التعليم والتدريب الهجين في السعودية... كيف تصنع التكنولوجيا فرقاً؟

تحديات التقنية وفرص التحول

تساهم تقنيات  الذكاء الاصطناعي وأنظمة الكاميرات المتقدمة في تحسين جودة التعلّم الهجين وتعزز التفاعل في البيئات التعليمية (غيتي)
تساهم تقنيات الذكاء الاصطناعي وأنظمة الكاميرات المتقدمة في تحسين جودة التعلّم الهجين وتعزز التفاعل في البيئات التعليمية (غيتي)
TT
20

التعليم والتدريب الهجين في السعودية... كيف تصنع التكنولوجيا فرقاً؟

تساهم تقنيات  الذكاء الاصطناعي وأنظمة الكاميرات المتقدمة في تحسين جودة التعلّم الهجين وتعزز التفاعل في البيئات التعليمية (غيتي)
تساهم تقنيات الذكاء الاصطناعي وأنظمة الكاميرات المتقدمة في تحسين جودة التعلّم الهجين وتعزز التفاعل في البيئات التعليمية (غيتي)

أصبح تقاطع التكنولوجيا مع التعليم محفزاً قوياً للتقدم. وفيما يتجه نظام التعليم السعودي إلى جانب برامج التدريب داخل الشركات بشكل متزايد نحو الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز والافتراضي والتقنيات المعرفية، تلعب شركات التكنولوجيا العالمية دوراً في توفير الأدوات والمنصات اللازمة لتحقيق هذه الأهداف الطموحة.

تقول هولي زو، رئيسة مجموعة تسويق المنتجات في شركة «لوجيتك»، خلال حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، إن شركتها تركز على تعزيز جودة الفيديو والصوت وتجربة المستخدم، خاصة في البيئات المدمجة أو عن بُعد.

وتوضح أن رؤية الفيديو وسماعه بوضوح أساسيان للتعاون وفهم المادة. وتضيف أن ما تفعله «لوجيتك» هو التقاط صوت وفيديو عالي الجودة، خاليين من التشويش، حتى تتمكن منصات مثل «مايكروسوفت تيمز» و«زووم»، أو «غوغل» من استخدام تلك المعلومات الغنية للقيام بأشياء أكثر ذكاءً.

هذه الإمكانية مفيدة بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بميزات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل ملخصات الاجتماعات التلقائية وتحديد المتحدثين وفهرسة المحتوى. كما تتيح هذه الميزات للطلاب والمحترفين التفاعل مع المحتوى، حتى عندما لا يتمكنون من الحضور في الوقت الفعلي، ما يعزز المرونة واستيعاب المعلومات.

هولي زو رئيسة مجموعة تسويق المنتجات في شركة «لوجيتك» متحدثةً لـ«الشرق الأوسط» (لوجيتك)
هولي زو رئيسة مجموعة تسويق المنتجات في شركة «لوجيتك» متحدثةً لـ«الشرق الأوسط» (لوجيتك)

أنظمة كاميرات متقدمة

لا تقتصر حلول «لوجيتك» على الجانب البرمجي، بل تشمل تطوير أجهزة ذكية مخصصة للبيئات التعليمية الحديثة. من أبرز هذه المنتجات كاميرا «لوجيتك سايت» (Logitech Sight) التي تُوضع على الطاولة والمصممة للعمل جنباً إلى جنب مع كاميرات متعددة في الغرفة. تقول هولي زو: «تخيل وجود 8 كاميرات تعمل معاً لفهم كل ما يحدث في الغرفة... نحلل البيانات ونحدد الكاميرا الأنسب للتركيز على المتحدث أو المحتوى، حتى يرى المشاركون عن بُعد أهم المعلومات بوضوح وفي الوقت المناسب». تضمن قدرة التبديل الذكي للكاميرا أن يشعر الطلاب أو المحترفون في الطرف الآخر من المكالمة بأنهم حاضرون فعلياً، حتى عندما لا يكونون موجودين جسدياً. وتعد زو أن هذه خطوة كبيرة نحو سد فجوة المشاركة بين الحاضرين شخصياً وعن بُعد.

تبسيط التكنولوجيا لغير الخبراء

أحد الموضوعات المتكررة في حديث هولي زو كان «سهولة الاستخدام والإتاحة»، خاصة للمعلمين الذين قد لا تكون لديهم خلفية تقنية كبيرة. تنوه أن هدف «لوجيتك» هو جعل التكنولوجيا «غير مرئية» للمستخدم، ما يسمح بالتركيز على التعلم وتوصيل المحتوى. لذلك تعمل شركتها بجدّ لجعل استخدام التكنولوجيا سهلاً لهم بطريقة تقدم محتوى جذاباً، دون الحاجة إلى التعامل مع ضوابط معقدة. وأطلقت الشركة مؤخراً مجموعة كاميرات «Rally Streamline» تتيح للمعلم التنقل بين الكاميرات بضغطة زر واحدة فقط، دون أجهزة تحكم عن بعد، أو إعدادات تقنية، إنها تجربة سلسة.

سهولة الاستخدام تُعد أولوية في تصميم أدوات التعليم الرقمي خاصة للمعلمين غير التقنيين لضمان تجربة تعليمية سلسة وفعالة (غيتي)
سهولة الاستخدام تُعد أولوية في تصميم أدوات التعليم الرقمي خاصة للمعلمين غير التقنيين لضمان تجربة تعليمية سلسة وفعالة (غيتي)

التغلب على التحديات

رغم الحماس المتزايد تجاه التعلّم الهجين، تبقى هناك تحديات في اعتماد التكنولوجيا. ترى هولي زو أن بعض التقنيات تُعدّ مجرد «استعراض» إذا لم ترتبط بوظائف حقيقية. وتؤكد أن «التبني الناجح يعتمد على التجربة السلسة والبديهية». وتضيف: «مهمتنا هي أن نُصمم النظام ليعمل تلقائياً في بيئات مثل الفصول أو غرف التدريب».

وتشدد زو على القابلية للتوسع، خصوصاً في السعودية، التي تضم عدداً كبيراً من المؤسسات التعليمية موزعة في مختلف المدن. وتنوه إلى أنه «عندما تستطيع تسجيل المحتوى التعليمي ومشاركته في أماكن وأوقات مختلفة، فأنت تُمكّن الآخرين من التعلّم من دون الحاجة إلى حضور المعلم في كل مرة، هذا يُضاعف من قيمة المحتوى والمكان». وتردف بأن ذلك ما يجعل من التقنيات الذكية وسيلة رئيسية لتحقيق رؤية السعودية لبناء اقتصاد قائم على المعرفة.

شراكات مع المنصات التعليمية

تعمل «لوجيتك» مع منصات عالمية مثل «مايكروسوفت» و«زووم» و«غوغل» لضمان توافق منتجاتها مع مختلف الخيارات المتاحة. وتشدد زو على أهمية المرونة، لأن المؤسسات التعليمية تستخدم أنظمة مختلفة، وهذا ما يدفع «لوجيتك» لجعل حلولها متوافقة مع الجميع. وتشير إلى أن تطوير سلسلة كاميرات «رالي» جاء نتيجة نقاشات مباشرة مع معلمين حول احتياجاتهم التقنية، ما جعل الحل عملياً ومصمماً خصيصاً للفصول الدراسية.

وعند سؤالها عن دور «لوجيتك» في دعم «رؤية المملكة 2030»، تحدثت زو عن أهمية التعلّم المستمر وتنمية المهارات. وأوضحت أنه «عندما تسجّل وتشارك المحتوى، لست بحاجة لجلب معلم إلى كل مكان. التقنية تساعد في التعلّم الذكي، سواء عبر التلخيص أو تدوين الملاحظات أو إعادة مشاهدة المحتوى». وترى زو أن تأثير ذلك يتجاوز التعليم، ليشمل أيضاً تدريب الموظفين، وتطوير المهارات داخل بيئات العمل المختلفة في المملكة.

في صميم رسالة «لوجيتك» هناك فكرة بسيطة، لكنها قوية: «التكنولوجيا يجب أن تعزز التواصل البشري، لا أن تُعقده». وفي ظل التحوّل الرقمي السريع الذي تشهده المملكة، فإن أدوات التعلّم الذكية والبسيطة باتت أكثر أهمية من أي وقت مضى.

 


مقالات ذات صلة

رئيس هارفارد: لا خيار لدينا سوى مواجهة إدارة ترمب

يوميات الشرق رئيس جامعة هارفارد آلان غاربر (موقع جامعة هارفارد)

رئيس هارفارد: لا خيار لدينا سوى مواجهة إدارة ترمب

كشف رئيس جامعة هارفارد، آلان غاربر، خلال مقابلة مع قناة «إن بي سي»، يوم الأربعاء، أنه لم يكن أمامه خيار سوى مواجهة إدارة ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق تستهدف الشراكة الأفراد والجهات الحكومية والشركات عبر مجموعة دورات تدريبية واسعة (الشرق الأوسط)

شراكة بين «أكاديمية SRMG» و«الخليج» في التدريب الإعلامي

أعلنت المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام عن شراكة بين «أكاديمية SRMG» وشركة «الخليج للتدريب» لتقديم برامج تدريبية متقدمة للقادة والمحترفين في الإعلام والاتصال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الولايات المتحدة​ متظاهرون في إحدى ساحات كامبريدج بماساتشوستس تطالب برفع الأيدي عن جامعة هارفرد (رويترز)

ترمب يضغط لإحكام قبضته على التعليم العالي… وهارفرد تختار المواجهة

شدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضغوطه على موارد الجامعات، والتعليم عموماً، لضبط التمويل الفيدرالي عبر توقيع قرارات تنفيذية، فيما اختارت جامعة هارفرد مواجهته.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ طلاب يسيرون في جامعة هارفارد في كمبردج بماساتشوستس بالولايات المتحدة في 15 أبريل 2025 (رويترز)

أميركا: إلغاء تأشيرات أكثر من ألف طالب دولي في الأسابيع الأخيرة

ألغت إدراة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تأشيرات وأوضاع إقامة قانونية لأكثر من ألف طالب دولي في الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال صلاة عيد الفصح والعشاء في البيت الأبيض بواشنطن 16 أبريل 2025 (إ.ب.أ)

ترمب: سنعيد التعليم إلى جميع الولايات «قريباً جداً»

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، في منشور على منصة «تروث سوشال»: «سنعيد التعليم قريباً جداً إلى جميع الولايات».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«غوغل»: بريطانيا تخاطر بفقدان المليارات بسبب بطء تبني الذكاء الاصطناعي

ثلثي العاملين في بريطانيا لم يستخدموا الذكاء الاصطناعي التوليدي في وظائفهم أبدا (رويترز)
ثلثي العاملين في بريطانيا لم يستخدموا الذكاء الاصطناعي التوليدي في وظائفهم أبدا (رويترز)
TT
20

«غوغل»: بريطانيا تخاطر بفقدان المليارات بسبب بطء تبني الذكاء الاصطناعي

ثلثي العاملين في بريطانيا لم يستخدموا الذكاء الاصطناعي التوليدي في وظائفهم أبدا (رويترز)
ثلثي العاملين في بريطانيا لم يستخدموا الذكاء الاصطناعي التوليدي في وظائفهم أبدا (رويترز)

وجَّهت رئيسة عمليات «غوغل» في المملكة المتحدة وأوروبا «نداء للعمل»، بشأن فجوة مُقلِقة في تبني المملكة المتحدة للذكاء الاصطناعي قد تجعل بريطانيا مُعرَّضة لخطر فقدان دفعة قدرها 200 مليار جنيه إسترليني (266 مليار دولار) للاقتصاد.

وذكرت وكالة «بي إيه ميديا» البريطانية أن أبحاثاً جديدة من عملاق التكنولوجيا تشير إلى أن ثلثي العاملين (66 في المائة) في بريطانيا لم يستخدموا الذكاء الاصطناعي التوليدي في وظائفهم قَطّ، مع انخفاض الاستخدام بشكل خاص بين النساء فوق 55 عاماً المنحدرين من خلفيات اجتماعية واقتصادية متدنية.

وقالت الشركة إنه في حين أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على إضافة 400 مليار جنيه إسترليني إلى اقتصاد بريطانيا، بحلول نهاية العقد، من خلال زيادة الإنتاجية، فلن يتحقق سوى نصف هذا المبلغ إذا لم تسدَّ المملكة المتحدة فجوة التبني.

وأفادت ديبي وينشتاين، رئيسة «غوغل» في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، بأن تقرير المجموعة كان «نداء للعمل... للتأكد من أننا نقدم الأدوات التي يحتاج إليها العمال في المملكة المتحدة».

وتابعت: «معالجة فجوة التبني هذه ضرورية لتحقيق الفوائد الاقتصادية والفوائد من حيث توفير الوقت».

وحذرت قائلة: «هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهد».

يُشار إلى أن دراسة الشركة (التي أجرتها مجموعة الأبحاث «بابليك فرست») وجدت أن تبني الذكاء الاصطناعي يعوقه نقص الدورات التدريبية المعتمدة صغيرة الحجم، بالإضافة إلى فشل الشركات في تقديم إرشادات رسمية بشأن استخدامه في مكان العمل.

ووجد استطلاع شمل أكثر من 3100 مستجيب أن 70 في المائة من العمال اختاروا استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بمفردهم، بدلاً من أن يطلب منهم ذلك مديروهم أو أصحاب العمل، مع تشجيع ما يزيد قليلاً على الخُمس (22 في المائة) على القيام بذلك من قبل أصحاب العمل، بانخفاض من 28 في المائة قبل 6 أشهر.

ودعت «غوغل» الحكومة إلى استخدام استراتيجيتها الصناعية «لتحديد كيفية دعم تبني الذكاء الاصطناعي على أفضل وجه في الصناعات الرئيسية».