«أبل» تفتح الباب للمدفوعات الخارجية في التطبيقات

«أبل» أعلنت مؤخرا عن تحديث سياسات متجر التطبيقات الخاص بها مما يسمح للمطورين بالربط بين تطبيقاتهم ومنصات الدفع الخارجية (الشرق الأوسط)
«أبل» أعلنت مؤخرا عن تحديث سياسات متجر التطبيقات الخاص بها مما يسمح للمطورين بالربط بين تطبيقاتهم ومنصات الدفع الخارجية (الشرق الأوسط)
TT

«أبل» تفتح الباب للمدفوعات الخارجية في التطبيقات

«أبل» أعلنت مؤخرا عن تحديث سياسات متجر التطبيقات الخاص بها مما يسمح للمطورين بالربط بين تطبيقاتهم ومنصات الدفع الخارجية (الشرق الأوسط)
«أبل» أعلنت مؤخرا عن تحديث سياسات متجر التطبيقات الخاص بها مما يسمح للمطورين بالربط بين تطبيقاتهم ومنصات الدفع الخارجية (الشرق الأوسط)

في تطور لافت في عالم التكنولوجيا والتطبيقات، أعلنت شركة «أبل» مؤخراً عن تحديث سياسات متجر التطبيقات الخاص بها، مما يمثل تحولاً كبيراً في نهجها تجاه المطورين وطرق الدفع. هذا التغيير يأتي في أعقاب قرار المحكمة العليا الأميركية الذي يفرض على «أبل» التخلي عن بعض قواعدها المقيدة للمنافسة، ويعكس التحديات التنظيمية التي تواجهها الشركات الكبرى في عالم التكنولوجيا.

ولسنوات، كانت «أبل» تفرض قواعد صارمة على المطورين بخصوص المدفوعات داخل التطبيقات، مما أدى إلى نزاعات قانونية مع شركات مثل «Epic Games». هذه القواعد كانت تتطلب من المطورين استخدام نظام الدفع الخاص بـ«أبل» ودفع عمولة تصل إلى 30 في المائة على المشتريات داخل التطبيق.

التحديث الجديد لسياسات متجر التطبيقات

وفقًا للإرشادات الجديدة، ستسمح «أبل» الآن للمطورين بالربط بين تطبيقاتهم ومنصات الدفع الخارجية. هذا يعني أن المطورين لديهم الآن القدرة على توجيه المستخدمين إلى طرق دفع بديلة، مما يقلل من الاعتماد على نظام الدفع الخاص بـ«أبل».

العمولات الجديدة والرسوم

تحت هذه السياسة الجديدة، تفرض «أبل» عمولة تبلغ 12 في المائة للمطورين الذين ينتمون إلى برنامج «App Store Small Business» وعمولة 27 في المائة للتطبيقات الأخرى. هذه النسب تمثل تخفيضاً ملحوظاً مقارنة بالعمولة السابقة التي كانت تصل إلى 30 في المائة.

القواعد والإرشادات

وضعت «أبل» مجموعة من القواعد والإرشادات للمطورين الراغبين في استخدام طرق الدفع البديلة. هذه القواعد تشمل كيفية التقدم بطلب للحصول على استحقاق يسمح لهم بتضمين أزرار أو روابط توجه المستخدمين إلى آليات الشراء خارج التطبيق. كما تحدد «أبل» أن الرابط إلى منصة الدفع البديلة يجب أن يكون ضمن صفحة واحدة للتطبيق ولا ينتقل إلى خارج تلك الصفحة.

التأثيرات المحتملة

هذا التحديث يمكن أن يكون له تأثير كبير على سوق التطبيقات. من ناحية، يوفر للمطورين مرونة أكبر في اختيار طرق الدفع ويقلل من العبء المالي عليهم. من ناحية أخرى، قد يؤثر هذا التغيير على إيرادات «أبل» من متجر التطبيقات، ويمكن أن يؤدي إلى تغييرات في كيفية تفاعل المستخدمين مع التطبيقات.

النظرة المستقبلية

مع استمرار الضغوط التنظيمية والقانونية، من المحتمل أن تواجه «أبل» وغيرها من الشركات الكبرى في مجال التكنولوجيا تحديات مماثلة في المستقبل. هذه التغييرات قد تكون مجرد بداية لموجة من التعديلات في سياسات الشركات الكبرى للتكيف مع المناخ التنظيمي المتغير.

يمثل هذا التحديث من «أبل» خطوة مهمة نحو مزيد من المرونة والشفافية في عالم التطبيقات. ومع ذلك، يبقى أن نرى كيف ستتكيف الشركة والمطورون مع هذه التغييرات.


مقالات ذات صلة

اختفاء الملاحظات في أجهزة آيفون... المشكلة والحلول

تكنولوجيا «أبل» تؤكد مشكلة اختفاء الملاحظات بسبب خلل بمزامنة (iCloud) وتوضح خطوات استعادتها مع توقع تحديث (iOS) قريب (أبل)

اختفاء الملاحظات في أجهزة آيفون... المشكلة والحلول

وفقاً لتقرير رسمي من «أبل»، فإن المشكلة تتعلق بإعدادات مزامنة الآيكلاود (iCloud).

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا يدعم الجهاز اتصال Wi-Fi 6E و5G للاتصال الأسرع بالإضافة إلى منفذ USB-C لنقل البيانات بسرعة 10 غيغابايت في الثانية (أبل)

«أبل» تكشف النقاب عن «آيباد ميني» الجديد بشريحة «A17 برو»

أعلنت «أبل» اليوم عن جهاز «آيباد ميني» الجديد، بنفس التصميم السابق ويأتي معززاً بشريحة «A17» برو القوية.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا التحديث «18.0.1» يحل مشكلات تتعلق باللمس وإصلاح تعطل الكاميرا في وضع «الماكرو» (أبل)

تحديث «iOS 18.0.1»... إصلاحات لمشكلات اللمس والكاميرا في هواتف «آيفون 16»

أصدرت «أبل» التحديث «iOS 18.0.1» لمعالجة مجموعة من المشكلات التي ظهرت بعد إطلاق نظام «iOS 18»، خصوصاً على هواتف «آيفون 16» و«آيفون 16 برو». التحديث الجديد يركز…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا «iOS 18» يجلب تحسينات في الأمان والتخصيص والأداء وتحديثات «Siri» مع ميزات جديدة مثل قفل التطبيقات ووضع الألعاب

تعرف على أبرز مميزات التحديث الجديد لآيفون «آي أو إس 18»

ستصدر «أبل» التحديثات الجديدة الخاصة بأجهزتها رسمياً، غداً (الاثنين)، ومن ضمنها تحديث «آي أو إس 18».

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

هل وصل الذكاء الاصطناعي إلى حدوده القصوى؟

لوغو تطبيق «شات جي بي تي» (رويترز)
لوغو تطبيق «شات جي بي تي» (رويترز)
TT

هل وصل الذكاء الاصطناعي إلى حدوده القصوى؟

لوغو تطبيق «شات جي بي تي» (رويترز)
لوغو تطبيق «شات جي بي تي» (رويترز)

هل وصلت نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى طريق مسدود؟ منذ إطلاق «تشات جي بي تي» قبل عامين، بعث التقدم الهائل في التكنولوجيا آمالاً في ظهور آلات ذات ذكاء قريب من الإنسان... لكن الشكوك في هذا المجال تتراكم.

وتعد الشركات الرائدة في القطاع بتحقيق مكاسب كبيرة وسريعة على صعيد الأداء، لدرجة أن «الذكاء الاصطناعي العام»، وفق تعبير رئيس «أوبن إيه آي» سام ألتمان، يُتوقع أن يظهر قريباً.

وتبني الشركات قناعتها هذه على مبادئ التوسع، إذ ترى أنه سيكون كافياً تغذية النماذج عبر زيادة كميات البيانات وقدرة الحوسبة الحاسوبية لكي تزداد قوتها، وقد نجحت هذه الاستراتيجية حتى الآن بشكل جيد لدرجة أن الكثيرين في القطاع يخشون أن يحصل الأمر بسرعة زائدة وتجد البشرية نفسها عاجزة عن مجاراة التطور.

وأنفقت مايكروسوفت (المستثمر الرئيسي في «أوبن إيه آي»)، و«غوغل»، و«أمازون»، و«ميتا» وغيرها من الشركات مليارات الدولارات وأطلقت أدوات تُنتج بسهولة نصوصاً وصوراً ومقاطع فيديو عالية الجودة، وباتت هذه التكنولوجيا الشغل الشاغل للملايين.

وتعمل «إكس إيه آي»، شركة الذكاء الاصطناعي التابعة لإيلون ماسك، على جمع 6 مليارات دولار، بحسب «سي إن بي سي»، لشراء مائة ألف شريحة من تصنيع «نفيديا»، المكونات الإلكترونية المتطورة المستخدمة في تشغيل النماذج الكبيرة.

وأنجزت «أوبن إيه آي» عملية جمع أموال كبيرة بقيمة 6.6 مليار دولار في أوائل أكتوبر (تشرين الأول)، قُدّرت قيمتها بـ157 مليار دولار.

وقال الخبير في القطاع غاري ماركوس «تعتمد التقييمات المرتفعة إلى حد كبير على فكرة أن النماذج اللغوية ستصبح من خلال التوسع المستمر، ذكاء اصطناعياً عاماً». وأضاف «كما قلت دائماً، إنه مجرد خيال».

- حدود

وذكرت الصحافة الأميركية مؤخراً أن النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو وكأنها وصلت إلى حدودها القصوى، ولا سيما في «غوغل»، و«أنثروبيك» (كلود)، و«أوبن إيه آي».

وقال بن هورويتز، المؤسس المشارك لـ«a16z»، وهي شركة رأسمال استثماري مساهمة في «أوبن إيه آي» ومستثمرة في شركات منافسة بينها «ميسترال»: «إننا نزيد (قوة الحوسبة) بالمعدل نفسه، لكننا لا نحصل على تحسينات ذكية منها».

أما «أورايون»، أحدث إضافة لـ«أوبن إيه آي» والذي لم يتم الإعلان عنه بعد، فيتفوق على سابقيه لكن الزيادة في الجودة كانت أقل بكثير مقارنة بالقفزة بين «جي بي تي 3» و«جي بي تي 4»، آخر نموذجين رئيسيين للشركة، وفق مصادر أوردتها «ذي إنفورميشن».

ويعتقد خبراء كثر أجرت «وكالة الصحافة الفرنسية» مقابلات معهم أن قوانين الحجم وصلت إلى حدودها القصوى، وفي هذا الصدد، يؤكد سكوت ستيفنسون، رئيس «سبيلبوك»، وهي شركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي القانوني التوليدي، أن «بعض المختبرات ركزت كثيراً على إضافة المزيد من النصوص، معتقدة أن الآلة ستصبح أكثر ذكاءً».

وبفضل التدريب القائم على كميات كبيرة من البيانات المجمعة عبر الإنترنت، باتت النماذج قادرة على التنبؤ، بطريقة مقنعة للغاية، بتسلسل الكلمات أو ترتيبات وحدات البكسل. لكن الشركات بدأت تفتقر إلى المواد الجديدة اللازمة لتشغيلها.

والأمر لا يتعلق فقط بالمعارف: فمن أجل التقدم، سيكون من الضروري قبل كل شيء أن تتمكن الآلات بطريقة أو بأخرى من فهم معنى جملها أو صورها.

- «تحسينات جذرية»

لكنّ المديرين في القطاع ينفون أي تباطؤ في الذكاء الاصطناعي. ويقول داريو أمودي، رئيس شركة «أنثروبيك»، في البودكاست الخاص بعالم الكمبيوتر ليكس فريدمان «إذا نظرنا إلى وتيرة تعاظم القدرات، يمكننا أن نعتقد أننا سنصل (إلى الذكاء الاصطناعي العام) بحلول عام 2026 أو 2027».

وكتب سام ألتمان الخميس على منصة «إكس»: «ليس هناك طريق مسدود». ومع ذلك، أخّرت «أوبن إيه آي» إصدار النظام الذي سيخلف «جي بي تي - 4».

وفي سبتمبر (أيلول)، غيّرت الشركة الناشئة الرائدة في سيليكون فالي استراتيجيتها من خلال تقديم o1، وهو نموذج من المفترض أن يجيب على أسئلة أكثر تعقيداً، خصوصاً في مسائل الرياضيات، وذلك بفضل تدريب يعتمد بشكل أقل على تراكم البيانات مرتكزاً بدرجة أكبر على تعزيز القدرة على التفكير.

وبحسب سكوت ستيفنسون، فإن «o1 يمضي وقتاً أطول في التفكير بدلاً من التفاعل»، ما يؤدي إلى «تحسينات جذرية».

ويشبّه ستيفنسون تطوّر التكنولوجيا باكتشاف النار: فبدلاً من إضافة الوقود في شكل بيانات وقدرة حاسوبية، حان الوقت لتطوير ما يعادل الفانوس أو المحرك البخاري. وسيتمكن البشر من تفويض المهام عبر الإنترنت لهذه الأدوات في الذكاء الاصطناعي.