من سرق الأضواء أكثر... «أبل آيفون 16» أم «هواوي Mate XT»؟

بدا إطلاق «هواوي» لهاتفها ثلاثي الطيات بمثابة تحدٍّ مباشر لـ«أبل» قبيل حدثها السنوي الكبير (الشرق الأوسط)
بدا إطلاق «هواوي» لهاتفها ثلاثي الطيات بمثابة تحدٍّ مباشر لـ«أبل» قبيل حدثها السنوي الكبير (الشرق الأوسط)
TT

من سرق الأضواء أكثر... «أبل آيفون 16» أم «هواوي Mate XT»؟

بدا إطلاق «هواوي» لهاتفها ثلاثي الطيات بمثابة تحدٍّ مباشر لـ«أبل» قبيل حدثها السنوي الكبير (الشرق الأوسط)
بدا إطلاق «هواوي» لهاتفها ثلاثي الطيات بمثابة تحدٍّ مباشر لـ«أبل» قبيل حدثها السنوي الكبير (الشرق الأوسط)

أسر حدث شركة «أبل» السنوي عالم التكنولوجيا مرة أخرى، ولم يكن الكشف عن «آيفون 16» استثناءً. الجهاز الذي يتميز بتصميم رائع وقدرات كاميرا محسنة وأداء محسن، عزز مكانة «أبل» كشركة رائدة في سوق الهواتف الذكية. ومع ذلك، لم يكن إطلاق «أبل» خالياً من المنافسة. قبيل الحدث بأيام، أثارت شركة «هواوي» الصينية ضجة مع طرح هاتفها الذكي ثلاثي الطيات «Mate XT»، بسعر يبلغ 2800 دولار، كان هدف «Mate XT» سرقة الأضواء بتصميمه المبتكر وميزاته المتطورة.

وقد أفاد موقع «هواوي» على الإنترنت بأكثر من 3.6 مليون طلب مسبق لهاتف «Mate XT». وشهد سوق الهواتف الذكية القابلة للطي نمواً بنسبة 57% على أساس سنوي في الربع الثاني من العام، مع شحن 3.9 مليون وحدة، وفقاً لشركة «IDC». ومع ذلك، لا تزال الهواتف القابلة للطي تشكل 1.3% فقط من إجمالي سوق الهواتف الذكية، مع شحن 292.2 مليون هاتف ذكي خلال الفترة نفسها.

تحدٍّ صريح ومباشر

رأى كثيرون أن الخطوة من جانب «هواوي» هي محاولة واضحة لتحدي هيمنة «أبل» في سوق الهواتف الذكية الفاخرة. كان التصميم ثلاثي الطي، وهو أمر نادر في صناعة الهواتف الذكية، يهدف إلى جذب الانتباه وتمييز «Mate XT» عن المنافسة.

وكأنه من خلال إطلاق الجهاز قبل حدث «أبل» مباشرة، سعت «هواوي» إلى إثارة الضجة وتحويل بعض التركيز بعيداً عن «iPhone 16».

وكما حظي «iPhone 16» بلا شك باهتمام كبير، فقد حظي «Mate XT» أيضاً بنصيبه العادل من العناوين الرئيسية والاهتمام على وسائل التواصل الاجتماعي. وضع التصميم الفريد للجهاز ونقطة السعر المرتفعة له كمنتج فاخر، يجذب المستهلكين الذين هم على استعداد لدفع علاوة مقابل التكنولوجيا المتطورة.

ومع ذلك، لا يزال تأثير إطلاق «هواوي» على «iPhone 16» غير واضح. في حين أن «Mate XT» ربما أثار بعض الضجة وحوّل الانتباه، فمن غير المرجح أن يؤثر بشكل كبير على نجاح «iPhone 16» بشكل عام. تستمر سمعة العلامة التجارية القوية لـ«أبل» وقاعدة العملاء المخلصين والنظام البيئي الواسع في منحها ميزة كبيرة في سوق الهواتف الذكية.

يضم نظام الكاميرا القوي في «آيفون 16» كاميرا «48MP Fusion» مع ميزة تقريب المسافات «2x» (رويترز)

نهجان متميزان لسوق الهواتف الذكية

بينما يركز هاتف شركة «أبل» الجديد على التحسين والأداء وتجربة المستخدم السلسة، تتبنى «هواوي» نهجاً أكثر خطورة؛ حيث تراهن على الابتكار والتصميم الفريد للتميز عن الآخرين.

لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت استراتيجية «هواوي» ستؤتي ثمارها أم لا، لكن هناك أمر واحد مؤكد؛ قد تشتد المنافسة بين «أبل» و«هواوي» فضلاً عن شركات تصنيع الهواتف الذكية الكبرى الأخرى، في السنوات المقبلة، فمن سينتصر؟ ما علينا سوى الانتظار.


مقالات ذات صلة

مسؤول في «بي دبليو سي» لـ«الشرق الأوسط»: السعودية تشهد تحولاً في الذكاء الاصطناعي

الاقتصاد رداد أيوب خلال حديثه إلى صحيفة «الشرق الأوسط» (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 00:44

مسؤول في «بي دبليو سي» لـ«الشرق الأوسط»: السعودية تشهد تحولاً في الذكاء الاصطناعي

قال الشريك في خدمات الأمن السيبراني لدى «بي دبليو سي الشرق»، رداد أيوب، إن السعودية تشهد تحولاً أساسياً في نهج استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد المهندس ماجد الشهري مدير عام الدراسات والمتحدث الرسمي لـ«سدايا» (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 01:17

متحدث «سدايا»: نتوقع زيادة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي بالسعودية إلى 20 مليار دولار

كشف المتحدث الرسمي للهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» المهندس ماجد الشهري عن تجاوز الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي بالمملكة 6 مليارات ريال.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد الأمين العام المؤسس لمنظمة التعاون الرقمي ديمة اليحيى تتحدث للحضور على هامش القمة العالمية للذكاء الاصطناعي (الشرق الأوسط)

السعودية تطلق أول مركز تميز دولي للذكاء الاصطناعي التوليدي

أعلنت منظمة التعاون الرقمي السعودية إطلاق مركز التميز الدولي للذكاء الاصطناعي التوليدي، بقيادة من السعودية، وذلك تماشياً مع تطلعات «رؤية 2030».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الدكتور أحمد الغامدي خلال حديثه مع صحيفة «الشرق الأوسط» (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 01:39

الغامدي لـ«الشرق الأوسط»: «سدايا» تتبنى 3 أسس لبناء قدرات الذكاء الاصطناعي

أكد المشرف على قطاع بناء القدرات في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» الدكتور أحمد الغامدي تبني المنشأة ثلاثة أسس تقوم ببناء القدرات عليها

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد بداية انطلاق القمة العالمية للذكاء الاصطناعي المقامة في الرياض (الشرق الأوسط) play-circle 00:41

السعودية ترفع سقف طموحات العالم في تقنية الذكاء الاصطناعي 

تُصر السعودية على مواصلة تطوير منظومة الذكاء الاصطناعي كأداة توسع نطاق القدرة البشرية دون أن تحل مكان الإنسان.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

هل ينجح الذكاء الاصطناعي في توقّع الزلازل؟

دمار ناتج عن زلزال في كاليفورنيا (أرشيف - رويترز)
دمار ناتج عن زلزال في كاليفورنيا (أرشيف - رويترز)
TT

هل ينجح الذكاء الاصطناعي في توقّع الزلازل؟

دمار ناتج عن زلزال في كاليفورنيا (أرشيف - رويترز)
دمار ناتج عن زلزال في كاليفورنيا (أرشيف - رويترز)

عندما ضرب زلزال بقوة 4.4 درجة مدينة لوس أنجليس في الثالث عشر من أغسطس (آب)، لم يكن الأمر مفاجأة للجميع. فقد تلقّى نحو مليون شخص من سكان كاليفورنيا تنبيهاً مبكراً على هواتفهم بأن زلزالاً وشيكاً قد يحدث.

كيف حدث ذلك؟ كان ذلك بفضل تطبيق «MyShake» الذي طُوّر حديثاً، والذي أنشأه باحثون في جامعة «كاليفورنيا بيركلي»، بالشراكة مع «مكتب خدمات الطوارئ» التابع لحاكم ولاية كاليفورنيا.

ويعتمد التطبيق على «بيانات دقيقة جداً عن حركة الهواتف عبر الساحل الغربي؛ من كاليفورنيا إلى ولاية واشنطن»، فحين يستشعر حركة متشابهة للهواتف بمواقع مختلفة في الوقت نفسه فإنه يرسل تنبيهات إلى الهواتف في المواقع المعنية باحتمالية وقوع زلزال فيها.

ونقلت صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية عن مدير «مختبر الزلازل» بجامعة «كاليفورنيا بيركلي» الذي ساعد في تطوير التطبيق، الدكتور ريتشارد ألين، قوله: «يُرسل التحذير قبل وقوع الزلزال بعشرات الثواني. قد يبدو الأمر وكأنه لا شيء، فما الفارق الذي يمكن أن تحدثه هذه الثواني حقاً للأشخاص؟ ولكن في مجال التنبّؤ بالزلازل، قد يكون الأمر مدهشاً مثله مثل اختراع الهاتف على سبيل المثال».

هل يمكن حقاً توقّع الزلازل بدقة؟

لسنوات عديدة، كانت فكرة القدرة على التنبّؤ بالزلزال أمراً مستبعداً. وكما كتبت عالمة الزلازل آلي هاتشيسون في مجلة «إم آي تي ​​تكنولوجي ريفيو»، فإن فكرة التنبؤ بالزلزال «كانت تُعدّ غير جادة حتى عام 2013، وكان يُنظر إليها على أنها ضرب من ضروب الخيال».

ولا يزال عديد من العلماء البارزين يعتقدون أن الأمر شبه مستحيل. ويقول عالم الجيوفيزياء في معهد «كاليفورنيا للتكنولوجيا»، توم هيتون: «لقد درست الزلازل لأكثر من 50 عاماً، ورأيت عديداً من الدراسات التي أجراها علماء أبلغوا عن ظواهر سابقة للزلازل الكبيرة. ووفقاً لخبرتي، لم يطور أحد نظاماً للتنبّؤ بالزلازل. هذا مجال مهم من الفيزياء غير مألوف في الغالب لعلماء الأرض».

وتاريخياً، كان علم التنبّؤ بالزلازل يُنظر إليه على أنه مزيج من الشعوذة والدجل.

وحتى اليابان، التي تُعد واحدة من أكثر مناطق العالم نشاطاً في مجال الزلازل، إلا أنها حذرة من المبالغة في الوعود بشأن توقّع هذه الزلازل.

فعندما ضرب زلزال بقوة 7.1 درجة الجزر الجنوبية للبلاد في وقت سابق من هذا الشهر، أصدرت «وكالة الأرصاد الجوية اليابانية» أول «تحذير من زلزال هائل» على الإطلاق، مشيرة إلى وجود احتمال «أعلى من المعتاد» لحدوث زلزال ثانٍ أقوى. لكن الوكالة أوضحت على موقعها على الإنترنت أن التحذير لا يعني اليقين. وجاء في البيان: «المعلومات التي تتنبّأ بالزلازل من خلال تحديد التاريخ والوقت والمكان هي خدعة».

لكن بعض العلماء يقولون إن هذا الرأي يجب أن يتغيّر مع تطور العلم. ويقول الباحث في علوم الأرض بجامعة «كوت دازور» في نيس بفرنسا، كوينتين بليتري: «كان هناك نقاش لسنوات عديدة في مجتمع علم الزلازل حول ما إذا كانت الزلازل ظاهرة فوضوية أم محددة (غير عشوائية)». وأضاف: «إذا كانت الزلازل ظاهرة فوضوية، فبغض النظر عن التكنولوجيا، فلن نتمكن أبداً من التنبّؤ بها. ولكن إذا كانت الزلازل ظاهرة محددة تسبقها بعض الظواهر الأخرى التي يمكن ملاحظتها، فعندها سيصبح التنبؤ بالزلزال ممكناً».

ويحاول علماء الزلازل القيام بذلك تماماً باستخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، والبحث عن أنماط وبيانات مخفية بطرق لم يتم تجربتها من قبل. وهذا ما يحدث مع تطبيق «MyShake» ومع أدوات أخرى يحاول العلماء بمختلف الدول تطويرها.

تجربة الصين

ويقول عالم الجيولوجيا في جامعة تكساس في أوستن الذي قاد تجربة التنبّؤ بالزلزال لمدة سبعة أشهر في الصين العام الماضي، الدكتور سيرغي فوميل: «ركزت معظم المحاولات السابقة على الفيزياء المعقدة للغاية للزلازل. في نهجنا، يجري الجمع بين الفيزياء وتحليل البيانات الإحصائية باستخدام أدوات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي الجديدة. نستخرج السمات الفيزيائية من البيانات المسجلة لدمجها إحصائياً للحصول على أفضل تنبؤ».

وقد تجاوزت النتائج التي نُشرت في نشرة «جمعية الزلازل الأميركية» في سبتمبر (أيلول) الماضي، توقعاتهم. فقد تنبّأت خوارزمية الذكاء الاصطناعي التي دُرّبت على اكتشاف بعض البيانات الزلزالية الدقيقة في الوقت الفعلي بشكل صحيح بنسبة 70 في المائة من الزلازل (أربعة عشر في المجموع) قبل أسبوع على الأقل وفي غضون 200 ميل من مراكزها. (أخطأت الخوارزمية زلزالاً واحداً، وتنبّأت بثمانية زلازل لم تحدث قط).

ويقول فوميل: «كانت نسبة النجاح في تجربة الصين مذهلة. ونظراً إلى تعقيد المشكلة والتاريخ الطويل من الإخفاقات السابقة، لم يتوقع أحد مثل هذه النتيجة».

«ريكاست»

وفي جامعة «كاليفورنيا» في بيركلي، يعمل الباحثون على تطوير نموذج جديد، أطلقوا عليه اسم «ريكاست» (RECAST) -وهو اختصار لـ«Recurrent Earthquake foreCAST»- الذي يستخدم التعلم العميق للتنبؤ بالزلازل.

ويعمل هذا النموذج بشكل مشابه لنموذج اللغة، الذي «يستخدم كمّاً كبيراً من النص المكتوب لإنشاء أفضل تخمين لما قد تكون الكلمة التالية»، كما يقول الباحث في جامعة «كاليفورنيا» في بيركلي الذي قاد الدراسة، كيليان داشر كوزينو.

وأضاف كوزينو أن «ريكاست» يستخدم بيانات سابقة وصوراً متعددة للزلازل لإنشاء أفضل تخمين لتوقيت الزلزال التالي.

وقد يكون هذا النهج القائم على البيانات والذكاء الاصطناعي هو مستقبل علم الزلازل، ويستكشف العلماء حالياً كل الطرق الممكنة التي يمكن أن تتمكّن بها تقنية التعلم الآلي من التنبؤ بالزلازل بشكل صحيح بنسبة 100 في المائة.