الشاشات الذكية الشفافة... أحدث ابتكارات شركات تصنيع التلفزيون

تلفزيون «سيغنتشر أوليد تي» وهو تلفزيون بشاشة مسطحة شفافة يتم عرضه خلال مؤتمر صحافي لشركة LG Electronics في معرض CES 2024 وهو معرض تجاري سنوي للإلكترونيات الاستهلاكية في لاس فيغاس بنيفادا في الولايات المتحدة في 8 يناير 2024 (رويترز)
تلفزيون «سيغنتشر أوليد تي» وهو تلفزيون بشاشة مسطحة شفافة يتم عرضه خلال مؤتمر صحافي لشركة LG Electronics في معرض CES 2024 وهو معرض تجاري سنوي للإلكترونيات الاستهلاكية في لاس فيغاس بنيفادا في الولايات المتحدة في 8 يناير 2024 (رويترز)
TT

الشاشات الذكية الشفافة... أحدث ابتكارات شركات تصنيع التلفزيون

تلفزيون «سيغنتشر أوليد تي» وهو تلفزيون بشاشة مسطحة شفافة يتم عرضه خلال مؤتمر صحافي لشركة LG Electronics في معرض CES 2024 وهو معرض تجاري سنوي للإلكترونيات الاستهلاكية في لاس فيغاس بنيفادا في الولايات المتحدة في 8 يناير 2024 (رويترز)
تلفزيون «سيغنتشر أوليد تي» وهو تلفزيون بشاشة مسطحة شفافة يتم عرضه خلال مؤتمر صحافي لشركة LG Electronics في معرض CES 2024 وهو معرض تجاري سنوي للإلكترونيات الاستهلاكية في لاس فيغاس بنيفادا في الولايات المتحدة في 8 يناير 2024 (رويترز)

قد تُحال أجهزة التلفزيون المنزلية ذات الشاشات المسطّحة الكبيرة على التقاعد قريباً، إذ باتت شركتا الإلكترونيات الكوريتان الجنوبيتان العملاقتان «سامسونغ» و«إل جي» تراهنان على شاشات شفافة وبسيطة وذكية تطرحانها خلال الأشهر المقبلة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وسأل مسؤول تنفيذي في شركة «إل جي»، الاثنين، خلال عرض صحافي لجهاز «سيغنتشر أوليد تي» (Signature OLED T) المقرر طرحه في وقت لاحق هذا العام: «ماذا لو كانت لديكم شاشة توفر لكم مساحة؟».

وقال: «مرحبا بكم في عالم يذهب إلى ما هو أبعد من الشاشة المثالية»، وذلك عشية الإطلاق الرسمي، الثلاثاء، لمعرض الإلكترونيات الاستهلاكية (سي إي إس) في لاس فيغاس في غرب الولايات المتحدة.

وتشير الشركة إلى أن الشاشة الجديدة، التي جرى تقديمها وسط ضجة كبيرة، «تصبح غير مرئية عملياً عند إيقاف تشغيلها»، وبالتالي يمكن أن تمتزج بشكل مثالي مع ديكور الغرفة التي توجد فيها.

هذا التلفزيون أشبه بصندوق مستطيل شفاف، وهو يوفر بمجرد تشغيله، مشاهدة للبرامج التلفزيونية بدقة عالية.

ولكن من الممكن أيضاً، من خلال اللعب بالشفافية، عرض صور محيطة واقعية - مثل ألسنة لهب، وأسماك سابحة، وما إلى ذلك - لجعل الجهاز قطعة زخرفية في حد ذاتها.

خلال عرض تلفزيون «سيغنتشر أوليد تي» وهو تلفزيون بشاشة مسطحة شفافة من إنتاج شركة LG Electronics في معرض CES 2024 الأحد 7 يناير 2024 في لاس فيغاس بنيفادا في الولايات المتحدة (أ.ب)

تكنولوجيا التلفزيون الشفاف ليست جديدة تماماً، لكن الشركات تبذل جهوداً لإقناع المستهلكين بسبب ارتفاع أسعار المبيع.

من جانبها، قدمت «سامسونغ» شاشتها الخاصة، وهي أيضاً شفافة مثل الزجاج، ولكنها مزودة بصمامات ثنائية باعثة للضوء (إل إي دي) للحصول على صور عالية الوضوح.

وقالت «سامسونغ» في بيان: «الثنائيات الشفافة الباعثة للضوء مهيأة لإعادة تعريف التجارب البصرية، ما يجعل من المستحيل عملياً تمييز الخط الفاصل بين المحتوى والواقع».

لطالما كانت الشاشات الكبيرة نجمة معرض لاس فيغاس، وهو حدث سنوي رئيسي في هذه الصناعة.

ومن جانبها، كشفت شركة الإلكترونيات الصينية العملاقة «تي سي إل» (TCL)، عن سلسلة من النماذج التقليدية، بينها تلفزيون عملاق بمقاس 115 بوصة (292 سنتيمتراً عمودياً).

«على الشاشة وخارجها»

ليس من المستغرب أن يهيمن موضوع الذكاء الاصطناعي على معرض لاس فيغاس للإلكترونيات هذا العام، حيث سلطت جميع شركات تصنيع أجهزة التلفزيون الكبرى الضوء عليه، مع التقدم الذي أصبح ممكناً بفضل الرقائق الإلكترونية المدمجة في الشاشات.

وأوضح المسؤول في شركة «سامسونغ إلكترونيكس» إس دبليو يونغ في بيان: «في عصر الاتصال الفائق، لم يعد الأمر يقتصر فقط على توفير تجارب بصرية عالية الجودة»، مضيفاً: «يجب أن تعزز الشاشات حياتنا سواء على الشاشة أو خارجها».

وقد روّج عمالقة الصناعة لمزايا الذكاء الاصطناعي لتحسين الصور، على سبيل المثال من خلال التحويل الفوري لفيلم كلاسيكي قديم إلى نسق حديث، بما يشمل النسخ المرممة للأفلام، أو من خلال دمج تفضيلات المشاهدين في توصيات البرامج.

ويُستخدم الذكاء الاصطناعي أيضاً لتعزيز قدرات ألعاب الفيديو، فيما يتوقع المتحمسون لهذه التقنيات مزيداً من الانغماس في الأجهزة.

تتضمن أحدث مجموعة من تلفزيونات «هايسنس» (Hisense) أجهزة مزودة بالذكاء الاصطناعي، والتي، من خلال التعرف على المحتوى الموجود على الشاشة، يتم ضبطها في الوقت الفعلي لتحسين وضوح الصورة وتأثير الانغماس.

أحد الحضور يلقي نظرة خاطفة على أول تلفزيون شفاف في العالم «سيغنتشر أوليد تي» من إنتاج شركة LG Electronics في معرض CES 2024 في لاس فيغاس بالولايات المتحدة في 9 يناير 2024 (أ.ب)

«ثمن منزل»

وبحسب إس دبليو يونغ، جرى تصميم الذكاء الاصطناعي المدمج في تلفزيونات «سامسونغ» أيضاً كنقطة تحكم لجميع الأجهزة المتصلة في جميع أنحاء المنزل.

تقول مديرة الأبحاث في جمعية تكنولوجيا المستهلك المسؤولة عن تنظيم معرض لاس فيغاس جيسيكا بوث: «سنرى أن أجهزة التلفزيون أصبحت مركز القيادة في المنزل، بما يتخطى مجرد بث البرامج الترفيهية».

بالنسبة للرئيس التنفيذي لشركة «إل جي» ويليام تشو، فإن العالم يمر بـ«نقطة تحول تاريخية» بفضل الذكاء الاصطناعي، وهو التحول الذي يريد الانضمام إليه من خلال استغلال البيانات التي تجمعها أجهزة الاستشعار لمئات الملايين من الأجهزة المتصلة المستخدمة حول العالم للكشف عن أنماط السلوك لدى المستهلكين.

وقال المحلل في شركة «تكسبوننشل» المتخصصة آفي غرينغارت لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «لا تزال أجهزة التلفزيون تشغل جزءا كبيرا من مساحة غرفة المعيشة».

وأضاف: «هناك منافسة الآن»، «بالتأكيد، التكلفة تقرب من ثمن منزل، لكن الأمر رائع حقاً».


مقالات ذات صلة

«أوبن إيه آي» تطلق واجهة جديدة باسم «كانفاس» لمنصة «شات جي بي تي»

تكنولوجيا شعار شركة الذكاء الاصطناعي الأميركية «أوبن إيه آي» (رويترز)

«أوبن إيه آي» تطلق واجهة جديدة باسم «كانفاس» لمنصة «شات جي بي تي»

أطلقت شركة الذكاء الاصطناعي الأميركية «أوبن إيه آي» طريقة جديدة للتفاعل مع منصة محادثة الذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي» بواجهة مستخدم تسمى «كانفاس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
تكنولوجيا شعارا «أوبن إيه آي» و«تشات جي بي تي» في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

الذكاء الاصطناعي التوليدي... فقاعة أم ثورة؟

يستقطب الذكاء الاصطناعي التوليدي استثمارات مالية طائلة، إلى حد إثارة مخاوف من ظهور فقاعة جديدة.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو )
تكنولوجيا تعكس هذه التحسينات التزام «يوتيوب» بالتطور مع مستخدميه وتقديم أدوات تلهم عملياتهم الإبداعية (أدوبي)

فيديوهات «شورتس» من «يوتيوب» ستصل إلى 3 دقائق في 15 أكتوبر

«يوتيوب» يوسّع نطاق «شورتس» بميزات جديدة مثيرة للمبدعين والمشاهدين.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تطرح «أوبن أيه آي» برنامج «كانفاس» كمساعد رقمي يفهم سياق مشروعك بالكامل (شاترستوك)

تعرف على «كانفاس»... الواجهة التعاونية الجديدة لـ«تشات جي بي تي»

يوفر «كانفاس» أدوات لصقل القواعد النحوية، وتعزيز الوضوح، وضمان الاتساق.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا على غرار الميزات المتوفرة عبر منصات مثل «زووم» يقدم «واتساب» خياري «اللمسات الأخيرة» و«الإضاءة المنخفضة» (واتساب)

ميزات جديدة من «واتساب» لتحسين جودة الاتصال عبر الفيديو

يكثف «واتساب»، الذي يُعد أكبر تطبيق مراسلة في العالم، مع أكثر من ملياري مستخدم عبر 180 دولة، جهوده لإثراء تجربة المستخدم في مجال مؤتمرات الفيديو.

نسيم رمضان (لندن)

الذكاء الاصطناعي التوليدي... فقاعة أم ثورة؟

شعارا «أوبن إيه آي» و«تشات جي بي تي» في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
شعارا «أوبن إيه آي» و«تشات جي بي تي» في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي التوليدي... فقاعة أم ثورة؟

شعارا «أوبن إيه آي» و«تشات جي بي تي» في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
شعارا «أوبن إيه آي» و«تشات جي بي تي» في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

يستقطب الذكاء الاصطناعي التوليدي استثمارات مالية طائلة، إلى حد إثارة مخاوف من ظهور فقاعة جديدة... لكن معظم الخبراء يعتقدون أن هذه التكنولوجيا الجديدة ستؤتي ثمارها في نهاية المطاف، على الأقل بالنسبة إلى بعض الشركات.

باتت قيمة «أوبن إيه آي»، الشركة الناشئة في سان فرنسيسكو التي أطلقت طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي مع برنامجها «تشات جي بي تي (ChatGPT)» في نهاية عام 2022، تبلغ 157 مليار دولار، بعد جمع 6.6 مليار دولار من التمويل.

وبعدما كانت غير معروفة لعامة الناس قبل عامين فقط، تعزز الشركة تالياً مكانتها لاعباً أساسياً في قطاع التكنولوجيا، رغم مغادرة عدد كبير من المديرين مناصبهم فيها أخيراً، وسلسلة فضائح هزتها، والمنافسة الشرسة مع شركات أخرى في القطاع، والأهم من ذلك كله، غياب أي احتمال فوري لتحقيق الربحية.

لكن ذلك كله لا يكفي لتثبيط حماسة المحللين الذين ينظرون إلى الذكاء الاصطناعي على أنه «ثورة» حقيقية.

يؤكد دان آيفز وزملاؤه في شركة «ويدبوش (Wedbush)» الاستشارية أن «الثورة الصناعية الرابعة ستصل إلى أشباه الموصلات والبرمجيات والبنية التحتية والإنترنت والهواتف الذكية خلال الأشهر الـ12 إلى 18 المقبلة».

ويضيف هؤلاء: «لقد كانت (تشات جي بي تي) بالنسبة للذكاء الاصطناعي التوليدي، كما كان آيفون بالنسبة للهواتف الذكية»، إذ «فتحت أوبن إيه آي المجال أمام نجاح الذكاء الاصطناعي واعتماده من جانب (نفيديا) و(مايكروسوفت) و(غوغل) وعالم التكنولوجيا بأكمله».

ويشير المحللون في تقديراتهم إلى أن جميع هذه الشركات ستنفق 1000 مليار دولار على الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الثلاث المقبلة.

ولا بد من الإشارة إلى أن هذه التكنولوجيا مكلفة للغاية، إذ إن إنتاج النصوص والصور والمحتويات الأخرى بناءً على استعلام بسيط باللغة اليومية يحتاج إلى نماذج للذكاء الاصطناعي مثل «جي بي تي 4 (GPT-4)» لـ«تغذيتها» بكميات هائلة من البيانات.

وبالتالي، تتطلب نماذج التدريب والتشغيل بنية تحتية جديدة لتكنولوجيا المعلومات، والكثير من الطاقة، ومهندسين مؤهلين تأهيلاً عالياً، وما إلى ذلك.

وقد ضخت «مايكروسوفت» 13 مليار دولار في «أوبن إيه آي»، وأعلنت أكثر من 15 مليار دولار من الاستثمارات الخارجية في الذكاء الاصطناعي هذا العام، من ألمانيا إلى إندونيسيا.

وأفرجت «غوغل» عن أكثر من 13 مليار دولار على شكل «عقارات ومعدات» في الربع الثاني، أي ما يقرب من الضعف مقارنة بالمبالغ المرصودة قبل عام، وهي ميزانية تعكس احتياجاتها لمراكز البيانات الجديدة والرقائق المتطورة للغاية.

لكن هذا الإنفاق «بالكاد حقق نتائج حتى الآن، باستثناء المكاسب على صعيد الكفاءة للمطورين»، وفق ما أفاد مصرف «غولدمان ساكس» في يونيو (حزيران) الماضي في تقرير له.

يقول المحلل المستقل روب إنديرلي: «نشهد حالياً فقاعة ينادي فيها جميع الموردين بضرورة نشر (الذكاء الاصطناعي التوليدي) في جميع الاتجاهات»، في حين أن العملاء «ليسوا مستعدين بعد».

ووفق إنديرلي، فإن «أكثر من 80 في المائة من عمليات الطرح الأولى كانت فاشلة».

لكن كبار شركات التكنولوجيا لا تتطلع بعد إلى تحقيق الأرباح، كما توضح المحللة في «إي ماركتر» غريس هارمون.

وتشدد على أن هذه الشركات تخشى قبل كل شيء «التقصير في الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والخسارة (...) حتى لو لم تكن عوائد الاستثمارات مضمونة».

سواء كنا نشهد فقاعة أم لا، يدرك معظم المراقبين حجم الإمكانات المرتبطة بهذه التكنولوجيا الجديدة على المديين المتوسط أو البعيد.

يقول مدير معهد «سبسكرايبد إنستيتيوت» البحثي مايكل مانسارد: «هل هناك تقييمات مرتفعة للغاية؟ نعم، ولكن هل هناك قيمة وراء ذلك؟ نعم».

ووفق هذا الخبير في القطاع، فإن التحدي الذي يواجه الشركات يكمن في إيجاد نموذج اقتصادي يضمن بقاءها بعد انفجار محتمل للفقاعة.

ويوضح مانسارد: «بالنسبة إلى شركة مصنِّعة للبرمجيات، فإن الحصول على 200 عميل بدلاً من 100 لا يكلف ضعف التكلفة المرتبطة بتشغيل البنية التحتية، ولكن بالنسبة لشركة مزودة للذكاء الاصطناعي التوليدي، هذا الأمر ممكن».

على الرغم من نجاحها العالمي والاشتراكات المدفوعة للأفراد والشركات، فإنه من المتوقع أن تتكبد «أوبن إيه آي» خسائر تبلغ 5 مليارات دولار هذا العام، مقابل 3.7 مليار دولار من الإيرادات، وفق صحيفة «نيويورك تايمز».

ليس لدى المحللة المستقلة كارولينا ميلانيسي أدنى شك في أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيصبح قريباً جزءاً من الحياة اليومية، ولكن للبقاء في السباق، وفرض أدوات المساعدة العاملة بالذكاء الاصطناعي وسائر الأدوات، تُضطر الشركات إلى الاستثمار.

وتشير ميلانيسي إلى أنه «من الصعب تحديد نموذج العمل؛ لأنه كلما استخدمت النموذج أكثر، أنفقت أكثر»، مضيفة: «إنه موقف دارويني إلى حد ما: أي أن البقاء سيكون للأقوى فقط».