بعد القبض على رئيسه التنفيذي... ماذا نعرف عن «تلغرام»؟

شعار تطبيق «تلغرام» (أ.ف.ب)
شعار تطبيق «تلغرام» (أ.ف.ب)
TT

بعد القبض على رئيسه التنفيذي... ماذا نعرف عن «تلغرام»؟

شعار تطبيق «تلغرام» (أ.ف.ب)
شعار تطبيق «تلغرام» (أ.ف.ب)

أدى اعتقال الرئيس التنفيذي لشركة «تلغرام» بافيل دوروف في فرنسا، خلال عطلة نهاية الأسبوع، إلى تسليط الضوء على خدمة الرسائل الشهيرة ومؤسسها الغامض.

اعتُقل دوروف المولود في روسيا يوم السبت بمطار في باريس، بموجب مذكرة تتعلق بعدم اعتدال المنصة، وفقاً لشبكة «سي إن إن».

وقالت المدعية الفرنسية لور بيكو في بيان يوم الاثنين، إن هذه التهم تشمل مزاعم بأن منصته كانت متواطئة في مساعدة المحتالين وغاسلي الأموال وتجار المخدرات، والأشخاص الذين ينشرون محتوى الاستغلال الجنسي للأطفال. وأضافت بيكو أن دوروف متهم برفض الإفصاح عن «معلومات أو وثائق» متعلقة بالتحقيق.

كما خضع التطبيق مؤخراً للتدقيق، بسبب استخدامه من قبل الجماعات الإرهابية والمتطرفين اليمينيين.

أثار اعتقال دوروف جدلاً حول حرية التعبير، ومن يتحمل المسؤولية عن المحتوى غير المشروع على الإنترنت. ووصفت النائبة الروسية ماريا بوتينا -التي أدينت في الولايات المتحدة بتهمة التجسس ورُحِّلت إلى روسيا عام 2019- الرئيس التنفيذي لشركة «تلغرام» بأنه «سجين سياسي».

لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال في بيان نُشر على موقع «إكس» يوم الاثنين، إن اعتقال دوروف «ليس قراراً سياسياً بأي حال من الأحوال».

الرئيس التنفيذي لشركة «تلغرام» بافيل دوروف (أ.ف.ب)

ما هو تطبيق «تلغرام»؟

المنصة عبارة عن خدمة مراسلة مشفرة أطلقها دوروف وشقيقه نيكولاي في عام 2013. ووفقاً لمنشور لدوروف الشهر الماضي، فإن التطبيق لديه الآن أكثر من 950 مليون مستخدم، مما يجعله أحد أكثر منصات المراسلة استخداماً في العالم.

تطورت المنصة لتصبح خدمة بالغة الأهمية في كثير من البلدان؛ حيث تُستخدم في كل شيء، بدءاً من الدردشة اليومية وإرسال الصور والمستندات، إلى نشر الرسائل الحكومية.

ولأن المحادثات على التطبيق مشفرة، فإن سلطات إنفاذ القانون -و«تلغرام» نفسها- لا تراقب إلا قليلاً مما ينشره المستخدمون.

لقد جعلت هذه الخصوصية من المنصة أداة اتصال مهمة في البلدان التي يتم فيها تقييد حرية التعبير، مثل روسيا وإيران والهند. كما يحظى التطبيق بشعبية في أوكرانيا؛ حيث أصبح أداة حيوية لتبادل الأخبار عن الحرب والتحذيرات بشأن الغارات الجوية.

ولكن هذه الحماية نفسها جعلت الخدمة تحظى بشعبية أيضاً بين تجار المخدرات وغاسلي الأموال والمتطرفين، بما في ذلك جماعات إرهابية مثل «داعش».

ويسمح التطبيق لما يصل إلى 200 ألف مستخدم بالانضمام إلى مجموعات الدردشة؛ حيث يمكن أن تنتشر الادعاءات الكاذبة بسرعة. أما الخدمات المشفرة الأخرى، مثل «واتساب» من شركة «ميتا»، فلديها قيود أكبر بكثير على أحجام المجموعات.

تطبيق «تلغرام» يظهر على شاشة هاتف ذكي (د.ب.أ)

منصة تثير الجدل

إلى جانب استخدامها من قبل المجرمين والمتطرفين، واجهت «تلغرام» التدقيق بسبب دورها في الصراعات الكبرى والأحداث السياسية، فضلاً عن رفضها التخلي عن التزامها بالتشفير.

في عام 2018، حاولت موسكو حظر المنصة لرفضها تزويد أجهزة الأمن الروسية بمفاتيح فك التشفير التي من شأنها أن تسمح للسلطات الحكومية بقراءة الرسائل الخاصة. وتعهد دوروف بتحدي الحظر الذي تم رفعه في نهاية المطاف عام 2020.

أصبح التطبيق شائعاً بين مؤيدي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، وأتباع نظرية المؤامرة Q-Anon في عام 2021، بعد أن بدأت منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية، مثل «فيسبوك»، في اتخاذ إجراءات صارمة ضد الادعاءات الكاذبة المرتبطة بنتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2020. أثار ذلك قلق مسؤولي إنفاذ القانون الذين اعتقدوا أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى مزيد من العنف في العالم الحقيقي.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، بدأ تطبيق المراسلة في إزالة الدعوات إلى العنف من المنصة بشكل نشط، بعد تقارير تفيد بأن التطبيق كان يُستخدم لتنظيم أعمال شغب يمينية متطرفة ومعادية للمهاجرين في المملكة المتحدة.

من هو بافيل دوروف؟

ولد دوروف، مؤسس «تلغرام»، والرئيس التنفيذي الملياردير، في الاتحاد السوفياتي عام 1984، وأظهر موهبة في الرياضيات والبرمجة منذ سن مبكرة.

في عام 2006، أطلق دوروف موقع التواصل الاجتماعي «فكونتاكتي» (VK)، عندما كان يبلغ من العمر 21 عاماً، بعد تخرجه في الجامعة مباشرة. ومع نمو التطبيق، أصبح الرجل معروفاً بين الناس باسم «مارك زوكربيرغ روسيا». (زوكربيرغ هو الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا»، مالكة «فيسبوك» و«إنستغرام»).

الرئيس التنفيذي لشركة «تلغرام» بافيل دوروف (رويترز)

ولكن عندما بدأ المتظاهرون في استخدام «فكونتاكتي» لتنظيم المظاهرات في كييف ضد الرئيس الأوكراني الموالي لروسيا، فيكتور يانوكوفيتش، في عام 2013، قال دوروف إن الكرملين طلب من الموقع تسليم بيانات خاصة للمستخدمين الأوكرانيين.

رفض دوروف ذلك، واستقال من منصب الرئيس التنفيذي لـ«فكونتاكتي»، وباع أسهمه في الشركة، وفي عام 2014 غادر روسيا. وقال عن قراره بالتخلي عن الشركة ومغادرة وطنه: «لا أريد أن أتلقى أوامر من أحد».

كما أطلق دوروف «تلغرام» في عام 2013. وهو يعيش الآن في دبي؛ حيث يقع المقر الرئيسي للمنصة، وهو أيضاً مواطن فرنسي.

بالإضافة إلى إدارة «تلغرام»، أصبح دوروف مؤثراً على الإنترنت إلى حد ما، إذ ينشر صوراً على «إنستغرام» لرحلاته حول العالم.


مقالات ذات صلة

الكرملين يحذر فرنسا من أي «ترهيب» بحق مؤسس «تلغرام» بعد توقيفه

أوروبا يتّهم الادعاء الفرنسي مؤسس «تلغرام» بالفشل في الحد من انتشار المحتوى المخالف للقانون على المنصة وهو أمر تنفيه شركته (رويترز)

الكرملين يحذر فرنسا من أي «ترهيب» بحق مؤسس «تلغرام» بعد توقيفه

حذّرت روسيا، الثلاثاء، فرنسا من أي «ترهيب» بحق مؤسس تطبيق «تلغرام» بافل دوروف، وطلبت دليلاً جدياً للاتهامات الموجهة إليه.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا بافيل دوروف مؤسس تطبيق «تلغرام» (رويترز)

الادعاء الفرنسي: اعتقال مؤسس «تلغرام» ضمن تحقيق في جرائم إلكترونية

أعلن الادعاء الفرنسي أمس (الاثنين)، أن بافيل دوروف، مؤسس تطبيق «تلغرام»، اعتقل في فرنسا كجزء من تحقيق في جرائم

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا بافيل دوروف الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لـ«تلغرام» خلال فعالية في 21 سبتمبر 2015 في سان فرانسيسكو بكاليفورنيا في الولايات المتحدة (أ.ف.ب)

ماكرون ينفي وجود خلفية سياسية لاعتقال بافل دوروف مؤسس «تلغرام»

نفى الرئيس إيمانويل ماكرون وجود خلفية سياسية لاعتقال مؤسس تطبيق «تلغرام» بافل دوروف بعد أن أمضى قطب التكنولوجيا يوماً ثانيا في الحجز إثر توقيفه في مطار باريسي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا مؤسس تطبيق «تلغرام» بافيل دوروف (أ.ب)

«تلغرام» تؤكد أن مؤسسها الموقوف في فرنسا «ليس لديه ما يخفيه»

أكدت «تلغرام»، الأحد، أن مؤسسها بافيل دوروف الموقوف في فرنسا على خلفية ادعاءات بأنه أخفق في كبح أنشطة جرمية في تطبيق المراسلة «ليس لديه ما يخفيه».

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا مؤسس تطبيق «تلغرام» بافيل دوروف (رويترز)

مؤسس «تلغرام» يمثل أمام القضاء الفرنسي

يًمثُل مؤسس تطبيق «تلغرام» أمام القضاء الفرنسي الأحد، غداة توقيفه في مطار «لوبورجيه» قرب باريس.

«الشرق الأوسط» (باريس)

تطبيقات الرسائل تشكل 62 % من عمليات الاحتيال الإلكتروني

تزداد عمليات الاحتيال التي تستهدف المستهلكين عبر الرسائل والبريد الإلكتروني والقنوات الرقمية الأخرى (شاترستوك)
تزداد عمليات الاحتيال التي تستهدف المستهلكين عبر الرسائل والبريد الإلكتروني والقنوات الرقمية الأخرى (شاترستوك)
TT

تطبيقات الرسائل تشكل 62 % من عمليات الاحتيال الإلكتروني

تزداد عمليات الاحتيال التي تستهدف المستهلكين عبر الرسائل والبريد الإلكتروني والقنوات الرقمية الأخرى (شاترستوك)
تزداد عمليات الاحتيال التي تستهدف المستهلكين عبر الرسائل والبريد الإلكتروني والقنوات الرقمية الأخرى (شاترستوك)

تشهد عمليات الاحتيال، التي تستهدف المستهلكين، ارتفاعاً ملحوظاً مع ظهور تطبيقات الرسائل بصفتها قناة سائدة للمحتالين. وفقاً لدراسةٍ أجرتها شركة «LexisNexis Risk Solutions» تُستخدم خدمات الرسائل بشكل شائع تقريباً مثل المكالمات الهاتفية لمحاولات الاحتيال. يقول جيسون لين سيلرز، مدير حلول الاحتيال والهوية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في «LexisNexis Risk Solutions»، في حديث خاص، لـ«الشرق الأوسط»، إن تطبيقات الرسائل تأتي بعد المكالمات الهاتفية مباشرة بوصفها القناة الأكثر استخداماً للمحتالين للاتصال بالمستهلكين. وكشفت الدراسة أن المكالمات الهاتفية تشكل نسبة 65 في المائة من عمليات الاحتيال، وأن 62 في المائة من المحتالين يستخدمون تطبيقات المراسلة. كما يبرز البريد الإلكتروني (57 في المائة)، والرسائل القصيرة (44 في المائة)، ووسائل التواصل الاجتماعي (38 في المائة) بشكل واضح بوصفها منصات يستغلّها المحتالون، مما يسلّط الضوء بشكل أكبر على النطاق الواسع لهذه الأنشطة الخبيثة.

جيسون لين سيلرز مدير حلول الاحتيال والهوية بأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بـ«LexisNexis Risk Solutions»

ماذا عن الشرق الأوسط؟

في الشرق الأوسط، كان ارتفاع عمليات الاحتيال واضحاً بشكل خاص. ويشير لين سيلرز إلى أن عمليات الاحتيال تُعدّ مشكلة متنامية بالمنطقة مع زيادة كبيرة في الهجمات. وتؤكد نتائج دراسة «LexisNexis® True Cost of Fraud™» التأثير المالي الكبير للاحتيال على الشركات في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا «EMEA». ففي دولة الإمارات، على سبيل المثال، أبلغ 42 في المائة من الشركات عن زيادة في الاحتيال، مقارنة بالعام السابق، بتكلفة متوسطة بلغت 4.19 درهم إماراتي لكل درهم ضائع بسبب الاحتيال. لا تشمل هذه الأرقام الخسائر المالية المباشرة فحسب، بل تشمل أيضاً التكاليف الإضافية المرتبطة بالاحتيال، مثل العمالة الداخلية، والتكاليف الخارجية، والنفقات المتعلقة باستبدال أو إعادة توزيع البضائع المفقودة أو المسروقة.

آليات الاحتيال

إن فهم الأساليب التي يعمل بها المحتالون أمر بالغ الأهمية لمكافحة هذه التهديدات. غالباً ما يقوم المحتالون بإنشاء وتوزيع فرص عمل وهمية على منصات مثل «واتساب»، من خلال الاستفادة من البنى التحتية الشاملة. يوضح لين سيلرز، خلال حديثه، لـ«الشرق الأوسط»، أن العمليات الإجرامية تتمتع ببنى تحتية شاملة جداً لتسهيل عملية الاحتيال، بما في ذلك إنشاء مراكز عمليات الاحتيال (مثل مركز الاتصال) لبدء عملية الاحتيال. ويَعدّ هذه العمليات متطورة من الناحية التكنولوجية، وتستخدم تقنيات مثل انتحال الأرقام والتلاعب بالأجهزة والأفراد، غالباً ضد إرادتهم. يسمح هذا النهج الصناعي للمحتالين باستهداف الضحايا في جميع أنحاء العالم على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.

تؤدي عمليات دعم الحلول التكنولوجية المتقدمة إلى بناء بيئة رقمية أكثر أماناً (شاترستوك)

هناك نوعان رئيسيان منتشران من الاحتيال؛ أحدهما هو الاحتيال في السوق الشاملة والهندسة الاجتماعية المستهدفة. تتضمن عمليات الاحتيال في السوق الشاملة توزيع ملايين الرسائل المتطابقة أو رسائل البريد الإلكتروني أو المكالمات الآلية على المستهلكين؛ على أمل أن يتفاعل جزء من المتلقين مع عملية الاحتيال. يقول سيلرز: «غالباً ما تتخذ عمليات الاحتيال هذه شكل مخططات الثراء السريع، أو مطالب الدفع، أو إشعارات الفوز بالجوائز».

أما الهندسة الاجتماعية المستهدفة فتكون أكثر تخصيصاً، وتتضمن بحثاً مفصلاً عن الضحية. يلاحظ لين سيلرز أن «المعلومات حول الضحية المستهلك المستهدف يجري جمعها والبحث عنها قبل أن يتصل المحتال بالضحية». يستخدم هذا النهج بشكل شائع في «عمليات الاحتيال الرومانسية»، وعمليات الاحتيال «بانتحال الشخصية»، حيث يتظاهر المحتالون بأنهم كيانات موثوق بها مثل البنوك أو وكالات إنفاذ القانون، أو حتى أفراد الأسرة.

العلامات الحمراء والحماية الذاتية

نظراً لتعقيد هذه الاحتيالات، يجب أن يظل المستهلكون يقظين وواعين بالعلامات الحمراء الشائعة التي تشير إلى الاحتيال المحتمل. وينصح لين سيلرز الأفراد بتقييم أي عروض أو طلبات غير مرغوب فيها للحصول على معلومات شخصية بشكل نقدي. ويقترح أن يسأل الشخص نفسه: «هل الأمر جيد للغاية بحيث لا يمكن تصديقه؟هل تتوقع هذه المكالمة أو البريد الإلكتروني أو الرسالة النصية؟ هل الشخص حقيقي؟». وغالباً ما تكون العروض، التي تَعِد بعوائد عالية أو تطلب تفاصيل مالية حساسة مؤشراً على عمليات الاحتيال، وحتى في المواقف التي يُتوقع فيها التواصل، من الأهمية بمكان التحقق من شرعية الاتصال من خلال القنوات الرسمية.

إن شعار «التحقق، والتحقق، والتحقق» ​​أمر أساسي للحماية الذاتية ضد عمليات الاحتيال. ويؤكد لين سيلرز أهمية تخصيص الوقت للتساؤل عن أي رسالة أو اتصال غير متوقع. يجب على المستهلكين التحقق بشكل مستقل من الاتصال، من خلال زيارة المواقع الرسمية، أو استخدام وسائل الطرف الثالث للتأكد من صحة الرسالة. ويحذر: «إذا بدا شيء جيداً للغاية بحيث لا يمكن تصديقه، فهو في العادة كذلك».

ينصح الخبراء بفهم الأساليب التي يعمل بها المحتالون وهو أمر بالغ الأهمية لمكافحة التهديدات (شاترستوك)

الحلول التكنولوجية ودور الهيئات التنظيمية

في حين يجب على الأفراد أن يظلوا يقظين، فإن الشركات تتحمل أيضاً مسؤولية الحماية من هذه الأنواع من الاحتيال. وفقاً للين سيلرز، يكمن المفتاح في الاستفادة من أحدث التقنيات الرقمية. ويؤكد أن الشركات تحتاج إلى بدء الاستفادة من أحدث التقنيات الرقمية للمساعدة في معالجة هذه المشكلة عند حدوثها في أي نقطة عبر رحلة العميل. يمكن أن تلعب التقنيات مثل شبكات الهوية الرقمية والذكاء السلوكي والذكاء الاصطناعي المتقدم والتعلم الآلي دوراً حاسماً في تحديد الاحتيال والوقاية منه دون المساس بتجربة العميل.

ومع ذلك فإن مكافحة الاحتيال الرقمي ليست مسؤولية الشركات وحدها. تتخذ الهيئات التنظيمية في الشرق الأوسط أيضاً خطوات لمعالجة ارتفاع الاحتيال الرقمي. يلاحظ لين سيلرز أن النمو السريع للاحتيال فاجأ عدداً من المناطق، مما يتطلب نهجاً تعاونياً للتنظيم والوقاية. ويوضح أن معالجة هذه القضية تتطلب من المنظمات والهيئات التنظيمية أن تفهم أن الاحتيال ظاهرة عالمية بدأت في جميع أنحاء العالم. تتطلب الوقاية الفعالة مشاركة البيانات والرؤى بين المنظمات للحصول على فهم شامل لمشهد الاحتيال العالمي.

دور حلول المخاطر من «LexisNexis»

تلعب حلول المخاطر من «LexisNexis» دوراً محورياً في المساعدة في مكافحة عمليات الاحتيال الرقمية، من خلال توفير حلول متقدمة للاحتيال والمخاطر. تمكن هذه الحلول من تحديد ومنع الاحتيال في الوقت الفعلي، مما يساعد الشركات على حماية عملائها في العالم الرقمي. يقول لين سيلرز: «نقدم مجموعة من الحلول التي تساعد الشركات في مكافحة الاحتيال والتعرف على عمليات الاحتيال الجارية». تتضمن هذه الحلول قدرات الهوية الرقمية والذكاء السلوكي والتعلم الآلي المتقدم وتحليلات الذكاء الاصطناعي، وكلها مصممة لضمان وصول العملاء الشرعيين فقط إلى الحسابات والخدمات.

يتوقع لين سيلرز أن تظل عمليات الاحتيال مشكلة كبيرة حتى تقوم المنظمات الكافية بتنفيذ التقنيات المناسبة لمنع هذه الهجمات. ويشير إلى أن «عمليات الاحتيال تعتمد على أضعف الروابط في أي خطة أمنية؛ وهو المستهلك». لمكافحة الاحتيال بشكل فعال، يجب على المنظمات إعطاء الأولوية لحماية المستهلك، والتكيف باستمرار مع التكتيكات المتطورة للمحتالين.

يُعدّ تقدم التكنولوجيا سلاحاً ذا حدين في هذه المعركة، حيث يساعد كلاً من المحتالين ومحاربي الاحتيال. في حين يمكن للذكاء الاصطناعي والتحليلات المتقدمة المساعدة في تحديد ومنع الاحتيال، يستخدم المحتالون أيضاً هذه التقنيات لإنشاء خداع أكثر إقناعاً. يكمن مفتاح الفوز في سباق التسلح هذا في النشر الناجح للتكنولوجيات القوية الجديرة بالثقة، والتي يمكنها تحمل التلاعب وحماية المستهلكين دون إدخال احتكاك غير ضروري.