شاهد... «سبايس إكس» تستعيد لأول مرة الطبقة الأولى من صاروخها العملاق «ستارشيب»

صورة لـ«ستارشيب» في محطة بوكا تشيكا الأميركية (أ.ف.ب)
صورة لـ«ستارشيب» في محطة بوكا تشيكا الأميركية (أ.ف.ب)
TT

شاهد... «سبايس إكس» تستعيد لأول مرة الطبقة الأولى من صاروخها العملاق «ستارشيب»

صورة لـ«ستارشيب» في محطة بوكا تشيكا الأميركية (أ.ف.ب)
صورة لـ«ستارشيب» في محطة بوكا تشيكا الأميركية (أ.ف.ب)

تمكنت «سبايس إكس»، المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، اليوم (الأحد)، من استعادة الطبقة الأولى من صاروخها الضخم «ستارشيب»، بعد رحلة تجريبية استمرت قرابة 9 دقائق، في خطوة أولى قد تمثل خطوة حاسمة نحو إعادة استخدام هذا القاذف الثقيل.

وقبل أن تصل طبقة «سوبر هيفي» (Super Heavy) إلى الأرض، نجحت أذرع ميكانيكية مثبتة على برج الإطلاق، بالإطباق حولها وشلّت حركتها، بحسب مقطع فيديو بثّته الشركة.

وكتبت الشركة، عبر حسابها على منصة «إكس»: «(ميكاتزيلا) أمسكت بطبقة التعزيز (سوبر هيفي)» بعد رحلة تجريبية ناهزت مدتها 9 دقائق، في إشارة إلى التسمية المتداولة لبرج الإطلاق الخاص بالمركبة.

وبحسب «رويترز»، يُفترض في نهاية تطوير هذا الصاروخ، وهو الأكبر والأقوى في العالم، استعادة طبقتيه لإعادة استخدامهما بعد كل رحلة. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تمكين «سبايس إكس» من زيادة عمليات إطلاق المركبات بسرعة أكبر، وبتكلفة أدنى.

كما تطمح الشركة إلى استخدام «ستارشيب» لاستعمار المريخ.

ويثير تطوير المركبة الفضائية اهتماماً كبيراً لدى وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) التي تعوّل عليها لاستخدامها في مشاريع إعادة روادها إلى سطح القمر.

وانطلقت هذه الرحلة التجريبية الخامسة لمركبة «ستارشيب» عند الساعة 12:20 (بتوقيت غرينيتش) من قاعدة ستاربايس الفضائية، التابعة للشركة في أقصى جنوب ولاية تكساس في الولايات المتحدة.

ويتكون الصاروخ من طبقة أولى تسمى «سوبر هيفي» (Super Heavy)، تعلوها المركبة الفضائية «ستارشيب» التي تعطي اسمها للقاذفة بأكملها.

ويبلغ طول طبقة «سوبر هيفي» وحدها نحو 70 متراً، فيما الصاروخ الكامل طوله 120 متراً.

خلال كل رحلة، تنفصل «سوبر هيفي» عن المركبة بعد دفعها باستخدام 33 محركاً قوياً. وطيلة المرحلة السابقة، كانت هذه الطبقة الصاروخية تنهي رحلتها في البحر، لكن «سبايس إكس» نجحت هذه المرة في إعادتها إلى منصة الإطلاق من التجربة الأولى لهذه المناورة الدقيقة، بعد نحو 9 دقائق من الإقلاع.

وقبل أن تصل «سوبر هيفي» إلى الأرض، أطبقت أذرع ميكانيكية مثبّتة على برج الإطلاق على هذه الطبقة الصاروخية وشلّت حركتها.

وكتبت الشركة: «أمضى مهندسو (سبايس إكس) سنوات في التحضير لمحاولة الالتقاط». وأشارت إلى أن فنّييها كرّسوا «عشرات آلاف الساعات» بهدف «إنشاء البنية التحتية اللازمة لتعظيم فرص نجاحنا».

مناورة محفوفة بالمخاطر

من جانبها، ستواصل «ستارشيب» رحلتها حتى الهبوط في المحيط الهندي. وكانت المركبة قد هبطت للمرة الأولى بنجاح في هذا المحيط خلال الرحلة التجريبية السابقة قبل 4 أشهر.

وأظهرت صور، بثّتها حينها كاميرات مثبتة داخل المركبة، طبقة من البلازما البرتقالية عند عودتها من الفضاء، بسبب احتكاكها بالغلاف الجوي. وكانت قطع منها قد تحطمت تحت الضغط.

وقالت «سبايس إكس»، بعد ذلك، إنها أجرت «إصلاحاً شاملاً للدرع الحرارية» في المركبة، من خلال تركيب قطع من «الجيل الجديد».

خلافات

توظف «سبايس إكس» موارد طائلة لاستخدامها في عملية تطوير «ستارشيب»، وأطلقت الشركة نماذج أولية من دون حمولة، من أجل تصحيح المشكلات التي تواجهها المركبة في ظروف التحليق الحقيقية.

وفي الأسابيع الأخيرة، اشتكت الشركة علناً من البطء في عمل هيئة تنظيم الطيران الأميركية (إف إيه إيه)، المسؤولة عن تراخيص الطيران.

وقالت «سبايس إكس»، في بيان طويل غير مألوف، أصدرته الشهر الماضي، إن «إكمال الإجراءات الإدارية اللازمة للحصول على ترخيص لإطلاق صاروخ يستغرق وقتاً أطول من تصميم وبناء المعدات نفسها».

وكان إيلون ماسك، الذي تحوّل على مرّ السنين نحو اليمين، وبات يجاهر بدعم دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 5 نوفمبر (تشرين الثاني)، قد دعا رئيس هيئة الطيران الفيدرالية إلى الاستقالة.

وتواجه «سبايس إكس» أيضاً اتهامات بتلويث البيئة، خصوصاً بفعل كميات الماء الهائلة التي تُسكب خلال كل عملية إطلاق لمركبة «ستارشيب» عند إشعال المحركات، من أجل تخفيف الموجات الصوتية، وبالتالي الحد من الاهتزازات.

وتمت إضافة هذا النظام بعدما دمرت الرحلة التجريبية الأولى، في أبريل (نيسان) 2023، جزءاً من منصة الإطلاق بفعل قوة الإقلاع، ما أدى إلى قذف الحطام وتَشكُّل سحابة من الغبار.

وتندد جمعيات بيئية كثيرة بالأضرار التي سبّبتها عمليات «سبايس إكس» على الأنواع الحيوانية، بفعل إقامة القاعدة الفضائية التابعة للشركة بجوار محمية بيئية.


مقالات ذات صلة

كانت تحدث مرة في العمر... لماذا تتكرر أضواء الشفق القطبي مؤخراً؟

يوميات الشرق أضواء الشفق القطبي أو كما تُعرف أيضاً بالأضواء الشمالية تضيء السماء في مقاطعة هالديماند بالقرب من هاميلتون بأونتاريو في كندا (رويترز)

كانت تحدث مرة في العمر... لماذا تتكرر أضواء الشفق القطبي مؤخراً؟

لقد أصبح ما كان في الماضي حدثاً يحدث مرة واحدة في العمر، أو يتطلب رحلة إلى الدائرة القطبية الشمالية، أكثر شيوعاً في العامين الماضيين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم «القزم الأبيض»... أول كوكب صخري يجري رصده وهو يدور حول نجم يشرف على نهايته (رويترز)

هلاك محقق للبشرية... كوكب صخري يرسم صورة للمستقبل البعيد للحياة على الأرض

يقدم أول كوكب صخري يجري رصده وهو يدور حول نجم يشرف على نهايته، ويسمى قزماً أبيض، لمحة عما قد يكون عليه كوكب الأرض بعد مليارات السنين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق سيبقى القمر الجديد في الفضاء من يوم 29 سبتمبر ولمدة شهرين تقريباً (إ.ب.أ)

علماء يتوقعون ظهور قمر ثانٍ حول الأرض خلال أيام

توقّعت مجموعة من العلماء ظهور قمر ثانٍ حول الأرض خلال أيام، مشيرة إلى أنه سيبقى لفترة وجيزة فقط.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كويكب (رويترز)

دراسة: الانفجار النووي يمكن أن ينقذ الأرض من الاصطدام بكويكب كبير

قال علماء أميركيون، في دراسة، إن القنابل النووية يمكن أن تنقذ كوكب الأرض في حالة ظهور كويكب هائل دون سابق إنذار قد يصطدم بالأرض.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا منظر يظهر مركبة الفضاء «سويوز» التي تحمل رواد فضاء (رويترز)

عودة رائدَي فضاء روسيين وثالثة أميركية بعد إقامة قياسية في محطة الفضاء الدولية

هبط رائدا فضاء روسيان ورائدة فضاء أميركية من وكالة «ناسا» في كازاخستان الاثنين بعد إقامتهم فترة قياسية في محطة الفضاء الدولية.

«الشرق الأوسط» (الماتي)

«تيك توك» يزيل أكثر من 200 مليون محتوى مخالف في 3 أشهر

مقاطع ممارسة «الكرومينغ» انتشرت بشكل واسع على «تيك توك» (رويترز)
مقاطع ممارسة «الكرومينغ» انتشرت بشكل واسع على «تيك توك» (رويترز)
TT

«تيك توك» يزيل أكثر من 200 مليون محتوى مخالف في 3 أشهر

مقاطع ممارسة «الكرومينغ» انتشرت بشكل واسع على «تيك توك» (رويترز)
مقاطع ممارسة «الكرومينغ» انتشرت بشكل واسع على «تيك توك» (رويترز)

كشف تطبيق «تيك توك» الشهير أنه أزال أكثر من 200 مليون محتوى في 3 أشهر، حيث عدّها غير مرغوبة، أو تكسر القوانين التي وضعها التطبيق، أو ضد الأطفال، أو تدعو للعنف.

وذكر مسؤولون في التطبيق «تيك توك» أن عملية المراقبة تجري من خلال الذكاء الاصطناعي بوصفه مرحلة أولى، ومن ثمَّ يوجد أكثر من 40 ألف موظف حول العالم، وبلغات مختلفة تصل إلى 70 لغة، لمراقبة المحتوى بهدف رصد جميع المحتوى المخالف والعنيف.

وفي زيارة لـ«الشرق الأوسط» إلى مركز الشفافية لتطبيق «تيك توك» في سنغافورة، بدأ أن التطبيق يستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل كبير لمراقبة جميع المحتوى الذي يجري تحميله عبر التطبيق أو البث المباشر بشكل سريع وفعال تحت اشتراطات محددة مسبقاً، والتي تصل إلى إلغاء بعض الحسابات التي تنشر محتوى عنيفاً أو أي محتوى يعد التطبيق مخالفاً لاشتراطاته.

شعار تطبيق «تيك توك» في ولاية كاليفورنيا (أ.ب)

ويحمل مركز الشفافية لتطبيق «تيك توك» على الحد من وصول بعض المحتوى للأطفال تحت اشتراطات معينة، وحسب الفئة العمرية التي تسمح أيضاً بمراقبة الآباء لجميع المحتوى الذي يصل لأبنائهم المراهقين من بين 13 إلى 16، ومن 16 إلى البلوغ 18 عاماً، للعمل على منع الوصول إلى محتوى لا يناسب المراهقين أو الأطفال.

كما يعمل التطبيق -وفق ما ذكره بعض المسؤولين في مركز الشفافية- على تحديث الاشتراطات والأنظمة والقوانين لحماية الأطفال والمراهقين، أو بث محتوى مخالف للأنظمة والاشتراطات التي وضعها.

وقال المسئولون إن هناك مجموعة من المعايير وقواعد السلوك المشتركة التي تساعدهم في الحفاظ على بيئة آمنة وشاملة؛ إذ تشجع على التفاعلات الحقيقية وإنشاء المحتوى الأصلي.

وذكروا أنهم يعملون على مراجعة إرشادات المجتمع وتحديثها بانتظام، لتتطور جنباً إلى جنب مع السلوكيات والمخاطر الجديدة، وأن الغاية هي توفير تجربة قوامها الأمان والترفيه.

وشددوا على أنهم لا يتأخرون في إزالة أي محتوى أو حسابات تنتهك إرشادات المجتمع، خصوصاً أن تقنية الإشراف الآلي عبر الذكاء الاصطناعي تهدف إلى تحديد المحتوى الذي يُنتهك، وذلك عبر الكلمات الرئيسية والصور والعناوين والأوصاف والصوت. وفي حال عدم العثور على أي انتهاك، تتاح الفيديوهات المُراجعة لعرضها على المنصة.

أما في حال العثور على انتهاك محتمل، فسيقوم نظام الإشراف الآلي إما بتمرير الفيديو إلى فرق السلامة لدينا لإجراء مزيد من المراجعة، وإما إزالته تلقائياً إذا كانت هناك درجة عالية من الثقة بأن المحتوى ينتهك إرشادات المجتمع حقاً، وتُجرى هذه الإزالة التلقائية متى كانت الانتهاكات المكتشفة شديدة الوضوح، مثل وجود عري أو أمور تهدد سلامة صغار السن.