المنطاد الموجّه بصيغته الحديثة أبطأ من الطائرة لكنه أقل تلويثاً

النموذج الأولي من المركبة... قمرة قيادة مشابهة لتلك الموجودة في الطائرات (أ.ف.ب)
النموذج الأولي من المركبة... قمرة قيادة مشابهة لتلك الموجودة في الطائرات (أ.ف.ب)
TT

المنطاد الموجّه بصيغته الحديثة أبطأ من الطائرة لكنه أقل تلويثاً

النموذج الأولي من المركبة... قمرة قيادة مشابهة لتلك الموجودة في الطائرات (أ.ف.ب)
النموذج الأولي من المركبة... قمرة قيادة مشابهة لتلك الموجودة في الطائرات (أ.ف.ب)

تسعى شركة بريطانية إلى أن تطلق هذه السنة إنتاج مركبة النقل الجوي «إيرلاندر 10» (Airlander 10)، وهي عبارة عن منطاد موجّه منفوخ بالهيليوم، يمكن أن يحمل نحو مائة راكب، ومع أنه أبطأ بكثير من الطائرة، تكمن أهميته في كونه أقل تلويثاً وأكثر مرونة من حيث إمكان استخدامه بطرق عدة ولأغراض متنوعة.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، يتضمّن مركز التكنولوجيا التابع للشركة في بيدفورد شمال لندن، النموذج الأولي من المركبة قمرة قيادة مشابهة لتلك الموجودة في الطائرات.

ويتيح مجسّم بالحجم الطبيعي إنجاز رحلة سياحية فاخرة في المركبة المستقبلية المجهزة ببار وصالة مراقبة وكبائن.

ويقول توم غراندي، المدير العام لشركة «هايبرد اير فييكلز»، في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية، إنّ «إيرلاندر واسعة وهادئة» ولا تحتاج إلى أن تكون مضغوطة؛ لذا يمكن للركاب فتح النوافذ.

وتشكل إيرلاندر قبل كل شيء وسيلة نقل أقل تلويثاً للبيئة؛ إذ تؤكد الشركة أنها تساهم في خفض الانبعاثات بنسبة تصل إلى 75 في المائة مقارنة بانبعاثات الطائرة، مع محركات تعمل بالوقود التقليدي، في حين تسعى مستقبلاً إلى إنجاز رحلات جوية خالية من الانبعاثات المباشرة بفضل محركات تعمل على الكهرباء والهيدروجين.

ونظراً إلى سرعتها الأبطأ من سرعة الطائرات التقليدية، ينبغي أن تظل المركبة محصورة في «سوق متخصصة»، على قول أندرياس شيفر، مدير مختبر الأبحاث المرتبطة بالنقل الجوي في جامعة «يو سي إل» (يونيفرسيتي كولدج لندن).

وبعد نحو 90 عاماً على كارثة «تحطم هيندنبورغ»، وهو منطاد مملوء بالهيدروجين شديد الاشتعال تحطم عام 1937 في الولايات المتحدة، تشكل «هايبرد إير فييكلز» إحدى الشركات القليلة الراغبة في إعادة إحياء المناطيد، لكن هذه المرة مع الهيليوم، وهو غاز خامل.

وتسعى منافستها الفرنسية «فلاينغ ويلز» إلى تحقيق الهدف نفسه، من خلال العمل على مسألة نقل الحمولات الثقيلة.

مناطق غير مُكتشفة

ويقول المستشار في الطيران فيليب بتروورث هايز، لوكالة الصحافة الفرنسية: «يتم الحديث عن إعادة إحياء المناطيد منذ أكثر من 30 عاماً»، وقد تكون «المناطيد نظرياً قادرة على التصدّي للتحديات البيئية التي يواجهها الطيران للحد من انبعاثات الكربون».

ويضيف: «لكن ثمة سلسلة من المسائل التنظيمية الفنية المعقدة جداً التي ينبغي حلّها أولاً»، بينها الحصول على تصريح للجهاز، وهي عملية مكلفة جداً.

«إيرلاندر» هي مركبة «هجينة» قادرة على الإقلاع والهبوط على اليابسة أو المياه، ويمكنها البقاء في الجو لخمسة أيام والسفر لمسافة تزيد على 7000 كيلومتر بسرعة تصل إلى 140 كيلومتراً في الساعة.

وهذه المعطيات كافية لتجعلها منافسة في السرعة لبعض الطائرات المروحية، ولعبّارات نقل الركاب أو البضائع بين جزر عدة، بحسب شركة «هايبرد إير فييكلز» التي تعمل على مشروع «إيرلاندر 50».

وفي رحلة بين ليفربول في إنجلترا وبلفاست في آيرلندا الشمالية تخللتها عمليات نقل إلى مراكز المدن، قدّرت الشركة أنّ وقت الرحلة سيكون 5 ساعات و20 دقيقة في منطادها، وهو وقت أطول بقليل من رحلة عبر الطائرة (4 ساعات و24 دقيقة)، لكن أقل بكثير من الانتقال بواسطة عبارة (9 ساعات و23 دقيقة).

ويظهر خلف توم غراندي هيكل النموذج الأولي الذي نفذ منذ عام 2012 عدداً كبيراً من الرحلات التجريبية الناجحة منذ عام 2012 قبل أن يتعرض للضرر عام 2017.

وكانت الشركة قد ابتكرت هذه المركبة بطول 92 متراً، أي أطول بنحو 20 متراً من طائرة «إيرباص A380»، بالشراكة مع شركة «نورثروب غرومان» الأميركية في إطار مشروع للبنتاغون ألغي بسبب صعوبات فنية وأسباب تتعلق بالميزانية.

ومنذ انتكاساته العسكرية الأولى، اقتنع عدد كبير من الزبائن بالجهاز، فسُجّلت 23 عملية شراء مسبقة ضمن سجل طلبات يزيد على مليار جنيه استرليني (1.28 مليار دولار).

وفي حين لم يتم التخلي عن التطبيقات المحتملة في المجال الدفاعي، تشكل شركة الطيران الإقليمية الإسبانية «اير نوستروم» التي سجلت 20 طلبية مسبقة للمركبة، الزبون الأبرز.

وخلال الشهر الفائت، حجزت شركة «غران أسباس» الفرنسية المتخصصة في الرحلات البحرية إلى القطبين، جهازاً لإقامة «بعثات غير مسبوقة في المناطق القطبية النائية وغير المستكشفة في العالم»، مشددة على مسألة «الانبعاثات المنخفضة» للجهاز و«حفاظه تالياً على النظم البيئية».

وقد تأخر بدء إنتاج الجهاز عما كان مخططاً له، ولكن من المقرر أن ينطلق هذا العام. وسيتعين الانتظار حتى سنة 2028 على أقرب تقدير لبدء الرحلات الجوية التجارية الأولى.


مقالات ذات صلة

إخلاء طارئ لطائرة بعد اشتعال النيران في هاتف أحد الركاب واحتراق مقعد

يوميات الشرق طائرة تابعة لشركة «ساوث ويست» الأميركية (أ.ب)

إخلاء طارئ لطائرة بعد اشتعال النيران في هاتف أحد الركاب واحتراق مقعد

تمكن طاقم طائرة من إجلاء أكثر من 100 راكب بعد أن اشتعلت النيران في هاتف أحد المسافرين على متن طائرة تابعة لشركة «ساوث ويست» الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية السفينة الحربية الأوكرانية التركية «كورفيت آضا» (موقع ديفينس تورك نت)

أوكرانيا أجرت تجارب على سفينة حربية أنتجتها بشكل مشترك مع تركيا

أكملت البحرية الأوكرانية بنجاح الاختبارات على السفن الحربية «هيتمان إيفان مازيبا» من نوع «كورفيت» فئة «آضا» التي تشارك تركيا في تصنيعها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد كامل العوضي نائب رئيس «أياتا» للشرق الأوسط وأفريقيا (الشرق الأوسط)

«أياتا»: شركات الطيران الخليجية الأسرع تعافياً عالمياً

صرّح مسؤول رفيع في الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا)، بأن شركات الطيران الخليجية أظهرت قدرة فائقة على تجاوز آثار جائحة كورونا.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة خلال افتتاح النسخة السابقة للمعرض (الموقع الرسمي)

معرض البحرين الدولي للطيران 2024 نحو تطوير الشراكات ودفع الابتكار

تحت رعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ينطلق الأربعاء معرض البحرين الدولي للطيران 2024، بمشاركة كبريات شركات الطيران والدفاع والفضاء العالمية.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الولايات المتحدة​ طائرة تابعة لشركة «سبيريت إيرلاينز» الأميركية (أرشيفية - رويترز)

طائرة ركاب أميركية تتعرض لإطلاق نار في هايتي

أعلنت شركة «سبيريت إيرلاينز» الأميركية، الاثنين، أن طائرة تابعة لها تعرضت لإطلاق نار خلال توجهها إلى هايتي وتم تحويلها إلى الدومينيكان، وأبلغت عن إصابة طفيفة.

«الشرق الأوسط» (ميامي)

 الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

 الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»
TT

 الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

 الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

طلبت الحكومة الأميركية، الأربعاء، من القضاء إجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»، في إجراء يهدف لمكافحة الممارسات الاحتكارية المتّهم بارتكابها عملاق التكنولوجيا.

وفي وثيقة قضائية، دعت وزارة العدل المحكمة إلى تفكيك أنشطة «غوغل»، بما في ذلك عبر منع المجموعة من إبرام اتفاقيات مع شركات مصنّعة للهواتف الذكية تجعل من محرك بحثها المتصفح الأساسي في هذه الهواتف، ومنعها من استغلال نظام تشغيل أندرويد الخاص بها.

وقال مسؤولون عن شؤون مكافحة الاحتكار، وفقاً لوثائق الدعوى، إنّه ينبغي أيضاً إجبار غوغل على بيع نظام أندرويد إذا كانت الحلول المقترحة لا تحول دون أن تستخدم المجموعة لصالحها سيطرتها على نظام التشغيل.

وتشكّل هذه الدعوى تغييراً عميقاً في استراتيجية الهيئات التنظيمية التابعة للحكومة الأميركية والتي تركت عمالقة التكنولوجيا لحال سبيلهم منذ فشلها في تفكيك مايكروسوفت قبل عقدين من الزمن.

ومن المتوقّع أن تعرض غوغل دفوعها على هذا الطلب في ملف قضائي تقدمه الشهر المقبل، على أن يقدّم الجانبان قضيتهما في جلسة استماع تعقد في أبريل (نيسان).

وبصرف النظر عن القرار النهائي الذي سيصدر في هذه القضية، فمن المتوقع أن تستأنف غوغل الحكم، مما سيطيل العملية لسنوات وربما يترك الكلمة الأخيرة للمحكمة العليا الأميركية.

بالمقابل، يمكن أن تنقلب القضية رأسا ًعلى عقب بعد أن يتولى الرئيس المنتخب دونالد ترمب السلطة في يناير (كانون الثاني).

ومن المرجح أن تقوم إدارة ترمب بتغيير الفريق الحالي المسؤول عن قسم مكافحة الاحتكار بوزارة العدل.