ما فائدة «أوبريتور» وكيل الذكاء الاصطناعي الجديد؟

متصفح ويب ذاتي القيادة... وكمبيوتر يستخدم آخَر

ما فائدة «أوبريتور» وكيل الذكاء الاصطناعي الجديد؟
TT
20

ما فائدة «أوبريتور» وكيل الذكاء الاصطناعي الجديد؟

ما فائدة «أوبريتور» وكيل الذكاء الاصطناعي الجديد؟

في تجربة شخصية، نفَّذ «أوبريتور» من شركة «أوبن إيه آي» المهام التالية التي طلبتها منه:

- طلب لي مِغْرفة آيس كريم جديدة من «أمازون».

- اشترى لي اسم نطاق جديد وضبط إعداداته.

- حجز موعداً لي ولزوجتي في مكان بمناسبة عيد الحب.

- حدد موعداً لقص الشعر.

نفّذ هذه المهام بصورة مستقلة في الغالب، على الرغم من أنه تحتم عليّ دفعه قليلاً من وقت لآخر وإنقاذه من دورة من المحاولات الفاشلة.

وكيل الذكاء الاصطناعي الجديد

إذا كنت تتعرف على الأمر للوهلة الأولى، فإن «أوبريتور» Operator هو ما يسمى «وكيل الذكاء الاصطناعي» الجديد الذي أصدرته شركة «أوبن إيه آي» في أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي.

وهذه الأداة، التي وُصفت بأنها «المعاينة البحثية» research preview، متاحة فقط للأشخاص الذين يدفعون 200 دولار شهرياً مقابل أعلى مستوى اشتراك في الشركة، ألا وهو «تشات جي بي تي برو»، الذي يتيح للمستخدمين القدرة على توجيه وكيل الذكاء الاصطناعي الذي يمكنه استخدام متصفح الويب وملء النماذج واتخاذ إجراءات أخرى نيابةً عنهم.

إن «وكلاء الذكاء الاصطناعي» هي الأدوات الأكثر حداثة وشهرة في وادي السيليكون الآن.

ويعتقد بعض المتخصصين في هذا المجال أنها الخطوة التالية الكبرى في قدرات الذكاء الاصطناعي، لأن وكيل الذكاء الاصطناعي الذي يمكنه استخدام الكمبيوتر يمكنه بالفعل إنجاز مهام قيّمة في العالم الحقيقي بدلاً من مجرد تقديم المساعدة.

ويقوم كثير من شركات الذكاء الاصطناعي الرائدة، بما في ذلك «غوغل» و«أنثروبيك»، باختبار وكلاء مستقلين. هي تزعم أن مختلف الشركات سوف تتمكن في النهاية من «توظيفها» كعمال متفرغين.

اختبار «أوبريتور»

لقد رقيتُ اشتراكي في «تشات جي بي تي» لاختبار «أوبريتور» ومعرفة ما يمكن أن يفعله وكيل الذكاء الاصطناعي لي.

في الظاهر، يبدو «أوبريتور» مشابهاً لـ«تشات جي بي تي» العادي بدرجة ما، باستثناء أنه عندما تكلفه بمهمة -«اشترِ لي كيساً من طعام للكلاب يزن 30 رطلاً من أمازون»، على سبيل المثال- يفتح «أوبريتور» نافذة متصفح مصغرة، ويكتب «Amazon.com» في شريط العنوان ويبدأ في النقر حوله، محاولاً اتباع تعليماتك.

قد يطرح عليك بعض الأسئلة التوضيحية، من شاكلة: «هل تريد طعاماً بنكهة الدجاج أم بنكهة اللحم البقري؟ هل تريد الشحن في نفس اليوم أم خلال يومين؟». ثم، بمجرد أن يشعر بالثقة في أنه اتخذ الخيار الصحيح، يطلب «أوبريتور» منك التأكيد النهائي، ويضع طعام الكلب في عربة التسوق الخاصة بك على الموقع ويقدم الطلب. ولن يُدخل «أوبريتور» كلمات المرور أو أرقام بطاقات الائتمان -يجب عليك أن تتولى المتصفح المصغر وإدخال هذه البيانات بنفسك- ولكنه يقوم بالباقي بمفرده.

الهدف المقصود من وراء «أوبريتور» هو أنه لا يتعين عليك الإشراف عليه؛ إذ يمكنه تنفيذ المهام في الخلفية خلال قيامك بتنفيذ أعمال أخرى. لكنني وجدت نفسي ملتصقاً بالشاشة، ومفتوناً برؤية متصفح ويب ذاتي القيادة ينقر على الأزرار، ويكتب الكلمات في المربعات ويختار من القوائم المنسدلة من تلقاء نفسه. يا إلهي، كمبيوتر يستخدم كمبيوتراً!

بين النجاح والفشل

• النجاح: نجح «أوبريتور» أيضاً بأداء جيد وبشكل مثير للإعجاب في تنفيذ بعض المهام البسيطة نسبياً التي كلَّفته بها:

- طلبَ بنجاح الغداء على تطبيق «دور داش» DoorDash لزميلي وأرسله إلى منزله. (لم أخبره بنوع الطعام الذي يطلبه، لكن «أوبريتور» اختار مطعماً مكسيكياً، واختار له عدداً من الأطباق، بل منح عامل التوصيل إكرامية قدرها 7 دولارات).

- ردَّ على مئات الرسائل غير المقروءة على «لينكد إن» بالنيابة عني بعد أن منحته التحكم في ملف تعريف «لينكد إن» الخاص بي (على الرغم من أنه، ولدهشتي، سجلني أيضاً في ندوة عبر الإنترنت).

- حقَّق لي 1.20 دولار من خلال إنشاء حسابات على مواقع الويب التي تقدم مكافآت نقدية صغيرة مقابل ملء الاستبيانات. (ربما كان بإمكانه تحقيق المزيد، لكنني بدأت أشعر بالذنب لتضليل الاستبيانات بالإجابات المزيفة التي كتبها الروبوت).

• الفشل: ولكن «أوبريتور» أيضاً فشل في الكثير من المهام الأخرى وكشف عن حدوده:

- لم يتمكن من رصد أعمدتي الصحافية الأخيرة ومسحها لإضافتها إلى موقع الويب الشخصي الخاص بي، لأن متصفح «أوبريتور» تم حظره من الدخول إلى موقع صحيفة «نيويورك تايمز» على الويب. (كما أنه محظور من دخول عدد من المواقع الأخرى، بما في ذلك «ريديت» و«يوتيوب»).

- لم يلعب البوكر عبر الإنترنت نيابةً عني. أجاب «أوبريتور» بقوله: «أنا غير قادر على المساعدة في المقامرة أو الأنشطة ذات الصلة»، الذي بدا رفضاً معقولاً، بالنظر إلى الفوضى التي يمكن أن يخلقها روبوت المقامرة.

- كما مُنع من تسجيل الدخول إلى عدد من المواقع بواسطة اختبارات «كابتشا، كلمة التحقق بمقاطع الصور»، وهو الأمر الذي وجدته مطمئناً، بالنظر إلى أن الغرض الأساسي من اختبارات كلمة التحقق هو ردع الأدوات الروبوتية).

بصفة عامة، وجدت أن استخدام «أوبريتور» كان مزعجاً ويسبِّب لي المتاعب أكثر مما يستحق. يمكنني أن أفعل معظم ما فعله بنفسي وبشكل أسرع، مع القليل من الصداع. وحتى عندما نجح، فقد طلب الكثير من التأكيدات والطمأنة قبل التصرف بمفرده، لدرجة أنني شعرت كأنني أُشرف على أكثر المتدربين انعداماً للأمان في العالم وليس مجرد مساعد افتراضي.

بالطبع، هذه هي الأيام الأولى المبكرة لوكلاء الذكاء الاصطناعي. إذ تميل منتجات الذكاء الاصطناعي إلى التحسن من إصدار إلى آخر، ومن المحتمل أن تكون الإصدارات التالية من «أوبريتور» أفضل بكثير. ولكن في شكله الحالي، يُعد «أوبريتور» عرضاً توضيحياً مثيراً للاهتمام أكثر من كونه منتجاً أوصي باستخدامه -وبالتأكيد ليس شيئاً يحتاج معظم الأشخاص إلى إنفاق 200 دولار عليه شهرياً.

* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

«رؤية السعودية» تقود التحول الرقمي وتدفع التقدم في الاقتصاد المعرفي

الاقتصاد المدينة الرقمية في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

«رؤية السعودية» تقود التحول الرقمي وتدفع التقدم في الاقتصاد المعرفي

نجحت السعودية في ترسيخ موقعها واحدةً من أبرز القوى الاقتصادية الرقمية الصاعدة على مستوى العالم، مستندة إلى رؤية استراتيجية طموحة ضمن «رؤية 2030».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص تحول «يوتيوب» من منصة ترفيهية إلى مساحة للتعليم والتغيير الاجتماعي والتمكين الاقتصادي ما جعله جزءاً حيوياً من المشهد الرقمي العربي

خاص «يوتيوب» في عيده العشرين... ثورة ثقافية واقتصادية غيرت المحتوى الرقمي

«يوتيوب» يحتفل بمرور 20 عاماً على انطلاقه، مؤكداً دوره المحوري في تمكين صناع المحتوى، خصوصاً في السعودية عبر أدوات، ودعم وفرص دخل متنامية.

نسيم رمضان (سان فرانسيسكو - الولايات المتحدة)
تكنولوجيا أظهرت الدراسة أن البشر يتفقون بدرجة عالية على تقييم مشاهد التفاعل الاجتماعي في حين فشل أكثر من 350 نموذجاً للذكاء الاصطناعي في محاكاتهم

جامعة «جونز هوبكنز»: نماذج الذكاء الاصطناعي تفشل في فهم التفاعلات البشرية

الدراسة تكشف أن الذكاء الاصطناعي لا يزال عاجزاً عن فهم التفاعلات الاجتماعية ويحتاج لإعادة تصميم ليحاكي التفكير البشري.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا ميزة «خصوصية الدردشة المتقدمة» من واتساب تحمي المحادثات بمنع التصدير وتعطيل التنزيل التلقائي وحظر الذكاء الاصطناعي (واتساب)

«واتساب» تعلن عن ميزة «خصوصية الدردشة المتقدمة» لتعزيز حماية المحادثات

في تحديث جديد يركّز على خصوصية المستخدمين، أعلنت «واتساب» (WhatsApp) عن ميزة «خصوصية الدردشة المتقدمة».

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا التطبيقات قد تستخدم صور الوجه في تقنيات التعرف البيومتري دون علم المستخدمين (كاسبرسكي)

احذر قبل المشاركة... تريندات «دُمَى الذكاء الاصطناعي» متعة أم تهديد للخصوصية؟

تحذِّر «كاسبرسكي» من مخاطر مشاركة الصور والمعلومات الشخصية عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي الترفيهي، لما قد تسببه من انتهاك للخصوصية وسرقة الهوية.

نسيم رمضان (سان فرنسيسكو - الولايات المتحدة)

تقرير: «هواوي» الصينية تطور شريحة ذكاء اصطناعي جديدة لمنافسة «إنفيديا» الأميركية

شعار شركة هواوي الصينية (رويترز)
شعار شركة هواوي الصينية (رويترز)
TT
20

تقرير: «هواوي» الصينية تطور شريحة ذكاء اصطناعي جديدة لمنافسة «إنفيديا» الأميركية

شعار شركة هواوي الصينية (رويترز)
شعار شركة هواوي الصينية (رويترز)

يبدو أن الصين قررت أن تُنافس الولايات المتحدة بقوة في مجال شرائح الذكاء الاصطناعي الذي تتفوق فيه الشركات الأميركية حتى الآن.

فقد ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، اليوم الأحد، أن شركة «هواوي» الصينية تُطور شريحة ذكاء اصطناعي جديدة لمنافسة شركة «إنفيديا» الأميركية الرائدة في هذا المجال.

وقالت الصحيفة الأميركية إن «هواوي» تواصلت مع شركات تكنولوجيا صينية لاختبار الجدوى التقنية للشريحة الجديدة «Ascend 910D». وتأمل «هواوي» أن تتفوق الشريحة الجديدة على شريحة «إنفيديا»؛ «H100» الشهيرة.

وأشارت «وول ستريت جورنال» إلى أن «هواوي» تستعد لتسليم 800 ألف نسخة من شريحتها الجديدة «Ascend 910D» إلى عملائها، هذا العام.

وأوضحت الصحيفة أن بعض المشترين بحثوا مع «هواوي» زيادة طلبات شراء الشريحة الجديدة، بعد فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب قيوداً على صادرات شريحة «إنفيديا».

وتواجه شركات الذكاء الاصطناعي في الصين صعوبة في إيجاد بدائل محلية لشرائح «إنفيديا» التي كان يُسمح للشركة، حتى وقت قريب، ببيعها دون قيود في السوق الصينية.

وخلال الشهر الحالي، أبلغت إدارة الرئيس الأميركي «إنفيديا» بأن مبيعاتها ستتطلب الحصول على ترخيص للتصدير.