انطلاق مؤتمر «ليب 2025» في الرياض بإعلانات استثمارية ضخمة

وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبد الله السواحة يفتتح فعاليات مؤتمر (LEAP 25) بشعار «نحو آفاق جديدة» (ليب)
وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبد الله السواحة يفتتح فعاليات مؤتمر (LEAP 25) بشعار «نحو آفاق جديدة» (ليب)
TT

انطلاق مؤتمر «ليب 2025» في الرياض بإعلانات استثمارية ضخمة

وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبد الله السواحة يفتتح فعاليات مؤتمر (LEAP 25) بشعار «نحو آفاق جديدة» (ليب)
وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبد الله السواحة يفتتح فعاليات مؤتمر (LEAP 25) بشعار «نحو آفاق جديدة» (ليب)

انطلق الأحد في الرياض مؤتمر «ليب التقني 2025»، الذي يُعد من كبرى الفعاليات التقنية على مستوى العالم. ويُقام المؤتمر في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات بملهم، تحت شعار «نحو آفاق جديدة»، ويستمر حتى يوم الأربعاء 12 فبراير (شباط)، بمشاركة واسعة من 18 دولة وأكثر من 1000 متحدث وخبير تقني، إضافة إلى 1800 جهة عارضة و680 شركة ناشئة.

وكشف المؤتمر في يومه الأول عن استثمارات ضخمة بقيمة 14.9 مليار دولار، بهدف تعزيز مكانة المملكة بصفتها مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة والحوسبة السحابية. وتهدف هذه الاستثمارات إلى تطوير المهارات الرقمية، ودعم الشركات الناشئة، وتحفيز الابتكار التقني في المملكة، في إطار «رؤية 2030» لتحقيق اقتصاد مستدام ومبني على الابتكار.

افتتح وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبد الله بن عامر السواحة المؤتمر بكلمة أوضح فيها أن هذه الاستثمارات تأتي بدعم من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لتعزيز القطاع التقني والتحول الرقمي.

ويُنظم المؤتمر بالتعاون بين وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات والاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، إضافة إلى شركة تحالف مع إنفورما العالمية وصندوق الفعاليات الاستثماري.

مؤتمر «ليب 2025» يعلن عن استثمارات بقيمة 14.9 مليار دولار بمشاركة كبرى الشركات التقنية العالمية (ليب)

شهد اليوم الأول للمؤتمر عدة إعلانات استثمارية بارزة؛ حيث أعلنت شركة «Groq» بالتعاون مع «Aramco Digital» عن استثمار بقيمة 1.5 مليار دولار في مجال الحوسبة السحابية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، لتعزيز مكانة المملكة في هذا المجال عالمياً. كما كشفت شركتا «آلات» و«لينوفو» عن استثمار بقيمة ملياري دولار لبناء مركز تصنيع متطور يعتمد على الروبوتات والذكاء الاصطناعي، مع افتتاح مقر إقليمي لـ«لينوفو» في الرياض.

من جانبها، أعلنت «غوغل» عن استثمار في البنية التحتية الرقمية للذكاء الاصطناعي من خلال إطلاق تجمع عالمي في المملكة لتلبية الطلبين المحلي والدولي. كما قدمت «كوالكم» (Qualcomm) مبادرتها لدعم الذكاء الاصطناعي باللغة العربية عبر إطلاق النموذج السحابي علّام، وتوفير حلول تقنية تشمل حاسوب «علام» (ALLaM AI PC).

تطور مؤتمرات «ليب» من عام 2022 وحتى الآن بوصفه لحظة محورية في مستقبل التقنية (ليب)

كما أعلنت «Alibaba Cloud» عن إطلاق برنامج لتمكين الذكاء الاصطناعي في المملكة بالتعاون مع أكاديمية طويق و«stc» لتدريب المواهب الوطنية على التقنيات المتقدمة. كذلك استثمرت شركة «Databricks» مبلغ 300 مليون دولار لتطوير خدمات «PaaS»، ما يعزز قدرات مطوري التطبيقات والكوادر الوطنية في مجال هندسة البيانات والذكاء الاصطناعي.

بدورها، كشفت شركة «SambaNova» عن استثمار بقيمة 140 مليون دولار لإنشاء بنية تحتية متطورة تدعم الابتكار التقني في المملكة. أما شركة «KKR» بالتعاون مع «Gulf Data Hub»، فقد أعلنت عن تطوير مراكز بيانات بسعة تصل إلى 300 ميغاواط لتعزيز الحوسبة السحابية والبيانات.

السعودية تستحوذ على 50.7 % من الاقتصاد الرقمي في المنطقة مع نمو المواهب التقنية والشركات الناشئة بشكل غير مسبوق (ليب)

وفي خطوة لتعزيز خدماتها في المنطقة، أعلنت شركة «Salesforce» عن استثمار بقيمة 500 مليون دولار لإطلاق منصة «Hyperforce» في المملكة لخدمة عملائها في المنطقة. كما أعلنت «Tencent Cloud» عن استثمار بقيمة 150 مليون دولار لإنشاء أول منطقة سحابية في الشرق الأوسط مدعومة بالذكاء الاصطناعي.

تشير هذه الحزمة من الاستثمارات والإطلاقات إلى التزام السعودية بقيادة التحول الرقمي وتعزيز الابتكار التقني، مما يجعلها وجهة عالمية للاستثمار في التقنيات المستقبلية.


مقالات ذات صلة

كيف يعيد الذكاء الاصطناعي صياغة مفهوم السلامة الحضرية للمدن؟

خاص تؤدي استراتيجية المدينة الآمنة الشاملة إلى انخفاض ملحوظ في الخسائر البشرية والمادية وتحسين استخدام الموارد وتعزيز جودة الحياة (شاترستوك)

كيف يعيد الذكاء الاصطناعي صياغة مفهوم السلامة الحضرية للمدن؟

يعزز الذكاء الاصطناعي السلامة الحضرية في المدن من خلال تحسين إدارة المرور وتعزيز الأمن العام والاستجابة للطوارئ.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يمكنك حماية بياناتك وخصوصيتك وملفاتك من تدريبات نماذج اللغة الكبيرة المعروفة

الخصوصية في محادثات الذكاء الاصطناعي... تحت المجهر

في عصر يشهد فيه الذكاء الاصطناعي انتشارا واسعا، تزداد المخاوف المتعلقة بخصوصية البيانات. وتثير نماذج اللغة الكبيرة مثل «غوغل جيميناي» و«تشات جي بي تي»

خلدون غسان سعيد (جدة)
تكنولوجيا لوحة مفاتيح متطورة للألعاب الإلكترونية

لوحة مفاتيح متطورة للألعاب الإلكترونية

عندما يتعلق الأمر بلوحات المفاتيح، يبحث اللاعبون دائماً عن ميزة، أو عن جماليات أفضل.

جايسون كاتشو ( واشنطن)
تكنولوجيا سماعات الرأس "فوكس إيه 5 برو"

سماعات بذكاء اصطناعي عازل للضجيج وطقم يحوّل الهاتف إلى نظام للتصوير

إليكم جهازين جديدين. عزل «ذكي» للضجيج * تصمم سماعات الرأس «فوكس إيه 5 برو» الجديدة بتقنيات الإلغاء التكيفي للضوضاء التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى…

غريغ إيلمان (واشنطن)
علوم لوحة تصويرية لعائلة انسان الكهوف في منطقة لابالم في فرنسا في عصور ما قبل التاريخ

روابط مشتركة مثيرة للدهشة بين الأوروبيين والمغاربيين القدماء

كشفت دراسة رائدة عن أن الصيادين الأوروبيين أبحروا عبر البحر الأبيض المتوسط إلى شمال أفريقيا قبل أكثر من 8 آلاف عام.

د. وفا جاسم الرجب (لندن)

التلسكوب جيمس ويب يرصد مجرة في لحظة محورية من عمر الكون المبكر

هكذا رصد التليسكوب جيمس ويب المجرة المسماة (جيدز-جي.إس-زد13-1) على الحال التي كانت عليها بعد حوالي 330 مليون سنة من الانفجار العظيم (رويترز)
هكذا رصد التليسكوب جيمس ويب المجرة المسماة (جيدز-جي.إس-زد13-1) على الحال التي كانت عليها بعد حوالي 330 مليون سنة من الانفجار العظيم (رويترز)
TT

التلسكوب جيمس ويب يرصد مجرة في لحظة محورية من عمر الكون المبكر

هكذا رصد التليسكوب جيمس ويب المجرة المسماة (جيدز-جي.إس-زد13-1) على الحال التي كانت عليها بعد حوالي 330 مليون سنة من الانفجار العظيم (رويترز)
هكذا رصد التليسكوب جيمس ويب المجرة المسماة (جيدز-جي.إس-زد13-1) على الحال التي كانت عليها بعد حوالي 330 مليون سنة من الانفجار العظيم (رويترز)

اكتشف علماء باستخدام التلسكوب جيمس ويب الفضائي مجرة عتيقة وبعيدة تقدم دليلا على حدوث فترة انتقالية مهمة أخرجت الكون المبكر من «عصوره المظلمة» في وقت أسبق عما كان يُعتقد.

وقال الباحثون إن التلسكوب، الذي يعود بالزمن عبر النظر في مسافات كونية شاسعة، رصد المجرة المسماة (جيدز-جي.إس-زد13-1) على الحال التي كانت عليها بعد حوالي 330 مليون سنة من الانفجار العظيم الذي وقع قبل حوالي 13.8 مليار سنة. وعلى سبيل المقارنة، يبلغ عمر الأرض نحو 4.5 مليار سنة.

ويُعتقد أن الكون شهد تمددا ونموا سريعين في جزء من الثانية بعد الانفجار العظيم. وبعد أن برد بدرجة كافية، حدثت فترة تُسمى عصور الظلام الكوني عندما كان الكون الوليد مغلفا بضباب كثيف من غاز الهيدروجين في حالة محايدة كهربائيا. وتلت ذلك فترة تُعرف بعصر إعادة التأين عندما بدأ الكون في البريق. وحصل التلسكوب ويب على أدلة على أن المجرة (جيدز-جي.إس-زد13-1)، إحدى أقدم المجرات المعروفة، انتقلت إلى هذا العصر.

وقال يوريس ويتستوك عالم الفيزياء الفلكية من مركز فجر الكون بجامعة كوبنهاجن ومعهد نيلز بور «في (جيدز-جي.إس-زد13-1)، أكد التلسكوب ويب وجود إحدى أبعد المجرات المعروفة حتى الآن». وويتستوك أحد المعدين الرئيسيين للدراسة المنشورة في دورية (نيتشر) العلمية. وأضاف ويتستوك «على عكس أي مجرة بعيدة أخرى مشابهة، تُظهر هذه المجرة بصمة واضحة للغاية تشير إلى احتوائها على مصدر قوي للغاية للأشعة فوق البنفسجية عالية الطاقة، وأنها بدأت عملية إعادة التأين في وقت مبكر غير متوقع».

سؤال بلا إجابة

يُطلق على الفترة التي تشكلت فيها النجوم والثقوب السوداء والمجرات الأولى في الكون اسم فجر الكون. وخلال تشكلها، غيّرت الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة منها كيمياء غاز الهيدروجين المتعادل في عملية تُسمى إعادة التأين، ما سمح للأشعة فوق البنفسجية بالتسرب، ما أدى فعليا إلى «إضاءة» الكون.

وقال كيفن هينلاين عالم الفيزياء الفلكية في مرصد ستيوارد بجامعة أريزونا «كان الكون، بعد الانفجار العظيم، خليطا من الهيدروجين والهيليوم والمادة المظلمة التي تبرد تدريجيا. وفي النهاية، أصبح الكون معتما تماما للأشعة فوق البنفسجية عالية الطاقة. كان الهيدروجين يطفو في حالة محايدة، أي إن كل ذرة هيدروجين صغيرة كانت مرتبطة بإلكترون». وهينلاين معد مشارك للدراسة.

وأضاف هينلاين «لكن مع بدء تشكل النجوم والمجرات الأولى من غاز الكون المبكر هذا، بدأت الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من النجوم الحديثة والثقوب السوداء الهائلة المتنامية بفصل الإلكترونات عن ذرات الهيدروجين المتعادلة. وعلى مدى مئات الملايين من السنين، تحول الكون من معتم إلى ضوء شفاف ثم إلى ضوء يحمل أشعة فوق بنفسجية، وهو ما نحن عليه الآن».

وقال الباحثون إن الضوء الذي اكتشفه التلسكوب ويب في هذه المجرة ربما يكون مصدره تشكل النجوم بقوة في نواة المجرة، أو وجود ثقب أسود فائق الكتلة ينمو في قلب المجرة ويلتهم المواد المحيطة، أو مزيجا من هذين العاملين. ويبلغ عرض هذه المجرة حوالي 230 سنة ضوئية، أي أصغر بمئات المرات من مجرة درب التبانة. والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة واحدة، أي 9.5 تريليون كيلومتر.

وبدأ التلسكوب ويب، الذي أطلقته ناسا في 2022 وبدأ تشغيله في 2023، في إتاحة فهم أعمق للكون المبكر. ولم يرصد التلسكوب سوى أربع مجرات يعود تاريخها إلى ما قبل هذه المجرة بقليل، بما في ذلك المجرة التي تحمل الرقم القياسي الحالي، والتي رُصدت بعد 294 مليون سنة من الانفجار العظيم. ولم تُظهر هذه المجرات أي دليل على إعادة التأين.

وذُهل الباحثون عندما اكتشفوا أن المجرة (جيدز-جي.إس-زد13-1) أظهرت مثل هذا الدليل، في صورة فقاعة كبيرة من الهيدروجين المؤين المحيطة بها، لأنه كان من المعتقد أن إعادة التأين بدأت بعد ملايين السنين.

وقال ويتستوك «أثبتت العديد من القياسات المستقلة أن إعادة التأين لم تكتمل إلا بعد أن بلغ عمر الكون حوالي مليار سنة، أي بعد 700 مليون سنة من عمر هذه المجرة، مما يضع هذه المجرة على الأرجح في بداية عصر إعادة التأين. ويُعد التوقيت الدقيق لبداية ذلك العصر أحد أهم الأسئلة التي لم تُجب بعد في علم الكونيات».