«غوغل» تمنح برنامج الدردشة «جيمناي إيه آي» مهارات جديدة

يتمتع بذاكرة أكبر من أي نظام مماثل وبسرعة الأداء

شعار مؤتمر «غوغل» للمطورين الأخير المنعقد يوم أمس في «ماونت فيو» بولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ب)
شعار مؤتمر «غوغل» للمطورين الأخير المنعقد يوم أمس في «ماونت فيو» بولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ب)
TT

«غوغل» تمنح برنامج الدردشة «جيمناي إيه آي» مهارات جديدة

شعار مؤتمر «غوغل» للمطورين الأخير المنعقد يوم أمس في «ماونت فيو» بولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ب)
شعار مؤتمر «غوغل» للمطورين الأخير المنعقد يوم أمس في «ماونت فيو» بولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ب)

عرضت «غوغل» بعض المهارات الجديدة في برنامج «جيمناي أيه آي للدردشة (Gemini AI chatbot)» الخاص بها، في مؤتمر المطورين، يوم أمس الثلاثاء، كما استعرضت «مساعد جيمناي (Gemini assistant)» الجديد الذي يتحدث مع المستخدمين بصفته مساعداً بشرياً.

روبوت دردشة بذاكرة أكبر

وسوف يجري تشغيل نُظم الذكاء الاصطناعي المطورة هذه بواسطة نموذج «جيمناي Pro 1.5» المصمم من قِبل شركة «ديب مايند»، التابعة لـ«غوغل»، والذي يحقق التوازن بين الأداء والسرعة.

على المدى القصير، سيحصل المشتركون في فئة خدمة «جيمناي أدفانسد (Gemini Advanced)» على روبوت دردشة يمكنه استيعاب وتذكر مزيد من المعلومات - أكثر من أي روبوت محادثة آخر موجه للمستهلكين.

استيعاب 1500 صفحة مستندات

تقول «غوغل» إن «جيمناي» يقدم «نافذة سياقية» تحتوي على مليون رمز، مما يعني أنه يمكنه تذكر ما يصل إلى 1500 صفحة من المستندات، أو تلخيص محتويات 100 رسالة بريد إلكتروني.

وتقول «غوغل» إن المستخدم قد يقوم بتحميل اتفاقية إيجار طويلة، ثم يطرح أسئلة على «جيمناي» حول القواعد التي تغطي شؤون الحيوانات الأليفة أو النزاعات حول الإيجار. سيتمكن المستخدمون الآن من تحميل الملفات من «غوغل درايف» مباشرة إلى برنامج الدردشة الآلي.

«جيمناي» يخطط لسفرتك السياحية

وفي عرض توضيحي مباشر، أظهرت «غوغل» كيف يمكن لروبوت الدردشة الآن أن يساعدك بشكل أكثر فعالية في التخطيط للأنشطة خلال رحلة مقبلة... يبدأ الأمر باستخراج تفاصيل الرحلة المقبلة (مواعيد الرحلات، مواقع الفنادق، وما إلى ذلك) من رسائل التأكيد الإلكترونية التي تلقيتها من شركة الطيران والفندق عبر «جي ميل».

وبعد جمع بعض المعلومات منك حول ما تستمتع به أنت وعائلتك، قد يقترح عليك الروبوت بعض المعالم السياحية القريبة من فندقك (استناداً إلى بيانات خرائط «غوغل» التي من المحتمل أن تناسب الفاتورة).

يستخدم برنامج الدردشة الجديد مهاراته في التفكير والتخطيط للنظر في المسائل اللوجستية، مثل ما إذا كان جدول الأعمال المقترح يترك وقتاً كافياً للتنقل بين الأنشطة أم لا.

وتقول «غوغل» إن مستخدمي «جيمناي» سيرون أيضاً تحسينات في مدى فهم برنامج الدردشة الآلي للصور. على سبيل المثال، يمكنك تحميل صورة لمسألة رياضية، والحصول على إرشادات خطوة بخطوة حول كيفية حلها.

«جيمناي لايف»

كان الإعلان الأكثر إثارة للاهتمام الذي أصدرته شركة البحث العملاقة هو ما يسمى «جيمناي لايف (Gemini Live)»، وهو إصدار أكثر تقدماً من مساعد «جيمناي» الذي يتحدث إليك بأسلوب طبيعي نسبياً.

تقول «غوغل» إن المستخدمين «المباشرين» (أي المشتركين في فئة خدمة «جيمناي أدفانسد») يمكنهم الاختيار من بين عدد من الأصوات. ونظراً لأن «Gemini Pro» سريع، يمكنك مقاطعة المساعد وسيتوقف وينتظر مزيداً من المعلومات قبل المتابعة، تماماً كما يفعل المساعد البشري.

قد تطلب من «لايف» مساعدتك في الاستعداد لمقابلة مع أرباب العمل، قد يقدم المساعد ملاحظات حول سيرتك الذاتية ونقاط القوة ذات الصلة بالوظيفة، أو حتى لعب دور المقابلة وتقديم تعليقات على إجاباتك.

محادثة سمعية بصرية

وتقول الشركة إنها ستضيف عنصراً مرئياً، في وقت لاحق من هذا العام، يسمح للبث المباشر بالتحدث مع المستخدم حول الصور التي «يراها» من خلال كاميرا الهاتف.

و«جيمناي لايف» ليس متاحاً حالياً، إذ إنه سوف يطرح «في الأشهر المقبلة»، كما تقول «غوغل»، ولكن يمكن عدُّه أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال مساعدي الذكاء الاصطناعي.

وقال سيسي هسياو، نائب رئيس «غوغل» والمدير العام لشركة «جيمناي»، خلال مقابلة مع مجلة «فاست كومباني»، يوم الاثنين الماضي: «الاستدلال هو مجموعة قدرات جديدة كنا نعمل عليها، لذا فإن تطبيقه ليس فقط على إنشاء النصوص أو الصور، ولكن في الواقع حل المشكلات باستخدام أدوات أخرى، وتأليف هذه الأدوات هو الملحمة التالية».

مزايا ذكاء متماثلة مع «تشات جي بي تي»

يتشارك «جيمناي لايف» ببعض الميزات والخصائص نفسها التي يملكها «تشات جي بي تي» الجديد المدعوم من «GPT-4o» الذي أعلنته شركة «أوبن إيه آي (OpenAI)»، يوم الاثنين الماضي، إذ يمكن لكلا المساعدين معالجة الصور، وإجراء محادثات تبدو بشرية مع المستخدم، وتذكر كميات كبيرة من المعلومات، والتفكير والتخطيط.

* مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

المدير التنفيذي لـ«سيسكو» السعودية: استثماراتنا بالمملكة مستمرة لدعم جهودها في التحول الرقمي

الاقتصاد المدير التنفيذي لشركة «سيسكو السعودية» سلمان فقيه (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 01:37

المدير التنفيذي لـ«سيسكو» السعودية: استثماراتنا بالمملكة مستمرة لدعم جهودها في التحول الرقمي

في ظل ما يشهده قطاع التقنية السعودي من تطور، حقَّقت «سيسكو» أداءً قوياً ومتسقاً مع الفرص المتاحة وقرَّرت مواصلة استثماراتها لدعم جهود السعودية في التحول الرقمي.

زينب علي (الرياض)
تكنولوجيا شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)

هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

تواصل الأسهم الأميركية تعزيز تفوقها على منافسيها العالميين، ويعتقد العديد من المستثمرين أن هذه الهيمنة قد تزداد إذا تمكن دونالد ترمب من تنفيذ برنامجه.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

إطلاق أكبر مشروع للأمن الرقمي بتاريخ البشرية لمواجهة أكثر من 7000 هجمة في الثانية.

خلدون غسان سعيد (جدة)
الاقتصاد علم شركة «إنفيديا» على الحرم الجامعي في سانتا كلارا بكاليفورنيا (إ.ب.أ)

بالأرقام... كيف أصبحت «إنفيديا» الشركة الأكثر قيمة في العالم؟

حققت «إنفيديا» مرة أخرى نتائج ربع سنوية تجاوزت توقعات «وول ستريت».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
TT

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين، وإبرام عقود مع الجهات المعنية بتوفير هذه الخدمات لتحقيق المداخيل من محتواها.

واقترحت دار النشر «هاربر كولينز» الأميركية الكبرى أخيراً على بعض مؤلفيها، عقداً مع إحدى شركات الذكاء الاصطناعي تبقى هويتها طي الكتمان، يتيح لهذه الشركة استخدام أعمالهم المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي رسالة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، عرضت شركة الذكاء الاصطناعي 2500 دولار لكل كتاب تختاره لتدريب نموذجها اللغوي «إل إل إم» لمدة 3 سنوات.

آراء متفاوتة

ولكي تكون برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناء على طلب بسيط بلغة يومية، تنبغي تغذيتها بكمية مزدادة من البيانات.

وبعد التواصل مع دار النشر أكدت الأخيرة الموافقة على العملية. وأشارت إلى أنّ «(هاربر كولينز) أبرمت عقداً مع إحدى شركات التكنولوجيا المتخصصة بالذكاء الاصطناعي للسماح بالاستخدام المحدود لكتب معينة (...) بهدف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين أدائها».

وتوضّح دار النشر أيضاً أنّ العقد «ينظّم بشكل واضح ما تنتجه النماذج مع احترامها حقوق النشر».

ولاقى هذا العرض آراء متفاوتة في قطاع النشر، إذ رفضه كتّاب مثل الأميركي دانييل كيبلسميث الذي قال في منشور عبر منصة «بلوسكاي» للتواصل الاجتماعي: «من المحتمل أن أقبل بذلك مقابل مليار دولار، مبلغ يتيح لي التوقف عن العمل، لأن هذا هو الهدف النهائي من هذه التكنولوجيا».

هامش تفاوض محدود

ومع أنّ «هاربر كولينز» هي إحدى كبرى دور النشر التي أبرمت عقوداً من هذا النوع، فإنّها ليست الأولى. فدار «ويلي» الأميركية الناشرة للكتب العلمية أتاحت لشركة تكنولوجية كبيرة «محتوى كتب أكاديمية ومهنية منشورة لاستخدام محدد في نماذج التدريب، مقابل 23 مليون دولار»، كما قالت في مارس (آذار) عند عرض نتائجها المالية.

ويسلط هذا النوع من الاتفاقيات الضوء على المشاكل المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتم تدريبه على كميات هائلة من البيانات تُجمع من الإنترنت، وهو ما قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الطبع والنشر.

وترى جادا بيستيلي، رئيسة قسم الأخلاقيات لدى «هاغينغ فايس»، وهي منصة فرنسية - أميركية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، أنّ هذا الإعلان يشكل خطوة إلى الأمام، لأنّ محتوى الكتب يدرّ أموالاً. لكنها تأسف لأنّ هامش التفاوض محدود للمؤلفين.

وتقول: «ما سنراه هو آلية لاتفاقيات ثنائية بين شركات التكنولوجيا ودور النشر أو أصحاب حقوق الطبع والنشر، في حين ينبغي أن تكون المفاوضات أوسع لتشمل أصحاب العلاقة».

ويقول المدير القانوني لاتحاد النشر الفرنسي (SNE) جوليان شوراكي: «نبدأ من مكان بعيد جداً»، مضيفاً: «إنّه تقدم، فبمجرّد وجود اتفاق يعني أن حواراً ما انعقد وثمة رغبة في تحقيق توازن فيما يخص استخدام البيانات مصدراً، التي تخضع للحقوق والتي ستولد مبالغ».

مواد جديدة

وفي ظل هذه المسائل، بدأ الناشرون الصحافيون أيضاً في تنظيم هذا الموضوع. ففي نهاية 2023، أطلقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية اليومية ملاحقات ضد شركة «أوبن إيه آي» مبتكرة برنامج «تشات جي بي تي» وضد «مايكروسوفت» المستثمر الرئيسي فيها، بتهمة انتهاك حقوق النشر. وقد أبرمت وسائل إعلام أخرى اتفاقيات مع «أوبن إيه آي».

وربما لم يعد أمام شركات التكنولوجيا أي خيار لتحسين منتجاتها سوى باعتماد خيارات تُلزمها بدفع أموال، خصوصاً مع بدء نفاد المواد الجديدة لتشغيل النماذج.

وأشارت الصحافة الأميركية أخيراً إلى أنّ النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو كأنها وصلت إلى حدودها القصوى، لا سيما برامج «غوغل» و«أنثروبيك» و«أوبن إيه آي».

ويقول جوليان شوراكي: «يمكن على شبكة الإنترنت، جمع المحتوى القانوني وغير القانوني، وكميات كبيرة من المحتوى المقرصن، مما يشكل مشكلة قانونية. هذا من دون أن ننسى مسألة نوعية البيانات».