ما مدى فائدة الأدوات المدعمة بالذكاء الاصطناعي في الهواتف الجديدة؟

تساعد في تحرير الصور وصياغة الرسائل وتفتقر إلى الدقة الكاملة

ما مدى فائدة الأدوات المدعمة بالذكاء الاصطناعي في الهواتف الجديدة؟
TT

ما مدى فائدة الأدوات المدعمة بالذكاء الاصطناعي في الهواتف الجديدة؟

ما مدى فائدة الأدوات المدعمة بالذكاء الاصطناعي في الهواتف الجديدة؟

كلّ عام، تطلق كبرى شركات التقنية في العالم هواتف جديدة؛ على أمل أن ينفق المستهلكون مئات الدولارات لشرائها. وتميل هذه الشركات، اليوم، أكثر فأكثر إلى توظيف عنصر جديد يحثّكم على التحديث: الذكاء الاصطناعي.

تضمّ الهواتف الذكية الجديدة من «غوغل» و«سامسونغ» مزايا تساعدكم على مراجعة عدد كبير من النصوص، وضبط نبرتكم في الرسائل النصية، والحصول على صور مبهرة. في سياق متصل، تزعم تقارير أنّ «آبل» تُسابق الوقت لتطوير أدوات ومزايا ذكاء اصطناعي تأمل بضمّها إلى الإصدار المرتقب من برنامجها التشغيلي، الذي سيبصر النور، إلى جانب النماذج الجديدة من الآيفون في وقتٍ لاحقٍ من هذا العام.

مزايا الذكاء الاصطناعي

لكن السؤال الحقيقي هنا هو: أيّ هذه الأدوات المدعمة بالذكاء الاصطناعي المزروعة في الهواتف الذكية مفيدٌ حقاً؟

الجواب صعب لأنّ الأمر يعتمد على استخداماتكم الهاتف وما تَعدّونه أنتم مفيداً. ولمساعدتكم في هذا المجال، وضع كريس غلازكو، المحلل التقني الأميركي، الدليل التالي الذي يتضمّن مزايا الذكاء الاصطناعي التي ستصادفونها في الهواتف، اليوم، حتّى تقرّروا أيّها المفيد لكم.

> تحرير الصور. يعمل صانعو الهواتف الذكية، منذ سنوات، لتحسين الصور التي تخرج من أجهزة الاستشعار الصغيرة في كاميرات أجهزتهم. واليوم، ها هم يزوّدون مستخدميهم بأدوات تسهّل عليهم مراجعة وتعديل صورهم.

تتيح لكم هواتف «غوغل» و«سامسونغ»، اليوم، تعديل مقاس صورتكم، وحذف الأشخاص والأشياء منها، ومن ثمّ يعمد الذكاء الاصطناعي التوليدي المزروع في هذه الهواتف إلى ملء الفجوات البصرية التي خلّفتها هذه التعديلات. الأمر أشبه بالفوتوشوب، باستثناء أنّ هناك ما يقوم بالعمل الصعب عنكم، ولو بقدرات محدودة. يمكنكم استخدام هذه الأدوات المدمجة لتوليد الأشخاص والأشياء، وإضافات متخيّلة أخرى لم تكن موجودة في الصورة الأصلية. وغالباً ما ينتهي الأمر بنتائج غير مُرضية، فإمّا أن تكون تعبئة الفجوات غير ناجحة، أو تبدو التعبئة أشبه بالتلطيخ، فتؤثر على نوعية الصورة.

لكنّ الأدوات المخيفة حقاً هي تلك التي تتيح للمستخدم اختيار تعابير محدّدة في وجوه الناس الظاهرين في واحدة من سلسلة صورٍ التقطها على التوالي.

بعض الناس قد لا يمانعون في هذا النوع من الأدوات، بينما يرى فيها البعض الآخر انفصالاً عن الواقع. في جميع الأحوال، يجب أن تتوقعوا اهتماماً بالغاً من الذكاء الاصطناعي بصوركم في هاتفكم المقبل.

> ضبط نبرة صياغة الرسائل. الرسائل الموجّهة إلى ربّ العمل يجب ألا تبدو كالرسائل الموجّهة للأصدقاء طبعاً، والعكس صحيح. لهذا السبب، تستخدم أداتا «تشات أسيست (Chat Assist)» من «سامسونغ»، و«ماجيك كومبوز (Magic Compose) من «غوغل»، الذكاء الاصطناعي التوليدي لتعديل اللغة في رسائلكم بطريقة تجعلها مقبولة أكثر.

تعمل «ماجيك كومبوز» في تطبيقات الرسائل التي تركّز على النصوص، ما يعني أنّها ليست سهلة الاستخدام في رسائل البريد الإلكتروني أو رسائل الواتساب. (يضمّ متصفّح «كروم» وخدمة «جي ميل» أداةً مشابهة اسمها «هيلب مي رايت (Help Me Write) ساعدني في الكتابة»، لكنّها ليست متوفرة على نطاقٍ واسعٍ بعد). يستطيع المستخدمون الذين يبتاعون هاتف «غالاكسي S4»، اليوم، استخدام نسخة «سامسونغ» من هذه الميزة في أيّ نص، والتنقّل بين المهني والعفوي والمهذّب، وحتّى الرسائل المليئة بالرسوم التعبيرية.

يمكننا القول إنّ الأداة فعالة، لكنّها لن تصبح من العادات المنتظمة، فضلاً عن أنّ أداة «سامسونغ» سجّلت إخفاقات في أصعب الأوضاع التي قد يحتاج إليها فيها المستخدم. وخلال بعض الاختبارات، عندما طلب مستخدمون مساعدة «تشات أسيست» لكتابة رسالة إلكترونية للحديث عن التوتر في مكان العمل، رفضت الأداة المساعدة، بحجّة أنّ الرسالة تحتوي على «لغة غير ملائمة».

نصوص صوتية وملخصات المقالات

> نصوص التسجيلات الصوتية. لا تقتصر وظيفة تطبيقات التسجيل الصوتية في هواتف «غوغل بيكسل» وأحدث هواتف «سامسونغ» على التسجيل الصوتي؛ لأنّها أيضاً تُحوّل التسجيلات إلى نصوص مفصّلة. بالمبدأ، تساعد هذه الميزة في تحريركم من وزر تسجيل الملاحظات خلال اجتماعٍ أو محاضرة، خصوصاً أنّها، وخلال ثوانٍ، ستزوّدكم بنصّ مكتوب بجودة مُرضية لما سمعتموه.

إذن، في حال كان هدفكم الحصول على مسوّدة موثوقة تُصاحب تسجيلاتكم، لا شكّ في أنّ هذه الأدوات ستساعدكم كثيراً، ولا سيّما أنّها قادرة على التمييز بين مختلف المتحدّثين، ما يساعدكم لاحقاً في قراءة وفهم أيّ محادثة، حتّى إنّ أداة «غوغل» تُزوّدكم بنص حيّ يظهر على شاشة الجهاز بالتزامن مع التسجيل.

لكن سواء أكنتم تستخدمون أجهزة «سامسونغ» أم «غوغل»، غالباً ما تحتاج النصوص النهائية لبعض المراجعة والتعديل قبل نسخها وإضافتها، إلى عملٍ مهمّ.

> تلخيص ما ترونه. مَن منّا لم ينقر على صفحة من «ويكيبيديا»، أو مقال، أو وصفة طهي تحتوي كثيراً من التفصيل قبل الوصول إلى النقطة الهدف؟ إذا كنتم من مستخدمي متصفّح «كروم»، فتساعدكم هواتف بيكسل بمسح هذه الصفحات الإلكترونية، وتزويدكم بالملخّص الذي تحتاجون إليه بشأنها.

للأسف، غالباً ما تتسم ملخصات «غوغل» بالسطحية والعجلة، ما يجعلها غير مُرضية.

وبالمقابل، تُلخّص هواتف «سامسونغ» ملاحظاتكم ونصوص تسجيلاتكم، ولكنّها تلخّص المواد الموجودة على شبكة الإنترنت فقط، في حال استخدمتم متصفّحها الخاص. وهذا الأمر يستحقّ؛ لأنّ ملخصاتها أفضل بكثير من ملخصات «غوغل». (بالإضافة إلى ذلك، تتيح لكم هواتف «سامسونغ» الوصول إلى نسخة أكثر تفصيلاً من التلخيص المدفوع بالذكاء الاصطناعي). في المقابل، يعاني هذان الإصداران من أدوات التلخيص عيباً كبيراً: فكلاهما لا يلخّصان مقالات من مواقع مدفوعة؛ أي معظم الصحف في الولايات المتّحدة.

> تكلفة الاستخدام. تتوفر أدوات «سامسونغ» المدعمة بالذكاء الاصطناعي مجاناً، اليوم، لكنّ ملاحظة صغيرة ظاهرة في أسفل صفحة الشركة الرسمية ترجّح أنّها ستصبح أخيراً مدفوعة الثمن.

وكان المتحدّث باسم الشركة قد قال، في تصريح: «نحن ملتزمون بتوفير مزايا غالاكسي المدعمة بالذكاء الاصطناعي لأكبر عددٍ من مستخدمينا، ولا نفكّر بإحداث أيّ تغيير في هذا الاتجاه قبل عام 2025».

من جهتها، عمدت «غوغل» إلى حصر بعض من أدواتها المدعمة بالذكاء الاصطناعي بأجهزة محدّدة (مثلاً، تتوفر أداة «فيديو بوست Video Boost» المصمّمة لتحسين مقاطع الفيديو على هواتف بيكسل 8 برو فقط). في الماضي، أصدرت «غوغل» نماذج من بعض أدوات الذكاء الاصطناعي لأهداف تجريبية، كميزة «ماجيك كومبوز»، المتوفرة اليوم لمشتركي الشركة في خدمة «غوغل وان». وبدأت الشركة أخيراً فرض رسوم لتتيح للمستخدمين الوصول إلى أحدث روبوت محادثة مدفوع بالذكاء الاصطناعي، إلّا أنّ الشركة لم تُدلِ بأي تصريحات حول فرض رسوم مستقبلية على مزايا الذكاء الاصطناعي في الهواتف.


مقالات ذات صلة

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

يوميات الشرق إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
تكنولوجيا شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد شاشة تسجيل الوصول في مكتب «إنفيديا» في أوستن بتكساس (أ.ف.ب)

«إنفيديا» تتفوق على توقعات الأرباح مع ترقب المستثمرين للطلب على رقائق «بلاكويل» للذكاء الاصطناعي

أعلنت شركة «إنفيديا»، يوم الأربعاء، عن زيادة في أرباحها ومبيعاتها في الربع الثالث مع استمرار الطلب على رقائق الكمبيوتر المتخصصة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا  الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

 الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

طلبت الحكومة الأميركية، الأربعاء، من القضاء إجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»، في إجراء يهدف لمكافحة الممارسات الاحتكارية المتّهم بارتكابها عملاق التكنولوجيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك بهدف تكوين صورة بصرية ذات معنى لمشهد ما تقوم أعيننا بسلسلة من الحركات السريعة المنسقة (رويترز)

خلل بسيط في حركة العين قد يشير إلى إصابتك بألزهايمر

تبرز مؤخراً طريقة جديدة للكشف المبكر عن مرض ألزهايمر ترتبط بالاستماع إلى حركة عيون المرضى عبر ميكروفونات في آذانهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

 الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

 الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»
TT

 الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

 الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

طلبت الحكومة الأميركية، الأربعاء، من القضاء إجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»، في إجراء يهدف لمكافحة الممارسات الاحتكارية المتّهم بارتكابها عملاق التكنولوجيا.

وفي وثيقة قضائية، دعت وزارة العدل المحكمة إلى تفكيك أنشطة «غوغل»، بما في ذلك عبر منع المجموعة من إبرام اتفاقيات مع شركات مصنّعة للهواتف الذكية تجعل من محرك بحثها المتصفح الأساسي في هذه الهواتف، ومنعها من استغلال نظام تشغيل أندرويد الخاص بها.

وقال مسؤولون عن شؤون مكافحة الاحتكار، وفقاً لوثائق الدعوى، إنّه ينبغي أيضاً إجبار غوغل على بيع نظام أندرويد إذا كانت الحلول المقترحة لا تحول دون أن تستخدم المجموعة لصالحها سيطرتها على نظام التشغيل.

وتشكّل هذه الدعوى تغييراً عميقاً في استراتيجية الهيئات التنظيمية التابعة للحكومة الأميركية والتي تركت عمالقة التكنولوجيا لحال سبيلهم منذ فشلها في تفكيك مايكروسوفت قبل عقدين من الزمن.

ومن المتوقّع أن تعرض غوغل دفوعها على هذا الطلب في ملف قضائي تقدمه الشهر المقبل، على أن يقدّم الجانبان قضيتهما في جلسة استماع تعقد في أبريل (نيسان).

وبصرف النظر عن القرار النهائي الذي سيصدر في هذه القضية، فمن المتوقع أن تستأنف غوغل الحكم، مما سيطيل العملية لسنوات وربما يترك الكلمة الأخيرة للمحكمة العليا الأميركية.

بالمقابل، يمكن أن تنقلب القضية رأسا ًعلى عقب بعد أن يتولى الرئيس المنتخب دونالد ترمب السلطة في يناير (كانون الثاني).

ومن المرجح أن تقوم إدارة ترمب بتغيير الفريق الحالي المسؤول عن قسم مكافحة الاحتكار بوزارة العدل.