السعودية والإمارات تتصدران قائمة الدول المستهدَفة بالتهديدات الإلكترونية

16 مجموعة تنفذ هجمات متقدمة متواصلة في منطقة الشرق الأوسط

السعودية والإمارات تتصدران قائمة الدول المستهدَفة بالتهديدات الإلكترونية
TT

السعودية والإمارات تتصدران قائمة الدول المستهدَفة بالتهديدات الإلكترونية

السعودية والإمارات تتصدران قائمة الدول المستهدَفة بالتهديدات الإلكترونية

استهدفت 16 فرقة من مجموعات «التهديدات المستمرة المتقدمة» (ت.م. م) (APT) advanced persistent threat، مؤسسات في الشرق الأوسط على مدار العامين الماضيين بهجمات إلكترونية ركزت على المؤسسات الحكومية، وشركات الإنتاج الصناعي، وقطاع الطاقة.

استهداف السعودية والإمارات

ووفقاً لتقرير تحليلي نشر الثلاثاء لباحثين في شركة خدمات الأمن السيبراني «بوزيتف تكنولوجيز» Positive Technologies، فقد استهدفت الجهات الفاعلة المشاركة في (ت. م. م) في الغالب مؤسسات في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وهي تضم مجموعات معروفة مثل «أويل ريغز» Oilrig و«مولراتس» Molerats، بالإضافة إلى كيانات أقل شهرة مثل «بهاموت» Bahamut و«هيكسين» Hexane.

القطاعات المستهدفة ونسبة المجموعات المهاجمة (بوزيتف تكنولوجيز)

توثيق 141 هجوماً متفوقاً

وقال الباحثون في التقرير الموسوم «كيف تعمل مجموعات التهديدات المستمرة المتقدمة في الشرق الأوسط»، إن تلك المجموعات تهدف إلى الحصول على معلومات تمنح الدول الراعية لها ميزة سياسية واقتصادية وعسكرية. وقاموا بتوثيق 141 هجوماً ناجحاً يمكن أن تُنسب إلى هذه المجموعات.

وقالت يانا أفيزوفا، كبيرة محللي أمن المعلومات في الشركة: «يجب على الشركات الانتباه إلى التكتيكات والتقنيات التي تستخدمها مجموعات التهديدات المستمرة المتقدمة التي تهاجم المنطقة... يمكن للشركات في منطقة الشرق الأوسط أن تفهم كيف تعمل هذه المجموعات عادة وتستعد لخطوات معينة وفقاً لذلك».

التصيّد وتشفير البرامج الضارة

استخدمت شركة الأمن السيبراني تحليلها لتحديد الأنواع الأكثر شيوعاً من الهجمات التي تستخدمها المجموعات الفاعلة، بما في ذلك التصيد الاحتيالي للوصول الأولي، وتشفير وتمويه التعليمات البرمجية الضارة، وغيرها من الوسائل الشائعة لمنع الخدمة.

وكانت هجمات التصيد الاحتيالي إحدى الوسائل الأكثر شيوعاً المستخدمة بين مجموعات التهديدات المستمرة المتقدمة العاملة في الشرق الأوسط، إذ استخدمتها 11 مجموعة، ثم تلتها هجمات استغلال نقاط الضعف في التطبيقات العامة، التي استخدمتها 5 مجموعات. وتستخدم 3 من المجموعات أيضاً برامج ضارة منتشرة على مواقع الويب الذي يستهدف زائري المواقع الإلكترونية للمؤسسات. وتربط أغلب المجموعات بإيران والصين، وفقاً للتقرير.

وسائل الاختراق الإلكتروني ونسبة المجموعات المهاجمة (بوزيتف تكنولوجيز) 69 % من المجموعات- التصيد الاحتيالي 31 % النفاذ عبر ثغرات تطبيقات الموقع 19 % إدخال برامج ضارة

حملات البريد الإلكتروني والتواصل الاجتماعي

وذكر التقرير أن «معظم مجموعات التهديدات المستمرة المتقدمة تبدأ هجمات على أنظمة الشركات من خلال التصيد الاحتيالي الموجه... في أغلب الأحيان، يتضمن ذلك حملات عبر البريد الإلكتروني تحتوي على محتوى ضار. وإلى جانب البريد الإلكتروني، يستخدم بعض المهاجمين شبكات التواصل الاجتماعي وبرامج المراسلة لشن هجمات التصيد الاحتيالي».

بمجرد الدخول إلى الشبكة، قامت جميع المجموعات باستثناء مجموعة واحدة بجمع معلومات حول البيئة الإلكترونية، بما في ذلك نظام التشغيل والأجهزة، بينما قام معظم المجموعات (81 في المائة) أيضاً بتعداد حسابات المستخدمين على النظام، وجمع بيانات تكوين الشبكة (69 في المائة)، وفقاً لـلتقرير. وقام جميع المهاجمين تقريباً (94 في المائة) بتنزيل أدوات هجوم إضافية من شبكات خارجية.

سيطرة طويلة المدى

وذكر التقرير أن تلك المجموعات تركز عادة على السيطرة طويلة المدى على البنية التحتية، وتصبح نشطة خلال «لحظة حاسمة من الناحية الجيوسياسية».

ولذا، ولمنع نجاحها، يتعين على الشركات أن تبحث عن وسائلها المحددة، مع التركيز أيضاً على تعزيز تكنولوجيا المعلومات والعمليات لديها. وتقول أفيزوفا إن جرد الأصول وتحديد أولوياتها، باستخدام مراقبة الأحداث والاستجابة للحوادث، وتدريب الموظفين ليكونوا أكثر وعياً بقضايا الأمن السيبراني، كلها خطوات حاسمة للأمن على المدى الطويل.

وتضيف: «باختصار، من المهم الالتزام بالمبادئ الأساسية للأمن السيبراني المبني على النتائج... الخطوات الأولى التي يجب اتخاذها هي مواجهة تقنيات الهجوم الأكثر استخداماً».

دول الشرق الأوسط الأكثر استهدافاً (بوزيتف تكنولوجيز)

استهداف منطقة الشرق الأوسط

واستهدف العديد من تلك المجمعات دولاً مختلفة في الشرق الأوسط، فمن بين 16 مجموعة، استهدفت الأغلبية مؤسسات في 6 دول مختلفة في الشرق الأوسط: 14 مجموعة استهدفت المملكة العربية السعودية، و12 دولة الإمارات العربية المتحدة، و10 إسرائيل، و9 الأردن، و8 استهدفت كلاً من مصر والكويت.

وذكرت الشركة في التقرير أنه في حين كانت الحكومة والتصنيع والطاقة هي القطاعات الأكثر استهدافاً، فإن وسائل الإعلام والمجمع الصناعي العسكري أصبحت أهدافاً شائعة بشكل متزايد.

وذكر التقرير أنه مع ازدياد استهداف الصناعات الحيوية، يجب على المؤسسات التعامل مع الأمن السيبراني على أنه قضية حاسمة. ويجب أن يكون الهدف الأساسي هو القضاء على احتمال وقوع أحداث غير مقبولة - الأحداث التي تمنع المؤسسات من تحقيق أهدافها التشغيلية أو الاستراتيجية أو تؤدي إلى تعطيل كبير لأعمالها الأساسية نتيجة لهجوم إلكتروني.

How APT groups operate in the Middle East

https://www.ptsecurity.com/ww-en/analytics/apt-groups-in-the-middle-east/


مقالات ذات صلة

واشنطن لتوجيه اتهامات جنائية ضد قراصنة سيبرانيين مرتبطين بإيران

الولايات المتحدة​ ترمب برفقة أنصاره في شانكسفيل في بنسلفانيا (أ.ب)

واشنطن لتوجيه اتهامات جنائية ضد قراصنة سيبرانيين مرتبطين بإيران

تستعد السلطات الفيدرالية لتوجيه اتهامات جنائية ضد قراصنة سيبرانيين مرتبطين بإيران سعوا إلى اختراق حملة الرئيس السابق دونالد ترمب والتأثير في انتخابات الرئاسة.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بايدن يتحدث في البيت الأبيض

جمهوريون يطالبون بايدن بـ«رد حاسم» على خروقات طهران

بعد خروقات إيرانية أمنية متعددة للحملات الانتخابية الأميركية، أعرب جمهوريون عن استيائهم من غياب رد حاسم على ممارسات طهران.

رنا أبتر (واشنطن)
شؤون إقليمية رجل يقف أمام لافتة «ميتا» خارج المقر الرئيسي للشركة في كاليفورنيا (أسوشيتد برس)

«قراصنة» إيرانيون استهدفوا حسابات «واتساب» أميركية

قالت شبكة «ميتا» للتواصل الاجتماعي إنها أحبطت هجوم مجموعة قراصنة إيرانية في تطبيق «واتساب» على مسؤولين أميركيين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية القراصنة الإيرانيون استخدموا حسابات «واتساب» لاستهداف سياسيين مقربين من بايدن أو ترمب (رويترز)

حجب حسابات مرتبطة بإيران على «واتساب» استهدفت سياسيين أميركيين

أعلنت شركة «ميتا»، الجمعة، أنها حجبت عددا من الحسابات عبر تطبيق «واتساب» تعتقد أنها مرتبطة بمجموعة قرصنة إيرانية استهدفت سياسيين مقربين من بايدن أو ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا رجال يتجمعون في ساحة مبنى سكني متعدد الطوابق أُصيب بصاروخ أوكراني وسط القتال الدائر في كورسك بروسيا (رويترز)

روسيا تطالب سكان المناطق الحدودية بالتوقف عن استخدام تطبيقات المواعدة

حثت السلطات الروسية الناس في المناطق الحدودية على التوقف عن استخدام تطبيقات المواعدة والحد من استعمال وسائل التواصل الاجتماعي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

فيديوهات «شورتس» من «يوتيوب» ستصل إلى 3 دقائق في 15 أكتوبر

تعكس هذه التحسينات التزام «يوتيوب» بالتطور مع مستخدميه وتقديم أدوات تلهم عملياتهم الإبداعية (أدوبي)
تعكس هذه التحسينات التزام «يوتيوب» بالتطور مع مستخدميه وتقديم أدوات تلهم عملياتهم الإبداعية (أدوبي)
TT

فيديوهات «شورتس» من «يوتيوب» ستصل إلى 3 دقائق في 15 أكتوبر

تعكس هذه التحسينات التزام «يوتيوب» بالتطور مع مستخدميه وتقديم أدوات تلهم عملياتهم الإبداعية (أدوبي)
تعكس هذه التحسينات التزام «يوتيوب» بالتطور مع مستخدميه وتقديم أدوات تلهم عملياتهم الإبداعية (أدوبي)

يعمل «يوتيوب» على تحسين منصة «شورتس» (Shorts) الخاصة به، من خلال تقديم مجموعة من الأدوات الجديدة المصممة لجعل إنشاء المحتوى والتفاعل معه أكثر ديناميكية وتفاعلية. بدءاً من 15 أكتوبر (تشرين الأول)، سيتمكن منشئو «شورتس» على «يوتيوب» من تحميل مقاطع فيديو تصل مدتها إلى 3 دقائق، وهي زيادة كبيرة عن الحد الحالي المحدد بـ90 ثانية. يوفر هذا التحديث، الذي طلبه مجتمع المبدعين بشدة، مزيداً من المرونة في سرد ​​القصص، ما يسمح بمحتوى أكثر شمولاً وغامراً دون قيود المقاطع القصيرة. هذا التغيير مخصص بشكل خاص لمقاطع الفيديو ذات نسبة العرض إلى الارتفاع المربعة أو الأطول، ما يضمن بقاء المنصة ديناميكية ومتعددة الاستخدامات مثل مستخدميها.

من خلال إطالة مدة «شورتس» يمكّن «يوتيوب» المستخدمين من التعبير عن أنفسهم بشكل أفضل (شاترستوك)

أدوات إنشاء محسنة

قام «يوتيوب» أيضاً بتبسيط واجهة مشغل «شورتس» للتأكيد على المحتوى، ما يسمح للمشاهدين بالتركيز بشكل أكبر على الاستمتاع بالفيديوهات التي يحبونها. بالنسبة للمبدعين، سيصبح إنشاء «شورتس» جذابة أسهل وأكثر متعة مع تقديم القوالب. بمجرد النقر فوق «إعادة الدمج» (Remix) على أي «شورت» (Short) ملهم، يمكن للمبدعين تحديد «Use this template» (استخدام هذا النموذج) لإنشاء إصداراتهم الخاصة، والاستفادة من الاتجاهات والأصوات الشائعة لإنشاء محتوى يتردد صداه مع جمهورهم.

التكنولوجيا من أجل حرية الإبداع

في الأشهر المقبلة، تخطط «يوتيوب» لدمج مزيد من شبكة المحتوى الواسعة في عملية إنشاء «شورتس». سيتمكن المبدعون قريباً من إعادة مزج عناصر من مجموعة واسعة من مقاطع فيديو «يوتيوب» مباشرة داخل كاميرا «شورتس»، ما يثري محتواهم بمقاطع من مقاطع الفيديو الموسيقية المفضلة والبرامج التعليمية والمزيد. علاوة على ذلك، فإن دمج نموذج إنشاء الفيديو المتقدم من «فيو» (Veo) في «شورتس» سيفتح إمكانات جديدة للمبدعين لتحسين مقاطع الفيديو الخاصة بهم بخلفيات ومقاطع متطورة، ما يجعل كل «شورت» أكثر جاذبية.

قريباً... سيصبح مزج عناصر من مجموعة واسعة من مقاطع فيديو «يوتيوب» مباشرة داخل كاميرا «شورتس» (أدوبي)

تحسين التفاعل المجتمعي والتخصيص

يقدم «يوتيوب» كذلك صفحة اتجاهات جديدة خاصة بمقاطع الفيديو القصيرة على الأجهزة المحمولة، ما يساعد المستخدمين على مواكبة أحدث المحتوى الشائع في منطقتهم. وتهدف هذه الميزة إلى إلهام المستخدمين وتشجيع المشاركة في الاتجاهات الفيروسية. كما يعمل «يوتيوب» على تحسين كيفية تفاعل المشاهدين مع المحتوى من خلال السماح لهم بمعاينة التعليقات مباشرة من موجز مقاطع الفيديو القصيرة، ما يعزز تجربة المجتمع دون الحاجة إلى التعمق في قسم التعليقات.

بالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن تجربة أكثر تخصيصاً، يقدم «يوتيوب» خيار «عرض عدد أقل من مقاطع الفيديو القصيرة». يتوفر هذا الإعداد من خلال القائمة ذات النقاط الثلاث على أي شبكة مقاطع فيديو قصيرة في موجز الصفحة الرئيسية، ويسمح للمستخدمين بتخصيص تفضيلات المشاهدة الخاصة بهم، ما يقلل مؤقتاً من وجود مقاطع الفيديو القصيرة في موجز الصفحة الرئيسية.

مقاطع فيديو قصيرة أكثر ثراءً

مع طرح «يوتيوب» لهذه التحديثات، من المقرر أن تصبح المنصة جزءاً لا يتجزأ من مشهد الفيديو الرقمي. ومن خلال التكيف المستمر والاستجابة لتعليقات المستخدمين، يظل «يوتيوب» وجهة رائدة لأولئك الذين يتطلعون إلى إنشاء محتوى فيديو قصير واستهلاكه. سواء أكنت منشئ محتوى أو مشاهداً، فإن منصة «شورتس» المحسنة تعدك بتجربة أكثر ثراءً وتفاعلاً تستغل قلب الإبداع الرقمي الحديث.

لكن يبقى السؤال: هل سيبقى اسم «شورتس» الذي يعني «قصيراً» مناسباً لتلك الفيديوهات بعد أن تصبح مدتها 3 دقائق؟!