ماذا يعني وصول الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المدعمة بالذكاء الاصطناعي إلى بياناتنا الشخصية؟

واجهات حوسبة ذكية تتمعن باستمرار بما يفعله المستخدم... لتقديم المساعدة

ماذا يعني وصول الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المدعمة بالذكاء الاصطناعي إلى بياناتنا الشخصية؟
TT

ماذا يعني وصول الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المدعمة بالذكاء الاصطناعي إلى بياناتنا الشخصية؟

ماذا يعني وصول الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المدعمة بالذكاء الاصطناعي إلى بياناتنا الشخصية؟

تبشّر شركات «آبل» و«مايكروسوفت» و«غوغل» بعصر جديد لما تصفه بالهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر ذات الذكاء الاصطناعي، وتقول إن الأجهزة ستقوم بأتمتة المهام، مثل تحرير الصور، والتهنئة بعيد ميلاد سعيد لصديق، ولكن لنجاح ذلك تحتاج هذه الشركات إلى شيء منك، وهو المزيد من البيانات.

نماذج لجمع المعلومات الشخصية

في هذا النموذج الجديد سيقوم جهاز الكمبيوتر الخاص بك، الذي يعمل بنظام «ويندوز» بالتقاط لقطة شاشة لكل ما تفعله كل بضع ثوانٍ، بينما سيقوم جهاز آيفون بتجميع المعلومات عبر العديد من التطبيقات التي تستخدمها، ويمكن لهاتف آندرويد الاستماع إلى مكالمة في الوقت الفعلي لتنبيهك بوجود عملية احتيال.

هل أنت على استعداد لمشاركة هذه المعلومات؟ هذا التغيير له آثار كبيرة على خصوصيتنا.

ولتوفير الخدمات الجديدة المخصّصة تحتاج الشركات وأجهزتها إلى وصول أكثر ثباتاً وحميمية لبياناتنا من ذي قبل.

في الماضي، كانت الطريقة التي نستخدم بها التطبيقات، ونسحب الملفات والصور على الهواتف وأجهزة الكمبيوتر منعزلة نسبياً، إلا أن خبراء الأمن يقولون إن الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى نظرة عامة لربط النقاط بين ما نقوم به عبر التطبيقات ومواقع الويب والاتصالات.

«هل أشعر بالأمان عند إعطاء هذه المعلومات لهذه الشركة؟»، يتساءل كليف شتاينهاور، مدير التحالف الوطني للأمن السيبراني، وهي منظمة غير ربحية تركّز على الأمن السيبراني، عن استراتيجيات الذكاء الاصطناعي للشركات.

واجهات الحوسبة الذكية

يحدث كل هذا لأن «تشات جي بي تي» المطوّر من شركة «أوبن إيه آي» قلب صناعة التكنولوجيا رأساً على عقب منذ ما يقرب من عامين، ومنذ ذلك الحين قامت شركات «آبل» و«غوغل» و«مايكروسوفت» وغيرها، بإصلاح استراتيجيات منتجاتها، واستثمرت المليارات في خدمات جديدة تحت مظلّة الذكاء الاصطناعي.

إنها مقتنعة بأن هذا النوع الجديد من واجهات الحوسبة - التي تدرس باستمرار ما تفعله لتقديم المساعدة - سيصبح لا غنى عنه.

أكبر خطر أمني على البيانات

يقول الخبراء إن أكبر خطر أمني محتمَل مع هذا التغيير ينبع من التحول الدقيق الذي يحدث في طريقة عمل أجهزتنا الجديدة؛ نظراً لأن الذكاء الاصطناعي يمكنه أتمتة الإجراءات المعقّدة، مثل مسح الأشياء غير المرغوب فيها من الصورة، فإنه يتطلّب أحياناً قوة حسابية أكبر مما تستطيع هواتفنا التعامل معه، وهذا يعني أن المزيد من بياناتنا الشخصية قد تضطر إلى ترك هواتفنا ليتم التعامل معها في مكان آخر.

يتم نقل المعلومات إلى ما يسمى بالسحابة، وهي شبكة من الخوادم التي تعالج الطلبات، وبمجرد وصول المعلومات إلى السحابة يمكن للآخرين رؤيتها، بما في ذلك موظفو الشركة، والجهات الفاعلة السيئة، والوكالات الحكومية.

وبينما تُخزّن دائماً بعض بياناتنا في السحابة، فإن بياناتنا الشخصية والحميمة الأكثر عمقاً، التي كانت في السابق لأعيننا فقط، مثل الصور والرسائل ورسائل البريد الإلكتروني، قد يتم الآن ربطها وتحليلها بواسطة شركة على خوادمها.

تقول شركات التكنولوجيا إنها بذلت جهوداً كبيرة لتأمين بيانات الأشخاص.

تعرّفوا على الحقائق

في الوقت الحالي، من المهم أن نفهم ما سيحدث لمعلوماتنا عندما نستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي، لذلك حصلتُ على مزيد من المعلومات من الشركات حول ممارساتها المتعلقة بالبيانات، وأجرَيت مقابلات مع خبراء أمنيين، وأخطِّط للانتظار لأرى ما إذا كانت التقنيات تعمل بشكل جيد بما فيه الكفاية قبل أن أقرّر ما إذا كان الأمر يستحق مشاركة بياناتي أم لا.

وإليكم ما يجب معرفته.

«أبل إنتلجنس»

أعلنت شركة «أبل» مؤخراً عن «أبل إنتلجنس» (Apple Intelligence)، وهي مجموعة من الخدمات تمثّل أول دخول رئيسي لها في سباق الذكاء الاصطناعي.

* دمج الذكاء في الأجهزة، سيتم دمج خدمات الذكاء الاصطناعي الجديدة في أسرع أجهزة «آيفون» و«آيباد» و«يماك» بدءاً من هذا الخريف، وسيتمكن الأشخاص من استخدامه لإزالة الأشياء غير المرغوب فيها تلقائياً من الصور، وإنشاء ملخّصات لمقالات الويب، وكتابة الردود على الرسائل النصية، ورسائل البريد الإلكتروني.

وتعمل «أبل» أيضاً على إصلاح مساعدها الصوتي «سيري» (Siri)، لجعله أكثر تحادُثاً، ومنحه إمكانية الوصول إلى البيانات عبر التطبيقات.

وخلال مؤتمر الشركة هذا الشهر عندما قدّمت «ذكاء أبل» شارك نائب الرئيس الأول لهندسة البرمجيات في الشركة، كريغ فيديريغي، الحضور بكيفية عمل النظام؛ سحب فيديريغي بريداً إلكترونياً من أحد زملائه يطلب منه تأجيل اجتماع، ولكنه كان من المفترض أن يذهب لمشاهدة مسرحية في تلك الليلة من بطولة ابنته. ثم قام هاتفه بسحب التقويم الخاص به، وهو مستنَد يحتوي على تفاصيل حول المسرحية، وتطبيق خرائط للتنبؤ بما إذا كان سيتأخر عن المسرحية إذا وافق على الاجتماع في وقت لاحق.

* تعهّد بمعالجة البيانات ضمن الأجهزة، قالت شركة «أبل» إنها تسعى جاهدة لمعالجة معظم بيانات الذكاء الاصطناعي مباشرة على هواتفها وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بها، الأمر الذي من شأنه أن يمنع الآخرين، بما في ذلك «أبل» من الوصول إلى المعلومات.

* تشفير البيانات الموجّهة إلى السحابة، أما بالنسبة للمهام التي يجب دفعها إلى الخوادم، فقالت «أبل» إنها طوّرت ضمانات، بما في ذلك تشفير البيانات من خلال التشفير وحذفها على الفور، وأضافت أنها اتخذت أيضاً إجراءات حتى لا يتمكن موظفوها من الوصول إلى البيانات، وقالت أيضاً إنها ستسمح للباحثين الأمنيّين بمراجعة التكنولوجيا الخاصة بها؛ للتأكد من أنها تَفِي بوعودها.

إن التزام «أبل» بمسح بيانات المستخدم من خوادمها يميّزها عن الشركات الأخرى التي تحتفظ بالبيانات، وقال ماثيو غرين، الباحث الأمني ​​والأستاذ المشارك في علوم الكمبيوتر بجامعة جونز هوبكنز، الذي أطلعَته شركة «أبل» على تقنيتها الجديدة، إن شركة «أبل» لم تكن واضحة بشأن طلبات «سيري» الجديدة التي يمكن إرسالها إلى خوادم الشركة. وقال إن أي شيء يترك جهازك هو بطبيعته أقل أماناً.

وقالت «أبل» إنه عندما يتم إصدار «Apple Intelligence» سيتمكن المستخدمون من رؤية تقرير بالطلبات التي تترك الجهاز لتتم معالجتها في السحابة.

ذكاء «مايكروسوفت» للكمبيوترات المحمولة

تعمل «مايكروسوفت» على جلب الذكاء الاصطناعي إلى أجهزة الكمبيوتر المحمول ذات الطراز القديم، وفي الأسبوع الماضي، بدأت في طرح أجهزة كمبيوتر تعمل بنظام «ويندوز» سُمّي «Copilot+ PC»، التي تبدأ أسعارها من 1000 دولار.

* رقائق تحمي الخصوصية، تحتوي أجهزة الكمبيوتر على نوع جديد من الرقائق، وغيرها من المعدّات، التي تقول «مايكروسوفت» إنها ستحافظ على خصوصية بياناتك وأمانها، يمكن لأجهزة الكمبيوتر إنشاء صور وإعادة كتابة المستندات، من بين ميزات أخرى جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي.

* ميزة «التذكّر»، قدّمت الشركة أيضاً نظام «Recall»، وهو نظام جديد لمساعدة المستخدمين في العثور بسرعة على المستندات والملفات التي عملوا عليها، أو رسائل البريد الإلكتروني التي قرأوها، أو مواقع الويب التي تصفّحوها.

تقارن الشركة ميزة «Recall» بوجود ذاكرة فوتوغرافية مدمجة في جهاز الكمبيوتر الخاص بك، وباستخدامها يمكنك كتابة عبارات غير رسمية، مثل «أفكّر في مكالمة فيديو أجريتها مع جو مؤخراً عندما كان يحمل كوب قهوة مكتوب عليه (أنا أحب نيويورك)».

سيقوم الكمبيوتر بعد ذلك باسترداد تسجيل مكالمة الفيديو التي تحتوي على تلك التفاصيل، ولتحقيق ذلك تقوم هذه الميزة بوظيفة أخذ لقطات شاشة كل خمس ثوانٍ لما يفعله المستخدم على الجهاز، ويقوم بتجميع تلك الصور في قاعدة بيانات قابلة للبحث.

وقالت الشركة إنه يتم تخزين اللقطات وتحليلها مباشرة على جهاز الكمبيوتر، لذلك لا تقوم «مايكروسوفت» بمراجعة البيانات أو استخدامها لتحسين الذكاء الاصطناعي الخاص بها.

* مخاطر محتملة، ومع ذلك حذّر الباحثون الأمنيون من المخاطر المحتملة، موضّحين أن البيانات يمكن أن تكشف بسهولة كل ما كتبته أو شاهدته في حالات التسلل والاختراق. ورداً على ذلك قامت شركة «مايكروسوفت»، التي كانت تنوي طرح برنامج «Recall»، الأسبوع الماضي، بتأجيل إصداره إلى أجل غير مسمى.

وتأتي أجهزة الكمبيوتر الشخصية الحالية مزوّدة بنظام التشغيل «Windows 11» الجديد من «مايكروسوفت»، وقال ديفيد ويستون، المدير التنفيذي للشركة المشرف على الأمن إن الشركة تتمتع بطبقات متعددة من الأمان.

الذكاء الاصطناعي من «غوغل»

أعلنت «غوغل» الشهر الماضي أيضاً عن مجموعة من خدمات الذكاء الاصطناعي «Google AI».

* كاشف الاحتيال الهاتفي، كان أحد أكبر ما تم عرضه هو كاشف الاحتيال الجديد الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي للمكالمات الهاتفية (AI-powered scam detector for phone calls)؛ إذ تستمع الأداة إلى المكالمات الهاتفية في الوقت الفعلي، وإذا بدا المتصل وكأنه محتال محتمَل (على سبيل المثال، إذا طلب المتصل رقم التعريف الشخصي المصرفي)، تقوم الشركة بإعلامك.

وقالت «غوغل» إنه سيتعيَّن على الأشخاص تنشيط كاشف الاحتيال، الذي يتم تشغيله بالكامل بواسطة الهاتف، وهذا يعني أن الشركة لن تستمع إلى المكالمات.

* «طلب الصور»، أعلنت «غوغل» عن ميزة أخرى، وهي «Ask Photos»، التي تتطلب إرسال المعلومات إلى خوادم الشركة، يمكن للمستخدمين طرح أسئلة مثل: «متى تعلمت ابنتي السباحة؟»، لظهور الصور الأولى لطفلتهم وهي تسبح، وقالت الشركة إن موظّفيها يمكنهم، في حالات نادرة، مراجعة محادثات «Ask Photos» وبيانات الصور لمعالجة الإساءة أو الأذى، ويمكن أيضاً استخدام المعلومات للمساعدة في تحسين تطبيق الصور الخاص بها.

وبعبارة أخرى: يمكن استخدام سؤالك وصورة طفلك أثناء السباحة؛ لمساعدة الآباء الآخرين في العثور على صور لأطفالهم وهم يسبحون.

* أمن السحابة، وأضافت «غوغل» أن سحابتها مغلقة بتقنيات أمنية، بما في ذلك التشفير والبروتوكولات للحد من وصول الموظفين إلى البيانات، وقالت سوزان فراي، المديرة التنفيذية في «غوغل» التي تشرف على الثقة والخصوصية، في بيان: «ينطبق نهجنا في حماية الخصوصية على ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا، بغض النظر عما إذا كانت مدعومة على الجهاز أو في السحابة».

لكن غرين، الباحث الأمني، قال إن نهج «غوغل» فيما يتعلق بخصوصية الذكاء الاصطناعي يبدو غامضاً نسبياً. وقال: «لا أحب فكرة أن صوري الشخصية للغاية وعمليات البحث الشخصية للغاية تذهب إلى سحابة ليست تحت سيطرتي».

* خدمة «نيويورك تايمز».


مقالات ذات صلة

علوم برامج للتحكّم بأسراب الطائرات من دون طيار الضخمة

برامج للتحكّم بأسراب الطائرات من دون طيار الضخمة

تقنيات «لمنع الحرب العالمية الثالثة»

باتريك تاكر (واشنطن)
تكنولوجيا «غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة لتعزيز الخصوصية ومشاركة البيانات الصحية (غوغل)

«غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة

أطلقت «غوغل» النسخة التجريبية الأولية من آندرويد 16 للمطورين، وهي خطوة تمهد الطريق للتحديثات الكبيرة المقبلة في هذا النظام.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
الاقتصاد مهندس يعمل في إحدى المنشآت التابعة لـ«معادن» (الشركة) play-circle 02:41

رئيس «معادن»: حفر 820 ألف متر من آبار الاستكشاف بالسعودية خلال عامين

تتعاون شركة التعدين العربية السعودية (معادن) مع رواد العالم وتستفيد من أحدث التقنيات لتقديم أكبر برنامج تنقيب في منطقة واحدة على مستوى العالم.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد عرض تقديمي في إحدى الفعاليات التقنية التي أقيمت بالعاصمة السعودية الرياض (واس)

رئيس «سكاي»: الذكاء الاصطناعي يعزز مستقبل الاقتصاد السعودي

تتصدر الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي (سكاي) مسيرة بناء منظومة تقنية عالمية المستوى ما يمهد الطريق لتحقيق نمو اقتصادي مدفوع بالذكاء الاصطناعي

آيات نور (الرياض)

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
TT

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة

تنتهي اليوم فعاليات مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» (Microsoft Ignite) السنوي في مدينة شيكاغو الأميركية، بحضور تجاوز 14 ألف زائر، الذي استعرضت «مايكروسوفت» خلال أيامه الثلاثة أكثر من 80 خدمة ومنتجاً وميزة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي بخدمة الموظفين

طوّرت الشركة خدمة «مايكروسوفت 365 كوبايلوت» (Microsoft 365 Copilot) الخاصة بالشركات، مقدمة «أفعال كوبايلوت» (Copilot Actions) التي تسمح بأتمتة المهام اليومية في مجال العمل بأوامر بسيطة، مثل الحصول على ملخص اجتماعات «تيمز» (Teams) في ذلك اليوم أو إعداد التقارير الأسبوعية أو تلخيص ما الذي يجب القيام به حسب الرسائل الواردة إلى بريد المستخدم والاجتماعات التي حدثت قبل عودته من إجازته السنوية، وغيرها.

 

 

«عملاء مايكروسوفت»

كشفت الشركة كذلك ميزة «عملاء مايكروسوفت» (Microsoft Agents) التي تسمح بالبحث في ملفات الشركة وتحليلها والإجابة على أسئلة الموظفين أو العملاء بكل خصوصية، وتلخيص النتائج بهدف تسريع اتخاذ قرارات العمل. وتعمل هذه الميزة في خدمة «شيربوينت» (SharePoint) لكل شركة.

 

 

 

المترجم الفوري

ويمكن لعميل ذكاء اصطناعي اسمه «المترجم الفوري» (Interpreter) ترجمة محادثات الاجتماعات المرئية في «تيمز» بهدف كسر الحواجز اللغوية والتركيز على جوهر الاجتماع، مع القدرة على محاكاة صوت المستخدم بلغة الطرف الثاني. ويمكن لعميل ذكي آخر اسمه «المُيَسِّر» (Facilitator) تلخيص اجتماعات «تيمز» وأتمتة إدارة المشاريع عبر جميع مراحلها. كما يستطيع بعض عملاء الذكاء الاصطناعي مساعدة الموظفين على حلّ مشاكلهم التقنية دون الحاجة للعودة إلى قسم الدعم الفني، والإجابة على أسئلتهم المتعلقة بسياسات الشركة والموارد البشرية والمشتريات، وغيرها.

الذكاء الاصطناعي رفيق المبرمجين

ولتسهيل تضمين تقنيات الذكاء الاصطناعي في برامج الشركات والأفراد، تقدم «مايكروسوفت» ما تسميه بـ«مسبك آجور للذكاء الاصطناعي» (Azure AI Foundry) الذي يوفر مجموعة برمجية للذكاء الاصطناعي وبوابة لتطوير عملاء الذكاء الاصطناعي.

وتوفر هذه المجموعة البرمجية أكثر من 25 قالباً مسبق الإعداد (Template) للذكاء الاصطناعي تسمح بتطوير تطبيقات مدعومة بهذه التقنية وتبسيط عملية البرمجة ونشرها عبر منصات «غيتهاب» (Github) و«فيجوال ستوديو» (Visual Studio) و«كوبايلوت ستوديو» (Copilot Studio). وتسمح البوابة للمبرمجين اكتشاف خدمات وأدوات ونماذج ذكاء اصطناعي تناسب احتياجاتهم واحتياجات الشركات التي يعملون لديها.

حماية المستخدمين

حذّرت «مايكروسوفت» أن عدد الهجمات الإلكترونية التي تستهدف سرقة كلمات السرّ قد ارتفع خلال آخر 3 أعوام من 579 إلى أكثر من 7000 هجمة في كل ثانية، مع مضاعفة العدد في آخر سنة، ما يضع سبل الحماية التقليدية في موضع لا يسمح لها اللحاق بتقدم القراصنة.

مبادرة المستقبل الآمن

هذا الأمر يتطلب إعادة تطوير عملية حماية المستخدمين، ما دفع الشركة إلى إطلاق «مبادرة المستقبل الآمن» (Secure Future Initiative) التي طلبت من 34000 مهندس العمل على أكبر مشروع للأمن الرقمي بتاريخ البشرية وتطوير مقاومة البرامج ونظم التشغيل وأجهزة المستخدمين لطوفان الهجمات الرقمية الذي تتسارع وتيرته في كل يوم.

وكشفت كذلك عن عملها على تطوير «مايكروسوفت سيكيوريتي إكسبوجر مانجمنت» (Microsoft Security Exposure Management) الذي يقوم بتحليل آلية تواصل الأجهزة المختلفة والبيانات والهوية الرقمية والشبكات، بعضها مع بعض، داخل بيئة العمل واكتشاف العلاقات بينها وعرض مسار الاختراقات الممكنة لأي قرصان إلكتروني، وذلك لاكتشاف نقطة الضعف في البيئة المعقدة التي يمكن للقراصنة الدخول منها، وتوقع هدفهم وتتبع المسار المفترض لهم عبر الأجهزة المختلفة للوصول إلى الهوية الرقمية أو البيانات الحساسة، ومن ثم حماية ذلك المسار بشكل استباقي على صعيد سدّ الثغرات في الأجهزة أو البرامج أو نظام التشغيل أو الشبكة، وغيرها من العوامل الأخرى. كما يستطيع هذا المشروع التأكد من سلامة الاحتياطات الأمنية للفريق التقني داخل الشركة.

وأطلقت الشركة نظام «مايكروسوفت سيكيوريتي كوبايلوت» (Microsoft Security Copilot) المدعوم بالذكاء الاصطناعي للقيام بالوظائف الأمنية باستخدام الذكاء الاصطناعي بكل سلاسة وسهولة، حيث أظهرت الدراسات انخفاض معدل مدة حلّ المشاكل الأمنية لدى استخدام هذا النظام بنحو 30 في المائة.

أجهزة الذكاء الاصطناعي

واستعرضت الشركة أول جهاز من فئته، مصنوع خصيصاً للاتصال بأمان مع خدمة «ويندوز 365» السحابية، اسمه «ويندوز 365 لينك» (Windows 365 Link).

الجهاز بسيط وآمن، وسيتم إطلاقه في أبريل (نيسان) 2025 المقبل، بسعر 349 دولاراً أميركياً، ويسمح للمستخدمين بالعمل بأمان مع نظام التشغيل «ويندوز» السحابي بكل سرعة وموثوقية.

ولا يقوم الجهاز بتخزين أي بيانات داخله، ولا يقوم بتثبيت أي برامج فيه، مع تقديم وحدة معالجة للذكاء الاصطناعي مدمجة فيه لتسريع التفاعل مع البيانات والحصول على النتائج بكل سلاسة.

 

تحليل علوم الأرض

وعلى الصعيد نفسه، تعاونت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» مع «مايكروسوفت» لتطوير أداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي اسمها «كوبايلوت الأرض» (Earth Copilot) تهدف إلى تبسيط عملية تحليل البيانات المرتبطة بعلوم الأرض التي تجمعها الأقمار الاصطناعية الخاصة بـ«ناسا». وسيتم نشر هذه البيانات المعقدة للجميع بهدف مشاركة المعلومات المهمة مع العلماء والباحثين والطلاب والمدرسين وصناع السياسات وعموم الناس.

وستستخدم الوكالة خدمة «آجور أوبين إيه آي» (Azure OpenAI Service) لتذليل العقبات التقنية وتمكين المجموعات المختلفة للمستخدمين من التفاعل مع البيانات العلمية لكوكب الأرض، ما يدل على الأبواب التي يفتحها الذكاء الاصطناعي لتسهيل وتبسيط عملية التعليم والبحث وتحليل مجموعات البيانات الضخمة في المجالات العلمية وسنّ السياسات، وفي مجالات الزراعة والتخطيط الحضري والاستجابة في حالات الكوارث، وغيرها.

ويمكن زيارة الموقع من هذا الرابط: www.earthdata.nasa.gov/dashboard