«ناسا» تستعيد الاتصال بمروحيتها على المريخ

صورة نشرتها وكالة ناسا في يوليو 2021 تظهر مروحية إنجينويتي المريخية كما ظهرت عبر كاميرا مدمجة بروبوت «برسيفرنس» (أرشيفية - أ.ف.ب)
صورة نشرتها وكالة ناسا في يوليو 2021 تظهر مروحية إنجينويتي المريخية كما ظهرت عبر كاميرا مدمجة بروبوت «برسيفرنس» (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

«ناسا» تستعيد الاتصال بمروحيتها على المريخ

صورة نشرتها وكالة ناسا في يوليو 2021 تظهر مروحية إنجينويتي المريخية كما ظهرت عبر كاميرا مدمجة بروبوت «برسيفرنس» (أرشيفية - أ.ف.ب)
صورة نشرتها وكالة ناسا في يوليو 2021 تظهر مروحية إنجينويتي المريخية كما ظهرت عبر كاميرا مدمجة بروبوت «برسيفرنس» (أرشيفية - أ.ف.ب)

أعادت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) الاتصال بمروحيتها الصغيرة «إنجينويتي» الموجودة على المرّيخ، على ما أعلنت السبت، بعدما فقدته لبعض الوقت على إثر عطل غير متوقع.

وكانت هذه المروحية التي تشبه طائرة مسيّرة كبيرة أصبحت عام 2021 أول مركبة بمحرّك تنفذ طلعات جوية فوق كوكب آخر غير الأرض، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». وحملَها إلى الكوكب الأحمر يومها الروبوت الجوال «برسفيرنس»، الذي يتولى نقل البيانات منها إلى الأرض، وتتمثل مهمته في البحث عن مؤشرات إلى حياة قديمة على المريخ.

إلّا أن الاتصالات بين «إنجينويتي» والمركبة الجوالة انقطعت فجأة الخميس خلال الطلعة الثانية والسبعين للمروحية فوق المرّيخ. وأعلن مختبر الدفع النفاث التابع لـ«ناسا» والمسؤول عن المروحية عصر السبت على شبكة «إكس» أن ثمة «خبراً جيداً اليوم».

وأشارت الوكالة إلى التمكّن أخيراً من استعادة الاتصال بالمروحية من خلال إصدار أمر لـ«برسفيرنس» بتنفيذ «عمليات استماع طويلة الأمد لالتقاط إشارة (إنجينويتي)». وأضافت أن الفريق المسؤول عن المروحية «يعمل على درس البيانات الجديدة للحصول على تفسير أكثر وضوحاً لسبب الانقطاع غير المتوقع للاتصال خلال الطلعة الثانية والسبعين».

وشرحت «ناسا» في وقت سابق أن طلعة الخميس كانت تهدف إلى «التدقيق في أنظمة المروحية، بعد هبوطها أبكر مما كان يُفترض خلال طلعتها السابقة». وأفادت «ناسا» في المنشور الذي أوردته مساء الجمعة أن «إنجينويتي» وصلت إلى ارتفاع 12 متراً، ولكن «أثناء هبوطها، توقفت الاتصالات بين المروحية والمركبة الجوالة في وقت أبكر، قبل هبوطها».

وأشار مختبر الدفع النفاث عبر «إكس» الجمعة إلى أن «إنجينويتي» لم تعد في مدى رؤية «برسفيرنس»، وأن الفرق المسؤولة عن المركبة الجوّالة «قد تلجأ لنقلها إلى مكان أقرب لإجراء فحص بصري».

وسبق لوكالة الفضاء الأميركية أن فقدت العام الماضي الاتصال بالمروحية المرّيخية لفترات أطول تجاوزت الشهرين.

وكان من المفترض أساساً أن تقتصر طلعات المروحية التي تزن 1.8 كيلوغراماً على خمس فحسب، لكنّ مهمتها فاقت كل التوقعات. وبلغ مجموع المسافة التي اجتازتها المروحية في طلعاتها إلى اليوم 17 كيلومتراً، ووصلت في تحليقها إلى ارتفاع 24 متراً.

وفاجأ صمودها طوال هذه المدة المعنيين، وخصوصاً أنها تستخدم ألواحها الشمسية التي تشحن بطارياته نهاراً لتوفر التدفئة لنفسها في صقيع ليالي المريخ الجليدية.

وأدّت المروحية دور مستكشف جوي لمساعدة الروبوت الجوال في البحث عن علامات عن حياة ميكروبية قديمة قبل مليارات السنين، عندما كان المريخ أكثر رطوبة ودفئاً مما هو عليه اليوم.


مقالات ذات صلة

إنجاز علمي جديد... «ناسا» ترصد «مدينة تحت الجليد» مدفونة في غرينلاند

يوميات الشرق صورة رادارية تكشف عن قاعدة عسكرية مهجورة في غرينلاند (ناسا)

إنجاز علمي جديد... «ناسا» ترصد «مدينة تحت الجليد» مدفونة في غرينلاند

كشفت صورة رادارية التقطها علماء «ناسا» أثناء تحليقهم فوق غرينلاند عن «مدينة» مهجورة من حقبة الحرب الباردة تحت الجليد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق رواد الفضاء ماثيو دومينيك ومايكل بارات وجانيت إيبس يعقدون مؤتمراً صحافياً في مركز جونسون الفضائي في هيوستن (أ.ب)

بعد 8 أشهر في الفضاء... رواد «ناسا» يرفضون الإفصاح عن شخصية من أصيب منهم بالمرض

رفض 3 رواد فضاء تابعين لـ«ناسا» انتهت مهمة طويلة قاموا بها في محطة الفضاء الدولية بالمستشفى، الشهر الماضي، كَشْفَ مَن منهم كان مريضاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق بين يدَي تاكاو دوي نموذج هندسي لـ«ليغنوسات» (رويترز)

أول قمر اصطناعي خشبي في العالم تُطلقه اليابان إلى الفضاء

انطلق أول قمر اصطناعي خشبي في العالم صنعه باحثون يابانيون إلى الفضاء، الثلاثاء، في اختبار مُبكر لاستخدام الأخشاب باستكشاف القمر والمريخ.

«الشرق الأوسط» (كيوتو اليابان)
لمسات الموضة استغرق العمل على هذه البدلة سنوات طويلة تفرغ لها 10 عاملين في دار «برادا» (أ.ف.ب)

الموضة تصل إلى القمر

ما أكدته رحلة «أرتميس 3» التابعة لـ«ناسا» المرتقبة في النصف الثاني من عام 2026 أن التكنولوجيا وحدها لم تعد كافية وأن الموضة وسيلة إغراء قوية.

جميلة حلفيشي (لندن)
يوميات الشرق بدلة فضاء صُممت بالتعاون مع «برادا» ستستخدمها «ناسا» بدءاً من عام 2026 (أ.ب)

في رحلتهم عام 2026... روّاد الفضاء العائدون إلى القمر يرتدون بزّات من «برادا»

يرتدي رواد فضاء رحلة «أرتيميس3» من «وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)» إلى القمر، التي حُدِّدَ سبتمبر (أيلول) 2026 موعداً لها، بزّات فضائية من دار «برادا».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

إشادة دولية بجهود الرياض السيبرانية وتنظيم «بلاك هات»

جانب من حضور واسع يشهده «بلاك هات» (تصوير: تركي العقيلي)
جانب من حضور واسع يشهده «بلاك هات» (تصوير: تركي العقيلي)
TT

إشادة دولية بجهود الرياض السيبرانية وتنظيم «بلاك هات»

جانب من حضور واسع يشهده «بلاك هات» (تصوير: تركي العقيلي)
جانب من حضور واسع يشهده «بلاك هات» (تصوير: تركي العقيلي)

وسط استمرار التوافد الكبير من الزوّار والخبراء والمختصين في الأمن السيبراني إلى معرض «بلاك هات» بنسخته الحالية، بمركز الرياض للمعارض والمؤتمرات في ملهم، شمال العاصمة السعودية الرياض، حصد المعرض اهتماماً دبلوماسياً وأشاد باستضافة السعودية، وما تضمّنته أعمال وجلسات وفعاليات المعرض، الذي شهد مشاركة من 5 دول.

وفي حديثٍ لـ«الشرق الأوسط» اعتبر ضياء الدين بامخرمة، عميد السلك الدبلوماسي وسفير جيبوتي لدى السعودية، أن «التعاون الدولي في الأمن السيبراني بات أمراً ملحاً لا غنى عنه». وأعاد بامخرمة السبب إلى التحديات الكبيرة التي تتطلب جهوداً مشتركة لمواجهتها وضمان استمرارية الخدمات الإلكترونية بأمان وثقة.

تشكيل تحالفات دوليّة

وأضاف بامخرمة أن الأنظمة الإلكترونية أصبحت مهمة في كل مناحي الحياة، ولم يعد الناس قادرين، وكذلك المجتمعات، على العيش من دونها، وهو ما جعلها هدفاً رئيسياً للهجمات السيبرانية، رغم التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل في أنظمة الحماية والرقابة.

وذكر بامخرمة أن هذه الأنظمة عرضة للاختراق والتلاعب والأعطال، الأمر الذي من شأنه أن يجعل الحاجة إلى التعاون وتشكيل تحالفات دولية في مجال الأمن السيبراني، وتبادل المعلومات حول تلك التهديدات، وإيجاد التقنيات الدفاعية لمواجهتها، أكثر أهمية من أي وقت مضى.

ضياء الدين بامخرمة سفير جيبوتي لدى السعودية (الشرق الأوسط)

ولفت بامخرمة إلى أن جيبوتي أولت أهمية كبيرة لهذا الأمر، عبر إنشاء الوكالة الوطنية المعنية بمجالات الأمن السيبراني، التي أبرمت خلال زيارة رسمية مؤخراً مذكرة تعاون مع الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في السعودية.

وتهدف تلك الزيارة إلى الاستفادة من التطور الهائل للسعودية في مجال الرقمنة والأمن السيبراني، إلى جانب الانضمام إلى منظمة التعاون الرقمي، بهدف تعزيز التعاون في هذا المجال.

وأعرب سفير جيبوتي عن جزيل الشكر للسعودية على استضافتها وتنظيمها «بلاك هات»، معتبراً أنه تأكيد على حرصها واهتمامها بتعزيز منظومة الأمن السيبراني العالمية.

التزام ألماني بالتعاون مع السعودية في الفضاء الإلكتروني

من جانبه شدد ميشائيل كيندسغراب، سفير ألمانيا لدى السعودية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن «لا سبيل أمام دول العالم، سوى التعاون وبذل الجهود المشتركة والشعور بالمسؤولية الجماعية، لضمان فضاء إلكتروني آمن لخدمة البشرية».

وتابع السفير الألماني أن برلين ملتزمة بالعمل مع أصدقائها في الرياض وجميع دول العالم، لمواجهة هذه التحديات المتصاعدة، ومواصلة البناء على الأُسس والأهداف التي تؤمن بها. وقال إن بلاده تُسهم في تعزيز التعاون الدولي في مختلف المجالات، بما فيها الأمن السيبراني.

ينظم «بلاك هات» النسخة الكبرى عالمياً من مسابقة «التقط العلم» (تصوير: تركي العقيلي)

وكشف كيندسغراب أن بلاده اعتمدت خطة واستراتيجية للأمن السيبراني في عام 2021، تنفذ على مدى خمس سنوات، وفق مجالات عدة منها المجتمع والقطاع الخاص والحكومة، والشؤون الأوروبية والدولية. واعتبر سفير ألمانيا لدى السعودية أن هذه الخطة والرؤية «تؤكد حرص الحكومة الفيدرالية، بأن تجعل أمن المعلومات «أولوية قصوى» بالنسبة لها. كما نوه بمشاركة بلاده بفعالية في جميع المؤتمرات والمبادرات، إيماناً منها بضرورة التكاتف والتعاون، بين الدول والمنظمات المعنية، لمكافحة الجرائم الإلكترونية.

وعلى هامش «بلاك هات» لفت كيندسغراب إلى أن تحديات «الأمن السيبراني» أصبحت خطراً يهدد مستقبل المجتمعات والشعوب، في ظل عصر يتميز بأجهزة وتقنيات مترابطة، وطرق اتصال تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وأنظمة تكنولوجيا المعلومات المبتكرة. وذكر أنها أصبحت جزءاً أساسياً من الحياة اليومية، متمنّياً أن يشكّل «بلاك هات»، فرصة لاستعراض الرؤى والخبرات النوعية، لقادة الفكر والخبراء في مجال الأمن السيبراني.

تنسيق الاستجابة للتهديدات السيبرانية عبر الحدود

والتقت «الشرق الأوسط» على هامش الحدث مع ليزالوتيه بليزنر، سفيرة الدنمارك لدى السعودية، التي صرحت بأن التعاون الدولي بات عنصراً رئيسياً في استراتيجية الأمن السيبراني لبلادها. وعبّرت السفيرة الدنماركية عن التزام بلادها بـ«تحسين الثقافة الرقمية، وتعزيز الوعي بالأمن السيبراني بين المواطنين من خلال التعاون مع الدول الصديقة في العالم، ومنها السعودية».

وزادت أن حكومة الدنمارك أطلقت حملات تعليمية وتثقيفية، ومبادرات تهدف إلى تحسين فهم الجمهور العام لمخاطر الأمن السيبراني.

وأشارت إلى أن هدف هذا النهج المجتمعي أن يكون الأفراد أكثر قدرة على حماية أنفسهم وبياناتهم في العصر الرقمي.

وأردفت: «الدنمارك شاركت بنشاط في مختلف المنتديات والمبادرات الدولية مثل جهود الأمن السيبراني في الاتحاد الأوروبي ومركز التميز للدفاع السيبراني التعاوني التابع لحلف الناتو، وكذلك هذا المعرض» لتبادل المعرفة والخبرات وأفضل الممارسات، وتنسيق الاستجابة للتهديدات السيبرانية عبر الحدود».

وكشفت بليزنر عن اعتماد بلادها الكثير من المبادرات الاستراتيجية في هذا الصدد، والالتزام بالتعاون الدولي مع الأصدقاء والشركاء وفي مقدمتهم السعودية، مع التركيز على الشراكات بين القطاعين العام والخاص، مما يضع البلاد بوصفها قائدة نشطة في هذه التحالفات على المشهد العالمي.

‏وعَدّت السفيرة أن الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني والمعلومات 2022 – 2024، ركيزة أساسية لجهود الدنمارك، في هذا المجال. وتابعت: «تحدّد هذه الاستراتيجية سلسلة من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز قدرات الدفاع السيبراني في البلاد، وحماية البنية التحتية الحيوية، وتعزيز ثقافة المرونة السيبرانية».

وطبقاً لحديثها، تؤكد الاستراتيجية على أهمية الشراكات بين كل القطاعات، وعلى ضرورة التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية، لتحقيق نهج شامل للأمن السيبراني، ومن تلك المجالات «حماية البنية التحتية الحيوية، مثل أنظمة الطاقة والنقل والرعاية الصحية».

وسلّطت بليزنر الضوء على «الدور الكبير والفاعل» الذي يؤديه «المركز الدنماركي للأمن السيبراني»، في هذه المواجهة، حيث يقدم معلومات استخباراتية حول التهديدات، ودعماً للجهات العامة والخاصة، وتقييم التهديد السيبراني السنوي. ووفقاً للسفيرة الدنماركية، فإن للمركز «رؤى مهمة حول مشهد التهديدات المتطور عالمياً، مما يساعد المنظمات على فهم المخاطر والتخفيف منها بشكل فعال»، إلى جانب حماية البنية التحتية الحيوية.

ماليزيا: «الرياض أصبحت جنباً إلى جنب مع المراكز العالمية»

عَدّ داتوك وان زايدي، سفير ماليزيا لدى السعودية، معرض «بلاك هات» حدثاً عالمياً بالغ الأهمية في مجال الأمن السيبراني، ورمزاً لطموحات السعودية في ظل «رؤيتها لعام 2030»، مما يضع الرياض جنباً إلى جنب مع المراكز العالمية، مثل لاس فيغاس ولاهاي.

وأفاد لـ«الشرق الأوسط» بأن هذا الحدث يسلط الضوء على الأهمية المتزايدة للأمن السيبراني والخطر القادم الذي يواجه جميع الدول، لحماية البنية التحتية الرقمية وتعزيز الابتكار وحماية مكتسبات الشعوب. واعتبر سفير ماليزيا أن الرياض أصبحت لاعباً قوياً في تطوير مجالات الأمن السيبراني، عبر الشراكات مع الدول والشركات العالمية والمبادرات المحلية، بل أصبحت الأكثر خبيرة ورائدة في هذا المجال.

وبيّن السفير الماليزي أن «بلاك هات» عكس التزام الرياض بمعالجة التهديدات السيبرانية العالمية، وخلق مستقبل رقمي آمن، وخاصة للقطاعات الحيوية مثل الطاقة والتمويل والحكومة.

ومن منظور ماليزيا، فإن «بلاك هات» يقدم وفقاً لزايدي «تصورات وحلولاً قيّمة وفرص تعاون واعدة، مع تعزيز ماليزيا لإطار وجهود الأمن السيبراني لديها، بما يتماشى مع المعايير الدولية وتعزيز الشراكات مع الأشقاء، خصوصاً في منطقة الخليج». وكشف أيضاً عن فرصة لأصحاب المصلحة الماليزيين للاستفادة من الابتكارات المعروضة في «بلاك هات».

وتُختتم الخميس أعمال النسخة الثالثة من «بلاك هات» بتنظيم من «الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز»، وشركة «تحالف» إحدى شركات الاتحاد، بالشراكة مع «إنفورما» العالمية، وصندوق الفعاليات الاستثماري.