قمة «محللي الأمن» في إندونيسيا تناقش أخطر التهديدات السيبرانية في الشرق الأوسط

خبراء «كاسبرسكي»: أكثر من 3 ملايين تهديد ويب في السعودية بين يوليو وسبتمبر 2024

شارك في القمة مئات الخبراء والباحثين في مجال الأمن السيبراني من حول العالم (الشرق الأوسط)
شارك في القمة مئات الخبراء والباحثين في مجال الأمن السيبراني من حول العالم (الشرق الأوسط)
TT

قمة «محللي الأمن» في إندونيسيا تناقش أخطر التهديدات السيبرانية في الشرق الأوسط

شارك في القمة مئات الخبراء والباحثين في مجال الأمن السيبراني من حول العالم (الشرق الأوسط)
شارك في القمة مئات الخبراء والباحثين في مجال الأمن السيبراني من حول العالم (الشرق الأوسط)

استضافت جزيرة بالي الإندونيسية، أمس، مؤتمر «قمة محلّلي الأمن (SAS 2024)»، وهو حدث سنوي يجمع كبار باحثي أمن تكنولوجيا المعلومات والجهات القانونية العالمية والأكاديميين والمسؤولين الحكوميين. وقد سلط الحدث الذي حضرته «الشرق الأوسط» ونظمته شركة «كاسبرسكي» الضوء على التطورات الحاسمة في مشهد التهديدات السيبرانية العالمية، مركزاً على جوانب مختلفة من الدفاع السيبراني، بما في ذلك البرمجيات الخبيثة، والثغرات الأمنية في الأجهزة، والهجمات المتطورة التي تشنها الهجمات المتقدمة المستمرة (APTs). كانت لهذه النتائج تداعيات كبيرة على مناطق مثل الشرق الأوسط، وخاصةً المملكة العربية السعودية، التي تشهد تحولاً رقمياً سريعاً.

تطور «حصان طروادة» (بايب ماجيك)

ناقشت القمة ظهور «حصان طروادة» (بايب ماجيك/ PipeMagic) الذي تم اكتشافه في الأصل في آسيا في عام 2022. وقد أصبح هذا البرنامج الخبيث مصدر قلق كبير في عام 2024، بعد أن توسع نطاقه لمهاجمة مؤسسات داخل المملكة العربية السعودية بحسب باحثي «كاسبرسكي». يستغل هذا البرنامج الاعتماد المتزايد على التطبيقات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، وخاصة الأدوات الشهيرة مثل «شات جي بي تي» ChatGPT. ويوضح الخبراء أن «حصان طروادة» (بايب ماجيك) يتم تمويهه بشكل تطبيق «ChatGPT» شرعي، مما يخدع المستخدمين لتثبيت برامج خبيثة تمكّن المهاجمين من الوصول غير المصرح به وسرقة بيانات الاعتماد واختراق الشبكات.

يمثل اتجاه «بايب ماجيك» PipeMagic نحو المملكة العربية السعودية أهمية كبيرة، كما صرح لـ«الشرق الأوسط» سيرغي لوزكين، الباحث الأمني الرئيسي في «كاسبرسكي»، نظراً لتركيز المملكة على التحول الرقمي في إطار «رؤية 2030».

سيرغي لوزكين الباحث الأمني الرئيسي في «كاسبرسكي» متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (الشرق الأوسط)

ويشرح لوزكين أن «بايب ماجيك» يستغل التطبيقات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي ويبرز بالتالي تقدم مجرمي الإنترنت في استغلالهم لهذه التقنيات الحديثة. ويوضح تأثير البرنامج الخبيث، قائلاً: «استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي كطُعم للبرمجيات الخبيثة يشير إلى فهم أعمق لسلوك المستخدمين وقدرة على استغلال البيئات الرقمية الناشئة».ويضيف: «يجعل هذا البرنامج الخبيث خطيراً بشكل خاص على المؤسسات في الشرق الأوسط التي تدمج الذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية بشكل متزايد في عملياتها».

أظهر تحليل «كاسبرسكي» أن «بايب ماجيك» يعمل من خلال «هيكل معياري»، مما يجعله قابلاً للتكيف مع سيناريوهات الهجوم المختلفة. ويقول لوزكين إن هذه المعيارية تُمكّن المهاجمين من تفعيل قدرات محددة مثل تسجيل النقرات على لوحة المفاتيح، وسرقة بيانات الاعتماد، والتحكم عن بعد بالأجهزة، حسب الهدف. ويعد لوزكين أنه مع اكتشاف أكثر من 3 ملايين تهديد ويب في السعودية بين يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول) 2024 مما أثر على 15 في المائة من المستخدمين، يتضح أن المنطقة تظل هدفاً رئيسياً للحملات السيبرانية المتقدمة. وينصح لوزكين المؤسسات في السعودية بإعطاء الأولوية لحلول استخبارات التهديد المعتمدة على الذكاء الاصطناعي للكشف عن التهديدات مثل «بايب ماجيك»والتصدي لها في مراحلها المبكرة.

ثغرات رقائق «يونيسوك»... المخاطر والتداعيات

تم أيضاً في مؤتمر SAS 2024 اكتشاف ثغرات في رقائق «يونيسوك» ( Unisoc system-on-chip) وهي ثغرات لها تداعيات كبيرة على الأجهزة المحمولة وشبكات الاتصالات. تسمح هذه الثغرات للمهاجمين باستغلال قنوات الاتصال داخل الأجهزة، مما يؤدي إلى اختراق أمن الجهاز أو تنفيذ تعليمات برمجية ضارة. يتم استخدام رقائق «يونيسوك» في مجموعة واسعة من الأجهزة، بدءاً من الهواتف الذكية إلى البنية التحتية للاتصالات في الأسواق الناشئة، بما في ذلك الشرق الأوسط.

وأوضح إيفغيني جونشاروف، رئيس فريق الاستجابة للهجمات في أنظمة البنى التحتية في «كاسبرسكي»، أن التحديات المتعلقة بأمان رقائق «يونيسوك» تتطلب نهجاً مزدوجاً، أي معالجة كل من تصميم الأجهزة وبنية البرمجيات. وأضاف: «بينما تعد التحديثات البرمجية ضرورية، فإنها وحدها لا يمكنها معالجة المخاطر المتعلقة بالأجهزة، خاصة في المناطق التي تتمتع باختراق عالٍ للأجهزة المحمولة مثل الشرق الأوسط».

ينصح جونشاروف بإجراء تقييمات أمنية منتظمة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لتعزيز المرونة السيبرانية. وتقول «كاسبرسكي» إن هذه الثغرات تسلط الضوء على الحاجة إلى إجراءات استباقية، في الدول الخليجية، وخاصة في السعودية، حيث من المتوقع أن تنمو الخدمات الرقمية بشكل كبير في إطار «رؤية 2030».

يوجين كاسبرسكي المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة خلال افتتاح قمة محللي الأمن في إندونيسيا (الشرق الأوسط)

استهداف قطاع العملات الرقمية عالمياً

اكتسبت مجموعة «لازاروس» ( Lazarus) سمعة سيئة بسبب هجماتها البارزة على القطاعات المالية، مع الحملة الأخيرة التي تستهدف المستثمرين في العملات الرقمية على مستوى العالم. وخلال مؤتمر SAS 2024، قدم باحثو «كاسبرسكي» تفاصيل عن كيفية استغلال «لازاروس» لـ«ثغرة يوم الصفر» (zero - day) في متصفح «غوغل كروم» لاختراق أجهزة المستخدمين وسرقة بيانات محافظ العملات الرقمية. كانت هذه الهجمة جزءاً من حملة أوسع، حيث استخدمت موقعاً زائفاً للعبة عملات رقمية لخداع المستخدمين لتنزيل برامج تجسس.

تم استخدام برمجية «Manuscrypt malware»، وهي أداة تستخدمها «لازاروس» منذ فترة طويلة، في هذه الحملة. تمتاز هذه البرمجية بتنوعها، حيث استخدمت في أكثر من 50 هجمة كبيرة منذ عام 2013. في الهجمة الأخيرة، اعتمدت «لازاروس» على الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء عناصر موقع واقعية، بما في ذلك الصور والمواد الترويجية، لزيادة مصداقية الموقع الزائف. وعلق بوريس لارين، الخبير الأمني الرئيسي في «كاسبرسكي»، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «يظهر استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في حملة (لازاروس) قدرة المهاجمين على الابتكار والتكيف، مما يجعل آلية تسليم البرامج الضارة أكثر إقناعاً وصعوبة في الكشف».

ويحذر خبراء «كاسبرسكي» من خطورة وصول هذه البرمجة الخبيثة لتطول المستثمرين في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد انتشاراً في استثمارات العملات الرقمية، ناصحين هؤلاء بتنزيل التطبيقات من المتاجر الرسمية وعدم استخدام روابط غير موثوقة.

كما يشدد لارين على الحاجة إلى تحسين توعية المستخدمين، وتعزيز التوثيق المتعدد العوامل، والتحديثات المنتظمة للبرمجيات والأجهزة لتقليل المخاطر.

قمة محللي الأمن حدث سنوي يجمع كبار باحثي أمن تكنولوجيا المعلومات والجهات القانونية العالمية والأكاديميين والمسؤولين الحكوميين (الشرق الأوسط)

مشهد التهديدات السيبرانية في السعودية

أظهرت بيانات «كاسبرسكي» من الربع الثالث لعام 2024 أن السعودية احتلت المرتبة 127 عالمياً من حيث انتشار تهديدات الويب. تشمل تهديدات الويب المواقع الضارة التي تستغل ثغرات المتصفح أو تستخدم تقنيات الهندسة الاجتماعية لخداع المستخدمين لتنزيل البرامج الضارة.

أما بالنسبة للتهديدات المحلية فقد تم الإبلاغ عن أكثر من 4.6 مليون إصابة محلية خلال الفترة نفسها، مما أثر على 17 في المائة من المستخدمين وجعل السعودية تحتل المرتبة 118 عالمياً. تنتشر التهديدات المحلية أساساً عبر الوسائط القابلة للإزالة، والملفات المصابة، والمثبتات المعقدة. تبرز هذه التهديدات الحاجة إلى تدابير أمان أقوى، مثل التعامل الآمن مع محركات USB وغيرها من الوسائط القابلة للإزالة.

توضح هذه المعدلات المرتفعة للتهديدات عبر الإنترنت والمحلية المخاطر السيبرانية المتزايدة التي يواجهها المستخدمون في السعودية، مما يؤكد أهمية اتباع نهج قوي متعدد الجوانب للأمن السيبراني.

تعزيز المرونة السيبرانية في السعودية وخارجها

شددت المناقشات في SAS 2024 على الحاجة الملحة لتعزيز تدابير الأمن السيبراني في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مع التركيز على السعودية بعدّها منطقة رئيسية، نظراً لتحولها الرقمي السريع في إطار «رؤية 2030». وأوصت «كاسبرسكي» بعدة استراتيجيات لتعزيز دفاعات الأمن السيبراني:

- اعتماد حلول استخبارات التهديدات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي للكشف عن التهديدات المعقدة والتصدي لها بشكل أكثر فاعلية.

- تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لمشاركة المعرفة، وتطوير الدفاعات، وتحسين قدرات الاستجابة.

- تنفيذ تدابير أمان متعددة الطبقات، بما في ذلك التحديثات المنتظمة، والحماية القوية ضد الهجمات غير المتصلة، والمراقبة المستمرة للبنية التحتية الرقمية.

ومع استمرار التحول الرقمي في عدة دول خليجية، سيكون من الضروري تعزيز الأمن السيبراني من خلال التقنيات المتقدمة، والاستثمارات الاستراتيجية، والشراكات عبر القطاعات لبناء نظام رقمي مرن قادر على مواجهة التهديدات المستقبلية.


مقالات ذات صلة

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

يوميات الشرق إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
تكنولوجيا شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد شاشة تسجيل الوصول في مكتب «إنفيديا» في أوستن بتكساس (أ.ف.ب)

«إنفيديا» تتفوق على توقعات الأرباح مع ترقب المستثمرين للطلب على رقائق «بلاكويل» للذكاء الاصطناعي

أعلنت شركة «إنفيديا»، يوم الأربعاء، عن زيادة في أرباحها ومبيعاتها في الربع الثالث مع استمرار الطلب على رقائق الكمبيوتر المتخصصة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا  الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

 الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

طلبت الحكومة الأميركية، الأربعاء، من القضاء إجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»، في إجراء يهدف لمكافحة الممارسات الاحتكارية المتّهم بارتكابها عملاق التكنولوجيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك بهدف تكوين صورة بصرية ذات معنى لمشهد ما تقوم أعيننا بسلسلة من الحركات السريعة المنسقة (رويترز)

خلل بسيط في حركة العين قد يشير إلى إصابتك بألزهايمر

تبرز مؤخراً طريقة جديدة للكشف المبكر عن مرض ألزهايمر ترتبط بالاستماع إلى حركة عيون المرضى عبر ميكروفونات في آذانهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
TT

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة

تنتهي اليوم فعاليات مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» (Microsoft Ignite) السنوي في مدينة شيكاغو الأميركية، بحضور تجاوز 14 ألف زائر، الذي استعرضت «مايكروسوفت» خلال أيامه الثلاثة أكثر من 80 خدمة ومنتجاً وميزة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي بخدمة الموظفين

طوّرت الشركة خدمة «مايكروسوفت 365 كوبايلوت» (Microsoft 365 Copilot) الخاصة بالشركات، مقدمة «أفعال كوبايلوت» (Copilot Actions) التي تسمح بأتمتة المهام اليومية في مجال العمل بأوامر بسيطة، مثل الحصول على ملخص اجتماعات «تيمز» (Teams) في ذلك اليوم أو إعداد التقارير الأسبوعية أو تلخيص ما الذي يجب القيام به حسب الرسائل الواردة إلى بريد المستخدم والاجتماعات التي حدثت قبل عودته من إجازته السنوية، وغيرها.

 

 

«عملاء مايكروسوفت»

كشفت الشركة كذلك ميزة «عملاء مايكروسوفت» (Microsoft Agents) التي تسمح بالبحث في ملفات الشركة وتحليلها والإجابة على أسئلة الموظفين أو العملاء بكل خصوصية، وتلخيص النتائج بهدف تسريع اتخاذ قرارات العمل. وتعمل هذه الميزة في خدمة «شيربوينت» (SharePoint) لكل شركة.

 

 

 

المترجم الفوري

ويمكن لعميل ذكاء اصطناعي اسمه «المترجم الفوري» (Interpreter) ترجمة محادثات الاجتماعات المرئية في «تيمز» بهدف كسر الحواجز اللغوية والتركيز على جوهر الاجتماع، مع القدرة على محاكاة صوت المستخدم بلغة الطرف الثاني. ويمكن لعميل ذكي آخر اسمه «المُيَسِّر» (Facilitator) تلخيص اجتماعات «تيمز» وأتمتة إدارة المشاريع عبر جميع مراحلها. كما يستطيع بعض عملاء الذكاء الاصطناعي مساعدة الموظفين على حلّ مشاكلهم التقنية دون الحاجة للعودة إلى قسم الدعم الفني، والإجابة على أسئلتهم المتعلقة بسياسات الشركة والموارد البشرية والمشتريات، وغيرها.

الذكاء الاصطناعي رفيق المبرمجين

ولتسهيل تضمين تقنيات الذكاء الاصطناعي في برامج الشركات والأفراد، تقدم «مايكروسوفت» ما تسميه بـ«مسبك آجور للذكاء الاصطناعي» (Azure AI Foundry) الذي يوفر مجموعة برمجية للذكاء الاصطناعي وبوابة لتطوير عملاء الذكاء الاصطناعي.

وتوفر هذه المجموعة البرمجية أكثر من 25 قالباً مسبق الإعداد (Template) للذكاء الاصطناعي تسمح بتطوير تطبيقات مدعومة بهذه التقنية وتبسيط عملية البرمجة ونشرها عبر منصات «غيتهاب» (Github) و«فيجوال ستوديو» (Visual Studio) و«كوبايلوت ستوديو» (Copilot Studio). وتسمح البوابة للمبرمجين اكتشاف خدمات وأدوات ونماذج ذكاء اصطناعي تناسب احتياجاتهم واحتياجات الشركات التي يعملون لديها.

حماية المستخدمين

حذّرت «مايكروسوفت» أن عدد الهجمات الإلكترونية التي تستهدف سرقة كلمات السرّ قد ارتفع خلال آخر 3 أعوام من 579 إلى أكثر من 7000 هجمة في كل ثانية، مع مضاعفة العدد في آخر سنة، ما يضع سبل الحماية التقليدية في موضع لا يسمح لها اللحاق بتقدم القراصنة.

مبادرة المستقبل الآمن

هذا الأمر يتطلب إعادة تطوير عملية حماية المستخدمين، ما دفع الشركة إلى إطلاق «مبادرة المستقبل الآمن» (Secure Future Initiative) التي طلبت من 34000 مهندس العمل على أكبر مشروع للأمن الرقمي بتاريخ البشرية وتطوير مقاومة البرامج ونظم التشغيل وأجهزة المستخدمين لطوفان الهجمات الرقمية الذي تتسارع وتيرته في كل يوم.

وكشفت كذلك عن عملها على تطوير «مايكروسوفت سيكيوريتي إكسبوجر مانجمنت» (Microsoft Security Exposure Management) الذي يقوم بتحليل آلية تواصل الأجهزة المختلفة والبيانات والهوية الرقمية والشبكات، بعضها مع بعض، داخل بيئة العمل واكتشاف العلاقات بينها وعرض مسار الاختراقات الممكنة لأي قرصان إلكتروني، وذلك لاكتشاف نقطة الضعف في البيئة المعقدة التي يمكن للقراصنة الدخول منها، وتوقع هدفهم وتتبع المسار المفترض لهم عبر الأجهزة المختلفة للوصول إلى الهوية الرقمية أو البيانات الحساسة، ومن ثم حماية ذلك المسار بشكل استباقي على صعيد سدّ الثغرات في الأجهزة أو البرامج أو نظام التشغيل أو الشبكة، وغيرها من العوامل الأخرى. كما يستطيع هذا المشروع التأكد من سلامة الاحتياطات الأمنية للفريق التقني داخل الشركة.

وأطلقت الشركة نظام «مايكروسوفت سيكيوريتي كوبايلوت» (Microsoft Security Copilot) المدعوم بالذكاء الاصطناعي للقيام بالوظائف الأمنية باستخدام الذكاء الاصطناعي بكل سلاسة وسهولة، حيث أظهرت الدراسات انخفاض معدل مدة حلّ المشاكل الأمنية لدى استخدام هذا النظام بنحو 30 في المائة.

أجهزة الذكاء الاصطناعي

واستعرضت الشركة أول جهاز من فئته، مصنوع خصيصاً للاتصال بأمان مع خدمة «ويندوز 365» السحابية، اسمه «ويندوز 365 لينك» (Windows 365 Link).

الجهاز بسيط وآمن، وسيتم إطلاقه في أبريل (نيسان) 2025 المقبل، بسعر 349 دولاراً أميركياً، ويسمح للمستخدمين بالعمل بأمان مع نظام التشغيل «ويندوز» السحابي بكل سرعة وموثوقية.

ولا يقوم الجهاز بتخزين أي بيانات داخله، ولا يقوم بتثبيت أي برامج فيه، مع تقديم وحدة معالجة للذكاء الاصطناعي مدمجة فيه لتسريع التفاعل مع البيانات والحصول على النتائج بكل سلاسة.

 

تحليل علوم الأرض

وعلى الصعيد نفسه، تعاونت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» مع «مايكروسوفت» لتطوير أداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي اسمها «كوبايلوت الأرض» (Earth Copilot) تهدف إلى تبسيط عملية تحليل البيانات المرتبطة بعلوم الأرض التي تجمعها الأقمار الاصطناعية الخاصة بـ«ناسا». وسيتم نشر هذه البيانات المعقدة للجميع بهدف مشاركة المعلومات المهمة مع العلماء والباحثين والطلاب والمدرسين وصناع السياسات وعموم الناس.

وستستخدم الوكالة خدمة «آجور أوبين إيه آي» (Azure OpenAI Service) لتذليل العقبات التقنية وتمكين المجموعات المختلفة للمستخدمين من التفاعل مع البيانات العلمية لكوكب الأرض، ما يدل على الأبواب التي يفتحها الذكاء الاصطناعي لتسهيل وتبسيط عملية التعليم والبحث وتحليل مجموعات البيانات الضخمة في المجالات العلمية وسنّ السياسات، وفي مجالات الزراعة والتخطيط الحضري والاستجابة في حالات الكوارث، وغيرها.

ويمكن زيارة الموقع من هذا الرابط: www.earthdata.nasa.gov/dashboard