«أوبن إيه آي» أطلقت نموذجاً جديداً للذكاء الاصطناعي التوليدي قادراً على «التفكير»

شعار «أوبن إيه آي» في هذه الصورة الملتقطة في 3 فبراير 2023 (رويترز)
شعار «أوبن إيه آي» في هذه الصورة الملتقطة في 3 فبراير 2023 (رويترز)
TT

«أوبن إيه آي» أطلقت نموذجاً جديداً للذكاء الاصطناعي التوليدي قادراً على «التفكير»

شعار «أوبن إيه آي» في هذه الصورة الملتقطة في 3 فبراير 2023 (رويترز)
شعار «أوبن إيه آي» في هذه الصورة الملتقطة في 3 فبراير 2023 (رويترز)

أطلقت شركة «أوبن إيه آي»، الخميس، نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الجديد «o1» القادر على التفكير والإجابة عن أسئلة أكثر تعقيداً، خصوصاً في مجال الرياضيات، وتأمل مبتكرة «تشات جي بي تي» من خلاله الحدّ من احتمالات الهلوسة التي تصيب أحياناً هذا النوع من البرامج.

وأكدت «أوبن إيه آي» في بيان نُشر عبر الإنترنت أن «(o1) يُفكّر قبل إعطاء الإجابة». ويُشكّل إطلاق هذا النموذج خطوة جديدة للشركة نحو تحقيق هدفها المتمثل في تطوير الذكاء الاصطناعي «العام»، أي الذكاء الاصطناعي المُشابه لذكاء البشر، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتوجّه رئيس «أوبن إيه آي»، سام ألتمان، عبر منصة «إكس» بالتهنئة إلى فرق عمل شركته على هذا «النموذج الجديد: الذكاء الاصطناعي القادر على التفكير بطريقة معقدة وعامة».

لكنّه أقرّ بأن هذه التكنولوجيا «لا تزال غير كاملة، ولا تزال محدودة، وتبدو أكثر إبهاراً عند استخدامها للمرة الأولى مما تبدو بعد استخدامها لمزيد من الوقت».

ووفّرت الشركة الإصدار التجريبي من «o1» بداية من الخميس، الذي سيكون متاحاً في مرحلة أولى لمن يستخدمون «تشات جي بي تي»، لقاء رسم مدفوع.

وأجرت «وكالة الصحافة الفرنسية» اختباراً لنموذج «o1» بطرح أسئلة منطقية بسيطة عليه، فحقق النتائج نفسها التي حققها «GPT-4o»، لكنه استغرق مزيداً من الوقت، وأعطى تفاصيل أكثر عن إجاباته، بدلاً من أن يولّدها على الفور تقريباً.

وثمة فارق آخر يتمثل في عدم قدرة النموذج الجديد في الوقت الراهن على معالجة أو إنشاء محتوى آخر غير النصوص.

استثمارات

ويأتي إطلاق «o1» في وقت تسعى شركة «أوبن إيه آي» إلى جمع اكتتابات ترفع قيمتها إلى نحو 150 مليار دولار، ما يجعلها واحدة من أغلى الشركات غير المدرجة في البورصة في العالم، وفقاً لوسائل إعلام أميركية.

وتشمل قائمة المستثمرين المكتتبين مجموعة «مايكروسوفت» وشركة «إنفيديا» العملاقة لتصنيع الرقائق. كذلك تداولت وسائل الإعلام أسماء جهات أخرى مثل مجموعة «أبل» التي تستخدم أصلاً تكنولوجيا الشركة الناشئة في نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي التوليدي، وشركة الأسهم الخاصة «ثرايف كابيتال»، وشركة «إم جي إكس» للاستثمار التكنولوجي التي أسّسها مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدِّمة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأدى طرح «أوبن إيه آي» برنامج «تشات جي بي تي» في نهاية عام 2022 إلى إطلاق تسابق في سيليكون فالي على ابتكار برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يستطيع إنتاج المحتوى بناءً على استعلام بسيط باللغة اليومية.

ومذّاك، تتنافس كل المجموعات التكنولوجية الكبرى، من «مايكروسوفت» إلى «غوغل» و«ميتا» (مالكة «فيسبوك» و«إنستغرام»)، على توفير الأدوات التي تهدف إلى مساعدة البشر في مهام الحياة اليومية، من كتابة الرسائل إلى التعليم والإبداع الفني.

لكنّ أدوات المساعدة هذه، القائمة على الذكاء الاصطناعي، لا تعدو كونها مجرّد آلات تتنبأ بشكل مقنع جدّاً بتسلسلات الكلمات أو بترتيب وحدات البكسل، ولكن من دون تفكير، وبالتالي من دون فهم الجمل أو الصور التي تولّدها.

من هنا، يلاحظ أحياناً أن هذه النماذج التي يتم تدريبها بواسطة كمّ ضخم من البيانات المأخوذة من الإنترنت، قد تهلوس من خلال اختراع وقائع ومعلومات غير دقيقة، وقد تجد صعوبة في حل مسائل رياضية بسيطة.

تصحيح الأخطاء

وأفادت «أوبن إيه آي» بأنها جرّبت نموذجها الجديد في مجال حل المسائل الرياضية أو إنتاج سطور من التعليمات البرمجية، مؤكدة أن «(o1) ينافس أداء الخبراء البشريين في عدد كبير من الاختبارات المعيارية التي تتطلب قدرة قوية على التفكير».

وأضافت أن «o1» حلّ «من بين أفضل 500 تلميذ» في مسابقة رياضيات للمدارس الثانوية الأميركية.

وشرحت «أوبن إيه آي» أن «(o1) يستخدم سلسلة من الأفكار، كما يفعل الإنسان الذي يمكنه التفكير وقتاً طويلاً، قبل الإجابة عن سؤال صعب».

وأوضحت أنه «يتعلّم التعرّف على أخطائه وتصحيحها، ويتعلّم تقسيم الخطوات الصعبة إلى خطوات أبسط، ويتعلم تجربة نهج مختلف عندما لا ينجح النهج الأولي».

ومع أن النموذج الجديد «يهلوس أقل» من سَلفه، «لا يمكن القول إن الهلوسة حُلَّت»، وفق الباحث في «أوبن إيه آي»، جيري تووريك، الذي أجرى موقع «ذي فيردج» المتخصص في التكنولوجيا مقابلة معه. وثمة مشكلة أخرى في النماذج الحالية وهي أنها أشبه بصناديق سوداء للمستخدمين.

وشددت الشركة الناشئة على أن النموذج الجديد يُمثّل تحسناً من حيث الأمان والتوافق مع القيم الإنسانية، لأن تفكيره أصبح «قابلاً للقراءة»، ويطبق قواعد الأمان بشكل أفضل.


مقالات ذات صلة

واشنطن: القوات الكورية الشمالية ستدخل الحرب ضد أوكرانيا «قريباً»

العالم الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يسير أمام عدد كبير من جنود بلاده (د.ب.أ)

واشنطن: القوات الكورية الشمالية ستدخل الحرب ضد أوكرانيا «قريباً»

أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اليوم (السبت) أن بلاده تتوقع أن آلافاً من القوات الكورية الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك «قريباً» في القتال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ريتشارد غرينيل الذي شغل منصب مدير المخابرات الوطنية (أ.ب)

ترمب يدرس تعيين مدير مخابرات سابق مبعوثاً خاصاً لأوكرانيا

يدرس الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب اختيار ريتشارد غرينيل الذي شغل منصب مدير المخابرات الوطنية مبعوثاً خاصاً للصراع بين روسيا وأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الولايات المتحدة​ سكوت بيسنت مؤسس شركة الاستثمار «كي سكوير غروب» يتحدث في مناسبة انتخابية للرئيس ترمب (رويترز)

ترمب يكشف عن مرشحيه لتولي وزارات الخزانة والعمل والإسكان

رشّح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، سكوت بيسنت، مؤسس شركة الاستثمار «كي سكوير غروب»، لتولي منصب وزير الخزانة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

قال مسؤول كبير في مجال الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة إن قراصنة إلكترونيين صينيين يتخذون مواطئ قدم في بنية تحتية خاصة بشبكات حيوية أميركية.

المشرق العربي الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

قال مسؤول دفاعي أميركي إن قائداً كبيراً بـ«حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية خلال حرب العراق، قُتل بسوريا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هل وصل الذكاء الاصطناعي إلى حدوده القصوى؟

لوغو تطبيق «شات جي بي تي» (رويترز)
لوغو تطبيق «شات جي بي تي» (رويترز)
TT

هل وصل الذكاء الاصطناعي إلى حدوده القصوى؟

لوغو تطبيق «شات جي بي تي» (رويترز)
لوغو تطبيق «شات جي بي تي» (رويترز)

هل وصلت نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى طريق مسدود؟ منذ إطلاق «تشات جي بي تي» قبل عامين، بعث التقدم الهائل في التكنولوجيا آمالاً في ظهور آلات ذات ذكاء قريب من الإنسان... لكن الشكوك في هذا المجال تتراكم.

وتعد الشركات الرائدة في القطاع بتحقيق مكاسب كبيرة وسريعة على صعيد الأداء، لدرجة أن «الذكاء الاصطناعي العام»، وفق تعبير رئيس «أوبن إيه آي» سام ألتمان، يُتوقع أن يظهر قريباً.

وتبني الشركات قناعتها هذه على مبادئ التوسع، إذ ترى أنه سيكون كافياً تغذية النماذج عبر زيادة كميات البيانات وقدرة الحوسبة الحاسوبية لكي تزداد قوتها، وقد نجحت هذه الاستراتيجية حتى الآن بشكل جيد لدرجة أن الكثيرين في القطاع يخشون أن يحصل الأمر بسرعة زائدة وتجد البشرية نفسها عاجزة عن مجاراة التطور.

وأنفقت مايكروسوفت (المستثمر الرئيسي في «أوبن إيه آي»)، و«غوغل»، و«أمازون»، و«ميتا» وغيرها من الشركات مليارات الدولارات وأطلقت أدوات تُنتج بسهولة نصوصاً وصوراً ومقاطع فيديو عالية الجودة، وباتت هذه التكنولوجيا الشغل الشاغل للملايين.

وتعمل «إكس إيه آي»، شركة الذكاء الاصطناعي التابعة لإيلون ماسك، على جمع 6 مليارات دولار، بحسب «سي إن بي سي»، لشراء مائة ألف شريحة من تصنيع «نفيديا»، المكونات الإلكترونية المتطورة المستخدمة في تشغيل النماذج الكبيرة.

وأنجزت «أوبن إيه آي» عملية جمع أموال كبيرة بقيمة 6.6 مليار دولار في أوائل أكتوبر (تشرين الأول)، قُدّرت قيمتها بـ157 مليار دولار.

وقال الخبير في القطاع غاري ماركوس «تعتمد التقييمات المرتفعة إلى حد كبير على فكرة أن النماذج اللغوية ستصبح من خلال التوسع المستمر، ذكاء اصطناعياً عاماً». وأضاف «كما قلت دائماً، إنه مجرد خيال».

- حدود

وذكرت الصحافة الأميركية مؤخراً أن النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو وكأنها وصلت إلى حدودها القصوى، ولا سيما في «غوغل»، و«أنثروبيك» (كلود)، و«أوبن إيه آي».

وقال بن هورويتز، المؤسس المشارك لـ«a16z»، وهي شركة رأسمال استثماري مساهمة في «أوبن إيه آي» ومستثمرة في شركات منافسة بينها «ميسترال»: «إننا نزيد (قوة الحوسبة) بالمعدل نفسه، لكننا لا نحصل على تحسينات ذكية منها».

أما «أورايون»، أحدث إضافة لـ«أوبن إيه آي» والذي لم يتم الإعلان عنه بعد، فيتفوق على سابقيه لكن الزيادة في الجودة كانت أقل بكثير مقارنة بالقفزة بين «جي بي تي 3» و«جي بي تي 4»، آخر نموذجين رئيسيين للشركة، وفق مصادر أوردتها «ذي إنفورميشن».

ويعتقد خبراء كثر أجرت «وكالة الصحافة الفرنسية» مقابلات معهم أن قوانين الحجم وصلت إلى حدودها القصوى، وفي هذا الصدد، يؤكد سكوت ستيفنسون، رئيس «سبيلبوك»، وهي شركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي القانوني التوليدي، أن «بعض المختبرات ركزت كثيراً على إضافة المزيد من النصوص، معتقدة أن الآلة ستصبح أكثر ذكاءً».

وبفضل التدريب القائم على كميات كبيرة من البيانات المجمعة عبر الإنترنت، باتت النماذج قادرة على التنبؤ، بطريقة مقنعة للغاية، بتسلسل الكلمات أو ترتيبات وحدات البكسل. لكن الشركات بدأت تفتقر إلى المواد الجديدة اللازمة لتشغيلها.

والأمر لا يتعلق فقط بالمعارف: فمن أجل التقدم، سيكون من الضروري قبل كل شيء أن تتمكن الآلات بطريقة أو بأخرى من فهم معنى جملها أو صورها.

- «تحسينات جذرية»

لكنّ المديرين في القطاع ينفون أي تباطؤ في الذكاء الاصطناعي. ويقول داريو أمودي، رئيس شركة «أنثروبيك»، في البودكاست الخاص بعالم الكمبيوتر ليكس فريدمان «إذا نظرنا إلى وتيرة تعاظم القدرات، يمكننا أن نعتقد أننا سنصل (إلى الذكاء الاصطناعي العام) بحلول عام 2026 أو 2027».

وكتب سام ألتمان الخميس على منصة «إكس»: «ليس هناك طريق مسدود». ومع ذلك، أخّرت «أوبن إيه آي» إصدار النظام الذي سيخلف «جي بي تي - 4».

وفي سبتمبر (أيلول)، غيّرت الشركة الناشئة الرائدة في سيليكون فالي استراتيجيتها من خلال تقديم o1، وهو نموذج من المفترض أن يجيب على أسئلة أكثر تعقيداً، خصوصاً في مسائل الرياضيات، وذلك بفضل تدريب يعتمد بشكل أقل على تراكم البيانات مرتكزاً بدرجة أكبر على تعزيز القدرة على التفكير.

وبحسب سكوت ستيفنسون، فإن «o1 يمضي وقتاً أطول في التفكير بدلاً من التفاعل»، ما يؤدي إلى «تحسينات جذرية».

ويشبّه ستيفنسون تطوّر التكنولوجيا باكتشاف النار: فبدلاً من إضافة الوقود في شكل بيانات وقدرة حاسوبية، حان الوقت لتطوير ما يعادل الفانوس أو المحرك البخاري. وسيتمكن البشر من تفويض المهام عبر الإنترنت لهذه الأدوات في الذكاء الاصطناعي.