع مرور كل يوم. وجزء من الذكاء هو معرفة متى تقلب الفطائر المحلاة الموضوعة على صينية الخبز.

تباشر بعض الشركات بالفعل تدريب الروبوتات الشبيهة بالبشر بالطريقة نفسها التي تدرب بها شركات أخرى روبوتات الدردشة. لكن هذا الأمر أكثر صعوبة ويستغرق وقتاً أطول من بناء روبوتات الدردشة الآلية التي تتطلب تدريباً مكثفاً في المختبرات المادية والمستودعات والمنازل. كما أن الأبحاث الروبوتية متأخرة بسنوات عن أبحاث روبوتات الدردشة الآلية.

ومن ثم، فإن الفجوة بين الإنسان والآلة أوسع من ذلك. ففي المجالين المادي والرقمي، لا تزال الآلات تكافح لمضاهاة أجزاء الذكاء البشري التي يصعب تعريفها.

يقول ماتيو باسكينيللي، أستاذ فلسفة العلوم في جامعة كا فوسكاري في البندقية بإيطاليا: «يحتاج الذكاء الاصطناعي إلينا: كائنات حية، مستمرة في الإنتاج، وتغذي الآلة. إنه يحتاج إلى أصالة أفكارنا وحياتنا».

خيال مثير

بالنسبة لأناس داخل صناعة التكنولوجيا وخارجها، يمكن أن تكون مزاعم الذكاء العام الاصطناعي مثيرة. فقد حلم البشر بخلق ذكاء اصطناعي منذ أسطورة «الغوليم Golem: كائن أسطوري يُصور على هيئة بشرية من الطين» التي ظهرت منذ القرن الثاني عشر. هذا هو الخيال الذي يحرك أعمالاً مثل «فرانكشتاين» لماري شيلي، و«2001: ملحمة الفضاء» لستانلي كوبريك.

والآن بعد أن أصبح الكثيرون منا يستخدمون أنظمة الكمبيوتر القادرة على الكتابة وحتى التحدث مثلنا، فمن الطبيعي أن نفترض أن الآلات الذكية قد باتت قريبة الظهور. وهو ما كنا نتوقعه منذ قرون.

عندما أسست مجموعة من الأكاديميين مجال الذكاء الاصطناعي في أواخر الخمسينات من القرن الماضي، كانوا متأكدين من أن الأمر لن يستغرق وقتاً طويلاً لبناء أجهزة كمبيوتر تعيد إنشاء الدماغ. وجادل البعض بأن الآلة سوف تهزم بطل العالم في الشطرنج وتكتشف نظريتها الرياضية الخاصة بها في غضون عقد من الزمن. ولكن لم يحدث أي من ذلك في الإطار الزمني المذكور نفسه. وبعضها لم يحدث بعد.

ويرى العديد من الأشخاص الذين يبنون تكنولوجيا اليوم أنهم يحققون نوعاً من المصير التكنولوجي المحدد، ويدفعون نحو لحظة علمية حتمية، مثل اختراع النار أو القنبلة الذرية. لكنهم لا يستطيعون أن يشيروا إلى سبب علمي يوحي بحدوث ذلك قريباً.

ولهذا السبب يقول العديد من العلماء الآخرين إن أحداً لن يصل إلى الذكاء العام الاصطناعي من دون فكرة جديدة - شيء ما يتجاوز الشبكات العصبية القوية التي تكتفي بالعثور على الأنماط في البيانات - وقد تظهر هذه الفكرة الجديدة غداً. ولكن حتى ذلك الحين، سوف تحتاج الصناعة إلى سنوات لتطويرها.

* خدمة «نيويورك تايمز».


مقالات ذات صلة

أفضل كاميرات المراقبة الداخلية لعام 2025

تكنولوجيا كاميرا «غوغل نست كام»

أفضل كاميرات المراقبة الداخلية لعام 2025

الكاميرات الخارجية رائعة بالتأكيد، ولكن ماذا عمّا يحدث داخل منزلك؟ تساعدك أفضل كاميرات المراقبة الداخلية على مراقبة الحيوانات الأليفة، والأطفال، وبيتك في أثناء

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم 5 حقائق سوداء في فقاعة الضجة الكبرى للذكاء الاصطناعي

5 حقائق سوداء في فقاعة الضجة الكبرى للذكاء الاصطناعي

يشكل كتاب «خدعة الذكاء الاصطناعي The AI Con» محاولة لاستكشاف الضجة المثارة حول تقنيات الذكاء الاصطناعي، والمصالح التي تخدمها، والأضرار التي تقع تحت هذه المظلة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص «سيسكو»: الذكاء الاصطناعي لم يعد مستقبلاً بل أصبح واقعاً يتطلب بنية تحتية جديدة وشاملة (سيسكو)

خاص «سيسكو» ترسم ملامح عصر الذكاء الاصطناعي... والسعودية في قلب استراتيجيتها

«سيسكو» تطلق خلال مؤتمرها السنوي رؤية شاملة لعصر الذكاء الاصطناعي، واضعةً السعودية في قلب استراتيجيتها من خلال شراكات وبنية تحتية وتنمية المواهب.

نسيم رمضان (سان دييغو - الولايات المتحدة)
عالم الاعمال «بريبكو مِنت» تُطلق ثاني عقار مُرمّز في دبي

«بريبكو مِنت» تُطلق ثاني عقار مُرمّز في دبي

أعلنت «بريبكو مِنت» إطلاق ثاني عقار مُرمّز لها، الذي سيتم طرحه في 11 يونيو (حزيران) الحالي.

تكنولوجيا «أبل» تكشف عن iOS 26 بتحديث شامل يعيد تصميم الواجهة ويعزز الذكاء الاصطناعي مع ميزات جديدة للمكالمات والرسائل والموسيقى وتطبيقات السفر (أبل)

«أبل» تكشف عن iOS 26 بتصميم جديد وذكاء اصطناعي يغيّر قواعد الاستخدام

كشفت «أبل» عن تحديثها الكبير iOS 26 التجريبي الأول خلال مؤتمر WWDC 2025 مؤتمر المطورين العالمي، الذي يُعد واحداً من أكثر التحديثات طموحاً في تاريخ الآيفون …

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

تعرف على أبرز أدوات الذكاء الاصطناعي لمختلف الاستخدامات

أداة «رانواي إم إل» لتوليد الفيديوهات المتقدمة بالذكاء الاصطناعي
أداة «رانواي إم إل» لتوليد الفيديوهات المتقدمة بالذكاء الاصطناعي
TT

تعرف على أبرز أدوات الذكاء الاصطناعي لمختلف الاستخدامات

أداة «رانواي إم إل» لتوليد الفيديوهات المتقدمة بالذكاء الاصطناعي
أداة «رانواي إم إل» لتوليد الفيديوهات المتقدمة بالذكاء الاصطناعي

يشهد عالمنا اليوم ثورة رقمية غير مسبوقة، يقودها التطور المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي. ومع تزايد المهام الرقمية وتعقيدها، باتت الحاجة ملحة لأدوات ذكية تُسهم في تبسيط العمليات وتعزيز الإنتاجية وإطلاق العنان للإبداع.

وأدى هذا التطور إلى ظهور جيل جديد من أدوات الذكاء الاصطناعي، تتراوح بين المنصات الشاملة التي تجمع عشرات القدرات في مكان واحد والمساعدين المتخصصين الذين يركزون على مهام محددة بدقة فائقة.

ونقدم في هذا الموضوع مجموعة من تلك الأدوات الرائدة، ونشرح قدراتها المتنوعة، وكيف تُعيد تشكيل طريقة تفاعلنا مع التقنية في حياتنا اليومية والمهنية.

منصة «غلوبال جي بي تي» الشاملة بأكثر من 100 أداة ونموذج من نماذج الذكاء الاصطناعي

منصة ذكاء اصطناعي شاملة

تشكل منصة «غلوبال جي بي تي» GlobalGPT إضافة بارزة إلى مشهد الذكاء الاصطناعي المتطور بسرعة، حيث تقدم نفسها منصةً شاملةً تهدف إلى دمج أكثر من 100 أداة ونموذج من نماذج الذكاء الاصطناعي في اشتراك واحد. واكتسبت هذه المنصة شعبية واسعة وسريعة، حيث جمعت أكثر من 100 ألف مستخدم وملايين المحادثات، وتكمن جاذبيتها الأساسية في وعدها بأن تكون حلاً واحداً لتلبية احتياجات الذكاء الاصطناعي المتنوعة، بدءاً من توليد النصوص وصولاً إلى إنشاء الصور واسترجاع المعلومات بسرعة، مما يلغي الحاجة إلى اشتراكات منفصلة ومكلفة لكل أداة على حدة.

وتقدم «غلوبال جي بي تي» للمستخدمين إمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من نماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة، مثل GPT-4o وClaude 3.5 وClaude 3.7 وGemini 1.5 Pro، بالإضافة إلى أدوات توليد الصور الشهيرة مثل Midjourney وDall-E3 ومنصات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل Perplexity AI.

ويسمح هذا الدمج الشامل للمستخدمين إنجاز مهام متعددة بكفاءة، سواء كانت إجراء الأبحاث أو إنشاء صور احترافية أو إنتاج عروض فيديو سينمائية أو حتى المساعدة في مهام البرمجة والبحث المعقدة. وتهدف المنصة إلى تبسيط تجربة المستخدم وتوفير الوقت والجهد الذي قد يبذل في التنقل بين تطبيقات وخدمات ذكاء اصطناعي مختلفة.

أضف تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى تطبيق «تلغرام»

قدرات الذكاء الاصطناعي داخل تطبيق «تلغرام»

يقدم المساعد الذكي «بيست تي جي إيه آي بوت» Best TG AI Bot نفسه كحل شامل ومبتكر ضمن بيئة تطبيق «تلغرام»، حيث يجمع بين قدرات نماذج ذكاء اصطناعي رائدة مثل «تشات جي بي تي» وGPT-4o وClaude 3.5 وMidjourney V6 وPerplexity AI في واجهة واحدة سهلة الاستخدام. ويهدف هذا «البوت» إلى أن يكون المساعد الأمثل للمستخدمين لإنجاز مجموعة واسعة من المهام اليومية والمعقدة بكفاءة، بدءاً من الكتابة والبرمجة وصولاً إلى إنشاء الصور والبحث، كل ذلك ضمن منصة واحدة.

وتكمن جاذبية المساعد الذكي في قدرته على توفير الراحة وخفض التكاليف، حيث إنه يلغي الحاجة إلى اشتراكات متعددة ومكلفة لأدوات الذكاء الاصطناعي المختلفة. ويستفيد هذا المساعد الذكي من مزايا تطبيق «تلغرام»، مثل واجهة برمجة التطبيقات المفتوحة والمحادثات السرية المشفرة من طرف إلى طرف، مما يعزز خصوصية المستخدم وسهولة الوصول. كما أن وضعه المجاني الذي لا يتطلب رسوم اشتراك هو نقطة جذب قوية في سوق تعج بالخدمات المدفوعة، مما يجعله خياراً مغرياً للمستخدمين الذين يبحثون عن حلول ذكاء اصطناعي متقدمة دون تكلفة.

مساعد «فيلو إيه آي» الشخصي الذكي بأدواته المتعددة

مساعد شخصي ذكي بأدوات ممتدة

ويقدم «فيلو إيه آي» Felo AI الياباني نفسه بوصفه تطبيقاً ذكياً يعتمد على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل معالجة اللغات الطبيعية NLP والتعلم العميق بهدف مساعدة المستخدمين في مختلف جوانب حياتهم المهنية والشخصية. ويعمل التطبيق كمساعد شخصي ذكي مصمم لتبسيط المهام وتوفير الوقت والجهد.

ويتميز بتقديمه مجموعة واسعة من القدرات التي تجعله أداة متعددة الاستخدامات، حيث إنه يوفر ترجمة فورية ودقيقة بين عشرات اللغات، ويسمح للمستخدمين بإنشاء محتوى متنوع مثل التقارير والنصوص الإبداعية، وغيرها. كما يقدم ردوداً ذكية للرسائل والبريد الإلكتروني تلقائياً، ويحول الصوت إلى نص بسرعة، وبدقة عالية، بالإضافة إلى تقديمه المساعدة في البرمجة والتحليل الرياضي وتوليد الأفكار الإبداعية للتسويق.

وتتعدد فوائد استخدامه لتشمل توفير الوقت والجهد بشكل كبير، حيث يمكنه إنجاز المهام في ثوانٍ بدلاً من ساعات.

وتعتمد هذه الخدمة على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي مثل «جي بي تي 4» و«بيرت» Bert لضمان تقديم دقة عالية في النتائج، وهو مناسب لشرائح واسعة من المستخدمين، من الطلاب الذين يمكنهم استخدامه في الأبحاث وتلخيص الكتب وحل المسائل الرياضية، إلى المحترفين والمسوقين الذين يستفيدون منه في كتابة التقارير وتحليل البيانات وإنشاء محتوى مبتكر. كما تدعم الخدمة عدة لغات، من بينها العربية والفرنسية والألمانية والصينية، وغيرها، مما يجعله أداة عالمية. ويمكن استخدام الخدمة على شكل تطبيق عبر متجري «غوغل بلاي» و«آب ستور».

أدوات الذكاء الاصطناعي لتوليد وتحرير الفيديوهات

وننتقل الآن إلى أدوات الذكاء الاصطناعي المخصصة للفيديو التي شهدت تطوراً ملحوظاً بتقديم مقدمة حلول مبتكرة لتحويل الأفكار إلى محتوى مرئي احترافي بأقل جهد ووقت. ومن تلك الأدوات «رانواي إم إل» Runway ML التي تقدم قدرات متقدمة في توليد الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي، مما يتيح للمستخدمين تحويل النصوص والصور الأولية إلى مشاهد مذهلة، مع توفير تحكم إبداعي عال وموارد تعليمية لمساعدة المستخدمين على صقل مهاراتهم في هندسة الأوامر.

وفي السياق ذاته، تبرز «بيكتوري» Pictory كأداة قوية لإنشاء مقاطع فيديو جذابة في دقائق دون الحاجة لخبرة في التحرير، حيث يمكنها تحويل النصوص أو عناوين المواقع أو حتى العروض التقديمية PowerPoint إلى فيديوهات احترافية بأصوات واقعية من خلال الذكاء الاصطناعي.

أداة «بيكتوري» لتحرير عروض الفيديو بوصف نصي فقط

وكذلك ومطابقة تلقائية للمرئيات والموسيقى واستخراج أبرز اللقطات من الفيديوهات الطويلة وإضافة تسميات توضيحية تلقائية لزيادة الوصول والمشاهدة.

وتتخصص بعض الأدوات في تبسيط مهام التحرير المعقدة، حيث أحدثت «ديسكربت» Descript ثورة في تحرير الفيديوهات من خلال السماح للمستخدمين بتحرير الفيديو عن طريق تحرير النص المكتوب، مما يوفر تحكماً بديهياً ويسهل عملية التحرير الصوتي والمرئي. أما أداة «سنثيجيا» Synthesia، فتركز على إنشاء فيديوهات باستخدام شخصيات رقمية (أفاتار) عالية الجودة مع دعم العديد من اللغات، مما يجعلها مثالية لقطاع التعليم الإلكتروني وإنشاء المحتوى التوضيحي.

تبسيط مهام التحرير المعقدة

ومن جهتها تقدم أداة «وايزكات» Wisecut حلاً لتبسيط عملية تحرير الفيديو، حيث تستخدم الذكاء الاصطناعي لاكتشاف أبرز اللقطات وتزيل فترات الصمت تلقائياً، وتضيف موسيقى خلفية بذكاء، وتقوم بإنشاء تسميات توضيحية وترجمات تلقائية مما يسهل على المبتدئين إنتاج مقاطع فيديو سلسة وجذابة.

وتقدم أدوات أخرى نهجاً شاملاً أو تتكامل مع برامج التحرير الاحترافية، مثل «ماجيستو» Magisto من «فيميو» Vimeo التي تُعتبر منصة لإنشاء وتحرير الفيديوهات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، حيث تقوم بتحليل اللقطات بصرياً وصوتياً وسردياً لتحديد الأجزاء الأكثر إثارة للاهتمام، ثم تقوم بتجميع الفيديو بسلاسة بناء على النمط والقالب المختار، مما يجعل إنشاء الفيديو متاحاً للمستخدمين دون مهارات تحرير متقدمة.

برامج احترافية وحلول شاملة

أما برنامج «أدوبي بريميير برو» Adobe Premiere Pro، فيعزز سير عمل التحرير بميزات الذكاء الاصطناعي المدعومة بتقنية «سينساي إيه آي» Sensei AI. وتشمل هذه الميزات Generative Extend لإضافة أجزاء من الفيديو وتمديد الصوت، وMedia Intelligence للبحث عن العروض باستخدام اللغة الطبيعية والترجمة التلقائية للتسميات التوضيحية والتحرير المستند إلى النص وتصنيف الصوت بالذكاء الاصطناعي وتحسين الكلام واكتشاف تحرير المشاهد وتصحيح الألوان تلقائياً، إضافة إلى ميزات أخرى مهمة مثل Morph Cut وColor Match وRemix وAuto Ducking وAuto Reframe لتبسيط المهام المعقدة وتوفير الوقت.

أدوات لتحويل المحتوى المكتوب وتحرير الفيديو الشامل

وتكمل هذه المجموعة أدوات أخرى تركز على تحويل المحتوى المكتوب إلى فيديو أو تقديم مجموعة واسعة من أدوات التحرير المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ومنها «لومين 5» Lumen 5 التي تُعتبر منصة لإنشاء الفيديو عبر الإنترنت تحول المحتوى النصي، مثل منشورات المدونات أو النصوص، إلى فيديوهات احترافية في دقائق، حيث يختار الذكاء الاصطناعي تلقائياً المقاطع والصور ذات الصلة ويوفر قوالب ومكتبة وسائط ضخمة.

وتقدم أداة «كابوينغ» Kapwing محرر فيديو مدعوماً بالذكاء الاصطناعي يضم أدوات لإنشاء النصوص البرمجية وترجمة الفيديو إلى أكثر من 30 لغة، وتوليد لقطات مختصرة B-Roll وتنظيف الصوت، وإزالة الصمت تلقائياً وتحويل النص إلى كلام وتصحيح التواصل البصري ومزامنة الشفاه وفصل الأصوات.

وأخيراً، تقدم أداة «فيد.آي أو» Veed.io مجموعة شاملة من ميزات الذكاء الاصطناعي لأتمتة مهام تحرير الفيديو، بما في ذلك التسميات التوضيحية التلقائية وتحويل النص إلى كلام وإزالة ضوضاء الخلفية أو خلفية الفيديو ونسخ الفيديو وتوليد الصور والموسيقى بالذكاء الاصطناعي وترجمة الفيديو وتصحيح التواصل البصري وإنشاء شخصيات افتراضية بالذكاء الاصطناعي وميزة القص السحري Magic Cut التي تختصر ساعات من التحرير وقص الفيديو يدوياً.