54 % من الجيل «زد» يعتمدون على الذكاء الاصطناعي للتسوق عبر مواقع التواصل

«يوتيوب» يحافظ على الصدارة في المنصات المفضّلة

دراسة: جيل «زد» أصبح القوة الدافعة الرئيسية وراء ازدهار التسوق عبر وسائل التواصل الاجتماعي (شاترستوك)
دراسة: جيل «زد» أصبح القوة الدافعة الرئيسية وراء ازدهار التسوق عبر وسائل التواصل الاجتماعي (شاترستوك)
TT

54 % من الجيل «زد» يعتمدون على الذكاء الاصطناعي للتسوق عبر مواقع التواصل

دراسة: جيل «زد» أصبح القوة الدافعة الرئيسية وراء ازدهار التسوق عبر وسائل التواصل الاجتماعي (شاترستوك)
دراسة: جيل «زد» أصبح القوة الدافعة الرئيسية وراء ازدهار التسوق عبر وسائل التواصل الاجتماعي (شاترستوك)

كشفت النسخة الأحدث من تقرير «المتسوقين المتصلين»، الصادر عن شركة «سيلزفورس» (Salesforce)، عن تغيّر واضح في سلوكيات التسوق، حيث يتصدر الجيل «زد» مشهد التسوق عبر وسائل التواصل الاجتماعي. هذا الجيل، المولود ما بين منتصف التسعينات وبداية العقد الثاني من القرن الحالي، لا يكتفي فقط بالشراء من خلال هذه المنصات، بل يستخدمها أيضاً أداةً رئيسيةً لاكتشاف المنتجات والتعرّف على مزاياها. فقد أظهرت الأرقام أن 39 في المائة منهم قاموا بعمليات شراء مباشرة من خلال وسائل التواصل، بينما قال 76 في المائة إنهم يستخدمون هذه المنصات لاستكشاف المنتجات قبل اتخاذ قرار الشراء.

مستقبل التجزئة الرقمي

هذا التوجه يعكس بوضوح أن مستقبل قطاع التجزئة يعتمد بشكل كبير على فهم سلوك الجيل «زد» والتفاعل معه بطريقة تتماشى مع نمط حياته الرقمي. وتُقدَّر القوة الشرائية لهذا الجيل عالمياً بنحو 9 تريليونات دولار بحلول عام 2034، وهو رقم يفوق أي جيل آخر. وفي ظل هذا الواقع، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ليست مجرد منصات ترفيهية، بل ساحات رئيسية للتسويق والمبيعات، تتوزع بين تطبيقات مثل «تيك توك»، و«إنستغرام»، و«يوتيوب»، وغيرها.

الذكاء الاصطناعي التوليدي يلعب دوراً متزايداً في قرارات التسوق خصوصاً لدى الجيل «زد» (شاترستوك)

جيل زد يتفوّق

وقد أظهرت نتائج التقرير أن 53 في المائة من جميع المتسوقين ومن مختلف الأجيال يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لمعاينة المنتجات، مقارنة بـ46 في المائة بالعام السابق. اللافت أن الجيل «زد» يقود هذا التحوّل بشكل واضح، إذ يستخدم ثلاثة من كل أربعة أفراد من هذا الجيل تلك المنصات لاكتشاف المنتجات.

أما من حيث المنصات المفضّلة، فقد حافظ «يوتيوب» على صدارته أكثر وسيلة يُعتمد عليها بشكل عام، إلا أن «تيك توك» أصبح الخيار الأول لجيل «زد»، حيث يستخدمه 40 في المائة منهم لغرض التسوق، مقارنة بـ4 في المائة فقط من جيل المواليد بين (1946-1964). هذا الفارق الكبير يعكس كيف أن طبيعة المنصة ومحتواها القصير والمباشر تتماشى مع أسلوب هذا الجيل في الاستهلاك.

ذكاء تسويقي موحّد

تعد ميشيل غرانت، مديرة استراتيجية البيع بالتجزئة والرؤى في «سيلزفورس» أن التجارة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت قناة معقدة ومتعددة الأوجه، ولا تقتصر على موقع واحد. وذكرت أن الشركات التي تنجح في توحيد هذه التجارب عبر منصة واحدة تجمع بين الذكاء الاصطناعي والبيانات والتكامل بين التطبيقات، ستكون في موقع أفضل للاستفادة من الزخم المتزايد لسوق الجيل «زد».

أما فيما يخص الذكاء الاصطناعي، فقد أشار التقرير إلى أن الجيل «زد» أكثر مَيلاً لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي لمساعدته في اكتشاف المنتجات. فنحو 54 في المائة منهم استخدموا هذه التقنية لمعاينة وتقييم المنتجات، مقارنة بـ39 في المائة فقط من إجمالي السكان. كما أن أفراد هذا الجيل كانوا أكثر احتمالاً بعشر مرات لاستخدام الذكاء الاصطناعي بانتظام مقارنة بجيل طفرة المواليد، وأكثر بمرتين ونصف المرة لطلب توصيات من وكلاء ذكاء اصطناعي.

تقدم منصة «سيلزفورس» حلاً متكاملاً يواكب هذا التطور، عبر دمج أدوات مثل «Agentforce» للعمالة الرقمية و«Data Cloud» لإدارة البيانات، وتطبيق «Commerce Cloud» لإدارة عمليات البيع. هذه المنصة تمكّن تجار التجزئة من تقديم تجارب مخصصة وفعّالة، تستهدف شرائح محددة من العملاء، وتحسّن الحملات التسويقية، مع توفير تجربة موحدة عبر جميع قنوات التواصل.

وتقول غرانت إن القدرة على التفاعل مع العملاء عبر منصات متعددة، من «تيك توك» إلى «يوتيوب»، من دون الحاجة إلى توسعة كبيرة في الكوادر البشرية، بفضل إمكانات الذكاء الاصطناعي، ستصبح مفتاح النجاح في عالم البيع بالتجزئة الرقمي.


مقالات ذات صلة

تكنولوجيا طابعة «أينيكيوبيك كوبرا إس 1»

أفضل الطابعات التجسيمية الاقتصادية لعام 2025

هناك شيء مميز حقا في تجسيد أفكارك الإبداعية بيديك - ويمكن للطابعة التجسيمية (ثلاثية الأبعاد) أن تجعل من هذا السحر حقيقة. وسواء كنت تصنع معدات تنكرية مخصصة، أو…

علوم حيّ باريسي بيئي قد يكون نموذجاً لمدن أفضل

حيّ باريسي بيئي قد يكون نموذجاً لمدن أفضل

العمارة ذات الدرج الواحد... مفهوم متقدم للتخطيط المعماري

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا التطبيقات قد تستخدم صور الوجه في تقنيات التعرف البيومتري دون علم المستخدمين (كاسبرسكي)

احذر قبل المشاركة... تريندات «دُمَى الذكاء الاصطناعي» متعة أم تهديد للخصوصية؟

تحذِّر «كاسبرسكي» من مخاطر مشاركة الصور والمعلومات الشخصية عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي الترفيهي، لما قد تسببه من انتهاك للخصوصية وسرقة الهوية.

نسيم رمضان (سان فرنسيسكو - الولايات المتحدة)
يوميات الشرق بيتهوفن... شعر بالموسيقى عبر الأسنان

بيتهوفن... شعر بالموسيقى عبر الأسنان

سمعها من خلال الاهتزازات.

د. عميد خالد عبد الحميد (لندن)

«مايكروسوفت» تتوقع ظهور «زملاء الذكاء الاصطناعي»

«مايكروسوفت» تتوقع ظهور «زملاء الذكاء الاصطناعي»
TT

«مايكروسوفت» تتوقع ظهور «زملاء الذكاء الاصطناعي»

«مايكروسوفت» تتوقع ظهور «زملاء الذكاء الاصطناعي»

بدأ الذكاء الاصطناعي يجد مكانه بسرعة في مكان العمل، ولكن هذا العام سيُذكر باعتباره اللحظة التي تجاوزت فيها الشركات مجرد تجربة الذكاء الاصطناعي وبدأت في البناء حوله، وفقاً لما ورد في منشور على مدونة «مايكروسوفت» مرفق بتقريرها السنوي لمؤشرات اتجاهات العمل Work Trend Index.

عام الشركات الرائدة

كجزء من هذا التحول، تُطلق مايكروسوفت على عام 2025 اسم «عام الشركات الرائدة». وقال جاريد سباتارو، مدير التسويق للذكاء الاصطناعي في قسم العمل في «مايكروسوفت»، في المنشور: «مثل الشركات الرقمية الأصلية في الجيل السابق، تُدرك هذه الشركات قوة الجمع بين الرؤى البشرية التي لا تُعوض، والذكاء الاصطناعي والوكلاء لتحقيق قيمة هائلة».

وستُبنى هذه الشركات، التي تُسمى «الشركات الرائدة» (أو الشركات الجبهوية) Frontier Firm على «الذكاء عند الطلب، مدعومة بفرق (هجينة) من البشر والوكلاء، وهذه الشركات تتوسع بسرعة، وتعمل بمرونة، وتولد قيمة أسرع»، وفقاً للتقرير.

وجادلت «مايكروسوفت» بأنه في غضون العامين إلى الخمسة أعوام المقبلة، ستكون كل شركة في طريقها لتصبح واحدة من هذه الشركات.

استراتيجيات «دمج الوكلاء»

وأوضحت «مايكروسوفت» أن 82 في المائة من القادة أجابوا، في استطلاع لها، بأن هذا عام «محوري» لإعادة التفكير في الاستراتيجيات والعمليات الرئيسية، بينما قال 81 في المائة إنهم يتوقعون دمج الوكلاء «بشكل معتدل أو مكثف» في استراتيجيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم في غضون 12 إلى 18 شهراً مقبلة.

وتُعد النتائج تتويجاً لبيانات استطلاع رأي من 31000 من العاملين في 31 دولة، واتجاهات التوظيف وسوق العمل في «لنكدإن LinkedIn»، وتريليونات إشارات الإنتاجية من «Microsoft 365» والمحادثات مع الخبراء، والشركات الناشئة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

3 مراحل انتقالية

وتتوقع مايكروسوفت أن يتم الانتقال إلى الشركات الرائدة على 3 مراحل. المرحلة الأولى، كما ذكرت، هي:

* أولاً - الذكاء الاصطناعي سيعمل مساعداً لتبسيط مهام العمل.

* ثانياً - إضافة وكلاء الذكاء الاصطناعي كـ«زملاء رقميين»، يمكنهم تولي مهام محددة.

* أمّا الخطوة الثالثة فتتطلب مزيداً من الحرية: إذ يُحدد البشر توجيهات الوكلاء الذين يديرون عمليات الأعمال وسير العمل بأكملها، مع قيام البشر بالتحقق من صحة البيانات عند الحاجة.

ويُقدم هذا مثالاً على دور سلسلة التوريد. إذ يمكن للوكلاء التعامل مع الخدمات اللوجيستية الشاملة، بينما يمكن للبشر توجيه الوكلاء وحل الاستثناءات وإدارة علاقات الموردين.

وكلاء الذكاء الاصطناعي

لا تزال أدوات وكلاء الذكاء الاصطناعي في مراحلها الأولى، لكن الشركات المنتجة لها تُراهن بشدة على أن الذكاء الاصطناعي الوكيل يُمثل الأفق الرئيسي المقبل، وهو تُحقق ابتكارات سريعة.

أصدرت «أوبن إيه آي» أخيراً أداة «Operator»، وهي أداة تُؤتمت المهام عبر الويب، إلى جانب Deep Research، التي تقول إنها قادرة على جمع المعلومات من جميع أنحاء الويب وتلخيصها في تقارير سهلة الفهم. وأطلقت «أمازون» نموذجاً مُصمماً للسيطرة على متصفح الويب الخاص بالمستخدم وتنفيذ مهام بسيطة. كما قدمت «أنثروبيك Anthropic»، نظما مُبتكرة من «كلود»، إضافة إلى وكلاء الذكاء الاصطناعي من «غوغل».

وظائف جديدة في عصر الذكاء الاصطناعي

وذكر التقرير: «هذا التحول متعدد الأوجه - فكل صناعة ودور سيتطور بشكل مختلف مع انتشار التكنولوجيا في قطاع الأعمال والمجتمع». كما خلق عصر الإنترنت مليارات الوظائف المعرفية الجديدة - من مديري وسائل التواصل الاجتماعي إلى مصممي تجربة المستخدم - فإن عصر الذكاء الاصطناعي يُفسح المجال بالفعل لوظائف جديدة، مع المزيد منها في المستقبل.

* مجلة «فاست كومباني»، خدمات « تريبيون ميديا».