مشروع من «غوغل» لإدارة حركة المرور باستخدام الذكاء الاصطناعي

«الضوء الأخضر» هدفه تخفيف الازدحام

يتوفر مشروع «الضوء الأخضر» في أكثر من 12 مدينة حول العالم بما في ذلك بنغالورو وبوسطن وريو دي جانيرو وسياتل (شاترستوك)
يتوفر مشروع «الضوء الأخضر» في أكثر من 12 مدينة حول العالم بما في ذلك بنغالورو وبوسطن وريو دي جانيرو وسياتل (شاترستوك)
TT

مشروع من «غوغل» لإدارة حركة المرور باستخدام الذكاء الاصطناعي

يتوفر مشروع «الضوء الأخضر» في أكثر من 12 مدينة حول العالم بما في ذلك بنغالورو وبوسطن وريو دي جانيرو وسياتل (شاترستوك)
يتوفر مشروع «الضوء الأخضر» في أكثر من 12 مدينة حول العالم بما في ذلك بنغالورو وبوسطن وريو دي جانيرو وسياتل (شاترستوك)

مسعى طموح باسم «مشروع الضوء الأخضر» هو إحدى مبادرات «غوغل» الساعية لتحسين تدفق حركة المرور عند التقاطعات الحضرية باستخدام الذكاء الاصطناعي. يهدف المسعى إلى تقليل الوقت الذي يمضيه الأفراد في الانتظار عند إشارات المرور، وبالتالي التخفيف من الازدحام المروري وخفض استهلاك الوقود. للمشروع، الذي يعد جزءاً من جهود الاستدامة التي تبذلها «غوغل للأبحاث» أهمية خاصة، في سياق تغير المناخ العالمي وتحديات التوسع الحضري.

لماذا مشروع الضوء الأخضر؟

يساهم النقل الحضري بشكل كبير في انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى طبيعة حركة المرور المتقطعة عند التقاطعات. وتعدّ معالجة هذه المشكلة أمراً بالغ الأهمية للاستدامة البيئية وكفاءة التنقل الحضري. غالباً ما تكون الطرق التقليدية لإدارة تدفق حركة المرور، مثل تثبيت أجهزة باهظة الثمن أو إجراء تعداد يدوي للمركبات، غير كافية لتوفير البيانات الشاملة اللازمة للحلول الفعالة.

يتدخل مشروع «Green Light» من «غوغل» كحلّ مبتكر يستفيد من بيانات خرائط «غوغل» لتطوير نماذج مدفوعة بالذكاء الاصطناعي. تحلل هذه النماذج أنماط المرور، وتوفر رؤى قابلة للتنفيذ لمهندسي المرور في المدينة، ما يمكّنهم من اتخاذ قرارات مستنيرة حول توقيت إشارات المرور ومزامنتها. الهدف النهائي هو تبسيط تدفق المرور، وتقليل أوقات الخمول عند التقاطعات، وبالتالي تقليل استهلاك الوقود والانبعاثات.

قلّل المشروع من حركة المرور المتقطعة بنسبة تصل إلى 30 % وخفّض الانبعاثات عند التقاطعات بنسبة تصل إلى 10% (شاترستوك)

كيف يعمل المشروع؟

يوجد في جوهر مشروع «Green Light» نموذج ذكاء اصطناعي متقدم يعالج معلمات مختلفة لإشارات المرور، مثل طول الدورة، وأوقات الانتقال، والتقسيم الأخضر، ووظائف المستشعر. من خلال تفسير هذه المعلمات، ينشئ النظام نموذجاً مفصلاً لسلوكيات المرور، بما في ذلك متوسط ​​أوقات الانتظار وتكرار فترات التوقف والانطلاق. ثم يحدد هذا النموذج التحسينات المحتملة التي يمكن إجراؤها على إعدادات إشارات المرور.

يتم تجميع هذه التوصيات في لوحة معلومات شاملة، يراجعها بعد ذلك مهندسو المرور في المدينة. قد تتضمن التغييرات المقترحة تقليل مدة الإشارات الحمراء خلال فترات انخفاض حركة المرور أو مزامنة التقاطعات غير المتزامنة. ومن الجدير بالذكر أن هذه التعديلات يمكن تنفيذها غالباً باستخدام البنية التحتية الحالية في غضون دقائق، ما يجعل العملية فعّالة ومنخفضة التكلفة.

سيقلل المشروع وقت الانتظار عند الإشارات الحمراء باستخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير حلول لمشاكل الازدحام المروري (شاترستوك)

التنفيذ والتأثير

تم بالفعل نشر مشروع «Green Light» في أكثر من 12 مدينة حول العالم، بما في ذلك المراكز الحضرية الكبرى، مثل بنغالورو وبوسطن وريو دي جانيرو وسياتل. ووفقاً لـ«غوغل»، كانت المبادرة فعّالة للغاية، حيث قللت من حركة المرور المتقطعة بنسبة تصل إلى 30 في المائة، وخفّضت الانبعاثات عند التقاطعات بنسبة تصل إلى 10 في المائة. ويترجم هذا إلى فوائد بيئية كبيرة، نظراً للعدد الكبير من رحلات السيارات التي تؤثر عليها هذه التخفيضات، بما يصل إلى 30 مليون رحلة شهرياً.

لا يُقاس نجاح المشروع من خلال تدفق حركة المرور المحسّن فقط، ولكن من خلال الوقت الذي يوفّره السائقون، والانخفاض المقابل في استهلاك الوقود أيضاً. تراقب «غوغل ريسارتش» (Google Research) هذه المقاييس باستمرار، وتشارك النتائج مع المدن المشاركة لإثبات الفوائد الملموسة للمشروع.

أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية

يعد مشروع «Green Light» جزءاً من اتجاه أوسع حيث يتم استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد لحل التحديات الحضرية المعقدة. في تطور ذي صلة، تتعاون «غوغل» مع ولاية كاليفورنيا لتطوير حلول مدعومة بالذكاء الاصطناعي لإدارة حركة المرور والتوجيه الضريبي وسلامة الطرق. تتضمن هذه الشراكة كثيراً من شركات التكنولوجيا الكبرى، بما في ذلك «OpenAI» و«Amazon» و«Anthropic»، بهدف تعزيز الخدمات العامة.

وقد بدأت كاليفورنيا تجربة داخلية لمدة 6 أشهر، حيث يقوم موظفو الولاية باختبار وتقييم أدوات الذكاء الاصطناعي هذه. وتتلقى كل شركة مشارِكة رسوماً رمزية، قدرها دولار واحد، ما يرمز إلى الالتزام بالابتكار، بدلاً من الربح. الهدف النهائي للولاية هو تحديد وتنفيذ الأدوات الأكثر فاعلية لتحسين الخدمات العامة، على الرغم من مواجهة قيود الميزانية.

ويؤكد نجاح مشروع «الضوء الأخضر» على الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي في الإدارة الحضرية. من خلال الاستفادة من البيانات والخوارزميات المتطورة، لا تعمل «غوغل» على تحسين تدفق حركة المرور فحسب، بل تساهم أيضاً في تحقيق أهداف بيئية أوسع نطاقاً.


مقالات ذات صلة

تكنولوجيا مشهد من الإعلان الخاص بالذكاء الاصطناعي لـ«غوغل» (وسائل إعلام أميركية)

انتقادات لـ«غوغل» بسبب إعلان لبرنامجها للذكاء الاصطناعي

أثارت «غوغل» غضب بعض مشاهدي الألعاب الأولمبية خلال عطلة نهاية الأسبوع بإعلان يظهر برنامجها للذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسيسكو)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب جونيور (أ.ف.ب)

ترمب جونيور يتهم «غوغل» بالتستر على محاولة اغتيال والده

اتهم نجل الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب جونيور، شركة «غوغل» بمحاولة التستر على محاولة اغتيال والده عبر ميزة الإكمال التلقائي في محرك البحث.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا تقدم «غوغل» التحديثات في الوقت الفعلي والخرائط التفاعلية وخدمات البث ومساعدي الذكاء الاصطناعي لمتابعي الأولمبياد (غوغل)

«غوغل» تعزز تجربة زوار ومتابعي أولمبياد باريس عبر تقنيات وتحديثات خاصة

بمساعدة التكنولوجيا المتقدمة والمنصات الرقمية لـ«غوغل»، يمكن لمشجع أولمبياد باريس في جميع أنحاء العالم البقاء على اتصال واطلاع طوال المباريات.

نسيم رمضان (لندن)
العالم شعار «غوغل» في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة في 17 نوفمبر 2021 (رويترز)

برنامجا ذكاء اصطناعي من «غوغل» يحلان مسائل في الأولمبياد الدولي للرياضيات

تمكّن برنامجا ذكاء اصطناعي من مختبر «غوغل ديب مايند» للأبحاث التابع لمجموعة «غوغل» من حلّ عدد من مسائل الأولمبياد الدولي للرياضيات 2024.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«أبل» تكشف عن إصدار تجريبي من «iOS 18.1» مع ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة

يقدم «iOS 18» ميزة «ذكاء أبل» التي تعتمد على سياق المستخدم الشخصي (أبل)
يقدم «iOS 18» ميزة «ذكاء أبل» التي تعتمد على سياق المستخدم الشخصي (أبل)
TT

«أبل» تكشف عن إصدار تجريبي من «iOS 18.1» مع ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة

يقدم «iOS 18» ميزة «ذكاء أبل» التي تعتمد على سياق المستخدم الشخصي (أبل)
يقدم «iOS 18» ميزة «ذكاء أبل» التي تعتمد على سياق المستخدم الشخصي (أبل)

اتخذت شركة «أبل» خطوة كبيرة إلى الأمام في دمج الذكاء الاصطناعي في أنظمة التشغيل الخاصة بها مع طرح الإصدار التجريبي الأول من «iOS 18.1» حصريا لهاتفَي «iPhone 15 Pro» و«iPhone 15 Pro Max».

يحمل هذا الإصدار مجموعة من الميزات الجديدة تحت راية «ذكاء أبل» (Apple Intelligence ). يمكن للمطورين المسجلين فقط الآن استكشاف هذه التحسينات، والتي تتضمن أدوات كتابة متقدمة وميزات بريد وإشعارات محدثة وقدرات بحث صور مطورة.

أصبح الإصدار التجريبي الأول من «iOS 18.1» متاحاً الآن لمختبري الإصدار التجريبي للمطورين المسجلين، على الرغم من عدم توفر إصدار تجريبي عام حتى الآن. يقتصر هذا الإصدار على «iPhone 15 Pro» و«Pro Max» وهما الطرازان الوحيدان اللذان يدعمان «Apple Intelligence» حالياً. بالنسبة لمستخدمي «آيباد»، يتوفر أيضاً الإصدار التجريبي من «iPadOS 18.1» ولكن فقط لأولئك الذين لديهم أجهزة تتميز بشريحة «M1» أو أحدث.

بمجرد تحديث المستخدمين إلى «iOS 18.1» يمكنهم طلب الوصول إلى «Apple Intelligence» من خلال الانتقال إلى تطبيق الإعدادات والنقر على قائمة «Apple Intelligence» الجديدة والانضمام إلى قائمة الانتظار.

من خلال «iOS 18» يحصل المستخدمون على تحديثات مستندة إلى الذكاء الاصطناعي ضمن «Apple Intelligence» (شاترستوك)

ميزات «Apple Intelligence»

  • أدوات الكتابة

تتمثل إحدى الميزات البارزة في هذا التحديث في تقديم أدوات الكتابة المتقدمة. يمكن للمستخدمين الآن إعادة كتابة النص ومراجعته وتلخيصه عبر تطبيقات مختلفة، بما في ذلك البريد والملاحظات والصفحات وحتى تطبيقات الطرف الثالث. ويهدف هذا إلى تعزيز الإنتاجية وتبسيط عملية الكتابة.

  • تحسينات «سيري» SIRI

تلقى «سيري» إصلاحاً كبيراً في «iOS 18.1». يتميز المساعد الصوتي الآن بتصميم جديد مع ضوء متوهج يلتف حول حافة الشاشة عند تنشيطه. يمكن للمستخدمين التبديل بين التفاعلات النصية والصوتية بسلاسة. تم توسيع قدرات «سيري» لتقديم دعم الأجهزة عبر «آيفون» و«آيباد» و«ماك» والإجابة عن كثير من الأسئلة حول كيفية أداء المهام على هذه الأجهزة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لـ«سيري» الحفاظ على السياق من طلب إلى آخر، ما يوفر تجربة مستخدم أكثر سلاسة وبديهية.

  • ترقيات البريد

تم تحسين تطبيق البريد بميزات مصممة لتحديد أولويات وتبسيط الاتصال. يسلط قسم جديد في الجزء العلوي من البريد الوارد الضوء على رسائل البريد الإلكتروني العاجلة، مثل الدعوات في نفس اليوم أو بطاقات الصعود إلى الطائرة. بدلاً من معاينة الأسطر القليلة الأولى من كل بريد إلكتروني، يمكن للمستخدمين الآن رؤية الملخصات، ما يجعل إدارة البريد الوارد أسهل. تقدم ميزة «الرد الذكي/ Smart Reply» اقتراحات استجابة سريعة وتضمن الرد على جميع الأسئلة في البريد الإلكتروني.

  • تقليل الانقطاعات

تم تقديم وضع تركيز جديد، يعرض فقط الإشعارات الأكثر أهمية، مثل الرسائل النصية العاجلة. تم تصميم هذه الميزة لمساعدة المستخدمين على التركيز على مهامهم دون انقطاعات غير ضرورية.

  • تحسينات الصور

تم ترقية تطبيق الصور بقدرات البحث باللغة الطبيعية، ما يسمح للمستخدمين بالعثور على صور معينة من خلال وصفها. كما تم تحسين البحث عن الفيديو، ما يتيح للمستخدمين تحديد لحظات معينة داخل المقاطع. تتيح ميزة الذكريات الجديدة للمستخدمين إنشاء قصص مخصصة من خلال كتابة وصف، مع قيام «Apple Intelligence» باختيار أفضل الصور ومقاطع الفيديو.

تظهر أيقونات التطبيقات والأدوات بشكل أكثر أناقة مع المظهر الداكن الجديد مع نظام التشغيل الجديد (أبل)

ميزات «Apple Intelligence» المستقبلية

في حين يقدم «iOS 18.1» مجموعة قوية من الميزات، فإن كثيرا من تحسينات «Apple Intelligence» المتوقعة غير متوفرة بعد. وتشمل هذه «Image Playground» و«Genmoji» و«Priority Notifications» و«Siri» أكثر قوة مع الوعي على الشاشة وتكامل «شات جي بي تي». ومن المتوقع طرح هذه الميزات في التحديثات المستقبلية.

توسيع قدرات الذكاء الاصطناعي

بالإضافة إلى «iOS» و«iPadOS»، أصدرت «أبل» الإصدار التجريبي للمطورين لنظام التشغيل «macOS Sequoia 15.1» ما جلب قدرات ذكاء اصطناعي مماثلة لنظام التشغيل المكتبي الخاص بها. يؤكد هذا النهج الموحد على التزام الشركة بدمج الذكاء الاصطناعي عبر نظامها البيئي، ما يضمن تجربة مستخدم متماسكة وذكية.

أفادت «بلومبرغ» بأنه في حين أن كثيرا من ميزات «Apple Intelligence» متاحة الآن، فإن بعضها، مثل إصلاح الذكاء الاصطناعي الأكبر في «سيري»، سيتم طرحه تدريجياً، ويمتد إلى عام 2025. يسمح هذا النهج التدريجي لشركة Apple بتحسين وإتقان هذه الميزات، ما يضمن استيفاءها للمعايير العالية المتوقعة من قبل المستخدمين.

سيتمكن المستخدمون من جدولة رسالة باستخدام «إرسال لاحقاً» (أبل)

كيفية الوصول إلى الإصدار التجريبي

للوصول إلى هذه التحديثات الجديدة، يحتاج المستخدمون إلى «iPhone 15 Pro» أو «Pro Max» أو «iPad» مزود بشريحة «أبل سيليكون». بعد تثبيت التحديث، يجب عليهم الانضمام إلى قائمة انتظار عبر قائمة الإعدادات وانتظار إشعار للوصول إلى ميزات «Apple Intelligence». تساعد هذه العملية «أبل» في إدارة الطرح وجمع التعليقات من المطورين.

قدمت «أبل» لأول مرة ميزات الذكاء الاصطناعي هذه في مؤتمر المطورين العالميين في يونيو (حزيران) الماضي، تلا ذلك إصدار «iOS 18» التجريبي العام في 15 يوليو (تموز) 2024. وعادةً لا تصدر «أبل» تحديثات تجريبية متتابعة قبل الإطلاق العام للإصدار الأولي، والذي يتزامن مع إطلاق طرز «آيفون» الجديدة.

ومع ذلك، من خلال بدء مرحلة اختبار المطورين في وقت سابق مع iOS 18.1، تهدف «أبل» إلى تحديد أي أخطاء وحلها، ما يضمن تجربة أكثر سلاسة لجميع المستخدمين عند إطلاق الإصدار النهائي.