وحدات تخزين محمولة «آمنة»

خزنات محمية بلوحة أزرار وشاشات رقمية لمنع المتطفلين من الوصول إلى ملفاتك المهمة

وحدات تخزين محمولة وآمنة بتشفير مدمج
وحدات تخزين محمولة وآمنة بتشفير مدمج
TT

وحدات تخزين محمولة «آمنة»

وحدات تخزين محمولة وآمنة بتشفير مدمج
وحدات تخزين محمولة وآمنة بتشفير مدمج

تزداد سعات وحدات التخزين المحمولة بشكل مستمر، بهدف تسهيل نقل الكميات الكبيرة من البيانات أينما ذهب المستخدم. إلا أن هذا الأمر يجلب معه خطورة فقدان تلك الوحدات، وسهولة وصول أي شخص يعثر عليها إلى تلك البيانات، وخصوصاً أن تلك الوحدات تفتقر إلى سبل الحماية المدمجة. وأدى هذا الأمر إلى نشوء فئة خاصة من وحدات التخزين المحمولة المحمية، والمشفرة، والتي تقوم بتشفير البيانات داخل الوحدة، وليس من خلال نظام التشغيل، والتي اختبرت «الشرق الأوسط» مجموعة منها، ونذكر ملخص التجربة.

خزنة رقمية محمولة

أول وحدة تخزين آمنة جرى اختبارها هي «كينغستون آيرون كي كيباد 200» Kingston Iron key Keypad 200 التي تقدم لوحة أحرف وأرقام مدمجة في الوحدة نفسها، وظيفتها هي كتابة كلمة مرور لفك تشفير الملفات المخزنة داخلياً، وكأنها خزنة متنقلة. وحجم الأزرار مريح للاستخدام، ويمنع الضغط الخاطئ على أي منها. ويمكن استخدام لوحة الأزرار لإدخال كلمة مرور يتم اعتمادها لفك القفل في وحدة التخزين، والوصول إلى البيانات المخزنة داخلياً.

ولدى البدء باستخدام الوحدة للمرة الأولى، يجب إيجاد كلمة مرور خاصة بالمستخدم لإلغاء قفل الحماية، ومكونة من 8 إلى 15 رقماً أو حرفاً، ولا يمكن أن تكون أرقاماً أو أحرفاً متكررة، أو متتالية في صف واحد. ويمكن بعد ذلك استخدام كلمة المرور في كل مرة يرغب المستخدم فيها الوصول إلى الملفات المخزنة في الوحدة. وفي حال وصل الوحدة بالكومبيوتر وعدم إدخال كلمة المرور، فلن يتعرف نظام التشغيل على وجود الوحدة، نظراً لأن آلية التشفير تعمل على مستوى الدارات الإلكترونية داخل الوحدة، وليس من خلال برمجية في نظام التشغيل.

وتقدم الوحدة بطارية صغيرة مدمجة وظيفتها تسهيل عملية إلغاء قفل الوحدة قبل وصلها بالكومبيوتر (لمدة 30 ثانية قبل أن تقفل الوحدة نفسها تلقائياً)، أو في الأجهزة التي تحتوي على المنافذ في الجهة الخلفية، أو في مكان يصعب الوصول إليه، ومن ثم الضغط على الأزرار. وتتم معاودة شحن البطارية لدى وصل الوحدة بالجهاز. وبعد إدخال كلمة المرور، سيتحول الضوء الموجود أسفل أيقونة إلغاء القفل إلى اللون الأخضر، مع قفل الوحدة نفسها آلياً بعد إزالتها من الكومبيوتر.

وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن إعداد كلمة مرور لشخص مشرف يستطيع معاودة ضبط كلمة مرور المستخدم العادي في حال تم نسيان كلمة المرور، أو كتابتها بشكل خاطئ عشر مرات. ولكن في حال نسي المستخدم كلمة المرور الخاصة بالمشرف نفسه، فلا توجد أي طريقة لمعاودة ضبطها، ويجب إعادة ضبط الوحدة إلى إعدادات المصنع، وفقدان جميع البيانات المخزنة فيها، وذلك بهدف حماية بيانات المستخدم من السرقة. وفي حال تمت محاولة إدخال كلمة مرور المشرف بشكل خاطئ 10 مرات، فستقوم الوحدة بحذف جميع البيانات، وإعادة ضبط نفسها إلى إعدادات المصنع بشكل آلي.

كما تدعم الوحدة إمكانية وضعها في نمط القراءة فقط، وذلك لحماية الملفات الموجودة فيها لدى وضعها في كومبيوتر غير آمن قد يحتوي على برامج فدية، أو برمجيات خبيثة تقوم بنسخ نفسها إلى الوحدة.

حماية متقدمة لبياناتك المهمة في وحدة «آيرون كي كيباد 200» المحمولة

أحدث مستويات التشفير

وتمت إضافة طبقة خاصة على كل زر بهدف إخفاء البصمات الناجمة عن الضغط عليها، وبالتالي زيادة مستويات الحماية. ويوجد فوق لوحة الأزرار رمزان، الأول لقفل الوحدة، والثاني لفك القفل، حيث يشير الضوء المضاء أسفل أي من الرمزين إلى الحالة أو الوضع الحالي الذي يتم استخدامه. كما يوجد غطاء خاص لحماية وحدة التخزين من الغبار، والأوساخ أثناء التنقل.

وتستخدم الوحدة نظام حماية بتصنيف التشفير العسكري من الدرجة FIPS 140 - 3 من المستوى الثالث الأحدث الذي يلبي أحدث معايير الحكومة الأميركية والكندية لأجهزة التشفير. ويتم إقران ذلك أيضاً بتشفير XTS - AES بدقة 256 بت، والذي يعتمد على الدارات الإلكترونية لحماية البيانات، إلى جانب دعم التصدي للهجمات عبر أجهزة «يو إس بي» المخترقة BadUSB، وهجمات الاختراق بالتجربة المتكررة لكلمات السر Brute Force.

ولدى تجربة كتابة البيانات على الوحدة، استطاعت حفظ نحو 1 غيغابايت في أقل من 10 ثوانٍ. وتعمل الوحدة من خلال منفذ «يو إس بي تايب - إيه» القياسي بدعم لتقنية «3.2 الجيل الأول» من حيث سرعة نقل البيانات (145 ميغابايت في الثانية لقراءة البيانات و115 ميغابايت في الثانية لكتابتها). وتبلغ سماكتها 11 مليمتراً فقط، وهي مقاومة للمياه والغبار وفقاً لمعيار IP57، ومتوافرة بسعات 8 و16 و32 و64 و128 غيغابايت بأسعار 75 و100 و130 و165 و210 دولارات أميركية)، وهي متوافقة مع نظم التشغيل «ويندوز» و«لينوكس» و«ماك أو إس» و«كروم أو إس» و«آندرويد»، وأي نظام تشغيل يدعم استخدام وحدات التخزين المحمولة عبر منفذ «يو إس بي» مباشرة، أو باستخدام مهايئ Adaptor.

هذا، ويوجد إصدار من الوحدة يعمل بمنفذ «يو إس بي تايب - سي» من طراز Kingston Ironkey Keypad 200C بالسعات المذكورة، يضاف إليها سعة 256 غيغابايت بسعر 255 دولاراً أميركياً. ويقدم هذا الإصدار سرعات نقل للبيانات تبلغ 280 ميغابايت في الثانية للقراءة، و200 ميغابايت في الثانية للكتابة لسعات التخزين التي تتراوح بين 64 و256 غيغابايت (بسبب استخدام قناتين لنقل البيانات)، و145 ميغابايت في الثانية للقراءة، و115 ميغابايت في الثانية للكتابة لسعات التخزين التي تتراوح بين 8 و32 غيغابايت.

وحدة تخزين بشاشة تعمل باللمس

وتقدم وحدة التخزين «آيرون كي فولت برايفسي 80 إي إس» Ironkey Vault Privacy 80es سهولة نقل البيانات الضخمة جداً بمستويات حماية وتشفير متقدمة، وطريقة للتفاعل معها من خلال شاشة تعمل باللمس موجودة على جهتها الخارجية تعرض الصورة بوضوح كبير. وفور وصل الوحدة المحمولة بأي جهاز، ستظهر لوحة المفاتيح والأرقام على الشاشة، لإدخال كلمة المرور، وفك تشفير الوحدة، والبدء باستخدام الملفات. وتعمل الوحدة بمعالج خاص يقوم بتشفير وفك تشفير البيانات، إلى جانب استخدام نظام التشغيل XTS - AES بدقة 256 بت للحصول على مستويات تشفير فائقة. هذا الأمر يعني أنك لن تحتاج لاستخدام برمجيات تشفير لمحتوى وحدة التخزين لحمايتها.

وحدة «آيرون كي فولت برايفسي 80 إي إس» المحمولة بشاشة تعمل باللمس

هيكل الوحدة مصنوع من الزنك بسبب قدرته العالية على تبديد الحرارة الناجمة عن الاستخدام المكثف، ومتانته العالية في الوقت نفسه، وتستجيب الشاشة الملونة التي تعمل باللمس للأوامر بسرعة. ومن الضروري أن تكون كلمة المرور مكونة من مجموعة مختلفة وفريدة من الأرقام والحروف لزيادة قوتها. وبمجرد إدخال كلمة المرور، ستكون لديك ثوانٍ معدودة للضغط على زر الإعدادات لتعديل كلمة المرور في حالة الرغبة بذلك، أو إنشاء كلمة مرور جديدة.

هذا، وتقوم الوحدة بتغيير ترتيب الأزرار الرقمية للوحة المفاتيح لزيادة صعوبة مراقبة الآخرين لكلمة المرور المدخلة، والتعرف عليها، وهي ميزة يمكن إيقافها من خلال الحساب الإداري. وتضيف الوحدة إمكانية وضعها في نمط القراءة فقط (عبر مستويي حماية) بهدف حماية الملفات الموجودة فيها لدى وضعها في كومبيوتر غير آمن قد يحتوي على برامج فدية، أو برمجيات خبيثة.

ومن الممكن أن يكون لكل مستخدم كلمة مرور خاصة به، الأمر الذي يعني سهولة تعدد المستخدمين على وحدة التخزين نفسها (من خلال قوائم الشاشة)، وبالتالي سهولة استخدامها في بيئة العمل المشتركة داخل المكاتب والشركات. وتدعم وحدة التخزين ميزة التشفير التلقائي بعد انتهاء المهلة الزمنية لكتابة كلمة المرور، أو حذف المحتوى عن طريق المستخدم المسؤول. وإذا حاول شخص إدخال كلمة مرور خاطئة أكثر من 15 مرة، فسيتم اعتبار ذلك محاولة لاختراق نظام الحماية، وسيتم حذف جميع البيانات من القرص بشكل آلي.

وتستخدم الوحدة منفذ «يو إس بي تايب - سي» لنقل البيانات بدعم لتقنية «3.2 الجيل الأول» من حيث سرعة نقل البيانات (250 ميغابايت في الثانية لقراءة البيانات، و250 ميغابايت في الثانية لكتابتها)، وهي تعمل بتقنية الحالة الصلبة Solid State Drive SSD وتبلغ سماكتها 18.5 مليمتر. الوحدة متوافرة بسعات 480 و960 و1920 غيغابايت بأسعار 230 و280 و370 دولاراً أميركياً، وهي متوافقة مع نظم التشغيل «ويندوز»، و«لينوكس»، و«ماك أو إس»، و«كروم أو إس»، وأي نظام تشغيل يدعم استخدام وحدات التخزين المحمولة عبر منفذ «يو إس بي»، أو «يو إس بي تايب - سي».


مقالات ذات صلة

«غوغل» تعزز تجربة زوار ومتابعي أولمبياد باريس عبر تقنيات وتحديثات خاصة

تكنولوجيا تقدم «غوغل» التحديثات في الوقت الفعلي والخرائط التفاعلية وخدمات البث ومساعدي الذكاء الاصطناعي لمتابعي الأولمبياد (غوغل)

«غوغل» تعزز تجربة زوار ومتابعي أولمبياد باريس عبر تقنيات وتحديثات خاصة

بمساعدة التكنولوجيا المتقدمة والمنصات الرقمية لـ«غوغل»، يمكن لمشجع أولمبياد باريس في جميع أنحاء العالم البقاء على اتصال واطلاع طوال المباريات.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا «واتساب» سيطلق قريباً ميزتي الترجمة التلقائية وأسماء المستخدمين لتعزيز التواصل والخصوصية (أبل)

«واتساب» يختبر ميزة الترجمة التلقائية للمحادثات وأسماء المستخدمين

بهدف تعزيز التواصل والخصوصية...

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا يزود «Galaxy Z Flip6 Olympic» بشريحة «eSIM» مع 100 غيغابايت من بيانات 5G لدعم تواصل أفضل للرياضيين (سامسونغ)

«سامسونغ» تكشف عن إصدار خاص من «Galaxy Z Flip6» لرياضيي أولمبياد 2024

إنها المرة الأولى التي يتوفر فيها أحدث منتجات «سامسونغ» للرياضيين قبل إطلاقه رسمياً في السوق.

نسيم رمضان (لندن)
علوم «مبنى برّي» ينمو من الأشجار قد يجسد مستقبل الهندسة المعمارية

«مبنى برّي» ينمو من الأشجار قد يجسد مستقبل الهندسة المعمارية

ينمو مثل الغابة المحيطة به.

نيت بيرغ
تكنولوجيا مشروع نقل البيانات هو مبادرة مفتوحة المصدر تهدف إلى تمكين المستخدمين من نقل بياناتهم بسهولة بين الخدمات عبر الإنترنت (غوغل)

إليك الخطوات البسيطة لنقل الصور والفيديوهات من «غوغل» إلى «أبل آي كلاود»

أطلقت «غوغل» ميزة نقل الصور من (Google Photos) إلى «أبل آي كلاود (Apple iCloud)»، وأصبحت العملية أسهل وأسرع.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

الذكاء الاصطناعي أكثر دقة بـ3 مرات في التنبؤ بتقدم مرض ألزهايمر

يمكن أن يسهّل التعرف المبكر على المرضى الذين من المرجح أن يتقدموا بسرعة العلاج في الوقت المناسب والمراقبة الدقيقة (شاترستوك)
يمكن أن يسهّل التعرف المبكر على المرضى الذين من المرجح أن يتقدموا بسرعة العلاج في الوقت المناسب والمراقبة الدقيقة (شاترستوك)
TT

الذكاء الاصطناعي أكثر دقة بـ3 مرات في التنبؤ بتقدم مرض ألزهايمر

يمكن أن يسهّل التعرف المبكر على المرضى الذين من المرجح أن يتقدموا بسرعة العلاج في الوقت المناسب والمراقبة الدقيقة (شاترستوك)
يمكن أن يسهّل التعرف المبكر على المرضى الذين من المرجح أن يتقدموا بسرعة العلاج في الوقت المناسب والمراقبة الدقيقة (شاترستوك)

يمثل الخرف تحدياً كبيراً لجهات الرعاية الصحية حول العالم، وتقدر التكلفة السنوية لرعايته بنحو 820 مليار دولار، بحسب تحليل لدراسة العبء العالمي للمرض لعام 2019. وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 50 مليون شخص عالمياً يعانون الخرف، مع توقعات بارتفاع الحالات ثلاث مرات تقريباً على مدى السنوات الخمسين المقبلة.

يعد الاكتشاف المبكر لمرض ألزهايمر الذي يعد السبب الأكثر شيوعاً للخرف، أمراً بالغ الأهمية للعلاج الفعال. وغالباً ما تعتمد طرق التشخيص الحالية على اختبارات غازية ومكلفة، مثل فحوص التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني والبزل القطني. هذه الأساليب ليست متاحة دائماً في جميع المراكز الطبية؛ مما يؤدي إلى التشخيص الخاطئ وتأخير العلاج.

يتطور ألزهايمر ببطء ويتفاقم تدريجياً على مدار أعوام عدة وفي نهاية المطاف يؤثر على أغلب المناطق بالدماغ (شاترستوك)

تطوير نموذج الذكاء الاصطناعي

في تطور واعد، ابتكر باحثون من قسم علم النفس بجامعة كمبردج نموذجاً للتعلم الآلي يمكنه التنبؤ بتطور مشاكل الذاكرة والتفكير الخفيفة إلى مرض ألزهايمر بدقة أكبر من الأدوات السريرية الحالية.

بنى فريق البحث النموذج باستخدام بيانات من أكثر من 400 فرد من مجموعة بحثية في الولايات المتحدة. بعدها تحققوا من صحة النموذج باستخدام بيانات المرضى في العالم الحقيقي من 600 مشارك إضافي من المجموعة الأميركية نفسها وبيانات من 900 فرد يحضرون عيادات الذاكرة في بريطانيا وسنغافورة.

أظهرت خوارزمية الذكاء الاصطناعي قدرتها على التمييز بين ضعف الإدراك الخفيف المستقر وتلك التي تتطور إلى مرض ألزهايمر في غضون ثلاث سنوات. ومن المثير للإعجاب أنها حددت بشكل صحيح الأفراد الذين سيصابون بمرض ألزهايمر في 82 في المائة من الحالات وأولئك الذين لن يصابوا به في 81 في المائة من الحالات باستخدام الاختبارات المعرفية وفحص التصوير بالرنين المغناطيسي فقط.

يهدف فريق البحث إلى توسيع نموذجهم ليشمل أشكالاً أخرى من الخرف مثل الخرف الوعائي والجبهي الصدغي (شاترستوك)

تعزيز دقة التشخيص

أثبت نموذج الذكاء الاصطناعي أنه أكثر دقة بثلاث مرات تقريباً في التنبؤ بتقدم مرض ألزهايمر من الطرق السريرية القياسية، والتي تعتمد عادةً على علامات مثل ضمور المادة الرمادية أو الدرجات المعرفية. وقد يؤدي هذا التحسن الكبير إلى تقليل معدل التشخيص الخاطئ وتمكين التدخل المبكر؛ مما قد يحسّن نتائج المرضى.

كما استخدم الباحثون النموذج لتصنيف المرضى المصابين بمرض ألزهايمر إلى ثلاث مجموعات بناءً على البيانات من زيارتهم الأولى لعيادة الذاكرة. شملت المجموعات أولئك الذين ستظل أعراضهم مستقرة (نحو 50 في المائة)، وأولئك الذين سيتقدمون ببطء (نحو 35 في المائة)، وأولئك الذين سيتدهورون بسرعة (نحو 15 في المائة). تم التحقق من صحة هذه التوقعات من خلال بيانات المتابعة على مدى ست سنوات. يمكن أن يسهل التعرف المبكر على المرضى الذين من المرجح أن يتقدموا بسرعة العلاج في الوقت المناسب والمراقبة الدقيقة.

الآثار المترتبة على رعاية المرضى

تتمثل إحدى الفوائد الرئيسية لهذا النموذج الذكي في قدرته على تبسيط مسارات رعاية المرضى. بالنسبة لـ50 في المائة من الأفراد الذين تكون أعراض فقدان الذاكرة لديهم مستقرة وربما بسبب عوامل أخرى مثل القلق أو الاكتئاب، يمكن للنموذج أن يساعد في توجيههم إلى المسارات السريرية المناسبة، وتجنب علاجات الخرف غير الضرورية. لا يعمل هذا التمييز على تحسين رعاية المرضى فحسب، بل يخفف أيضاً من القلق المرتبط بالتشخيصات غير المؤكدة.

وقد سلطت البروفيسورة زوي كورتزي، المؤلفة الرئيسية للدراسة، الضوء على التأثير المحتمل لهذه الأداة قائلة إنه تم ابتكار أداة، على الرغم من استخدامها فقط لبيانات من الاختبارات المعرفية وفحوص التصوير بالرنين المغناطيسي، فإنها أكثر حساسية من الأساليب الحالية في التنبؤ بما إذا كان شخص ما سيتقدم من أعراض خفيفة إلى مرض ألزهايمر. وأضافت كورتزي أن من شأن هذا أن يحسّن بشكل كبير من رفاهية المريض، ويُظهر الأشخاص الذين يحتاجون إلى أقرب رعاية، مع إزالة القلق عن هؤلاء المرضى الذين نتوقع أن يظلوا مستقرين.

ابتكر الباحثون أداة أكثر حساسية من الأساليب الحالية في التنبؤ بما إذا كان شخص ما سيتطور من أعراض خفيفة إلى مرض ألزهايمر (شاترستوك)

الاتجاهات المستقبلية

أكد الدكتور بن أندروود، استشاري الطب النفسي، على أهمية الحد من عدم اليقين التشخيصي. وأضاف: «في العيادة، أرى كيف أن عدم اليقين بشأن ما إذا كانت هذه قد تكون العلامات الأولى للخرف يمكن أن يسبب الكثير من القلق للأشخاص وأسرهم، فضلاً عن كونه محبطاً للأطباء الذين يفضلون كثيراً تقديم إجابات قاطعة».

يهدف فريق البحث الآن إلى توسيع نموذجهم ليشمل أشكالاً أخرى من الخرف، مثل الخرف الوعائي والخرف الجبهي الصدغي، مع دمج أنواع مختلفة من البيانات، بما في ذلك علامات فحص الدم. وأعربت البروفيسورة كورتزي عن تفاؤلها بالمستقبل قائلة إن «رؤيتنا هي توسيع نطاق أداة الذكاء الاصطناعي لدينا لمساعدة الأطباء السريريين في تعيين الشخص المناسب في الوقت المناسب لمسار التشخيص والعلاج المناسب».