يبدو أن منصة «شات جي بي تي» قد تعرّضت لعطل ما مؤخراً، حيث حصل المستخدمون على ردود مشتتة وغير منطقية، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
في الساعات الأخيرة، يبدو أن أداة الذكاء الاصطناعي تجيب عن الاستفسارات برسائل طويلة لا معنى لها، وتتحدث باللغة الإسبانية دون مطالبة - فضلاً عن إثارة قلق المستخدمين، من خلال الإشارة إلى أنها موجودة معهم في الغرفة.
لا يوجد مؤشر واضح على سبب حدوث هذه المشكلة، لكنّ مبتكريها قالوا إنهم على علم بالأمر، ويقومون بمراقبة الوضع.
في أحد الأمثلة، التي تمت مشاركتها على منصات التواصل، كان أحد المستخدمين يتحدث عن ألبومات موسيقى الجاز للاستماع إليها على أسطوانة الفينيل. وسرعان ما تحوّلت إجابة المنصة إلى الصراخ بكلمتي «استماع سعيد!»، ومن ثم بدأت تتحدث بإجابات غير منطقية.
ووجد آخرون أن طرح أسئلة بسيطة - مثل «ما هو الكمبيوتر؟»– ولّدت فقرات من المعلومات الغريبة.
وفي مثال آخر، تحدث موقع «شات جي بي تي» بكلام غير مفهوم عندما سُئل عن كيفية صنع الطماطم المجففة.
ووجد آخرون أن النظام بدا وكأنه يفقد سيطرته على اللغات التي يتحدث بها. ووجد البعض أنه يبدو وكأنه يخلط الكلمات الإسبانية مع الإنجليزية، باستخدام اللاتينية - أو يبدو أنه يصنع كلمات تبدو كما لو كانت من لغة أخرى، ولكنها لم تكن منطقية في الواقع.
حتى إن بعض المستخدمين قالوا إن الردود تبدو مثيرة للقلق. عند طلب المساعدة في مشكلة تتعلق بالبرمجة، كتب «شات جي بي تي» إجابة طويلة ومربكة وغير منطقية إلى حد كبير تضمنت عبارة «دعونا نحافظ على الأمر كما لو كان الذكاء الاصطناعي في الغرفة».
وكتب المستخدم المتأثر «قراءة هذا في الساعة الثانية صباحاً أمر مخيف».
وأفاد مستخدم يُدعى IYAnepo بأن البرنامج «يُنتج حالات شاذة»، من بينها «توليد كلمات غير موجودة على الإطلاق (...) وتسلسلات من الكلمات الرئيسية الصغيرة غير المفهومة».
وأضاف: «قد يخال المرء أنني حددت مثل هذه التعليمات، لكنني لم أفعل. أشعر بأن (جي بي تي) الخاص بي مسكون».
وأوضحت «أوبن إيه آي» يوم الأربعاء أن «عملية تحسين لتجربة المستخدم» أدت «إلى خطأ في الطريقة التي يعالج بها البرنامج اللغة».
وشرحت الشركة أن «النماذج اللغوية تولّد استجابات عن طريق أخذ عينات عشوائية من الكلمات، وتستند جزئياً إلى الاحتمالات». وأوردت الشركة لاحقاً مزيداً من التفاصيل الفنية، معلنةً «حلّ» المشكلة بعد «تثبيت تصحيح».
وتذكّر الحادثة بأن الذكاء الاصطناعي، حتى ولو كان توليدياً، لا يفهم ما «يقوله»، على عكس الانطباع الذي يمكن أن يعطيه خلال المحادثات مع المستخدمين.
وهذه ليست المرة الأولى التي يغير فيها «شات جي بي تي» أسلوبه في الإجابة عن الأسئلة، على ما يبدو دون مساهمة المطور «أوبن إيه آي». وفي نهاية العام الماضي، اشتكى المستخدمون من أن النظام أصبح كسولاً ووقحاً، ويرفض الإجابة عن الأسئلة.
وأحدثت «أوبن إيه آي» ثورة في مجال الذكاء الاصطناعي عند طرحها برنامج «تشات جي بي تي» على الإنترنت أواخر عام 2022.
وأثار النجاح الفوري للبرنامج اهتماماً كبيراً بهذه التكنولوجيا المتطورة القادرة على توليد نصوص وأصوات وصور ومقاطع فيديو، عادةً ما تكون ذات جودة مذهلة، بناءً على طلب بسيط باللغة اليومية.