الذكاء الاصطناعي: عمالقة التقنية تتنافس على جذب المستخدمين بميزات مبتكرة

جولة عبر أحدث الابتكارات التي ستغير طريقة تفاعلنا مع العالم الرقمي... صور واقعية وملخصات البحث و«رفيق رقمي» للاعبين

أمثلة للقدرات المتقدمة لنموذج «ميدجورني في7» الجديد على توليد الصور من النصوص الوصفية
أمثلة للقدرات المتقدمة لنموذج «ميدجورني في7» الجديد على توليد الصور من النصوص الوصفية
TT

الذكاء الاصطناعي: عمالقة التقنية تتنافس على جذب المستخدمين بميزات مبتكرة

أمثلة للقدرات المتقدمة لنموذج «ميدجورني في7» الجديد على توليد الصور من النصوص الوصفية
أمثلة للقدرات المتقدمة لنموذج «ميدجورني في7» الجديد على توليد الصور من النصوص الوصفية

في سباق محموم نحو المستقبل الرقمي، تتسابق كبرى شركات التقنية لإعادة صياغة تفاعلاتنا اليومية من خلال أحدث ابتكارات الذكاء الاصطناعي. ونستعرض في هذا الموضوع موجة جديدة من التطورات التي تقودها «ميتا» و«ميدجورني» و«أمازون» و«مايكروسوفت» و«غوغل»، حيث تطلق كل منها أدوات وميزات ثورية تعد بتغيير طريقة تواصلنا وإبداعنا وحتى لعبنا. من نماذج لغوية ضخمة متعددة الوسائط إلى مساعد صوتي فائق الذكاء، ومن مولدات صور واقعية إلى رفقاء رقميين للاعبين، يشهد عالم التقنية نقلة نوعية تضع الذكاء الاصطناعي في صميم تجاربنا اليومية.

«لاما 4» يجمع بين القوة والمرونة ويتفوق على المنافسين

وأعلنت شركة «ميتا» Meta عن إطلاق نموذج «لاما 4» Llama 4 الذي يُعتبر أحدث وأقوى عائلة من نماذج اللغة الكبيرة مفتوحة الوزن حتى الآن. (الوزن المفتوح في سياق نماذج الذكاء الاصطناعي هو مشاركة المعاملات التي يتم تدريب النموذج عليها بهدف مزيد من الوضوح وسهولة التعديل ولفهم كيفية عمل النموذج).

ويتفوق هذا النموذج على العديد من النماذج الحديثة في المعايير الأساسية ويُعتبر الأكبر من نوعه الذي أطلقته «ميتا» حتى الآن، حيث تتكون عائلة «لاما 4» من ثلاثة أحجام مختلفة، هي «الضخم جداً» Behemoth الذي يضم تريليونين (ألفي مليار) معامل parameter، و«مافريك» Maveric المتوسط الذي يحتوي على 400 مليار معامل، و«الكشاف» Scout الصغير الذي يضم 109 مليارات معامل. وأطلقت «ميتا» نموذجي «مافريك» و«الكشاف»، في حين لم يتم طرح نموذج «الضخم جداً» بعد، وذلك بسبب تطوير الشركة له.

وتتميز هذه النماذج بقدرتها على التعامل المتقدم مع الوسائط المتعددة، حيث تدعم التفاعل مع النصوص والصور وعروض الفيديو بوصفها مدخلات، مما يجعلها أول نموذج «لاما» متعدد الوسائط بشكل قياسي. وتعتمد بنية «لاما 4» على تقنية «مزيج الخبراء» Mixture of Experts التي تتيح توسيع نطاق النماذج بكفاءة عالية.

ويتميز نموذج «الكشاف» بنافذة سياق استثنائية تبلغ 10 ملايين رمز Token، وهي الأكبر بين جميع النماذج المفتوحة والمغلقة، بينما يدعم «مافريك» ما يصل إلى مليون رمز، ما يجعله يضاهي نماذج «غوغل جيميناي» في هذه الميزة. وتتطابق نماذج «لاما 4» مع نظيراتها في مختلف المعايير وتتفوق عليها في بعض الأحيان، حيث يُعتبر «مافريك» منافساً قوياً أو متفوقاً على «جيميناي 2.0 فلاش» و«ديبسيك 3.1» و«تشات جي بي تي - 4 أو»، بينما يمكن مقارنة نموذج «الضخم جداً» بنماذج مثل «جيميناي 2.0 برو» و«كلود سونيت 3.7» و«تشات جي بي تي - 4.5». وقامت «ميتا» بتحسين عملية ما بعد التدريب لـ«لاما 4»، مما أدى إلى رفع أدائه بشكل كبير. ويمكن استخدام هذه النماذج من موقع مساعد «ميتا» أو مباشرة من تطبيقات «واتساب» و«إنستغرام» و«فيسبوك مسنجر».

«ميدجورني في7»: حين يصبح الخيال حقيقة بلمسة ذكاء اصطناعي

ومن جهتها، أعلنت «ميدجورني» Midjourney عن إطلاق نموذجها الجديد لتوليد الصور «في7» V7 استجابة للتطورات الأخيرة في قطاع الذكاء الاصطناعي. ويقدم النموذج الجديد تحسينات كبيرة في جودة الصورة، ما يسمح بالحصول على صور أكثر واقعية وتفاصيل محسنة في الأيدي والأجسام. ويقدم هذا الإصدار وضعين، الأول هو «السريع» Turbo الذي يُعتبر أكثر تكلفة، و«الاسترخاء» Relax. وتقدم ميزة «وضع المسودة» الجديدة القدرة على إنشاء صور أسرع بتكلفة مخفضة، ولكن بجودة أقل يمكن تحسينها لاحقاً.

ويدعم الإصدار الجديد ميزات مثل «لوح المزاج» Mood Boards و«مرجع الأسلوب» Style Reference، بينما لا يزال تحرير الصور وتحسينها يعتمد على إصدار «في6»، مع خطط لدمج هذه المزايا في الإصدار الجديد في المستقبل. وتتيح ميزة التخصيص للذكاء الاصطناعي تعلم تفضيلات المستخدم بمرور الوقت، مما يؤدي إلى إنشاء صور أكثر تخصيصاً.

وظائف «أليكسا» تتطور في خدمة «أليكسا بلس» الجديدة

«أليكسا بلاس»: مساعدك الصوتي يصبح أكثر ذكاء وشخصية

وننتقل إلى «أمازون» التي أعلنت عن خدمة «أليكسا بلاس» Alexa Plus، وهي خدمة اشتراك جديدة تهدف إلى تعزيز قدرات مساعدها الصوتي الشهير «أليكسا». وستوفر الخدمة المدفوعة للمستخدمين وصولاً إلى مجموعة من الميزات المحسنة والمتقدمة التي تتجاوز الإمكانيات الحالية المجانية لـ«أليكسا»، التي تشمل استجابة أكثر ذكاء ودقة وقدرة أكبر على فهم السياقات المعقدة وتفاعلات شخصية أكثر، بالإضافة إلى أدوات جديدة لأتمتة المهام المنزلية وإدارة الأجهزة الذكية بشكل أكثر فاعلية. كما يستطيع هذا الإصدار اقتراح أفكار للهدايا وطلب البقالة عبر الأوامر الصوتية وطلب الطعام باستخدام سياق المحادثة وتذكير أفراد العائلة بالمهام المنزلية، مباشرة من المتصفح أو من خلال أجهزة وتطبيق «أليكسا».

ويشير هذا الإعلان إلى توجه الشركة نحو تقديم خيارات متنوعة للمستخدمين، حيث سيبقى الإصدار الأساسي لـ«أليكسا» متاحاً بمجموعة من الوظائف الأساسية. ومن المتوقع أن يتم الكشف عن المزيد من التفاصيل حول الخدمة الجديدة في الأشهر القادمة قبل إطلاقها الرسمي للمستخدمين. وتأتي هذه الخطوة من «أمازون» في ظل المنافسة المتزايدة في سوق المساعدات الصوتية والذكاء الاصطناعي.

«كوبايلوت للألعاب»: سلاحك السري لاحتراف الألعاب الإلكترونية

وركزت «مايكروسوفت» على قطاع الألعاب الإلكترونية، حيث كشفت عن مساعدها الذكي الجديد للألعاب «كوبايلوت للألعاب»Copilot for Gaming، وهو أداة تعمل بالذكاء الاصطناعي تهدف إلى تعزيز تجربة اللعب للمستخدمين على جهاز «إكس بوكس» والكومبيوترات الشخصية التي تعمل بنظام التشغيل «ويندوز». ويعتمد هذا المساعد على نماذج لغوية كبيرة وتقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لتقديم مجموعة متنوعة من المزايا التي تتجاوز مجرد تقديم النصائح والإرشادات خلال جلسات اللعب.

ملخصات بحث بالذكاء الاصطناعي من «مايكروسوفت»

ويهدف هذا المساعد الجديد إلى فهم سياق اللعبة التي يلعبها المستخدم وتقديم مساعدة ديناميكية ومخصصة، حيث يمكنه الإجابة على الأسئلة المتعلقة بالقصة والشخصيات والعناصر داخل اللعبة وتقديم استراتيجيات ونصائح تكتيكية لتحسين أداء اللاعب والمساعدة في العثور على العناصر المخفية وإكمال المهام الصعبة. وبالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يوفر المساعد الجديد مزايا أخرى تشمل تحليل أداء اللاعب وتقديم اقتراحات لتحسين مهاراته وتسهيل التواصل والتنسيق مع اللاعبين الآخرين في الألعاب متعددة اللاعبين.

وتعتبر هذه الخطوة من «مايكروسوفت» جزءاً من استراتيجيتها الأوسع لدمج الذكاء الاصطناعي في مختلف منتجاتها وخدماتها بهدف توفير تجارب أكثر ذكاء وتخصيصاً للمستخدمين وجذب المزيد من اللاعبين إلى نظامها البيئي وتقديم قيمة مضافة تتجاوز مجرد الألعاب. ولا تزال التفاصيل الدقيقة حول كيفية عمل المساعد الذكي الجديد ومزاياه الكاملة قيد التطوير والكشف التدريجي. ومع ذلك، فإن الإعلان عن هذه الأداة يشير إلى إمكانات الذكاء الاصطناعي في تغيير طريقة تفاعلنا مع الألعاب وتقديم مستوى جديد من المساعدة والتخصيص للاعبين. ومن المتوقع أن يتم الكشف عن المزيد من المعلومات حول هذا المساعد الذكي المبتكر في الأشهر المقبلة. وسيُطلق مساعد «كوبايلوت للألعاب» في البداية عبر تطبيق «إكس بوكس» على الهاتف الجوال، حيث سيعمل مثل شاشة إضافية توفر معلومات وإرشادات خلال مجريات اللعب.

وفي أحد العروض التوضيحية، قدم المساعد نصائح للاعب في لعبة «أوفرووتش 2» Overwatch 2، وذلك بتحليل أخطائه في الهجوم دون دعم زملائه، وأوصى بأفضل الشخصيات التي يمكن اختيارها لتعزيز تكوين الفريق مع شرح نقاط القوة والضعف لكل بطل. وبالنسبة للعبة «ماينكرافت» Minecraft، أجاب المساعد عن استفسارات اللاعبين حول كيفية صناعة الأدوات داخل عالم اللعبة.

تطويرات ذكاء اصطناعي متنوعة

وأعلنت «غوغل» عن إطلاق ميزة «ملخصات الذكاء الاصطناعي» AI Overviews عالمياً، التي تُعتبر تطويراً جديداً في طريقة عرض نتائج البحث تهدف إلى تقديم ملخصات مباشرة وإجابات شاملة للمستخدمين عوضاً عن عرض قائمة بالروابط. وتعتمد هذه الميزة على أحدث نماذج «غوغل» اللغوية الكبيرة لدمج المعلومات من مصادر متعددة وتقديم نظرة عامة موجزة ومنظمة متعلقة بموضوع البحث. وتهدف هذه الميزة إلى توفير الوقت والجهد على المستخدمين من خلال تلخيص المعلومات الأساسية وتقديمها بشكل مباشر في أعلى نتائج البحث. وتشمل الملخصات نقاطاً رئيسية وتعاريف وشروحات مبسطة للمفاهيم المعقدة ومقارنات بين وجهات نظر مختلفة حول الموضوع. وتسعى الشركة إلى مساعدة المستخدمين على فهم مواضيع بحثهم بشكل أعمق وأسرع دون الحاجة إلى تصفح العديد من الروابط بشكل فردي.

و

ملخصات بحث بالذكاء الاصطناعي من «غوغل»

رغم أن هذه الميزة قد أُطلقت في شهر مارس (آذار) 2023، فإنها كانت متاحة لمجموعة محدودة، ولكنها أصبحت متوافرة لجميع مستخدمي محرك البحث «غوغل» الآن. ويأتي هذا الإطلاق في ظل المنافسة الشرسة من محركات البحث الأخرى المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل «سيرتش جي بي تي» SearchGPT و«ديب سيرتش» Deep Search.

وردت «مايكروسوفت» على «غوغل» بإطلاق خدمة «كوبايلوت سيرتش» Copilot Search، وهي تطوير جديد لمحرك البحث «بينغ» Bing يدمج قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في عملية البحث. وتعتمد هذه الميزة على نموذج مساعد «كوبايلوت» الذكي لتقديم تجربة بحث أكثر تفاعلية وذكاء للمستخدمين. وتسعى هذه الخدمة إلى فهم استفسارات المستخدم بشكل أعمق وتقديم إجابات مباشرة وملخصات للمعلومات المطلوبة. ويمكن للمستخدم طرح أسئلة أكثر تعقيداً وبلغة طبيعية، ليقوم المساعد بتحليل المعلومات من مصادر متعددة وتقديم إجابات شاملة ومنظمة. وبالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن توفر الميزة قدرات إضافية مثل تلخيص المقالات الطويلة ومقارنة المنتجات والخدمات وتقديم اقتراحات لمتابعة البحث بناء على السياق.

ويثير إطلاق هاتين الميزتين بعض المخاوف والتساؤلات حول دقة وموثوقية الملخصات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي وإمكانية تحيزها أو تقديم معلومات غير كاملة، إلا أن الشركتين تران فيها تطوراً طبيعياً في سعيهما لجعل البحث أكثر كفاءة وفائدة للمستخدمين. ومن المتوقع أن تقوم «غوغل» و«مايكروسوفت» بمراقبة أداء الخدمتين وجمع ملاحظات المستخدمين والمواقع الإلكترونية لتحسينها ومعالجة أي مسائل قد تظهر مع مرور الوقت.

منصة «أمازون نوفا آكت» لتطوير بنية ذكاء اصطناعي متقدمة لجميع المستخدمين

هذا، وأعلنت «أمازون» عن إطلاق مشروع «نوفا آكت» Nova Act و«وكيل الذكاء الاصطناعي للمحادثات» بهدف تعزيز تجربة التسوق والتفاعل مع المستخدمين على منصتها. ويركز مشروع «نوفا آكت» على تقديم بنية تحتية للذكاء الاصطناعي أكثر قوة ومرونة قادرة على دعم مجموعة واسعة من التطبيقات والميزات الذكية عبر خدمات أمازون المختلفة. أما «وكيل الذكاء الاصطناعي للمحادثات»، فيمثل واجهة تفاعلية جديدة تهدف إلى جعل تجربة التسوق أكثر سلاسة وشخصية.

ومن المتوقع أن يتمكن هذا الوكيل من فهم استفسارات المستخدمين المعقدة وتقديم توصيات مخصصة بناء على تاريخ الشراء وتفضيلاتهم، والمساعدة في مقارنة المنتجات والإجابة على الأسئلة المتعلقة بالمواصفات والتوافر وتقديم الدعم الفني الأساسي، كل ذلك بشكل تفاعل طبيعي وسلس باللغة الأم لكل مستخدم.


مقالات ذات صلة

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

تكنولوجيا نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

ذكرت دراسة «كاسبرسكي» أن نصف موظفي السعودية تلقوا تدريباً سيبرانياً ما يجعل الأخطاء البشرية مدخلاً رئيسياً للهجمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك في سباق الفضاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شعار شركة «إس كيه هاينكس» ولوحة أم للكمبيوتر تظهر في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)

رئيس «إس كيه» الكورية: صناعة الذكاء الاصطناعي ليست في فقاعة

قال رئيس مجموعة «إس كيه» الكورية الجنوبية، المالكة لشركة «إس كيه هاينكس» الرائدة في تصنيع رقائق الذاكرة، إن أسهم الذكاء الاصطناعي قد تتعرض لضغوط.

«الشرق الأوسط» (سيول)
تكنولوجيا شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)

بين «غوغل» و«يوتيوب»... كيف بدا المشهد الرقمي العربي في 2025؟

شهد عام 2025 تحوّلًا رقميًا واسعًا في العالم العربي، مع هيمنة الذكاء الاصطناعي على بحث غوغل وصعود صنّاع المحتوى على يوتيوب، وتقدّم السعودية في الخدمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد هاتف ذكي وشاشة كمبيوتر يعرضان شعارَي «واتساب» والشركة الأم «ميتا» في غرب فرنسا (أ.ف.ب)

تحقيق أوروبي في قيود «ميتا» على منافسي الذكاء الاصطناعي عبر «واتساب»

خضعَت شركة «ميتا بلاتفورمز» لتحقيق جديد من جانب الاتحاد الأوروبي لمكافحة الاحتكار، على خلفية خطتها لإطلاق ميزات ذكاء اصطناعي داخل تطبيق «واتساب».

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».