«سيسكو» لـ«الشرق الأوسط»: كل وظيفة تقريباً ستتحول بواسطة الذكاء الاصطناعي

عبد الإله النجاري المدير العام لشركة «سيسكو» في منطقة الخليج والمشرق العربي متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (سيسكو)
عبد الإله النجاري المدير العام لشركة «سيسكو» في منطقة الخليج والمشرق العربي متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (سيسكو)
TT

«سيسكو» لـ«الشرق الأوسط»: كل وظيفة تقريباً ستتحول بواسطة الذكاء الاصطناعي

عبد الإله النجاري المدير العام لشركة «سيسكو» في منطقة الخليج والمشرق العربي متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (سيسكو)
عبد الإله النجاري المدير العام لشركة «سيسكو» في منطقة الخليج والمشرق العربي متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (سيسكو)

تشهد منطقة الخليج العربي زيادة كبيرة في الاستثمار بالذكاء الاصطناعي، مدفوعة باستراتيجيات التحول الرقمي الوطني والرؤى الطموحة، حسب عبد الإله النجاري مدير عام شركة «سيسكو» في منطقة الخليج والمشرق العربي. وخلال حديثه الخاص لـ«الشرق الأوسط»، على هامش معرض «جايتكس» في دبي، يقدّم النجاري نظرة شاملة حول جهود شركته لتمكين الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال بنية تحتية قوية، وتأمين تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتطوير بيئات عمل جاهزة للمستقبل.

عبد الإله النجاري المدير العام لشركة «سيسكو» في منطقة الخليج والمشرق العربي متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (سيسكو)

ويؤكد النجاري أنه «لا يمكن تحقيق بنية تحتية أو استراتيجية للذكاء الاصطناعي من دون وجود بنية تحتية فعلية». ويشرح: «لا وجود للذكاء الاصطناعي دون شبكات، وقوة حوسبة، ومراكز بيانات، وبيانات». هذا التصريح يعكس نهج «سيسكو» الذي يدور حول تمكين الذكاء الاصطناعي من خلال توفير البنية التحتية اللازمة لدعم المبادرات الواسعة للذكاء الاصطناعي.

تركز شركة «سيسكو» على ابتكارات رئيسية، مثل إطلاق شرائح «G2-100» و«B2-100» التي تدعم سرعات تصل إلى 800 غيغابت على الشبكة. صُممت هذه التطورات لضمان عمل نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل فعّال مع تحسين تدفق البيانات عبر الشبكة. ويوضح النجاري أن توفير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي هو الخطوة الأولى، مما يبرز الدور الأساسي لحلول الشبكات من «سيسكو» في النظام البيئي للذكاء الاصطناعي.

تأمين الذكاء الاصطناعي... استراتيجية ثنائية المسار

مع استمرار دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف الوظائف التجارية، يصبح الأمن أمراً بالغ الأهمية. ويقول النجاري إن «سيسكو» تعتمد على استراتيجية «ثنائية المسار» لتأمين الذكاء الاصطناعي، التي تشمل «تأمين الذكاء الاصطناعي» و«الأمن المدعوم بالذكاء الاصطناعي». يركز الأول على تأمين البنية التحتية التي يعمل فيها الذكاء الاصطناعي، لضمان حماية البيانات الحساسة من الاختراقات، بينما يستخدم الثاني الذكاء الاصطناعي نفسه لتعزيز التدابير الأمنية، مما يسمح لخوارزميات الذكاء الاصطناعي بالكشف عن التهديدات والرد عليها بشكل أسرع من المحللين البشر.

ويعد استحواذ «سيسكو» على منصة تحليل البيانات «سبلانك» (Splunk) استكمالاً لاستراتيجيتها في تأمين الذكاء الاصطناعي. ومن خلال دمج قدرات «سبلانك» (Splunk) مع بيانات شبكة «سيسكو»، يتم إنشاء نظام أكثر قوة للكشف عن التهديدات الأمنية والتنبؤ بها. ويذكر النجاري خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «سيسكو» تستخدم ميزات مدعومة بالذكاء الاصطناعي في حلولها الأمنية لتأمين البنية التحتية للعملاء.

تهدف «سيسكو» من دمج الذكاء الاصطناعي في حلولها ليتوافق مع توقعات السوق السعودية (شاترستوك)

يسلط النجاري أيضاً الضوء على حل «هايبر شيلد» (HyperShield) من «سيسكو»، الذي يمتد عبر الشبكة، ويعمل كجدار حماية على كل منفذ. ويقول إن «هايبر شيلد» يشبه وجود «جدار حماية في كل منفذ». يهدف هذا الحل الأمني المدعوم بالذكاء الاصطناعي إلى تسهيل مراقبة البيانات والتحكم فيها، وضمان الحماية على جميع مستويات الوصول.

تقدُّم منطقة الخليج والتحديات

يكشف مؤشر جاهزية الذكاء الاصطناعي من «سيسكو» أن 95 في المائة من المؤسسات في المنطقة قد طورت استراتيجيات للذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، لا تزال البنية التحتية لتنفيذ هذه الاستراتيجيات غير كافية. فعلى سبيل المثال، 98 في المائة من المنظمات في السعودية لديها استراتيجية للذكاء الاصطناعي قيد التنفيذ أو قيد التطوير. ويظهر أن 12 في المائة فقط من المنظمات المحلية السعودية مجهزة بالكامل حالياً بالبنية الأساسية اللازمة لتلبية أحمال عمل الذكاء الاصطناعي. ويبيّن المؤشر كذلك أن 82 في المائة من الشركات تخطط للاستثمار في رفع مهارات الموظفين الحاليين في مجال الذكاء الاصطناعي. ويُرد ذلك إلى أن 71 في المائة من الشركات قالت إنها تتبنى الذكاء الاصطناعي بمستوى متوسط ​​إلى مرتفع.

تتمثل حلول «سيسكو» لهذه التحديات في إنشاء مراكز بيانات جاهزة للذكاء الاصطناعي، تتميز بالمرونة والقابلية للتطوير لتلبية احتياجات الأعمال المختلفة. ويصف النجاري حلول مراكز البيانات بالمعيارية التي صُممت بالتعاون مع شركتي «إنفيديا» (Nvidia) و«إيه إم دي» (AMD). تهدف هذه الحلول إلى تسهيل عملية الدمج السلسة للشركات في مختلف مراحل تبني الذكاء الاصطناعي.

«ويبكس» هو تطبيق متعدد الوظائف لمكالمات الفيديو والصوت الجماعية لسطح المكتب من «سيسكو» (شاترستوك)

الذكاء الاصطناعي في العمليات اليومية

مع استمرار العمل عن بُعد كجزء أساسي من الأعمال الحديثة، تقوم «سيسكو» بدمج الذكاء الاصطناعي في أدوات التعاون مثل «ويبكس» (WebEx). ويوضح عبد الإله النجاري أن الحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي تتيح العمل من أي مكان، من خلال ميزات مثل الترجمة الفورية (التي لا تتوفر حالياً باللغة العربية)، وملخّصات الاجتماعات، وإبرازات الفيديو، وكلها تهدف إلى تعزيز الإنتاجية وتجربة المستخدم.

كما يشير إلى التحدي المتمثل في دمج الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل التي تختلف مستوياتها من حيث النضج الرقمي. ويقول: «الذكاء الاصطناعي يتكيّف مع الاحتياجات المختلفة للأفراد بناءً على احتياجاتهم وبنيتهم التحتية»، مضيفاً أن التكنولوجيا يجب أن تكون متعددة الاستخدامات لتلبية الاستخدامات المتنوعة.

تطوير المهارات لسد فجوة المواهب

يعترف عبد الإله النجاري بأن المنطقة تواجه تحديات كبيرة في تطوير المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يتوقع إنشاء 92 مليون وظيفة جديدة بواسطة الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم. ويقول: «سيتم تحويل كل وظيفة تقريباً بواسطة الذكاء الاصطناعي». ومع ذلك، لا تزال العديد من المؤسسات تعمل على تحسين مهاراتها لمواكبة تطورات الذكاء الاصطناعي.

ويتجلى التزام «سيسكو» من خلال مجموعة متنوعة من المبادرات، بما في ذلك «أكاديمية سيسكو للشبكات»، أحد أقدم برامج تحويل مهارات تكنولوجيا المعلومات إلى وظائف في العالم، التي تتعاون مع مؤسسات تعليمية في جميع أنحاء العالم لتمكين المهنيين والطلاب من إنشاء قوة عاملة مقاومة للمستقبل. ومنذ إنشاء «أكاديمية سيسكو للشبكات» في دول مجلس التعاون الخليجي، قامت «سيسكو» بتدريب أكثر من 506000 شخص على مهارات تكنولوجيا المعلومات. تتضمن الأكاديمية الآن مساراً للذكاء الاصطناعي، مما يساعد المشاركين على اكتساب المهارات اللازمة للنجاح في سوق العمل المدفوع بالذكاء الاصطناعي.

تنفيذ مسؤول للذكاء الاصطناعي

يختتم النجاري حديثه لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أهمية التنفيذ المسؤول للذكاء الاصطناعي، ويقول: «نحتاج إلى أن نكون مسؤولين مع الذكاء الاصطناعي»، مشيراً إلى أنه على الرغم من الفوائد العديدة للذكاء الاصطناعي، فإنه يقدم تحديات أخلاقية يجب التعامل معها.

تسعى «سيسكو» إلى أن تقود مسار تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي، مع الالتزام بالمعايير الأخلاقية والتنظيمية. فمع استمرار تبني منطقة الخليج للذكاء الاصطناعي، فإن التزام «سيسكو» بالبنية التحتية، والأمن، وتطوير المواهب؛ يضعها كلاعب رئيسي في التحول الرقمي المستمر.


مقالات ذات صلة

ما الاختراق القادم في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يتوقعه رئيس «أوبن إيه آي»؟

تكنولوجيا سام ألتمان رئيس شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

ما الاختراق القادم في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يتوقعه رئيس «أوبن إيه آي»؟

توقع سام ألتمان، رئيس شركة «أوبن إيه آي»، أن يكون الإنجاز الكبير التالي نحو تحقيق ذكاء اصطناعي فائق القدرة هو اكتساب هذه الأنظمة «ذاكرة لا نهائية، ومثالية».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شعار شركة «أوبن إيه آي» في رسم توضيحي (رويترز)

حمّى الذكاء الاصطناعي... مليارات الدولارات تُعيد تشكيل صناعة التكنولوجيا

يشهد قطاع التكنولوجيا العالمي أضخم موجة استثمارية في تاريخه الحديث؛ إذ تحولت حمى الذكاء الاصطناعي من مجرد ابتكارات برمجية إلى معركة وجودية على البنية التحتية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم المفوض الأوروبي السابق تييري بروتون (أ.ف.ب)

تنديد أوروبي بفرض واشنطن حظر تأشيرات على شخصيات أوروبية

أدانت المفوضية الأوروبية ومسؤولون في الاتحاد الأربعاء بشدة العقوبات الأميركية المفروضة على خمس شخصيات أوروبية ذات صلة بتنظيم قطاع التكنولوجيا

«الشرق الأوسط» (بروكسل )
الاقتصاد علما الصين والولايات المتحدة على لوحة دوائر مزودة برقائق أشباه موصلات (رويترز)

أميركا تؤجل فرض رسوم جمركية على الرقائق الصينية إلى منتصف 2027

تعتزم ​الولايات ‌المتحدة فرض رسوم جمركية جديدة ⁠على ‌الرقائق ‍المستوردة ‍من ‍الصين، والتي ⁠لا تخضع لأي رسوم حالياً، لكنها ستؤجل التطبيق إلى منتصف 2027.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شعار شركة «وارنر براذرز سكاي دانس» خلال مهرجان كان ليونز الدولي للإبداع في مدينة كان الفرنسية (رويترز)

«وارنر براذرز» تراجع عرض استحواذ معدل من «باراماونت» بقيمة 40 مليار دولار

أعلنت شركة الإعلام والترفيه الأميركية «وارنر براذرز ديسكفري» تلقيها عرض استحواذ معدلاً وغير مرغوب فيه من شركة «باراماونت سكاي دانس».


الصين تصدر مسوّدة قواعد لتنظيم الذكاء الاصطناعي المحاكي للتفاعل البشري

امرأة في معرض حول الذكاء الاصطناعي وعالم الإنترنت بمقاطعة جيجيانغ الصينية (رويترز)
امرأة في معرض حول الذكاء الاصطناعي وعالم الإنترنت بمقاطعة جيجيانغ الصينية (رويترز)
TT

الصين تصدر مسوّدة قواعد لتنظيم الذكاء الاصطناعي المحاكي للتفاعل البشري

امرأة في معرض حول الذكاء الاصطناعي وعالم الإنترنت بمقاطعة جيجيانغ الصينية (رويترز)
امرأة في معرض حول الذكاء الاصطناعي وعالم الإنترنت بمقاطعة جيجيانغ الصينية (رويترز)

أصدرت هيئة الفضاء الإلكتروني الصينية، اليوم (السبت)، مسودة ​قواعد لتشديد الرقابة على خدمات الذكاء الاصطناعي المصممة لمحاكاة الشخصيات البشرية والتفاعل العاطفي مع المستخدمين.

وتؤكد هذه الخطوة ما تبذله بكين من جهود للسيطرة على الانتشار السريع لخدمات ‌الذكاء الاصطناعي ‌المقدمة للجمهور ‌من ⁠خلال ​تشديد معايير ‌السلامة والأخلاقيات.

وستطبق القواعد المقترحة على منتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي المقدمة للمستهلكين في الصين، والتي تعرض سمات شخصيات بشرية وأنماط تفكير وأساليب تواصل تتم محاكاتها، وتتفاعل ⁠مع المستخدمين عاطفياً من خلال النصوص ‌أو الصور أو الصوت أو الفيديو، أو غيرها من الوسائل.

وتحدد المسودة نهجاً تنظيمياً يلزم مقدمي الخدمات بتحذير المستخدمين من الاستخدام المفرط، وبالتدخل عندما تظهر على المستخدمين ​علامات الإدمان.

وبموجب هذا المقترح، سيتحمل مقدمو الخدمات مسؤوليات ⁠السلامة طوال دورة حياة المنتج، ووضع أنظمة لمراجعة الخوارزميات وأمن البيانات وحماية المعلومات الشخصية.

وتحدد هذه الإجراءات الخطوط الحمراء للمحتوى والسلوك، وتنص على أنه يجب ألا ينشئ مقدمو الخدمات محتوى من شأنه تهديد الأمن القومي، أو نشر الشائعات، أو الترويج ‌للعنف أو الفحشاء.


ما الاختراق القادم في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يتوقعه رئيس «أوبن إيه آي»؟

سام ألتمان رئيس شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)
سام ألتمان رئيس شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)
TT

ما الاختراق القادم في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يتوقعه رئيس «أوبن إيه آي»؟

سام ألتمان رئيس شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)
سام ألتمان رئيس شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

توقع سام ألتمان، رئيس شركة «أوبن إيه آي»، أن يكون الإنجاز الكبير التالي نحو تحقيق ذكاء اصطناعي فائق القدرة هو اكتساب هذه الأنظمة «ذاكرة لا نهائية، ومثالية».

وقد ركزت التطورات الأخيرة التي حققها مبتكر «تشات جي بي تي»، بالإضافة إلى منافسيه، على تحسين قدرات الذكاء الاصطناعي على الاستدلال، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

لكن في حديثه ضمن بودكاست، قال ألتمان إن التطور الذي يتطلع إليه بشدة هو قدرة الذكاء الاصطناعي على تذكر «كل تفاصيل حياتك»، وأن شركته تعمل على الوصول إلى هذه المرحلة بحلول عام 2026.

شرح ألتمان: «حتى لو كان لديك أفضل مساعد شخصي في العالم... فلن يستطيع تذكر كل كلمة نطقت بها في حياتك».

وأضاف: «لا يمكنه قراءة كل وثيقة كتبتها. ولا يمكنه الاطلاع على جميع أعمالك يومياً، وتذكر كل تفصيل صغير. ولا يمكنه أن يكون جزءاً من حياتك إلى هذا الحد. ولا يوجد إنسان يمتلك ذاكرة مثالية لا متناهية».

وأشار ألتمان إلى أنه «بالتأكيد، سيتمكن الذكاء الاصطناعي من فعل ذلك. نتحدث كثيراً عن هذا الأمر، لكن الذاكرة لا تزال في مراحلها الأولى جداً».

تأتي تصريحاته بعد أسابيع قليلة من إعلانه حالة طوارئ قصوى في شركته عقب إطلاق «غوغل» لأحدث طراز من برنامج «جيميناي».

وصفت «غوغل» برنامج «جيميناي 3» بأنه «عهد جديد من الذكاء» عند إطلاقها تطبيق الذكاء الاصطناعي المُحدّث في نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث حقق النموذج نتائج قياسية في العديد من اختبارات الأداء المعيارية في هذا المجال.

قلّل ألتمان من خطورة التهديد الذي يمثله مشروع «جيميناي 3»، مدعياً ​​أن ردّ شركة «أوبن إيه آي» الحازم على المنافسة الجديدة ليس بالأمر غير المألوف.

وقال: «أعتقد أنه من الجيد توخي الحذر، والتحرك بسرعة عند ظهور أي تهديد تنافسي محتمل».

وتابع: «حدث الشيء نفسه لنا في الماضي، حدث ذلك في وقت سابق من هذا العام مع (ديب سيك)... لم يكن لـ(جيميناي 3) التأثير الذي كنا نخشى أن يحدث، ولكنه حدد بعض نقاط الضعف في منتجاتنا واستراتيجيتنا، ونحن نعمل على معالجتها بسرعة كبيرة».

يبلغ عدد مستخدمي «تشات جي بي تي» حالياً نحو 800 مليون، وفقاً لبيانات «أوبن إيه آي»، وهو ما يمثل نحو 71 في المائة من حصة سوق تطبيقات الذكاء الاصطناعي. ويقارن هذا الرقم بنسبة 87 في المائة في الفترة نفسها من العام الماضي.


5 طرق مُدهشة لاستخدام الذكاء الاصطناعي

5 طرق مُدهشة لاستخدام الذكاء الاصطناعي
TT

5 طرق مُدهشة لاستخدام الذكاء الاصطناعي

5 طرق مُدهشة لاستخدام الذكاء الاصطناعي

أُحبّذ دفع الذكاء الاصطناعي نحو مزيد من التميّز. فعندما تكون مساعدات الذكاء الاصطناعي أقل رتابة وأكثر جرأة، فإنها تُحفّزني على إعادة التفكير وتُشجّعني على إعادة النظر في أفكاري.

أساليب غير تقليدية

لذا، طلبتُ من ألكسندرا صموئيل، إحدى أكثر مُجرّبات الذكاء الاصطناعي جرأةً التي أعرفها، أن تُشاركني نصائحها وأساليبها غير التقليدية خلال زيارتها الأخيرة لنيويورك قادمةً من فانكوفر.

ألكسندرا، التي تكتب عن الذكاء الاصطناعي في صحيفة «وول ستريت جورنال» ومجلة «هارفارد بزنس ريفيو»، فاجأتني بحجم جهودها في هذا المجال. فقد وصفت كيف أنشأت أكثر من 200 برنامج أتمتة، وكيف بنت قاعدة بيانات شخصية للأفكار تُساعدها على صياغة رسائل البريد الإلكتروني التسويقية.

أما أغرب أساليبها؟ فهو استخدام تطبيق «سونو» لتوليد أغانٍ لشرح المفاهيم المُعقّدة. ويستكشف بودكاستها الجديد المفعم بالحيوية «أنا + فيف Me + Viv»، علاقتها غير المألوفة مع مساعد ذكاء اصطناعي درّبته ليكون بمنزلة مدربها وشريكها. وهي تُجري مقابلات مع مُشكّكين في الذكاء الاصطناعي.

نصائح لتوظيف الذكاء الاصطناعي

وإليكم خمس نصائح من ألكسندرا:

1. استخدم «سونو Suno» لتحويل الكلمات إلى موسيقى جذابة.

* ما «سونو»؟ منصة لتوليد الموسيقى بالذكاء الاصطناعي لإنشاء أغانٍ مخصصة. تستخدم أليكس «سونو» بكثرة لإنشاء أغانٍ لبودكاستها عن الذكاء الاصطناعي، وتعده أداةً لسرد القصص أكثر من كونه مجرد أداة لإنشاء الموسيقى. وتقول: «أشبه بقرد يلعب بآلة قمار. من المعتاد أن أُنشئ الأغنية نفسها 50 أو 100 مرة، وربما حتى 200 مرة».

تساعدها هذه العملية التكرارية على الوصول إلى النسخة المثالية. وتقول إن «سونو» يواجه صعوبة في التبديل بين الأصوات الذكورية والأنثوية، أو الأنماط الموسيقية، أو اللغات في أثناء غناء الأغنية. وتقترح أليكس استخدام كلماتك الخاصة مع «سونو» للحصول على نتائج أفضل من الاعتماد على خاصية توليد الكلمات المدمجة.

جرّبه في: تحويل المقالات أو الإعلانات إلى أغانٍ ترويجية قصيرة؛ أو إنشاء شروحات موسيقية جذابة؛ أو إنشاء أغنية للاشتراك في النشرة الإخبارية.

* بديلٌ آخر توصي به: العمل بشكل تكراري مع مساعد ذكاء اصطناعي مثل«كلود» Claude لتطوير كلمات الأغاني التي تستوردها بعد ذلك إلى «سونو».

* بدائل اخرى: Udio، ElevenLabs Music.

مركز مرن وسهل للإنتاجية

2. «كودا» Coda. أنشئ مركز إنتاجيتك الخاص.

* ما «كودا Coda»؟ أداة برمجية لإنشاء مستندات وقواعد بيانات مخصصة. لقد كتبتُ سابقاً عن مدى التقليل من شأن Coda كبديل لأدوات مفيدة أخرى مثل Notion وAirtable.

تصف أليكس «كودا» بأنه مركز شامل يمكنك من خلاله بناء أدواتك الخاصة. وتجعله ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة أسهل استخداماً وأكثر مرونة. استخدمت أليكس «كودا» لتصميم «آلة عرض الأفكار» الخاصة بها، وهي نظام متطور لتتبع القصص.

لديها جدول واحد في آلة عرض الأفكار يحتوي على جميع أفكار قصصها. وجدول آخر في «كودا» يحتوي على جميع المنشورات التي تكتب هي لها، مع أسماء المحررين ومعلومات الاتصال بهم.

بضغطة زر في «كودا»، يمكنها دمج عدة أفكار قصص في مسودة واحدة على جي ميل مع تحديث حقول التتبع وتواريخ المتابعة تلقائياً. استغرق الإعداد بعض الوقت، لكنه يوفر لها الآن الكثير من الوقت.

لمن صُمم «كودا»؟ توصي أليكس باستعماله للمستخدمين المتقدمين الذين يستمتعون بالتجربة التقنية.

* جرّبه في: تتبع أفكار المشاريع والحملات، وإدارة قاعدة بيانات العملاء، أو إنشاء رسائل البريد الإلكتروني أو رسائل «سلاك» تلقائياً.

* بدائل اخرى: Notion, Airtable, Google Workspace, Obsidian.

إنشاء فيديوهات اجتماعية

3. «كاب كات». CapCut إنشاء فيديوهات اجتماعية بمساعدة الذكاء الاصطناعي.

* ما «كاب كات»؟ منصة لتحرير الفيديو مزودة بميزات الذكاء الاصطناعي.

تستخدم أليكس «كاب كات»، بالإضافة إلى نصوص Python مخصصة، لإنشاء فيديوهات موسيقية لمنصات «إنستغرام» و«يوتيوب» و«تيك توك». وتقول إن لديها مشاعر مختلطة تجاه «كاب كات» بسبب ملكية TikTok/ByteDance له، لكنها تعتمد عليه حالياً. وهي تعمل على نظام لمزامنة ظهور الترجمة على الشاشة مع لحظة سماع كلمات الأغنية.

* جرّبه في: إنشاء فيديوهات أنيقة مع ترجمة مكتوبة لوسائل التواصل الاجتماعي، أو لتحويل ملفات البودكاست إلى فيديوهات.

* بدائل اخرى: Captions, Descript، أو Kapwing.

الوثائق والمستندات

4. «كلاود + بروتوكول سياق النموذج إم سي بي» Claude + MCP... ربط الذكاء الاصطناعي بمستنداتك.

* ما «كلاود+ بروتوكول سياق النموذج إم سي بي»؟ هو مساعد ذكاء اصطناعي متصل بقواعد بيانات وأدوات خارجية عبر بروتوكول سياق النموذج Model Context Protocol (MCP).

تتيح خوادم MCP ربط المواقع والتطبيقات بمنصات الذكاء الاصطناعي. وهكذا ربطت أليكس حسابها على منصة «كودا» ببرنامج «كلاود».

والآن بعد الربط، تستطيع أليكس طرح أسئلة بسيطة على «كلاود»، الذي يمكنه بدوره البحث عن معلومات في مستنداتها على «كودا».

تقول ألكسندرا: «بإمكاني ببساطة إجراء محادثة مع (كلاود)، مثلاً: مرحباً (كلاود)، لقد تحدثتُ للتو مع محرر. يبحث عن مقالات حول خصوصية البيانات. هل يمكنك الاطلاع على مستندي على (كودا) ومعرفة أفكار القصص التي قد تكون ذات صلة؟». وتؤكد ألكسندرا أهمية الاعتبارات الأمنية: يجب على الصحافيين الذين يغطون مواضيع حساسة تجنب هذا النوع من سير العمل التجريبي إذا كانوا يحمون معلومات من مصادر مجهولة.

تؤكد ألكسندرا أهمية مراعاة الجوانب الأمنية: يجب على الصحافيين الذين يغطون مواضيع حساسة تجنب هذا النوع من سير العمل التجريبي إذا كانوا يحمون معلومات من مصادر مجهولة.

* جرّبه في: الاستعلام عن قواعد البيانات المعقدة، والعثور على أعمال سابقة ذات صلة بالمشاريع الجديدة، وتحليل الأنماط في مستنداتك، ودمج مصادر بيانات متعددة لاستخلاص رؤى قيّمة.

* بدائل أخرى: موصل Google Drive في Claude أو ChatGPT؛ أو إعداد مخصص لـ NotebookLM.

إنجاز المهمات بسرعة

5. «كلاود كود Claude Code»: قلّل من العمل المتكرر.

* ما «كلاود كود»؟ مساعد برمجة مدعوم بالذكاء الاصطناعي يعمل محلياً على جهاز الكمبيوتر الخاص بك، ويساعد المطورين على كتابة التعليمات البرمجية بشكل أسرع، كما يساعد غير المبرمجين على إنجاز المهام التقنية باستخدام توجيهات اللغة الطبيعية. يمكنك استخدامه لتنظيم الملفات على حاسوبك المحمول، أو إنشاء برامج Python النصية، أو تصميم تطبيقات أو ألعاب تفاعلية صغيرة.

على الرغم من تدريبه المحدود في البرمجة، فقد كتبت الكسندرا نحو 200 برنامج Python نصي باستخدام «كلاود كود». وقد ساعدت نصوص ألكسندرا البرمجية في دمج ملفات PDF وإنشاء ترجمات مُرمّزة زمنياً للفيديوهات. كما استخدمت «كلاود كود». لإنشاء إضافة خاصة بها لمتصفح «فايرفوكس» لتطبيق تتبع مالي.

* جرّبه في: معالجة الملفات دفعة واحدة، أو تحويل البيانات، أو إنشاء إضافات للمتصفح لحل مشكلاتك الخاصة.

- مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».

Your Premium trial has ended