لماذا انقطع الإنترنت حول العالم؟ كل ما تحتاج إلى معرفته

العطل طال المطارات والتلفزيونات والقطارات والبنوك وغيرها

ركاب يتجمعون في صالة مغادرة الرحلات الدولية بمطار في روما وسط انقطاع الإنترنت (أ.ب)
ركاب يتجمعون في صالة مغادرة الرحلات الدولية بمطار في روما وسط انقطاع الإنترنت (أ.ب)
TT

لماذا انقطع الإنترنت حول العالم؟ كل ما تحتاج إلى معرفته

ركاب يتجمعون في صالة مغادرة الرحلات الدولية بمطار في روما وسط انقطاع الإنترنت (أ.ب)
ركاب يتجمعون في صالة مغادرة الرحلات الدولية بمطار في روما وسط انقطاع الإنترنت (أ.ب)

أدى انقطاع كبير في الإنترنت، اليوم (الجمعة)، إلى تعطيل أجهزة الكومبيوتر التي تعمل بنظام التشغيل «ويندوز» في جميع أنحاء العالم؛ الأمر الذي تضررت منه المواقع الإلكترونية والمطارات والقطارات والبنوك وغيرها، بينما يتدافع المهندسون لإعادة تشغيل أنظمتهم.

بدأت المشكلة في وقت مبكر من صباح اليوم عندما وجد الموظفون والعمال أن أجهزة الكومبيوتر الخاصة بهم معطلة.

بينما تكافح الشركات في جميع أنحاء العالم للاتصال بالإنترنت مجدداً، إليك ما نعرفه حتى الآن عن هذه المشكلة.

مسافرون في مطار لوس أنجليس الدولي ينامون على الأرض وسط انقطاع الإنترنت العالمي (أ.ب)

ماذا حدث؟

توقفت فجأة مئات الآلاف من أجهزة الكومبيوتر حول العالم عن العمل؛ مما أثر على الأعمال التجارية وخطوط النقل والبث التلفزيوني في الكثير من البلدان.

يبدو أن المشكلة البرمجية في إحدى شركات الأمن السيبراني، والتي تسمى Crowdstrike، هي السبب. يتم استخدام التقنية المحددة، Crowdstrike Falcon Sensor، للحماية من تهديدات القرصنة، لكن المهندسين سارعوا إلى إلقاء اللوم على خلل في النظام تسبب في انقطاع الإنترنت بشكل كبير.

يبدو أن المشكلة تؤثر في الغالب على أجهزة الكومبيوتر التي تعمل على برنامج Microsoft Windows 10.

وقال خبراء الأمن السيبراني إن الانقطاع كان «غير مسبوق» من حيث نطاقه؛ مما أثر على الكثير من أكبر الشركات في العالم.

ما سبب المشكلة؟

كان سبب المشاكل غامضاً في البداية: أظهرت أجهزة الكومبيوتر التي تعمل بنظام «ويندوز» ما يسمى «شاشة الموت الزرقاء»، كما لو أنها توقفت عن العمل تلقائياً.

ولكن مع انتشار الانقطاع يوم الجمعة، أصبح سبب المشاكل أكثر وضوحاً.

يبدو أن الخلل مرتبط بتحديث خاطئ في شركة الأمن السيبراني CrowdStrike. ويبدو أن ذلك قد تم تثبيته بين عشية وضحاها؛ مما أدى إلى عدم قدرة أجهزة الكومبيوتر على العمل بشكل صحيح بعدها.

شاشتان غير قادرتين على عرض معلومات وبيانات الطيران في مطار بنيودلهي وسط الانقطاع العالمي للإنترنت (أ.ب)

ما الحل؟

تراجعت الشركة منذ ذلك الحين عن التحديث. لكن هذا لا يحل الأمر لدى أجهزة الكومبيوتر التي تأثرت بالفعل بالمشكلات.

قدم التقنيون حلاً يتضمن تشغيل الكومبيوتر في وضع خاص ثم حذف ملف المشكلة. ولكن هذا يتطلب من المسؤولين الوصول إلى جهاز كومبيوتر - وهو الأمر الذي قد يكون صعباً عندما يتم استخدامه عن بعد.

وقالت CrowdStrike إنها «على علم بتقارير الأعطال التي تحدث على نظام التشغيل (ويندوز) فيما يتعلق بمستشعر (فاكلون)». و«فالكون» عبارة عن برنامج يقوم بمراقبة أجهزة الكومبيوتر أي شخص يحاول اختراقها.

وقوبل المتصلون بالخط الهاتفي للدعم الفني للشركة برسالة هاتفية مسجلة تفيد بأنهم على علم بالمشكلات صباح اليوم. نصحت CrowdStrike العملاء المتأثرين بتسجيل الدخول إلى بوابة خدمة العملاء الخاصة بهم للحصول على المساعدة.

من الذي تأثر؟

طال توقف الإنترنت عدداً هائلاً من الناس والشركات. وفي حين أننا لا نزال لا نعرف التأثير الكامل للخلل، فقد شهدنا هذا الصباح حتى الآن محطات التلفزيون وخطوط النقل والبنوك تشكو من المشاكل.

على سبيل المثال، اضطرت قناة «سكاي نيوز» إلى استبدال البرنامج الصباحي بلقطات مسجلة مسبقاً. وحذّرت شركة «ريان إير» للطيران على موقعها الإلكتروني من توقع تأخيرات كبيرة في المطارات حول العالم.

وكشفت الصور المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي أجهزة كومبيوتر في المطارات ومراكز النقل تظهر عليها «شاشة الموت الزرقاء». أبلغ المستخدمون والمسافرون أيضاً بأنهم عالقون في الطائرات والمدارج.

مسافرون ينتظرون لتسجيل الوصول في مطار هامبورغ الألماني وسط انقطاع الإنترنت (أ.ب)

ما هي Crowdstrike ومن يملكها؟

Crowdstrike هي واحدة من أكبر شركات تكنولوجيا الأمن السيبراني في العالم - تقدر قيمتها بأكثر من 80 مليار دولار - والتي تُستخدم أدواتها من قِبل الشركات في جميع أنحاء الكوكب، وفقاً لصحيفة «التلغراف».

تُعرف تقنيتها النموذجية باسم اكتشاف نقطة النهاية والاستجابة لها - وهو نوع من برامج مكافحة الفيروسات - يستخدم للتعامل مع تهديدات القرصنة.

يتم تحديث هذه المنتجات بانتظام للتعامل مع التهديدات الإلكترونية الجديدة المحتملة وغالباً ما تتم إضافة أدوات جديدة تلقائياً إلى جهاز الكومبيوتر الخاص بك.

وأوضح تروي هانت، خبير الأمن السيبراني، في منشور على «إكس»، أن أدوات Crowdstrike غالباً ما تتمتع بوصول «متميز» إلى أجهزة الكومبيوتر؛ مما يعني أنها تتمتع بسيطرة واسعة على الأجهزة لمحاولة إزالة التهديدات.

مع ذلك، أضاف أن «هذا يعني أيضاً أنه إذا حدث خطأ ما في التحديث، فقد يؤدي ذلك إلى تدمير جهازك بشكل كارثي».

شركة Crowdstrike مدرجة علناً في نيويورك ومملوكة لمستثمري التكنولوجيا وصناديق الاستثمار الكبرى مثل Blackrock.


مقالات ذات صلة

تأثير متفاوت على الأنظمة الخليجية جراء العطل التقني العالمي

تحليل إخباري تأثر بعض رحلات مطار الكويت بسبب العطل التقني حول العالم (تلفزيون الكويت)

تأثير متفاوت على الأنظمة الخليجية جراء العطل التقني العالمي

أحدث الخلل الفني العالمي بشبكة الإنترنت، الجمعة، تأثيراً تفاوتت نسبته بين القطاعات المختلفة في دول الخليج، بينما استبعدت جهاتٌ ارتباط العطل بهجوم سيبراني.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا تأثرت مئات الرحلات في مطارات عدة حول العالم نتيجة العطل الذي أصاب الشاشات التي تعمل بنظام «ويندوز» (إ.ب.أ)

تحديث برمجي أمني يعطل ملايين الأجهزة العاملة بنظام «ويندوز 10» حول العالم

تعطلت ملايين أجهزة الكومبيوتر التي تعمل بنظام التشغيل «ويندوز» في جميع أنحاء العالم نتيجة تحديث برمجي تابع لشركة الأمن السيبراني «كراود سترايك»، فماذا حدث؟

نسيم رمضان (لندن)
الخليج تعمل «سدايا» على تأسيس بُنى تحتية للجهات الحكومية بأحدث التقنيات التي تكفل جودتها وسلامتها من أي مخاطر محتملة (واس)

لماذا لم تتأثر أنظمة الحكومة السعودية بالعطل العالمي؟

لم تتأثر أنظمة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، وأنظمة الحكومة السعودية التي تستضيفها لتقديم الخدمات، بالعطل التقني الذي اجتاح العالم.

جبير الأنصاري (الرياض)
الاقتصاد مسافرون ينظرون إلى لوحة زمنية بعد انقطاع عالمي لتكنولوجيا المعلومات في مطار برلين (رويترز)

خلل عالمي يضغط على الأسهم الأميركية والأسواق المالية

انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأميركية، يوم الجمعة، حيث تحول المتداولون بعيداً عن أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة باهظة الثمن.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ لوحة مواعيد الطائرات في مطار سيدني (أ.ف.ب)

ما الشركات والخدمات المتأثرة بأكبر عطل عالمي في تاريخ الاتصالات؟

شهد العالم، اليوم (الجمعة)، أكبر عُطل شهدته شبكة الإنترنت في التاريخ طال شركات طيران ووسائل إعلام ومؤسسات مختلفة في عدة دول.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الذكاء الاصطناعي: الشكوك تحوم حول فاعليته الاقتصادية

الذكاء الاصطناعي: الشكوك تحوم حول فاعليته الاقتصادية
TT

الذكاء الاصطناعي: الشكوك تحوم حول فاعليته الاقتصادية

الذكاء الاصطناعي: الشكوك تحوم حول فاعليته الاقتصادية

على الرغم من ظهور أجهزة الكومبيوتر الشخصية، والإنترنت، وغير ذلك من الابتكارات التكنولوجية العالية، فإن الكثير من العالم الصناعي عالق في ركود النمو الاقتصادي، حيث من المتوقع أن تتوسع بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في الإجمال بنسبة 1.7 في المائة فقط هذا العام.

تحسين متواضع

يطلق خبراء الاقتصاد أحياناً على هذه الظاهرة مفارقة الإنتاجية productivity paradox. وكتب برنهارد وارنر (*) أن الأمل الجديد الكبير هو أن يكسر الذكاء الاصطناعي هذا الرتابة - لكن الشكوك تحوم حول ذلك.

وقد أثارت ورقة بحثية متشككة بشكل خاص كتبها دارون أسيموغلو Daron Acemoglu، خبير اقتصاد العمل في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، نقاشاً ساخناً. وخلص أسيموغلو إلى أن الذكاء الاصطناعي لن يساهم إلا في إحداث تحسين «متواضع» لإنتاجية العامل الفرد الواحد، وأنه لن يضيف أكثر من 1 في المائة إلى الناتج الاقتصادي الأميركي على مدى العقد المقبل.

وهذا الرقم يتضاءل، مقارنة بتقديرات خبراء اقتصاد بنك غولدمان ساكس، الذين توقعوا العام الماضي أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يرفع الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 7 في المائة خلال الفترة نفسها.

آمال المعسكر المتفائل

وقد علق المعسكر المتفائل آمالاً كبيرة على الذكاء الاصطناعي، إذ يرى سام ألتمان من شركة «أوبن إيه آي OpenAI» المصنعة لـ«تشات جي بي تي» ChatGPT أن الذكاء الاصطناعي سيقضي على الفقر.

وقال جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة «نيفيديا»، المهيمنة على صناعة الرقائق المستخدمة لتشغيل الذكاء الاصطناعي، إن التكنولوجيا بشرت بـ«الثورة الصناعية القادمة».

ولكن إذا كانت المحركات الذكية مخطئة، فقد يسبب ذلك مشكلة للعالم المتقدم، الذي يحتاج بشدة إلى اختراق في الإنتاجية مع تقدم قوة العمل في السن، وانحدارها.

الذكاء الاصطناعي لن يعكس الركود

هذا ما قاله أسيموغلو لصحيفة «نيويورك تايمز». وأحد أسباب لك، هو أن التكنولوجيا الجديدة هذه يمكنها أتمتة نحو 5 في المائة فقط من مهام موظف المكتب. وأضاف «الذكاء الاصطناعي لديه الكثير ليقدمه للمساعدة في مشكلة الإنتاجية. لكنه لن يفعل ذلك على مساره الحالي؛ ولهذا السبب أنا منزعج للغاية من الضجيج المثار حوله».

دارون أسيموغلو

يرى أسيموغلو الذكاء الاصطناعي كأداة يمكنها أتمتة المهام الروتينية - على سبيل المثال، تسريع كتابة رسائل البريد الإلكتروني أو عروض المبيعات أو وضع رموز الكومبيوتر الأساسية. ولكن هل من الممكن أن يساعد ذلك العمال على مواجهة تحديات أكثر تعقيداً مثل تطوير استراتيجية عمل لإطلاق منتج جديد؟

وتساءل عما إذا كانت التكنولوجيا وحدها قادرة على مساعدة العمال «على أن يكونوا أفضل في حل المشكلات أو القيام بمهام أكثر تعقيداً». وأضاف أن تحقيق ذلك سيعني أن الشركات سوف تشهد ارتفاع إنتاجية العمال.

فقاعة مضاربات مالية

ربما لا تكون وجهة نظر أسيموغلو المتشائمة مفاجئة. فقد كان يكتب لعقود من الزمان عن التأثيرات الإيجابية والسلبية لتأثير التكنولوجيا على سوق العمل والاقتصاد. وحذر من أن سباق التسلح بين شركات التكنولوجيا الكبرى للهيمنة على الذكاء الاصطناعي قد يكون له تأثير مزعزع للاستقرار على المجتمع.

وهو ليس الوحيد الذي يشكك في ضجة الذكاء الاصطناعي. فقد حذر ديفيد كاهن، الشريك في شركة رأس المال الاستثماري العملاقة «سيكويا»، والمحللون في باركليز وغولدمان ساكس أخيراً من أن المليارات من الدولارات التي تصبها الشركات في الذكاء الاصطناعي قد تخلق فقاعة مضاربات. (ومع ذلك، قادت سيكويا للتو جولة تمويلية لشركة فايرووركس إيه آي الناشئة).

نظم ذكية لخفض التكاليف وعدم الكفاءة

ويقول المنتقدون إن أسيموغلو يقلل من أهمية إمكانات الذكاء الاصطناعي في تحفيز التقدم العلمي وتأثيره على عالم الأعمال. ويقول تايلر كاون، الخبير الاقتصادي الذي قال إن النموذج وراء دراسة أسيموغلو خاطئ: «ستأتي الكثير من فوائد الذكاء الاصطناعي من التخلص من الشركات الأقل إنتاجية».

وتبدو ليندا غراتون، أستاذة ممارسات الإدارة في كلية لندن للأعمال التي تقدم المشورة للشركات بشأن تبني الذكاء الاصطناعي، متفائلة. لكنها تعتقد أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت التكنولوجيا ستكون تطبيقاً قوياً جداً لتعزيز الإنتاجية حتى يتم اختبارها في مكان العمل على مدى السنوات القليلة المقبلة.

تحفيز الابتكار

وقالت غراتون إن الشركات تجري بالفعل تجارب ذكاء اصطناعي نابضة بالحياة. وأضافت أن بعض الشركات ستنظر إلى الذكاء الاصطناعي «كأداة لخفض التكاليف وعدم الكفاءة. ولكن إذا كانت الشركة تريد البناء من أجل النمو، فستحتاج إلى أدوات للابتكار».

ويشير أسيموغلو أيضاً إلى أهمية تحفيز الابتكار لتعزيز كفاءة مكان العمل، وبالتالي جعل البلدان المتقدمة في السن أكثر قدرة على المنافسة.

ولكن هل الذكاء الاصطناعي هو الأداة اللازمة لتحقيق ذلك؟ أجاب على هذا السؤال برقم: 40 في المائة... أي أنه إذا كانت أدوات الذكاء الاصطناعي قادرة على أتمتة هذه النسبة تقريباً من عبء المهام الذي ينجزه العامل النموذجي، فإنه سيعيد النظر في موقفه من التكنولوجيا. وأضاف: «أنا لست متشائماً تماماً».

(*) خدمة «نيورك تايمز».

حقائق

نحو 5 %

من مهام موظف المكتب يمكن أتمتته