سنة الذكاء الاصطناعي التوليدي الجديدة: آفاق واعدة

خبراء يعرضون تصوراتهم عن دوره في تعزيز الإبداع والابتكار

سنة الذكاء الاصطناعي التوليدي الجديدة: آفاق واعدة
TT

سنة الذكاء الاصطناعي التوليدي الجديدة: آفاق واعدة

سنة الذكاء الاصطناعي التوليدي الجديدة: آفاق واعدة

أتمّ «تشات جي بي تي» عامه الأوّل قبل بضعة أسابيع، ولكنّ روبوت الدردشة هذا، الذي أُطلق ليستخدمه الناس على شكل صندوق للبحث، ساعد على تسريع سباق تسلّح مهول لنظم الذكاء الاصطناعي في وادي السيليكون، وشكّل دفعة لدمج الذكاء الاصطناعي في أنواع المنتجات والقطاعات جميعها.

وبمناسبة مرور مولد «تشات جي بي تي»، طرحنا سؤالاً بسيطاً على عددٍ من خبراء الذكاء الاصطناعي، وروّاد الأعمال، والأطراف المعنية في هذا المجال: كيف ستُستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل «تشات جي بي تي» و«ميدجورني»، العام الجديد لمساعدة ميدان الأعمال على تعزيز الكفاءة الوظيفية، أو مساعدة الأفراد من المستهلكين؟

آفاق استخدام الذكاء الاصطناعي

نستعرض لكم فيما يلي ما قاله هؤلاء.

• جو أتكنسون، رئيس قسم التقنية والمنتج في «بي دبليو سي»: تعطي القوى العاملة السعيدة نتائج أفضل في عالم الأعمال، وأنا متفائل بالدور الذي سيلعبه الذكاء الاصطناعي التوليدي في توفير تجربة وظيفية تطغى عليها الخصوصية، ومن شأنها أن تعزّز انخراط الموظف والرضا والإنتاجية. والأكيد أنّنا سنرى مزيداً من الشركات تُسارع لتوظيف برامج التدريب والتجريب المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي خلال العام الجديد.

• جيريمايا أويانغ، شريك في «بليتز سكيلينغ فنشرز»: مع نهاية 2024، سيكتمل تحوّل حياتنا وستكون البداية مع اتصالاتنا اليومية. سيكون لكلّ فردٍ في المنزل أو العمل وكيل مدعوم بالذكاء الاصطناعي يساعد على تنظيم رسائله الإلكترونية. سيقوم دوره، بشكلٍ أساسي، على ترشيح وعنونة وتلخيص الرسائل.

• بين بجارين، محلّل بارز من «كرييتف ستراتيجيز»: تدور معظم محادثاتنا اليوم حول كيفية استخدام الأعمال للذكاء الصناعي التوليدي في زيادة إنتاجية موظّفي المؤسسات بشكلٍ عام.

• غريس إيسفورد، شريكة في شركة «لوكس كابيتال»: تلعب أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي اليوم دور المساعد على وظائف عدّة مثل الترميز، ودعم الزبائن، والبحث. نحن نشهد تسارعاً ملحوظاً في مهام روتينية مثل تنظيم المعلومات وتلخيصها، والأتمتة. ومن المتوقع أنّ يزداد هذا الاتجاه نمواً.

• برندان بورك، محلّل التقنية الناشئة في «بيتش بوك»: بدأت القدرة على أتمتة تطوير البرمجيات تتجاوز مطوّري هذه البرمجيات إلى مصمّمي المنتجات والفرق التشغيلية. وسيصبح استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي المخصّصة للترميز أكثر انتشاراً في هذه الوظائف العام المقبل.

الأمن ودرء التهديدات الإلكترونية

• كارا سبراغ، مديرة قسم المنتج في «بي 5»: يعدّ العاملون المغلوبون في فرق الأمن أحد أكبر المستفيدين من فعالية وإنتاجية الذكاء الاصطناعي التوليدي في رصد وتحليل التهديدات والاستجابة لها.

تعمل هذه الفرق بكثافة؛ بسبب فجوة المهارات التي يعانيها مجال الأمن السيبراني، التي تحتاج إلى 3.5 مليون شخص لملئها.

• بابلو أبرو، رئيس قسم المنتج والتحاليل في «سوكيور»: أسهمت تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي في ارتفاع مستوى تعقيد هجمات الاحتيال، من إرسال رسائل التصيّد الإلكترونية التي تبدو صحيحة إلى فبركة مستندٍ رسمي مزيف بإتقان.

في العام المقبل، نتوقع توظيف الشركات والمنظّمات مزيداً من حلول الذكاء الاصطناعي التوليدي للمساعدة فعلى وقف هذه المواد المزيفة والهجمات الاحتيالية المتطوّرة قبل وقوع الضرر.

• دايفيد هابر، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة «لاكيرا»: مع استمرار تراجع تكلفة تدريب الذكاء الاصطناعي، يجب أن نتوقّع تحوّلاً بارزاً: الأعمال والشركات من الأحجام جميعها ستصمّم نماذج مثل «تشات جي بي تي» للتعامل مع تهديدات خاصّة بعملياتها.

وسواء أكان في مجال الهندسة، أم التسويق، أم الموارد البشرية، ستشهد نماذج الذكاء الاصطناعي نقلة نوعية ترقّيها إلى مستوى المساعد الشخصي.

مهمات طبية

• أوديد نتزر، أستاذ محاضر في كليّة إدارة الأعمال، جامعة كولومبيا: ينطوي استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي على أهمية كبرى في مجال الطب. فقد أظهرت الدراسات أنّ الأطبّاء يمضون كثيراً من وقتهم في تحديث السجلات الإلكترونية والأعمال المكتبية. فإذا استطاعت روبوتات المحادثة وضع نصوص للمحادثات التي تُجرى بين الطبيب والمريض (تتضمّن التعليمات الشفهية التي يقدّمها الطبيب) وإدخالها في سجلّ المريض، قد يصبح الأطباء قادرين على تخصيص وقتٍ أطول للمرضى أو التعامل مع عددٍ أكبر منهم.

• رون هاوزر، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في «شيب ثيابوتكس»: يتّسم كثير من الأدوية والعلاجات الجينية بتكلفة عالية. ولكنّ الذكاء الاصطناعي التوليدي جاء ليغيّر هذا الواقع ويفتح الباب أمام استكشاف وتطوير الأدوية، بالإضافة إلى الابتكار في مجال صناعة وتوصيل الدواء. نحن على مشارف إنجازات كبيرة في مجال صحّة المريض.

خدمات مهنية

• تيموثي يونغ، الرئيس التنفيذي لشركة الذكاء الاصطناعي الناشئة «جاسبر»: أعتقد بأنّ نتائج الذكاء الاصطناعي ستتحوّل في عام 2024 من «أسرع» إلى «أفضل» مع اعتماد الشركات الكامل على التقنية واستخدام مساعدين مدعومين بالذكاء الاصطناعي لإدخال التحاليل والمحتوى الذاتي التحسين في عملياتها.

• كيتي غاردنر، شريكة في شركة «غاندرسون ديتمر» القانونية: سيحتاج مزوّدو الخدمات المهنية (المحامون ضمناً) إلى إعادة التفكير بنماذج أعمالهم، خصوصاً إذا كانت عوائدهم تعتمد بشدّة على مجالات قابلة للاستبدال الفعّال بالذكاء الاصطناعي، مثل مراجعة المستندات.

• سوبوتاي أحمد، الرئيس التنفيذي لشركة «نومينتا»: يتطلّب سدّ الفجوة بين التسويق وتطبيقات الذكاء الاصطناعي الواقعية حلولاً بسيطة وقابلة للتطوير وفعّالة التكلفة تمنح للشركات السيطرة الكاملة على بياناتها ونماذجها.

• تيم دايفس، الرئيس والشريك المؤسس لشركة «مودولار» («غوغل براين» سابقاً): أتوقّع تسارعاً في تبنّي الذكاء الاصطناعي التوليدي في المجالات العالية التكاليف؛ مثل المبيعات والتسويق وعمليات الزبائن، والهندسة والمنتج.

مخرجات جديدة وفريدة

• آرون شاندراسيكاران، محلّل متخصص بالذكاء الاصطناعي في شركة «غارتنر»: يتيح الذكاء الاصطناعي التوليدي ابتكار مخرجات جديدة وفريدة في مجموعة متنوعة من الصيغ (نص، وصور، ورموز، وصوتيات، وفيديوهات)، ما يشكّل فرصة تحوّل كبرى.

• كيران راج، مسؤول في شركة «غلوبال داتا»: يفتح الذكاء الاصطناعي التوليدي باباً للخدمات ذات الطابع الشخصي في مجال الاستهلاك الفردي، من تقديم توصيات التبضّع، إلى المساعدة في التعليم. يستطيع «تشات جي بي تي» تأدية دور المعلّم الخصوصي، بينما يساعد «ميدجورني» في المجالات الإبداعية؛ مثل الموسيقى والفنّ.

• روب إندرلي، محلّل في «مجموعة إندرلي»: توقّعوا أن تروا استخدام هذه الأدوات بكثرة في دعم المستهلك، والمبيعات الهاتفية، وتنظيم علاقات الزبائن.

• معزّ دريف، مدير في شركة «موزيلّا إي آي»: عندما يتعلّق الأمر بتقنية تحويليّة وسريعة التطوّر إلى هذه الدرجة مثل الذكاء الاصطناعي، تكون التوقعات صعبة حتّى لعامٍ واحد. تملك نماذج الذكاء الاصطناعي مثل «تشات جي بي تي» قدرات دلالية خارقة تجعلها قادرة على تغيير تجربة البحث بالنسبة للزبائن.

• كريس بيدي، مدير قسم المعلومات الرقمية في «سيرفس ناو»: سيؤثر الذكاء الاصطناعي التوليدي في توقعات الموظفين حيال التقنية التي سيستخدمونها في العمل. لهذا السبب، إذا لم نزوّد الموظفين بحلول للذكاء الصناعي التوليدي، سيكون الأمر وكأنّنا نطلب منهم استخدام آلة طابعة في عصر معالجات الكلمات.

• روبرت بلوموفي، مسؤول التقنية في «أكاماي تكنولوجيز»: في الوقت الحالي، لا يزال معظم التطبيقات يؤدّي دور معّزز الإنتاجية لمساعدة الموظفين، والطلّاب، والموسيقيين، والمطوّرين، وغيرهم بأداء مهامهم بكفاءة وسرعة أكبر. ولكن مع دمج الذكاء الاصطناعي مع أدوات أخرى، مثل تنظيم بيانات محدّدة في الشركة، أو خدمات إلكترونية مثل التوقعات الجوية، وضبطه لخدمة صناعات متنوعة، سنشهد ظهور حالات استخدام جديدة مثيرة للاهتمام.

• ميشال تايت، كبير مسؤولي التسويق في «إنتويت ميل شيب»: إنّ أكبر مكاسب تبنّي الذكاء الاصطناعي التوليدي حالياً هو توظيف البيانات الجيدة لابتكار وترقية التجارب الشخصية.

إبداعات وابتكارات

• دينغ آن في، مدير عام شركة «إنفستينغ.كوم»: بالنسبة للمستخدمين، ستجمع تطبيقات المحادثة المتعدّدة الأوضاع منفعة موسوعة «ويكيبيديا» في البحث، مع مساعد شخصي يعمل بالأوامر الصوتية، ووسيط بنباهة لافتة، لتتحسّن تجربتها تدريجياً. وسنشهد أيضاً على توسّع تبنّي التطبيقات الاستهلاكية التي تركّز على مجالات مثل التواصل الاجتماعي، والتعليم، والمال، والترفيه، وسيكون مصدرها الشركات القائمة والناشئة.

• إيليوت أندريس، الشريك المؤسس لـ«فوتو روم»: نرى أنّ أدوات الذكاء الاصطناعي لتوليف الصور تساعد على تخفيف عراقيل عملية الابتكار لدى محترفي التصوير الفوتوغرافي والأعمال الصغيرة في عالم التجارة الإلكترونية وتجارة التجزئة.

الآن، وقد أصبح الجانب الذي يتطلّب عملاً شاقّاً في توليف الصور مؤتمتاً، بات دور المصوّر يركّز على الجانب الإبداعي من التصوير الفوتوغرافي وتحويله إلى نوعٍ من الفنّ وما يشمله من أسلوب، وتناغم، وعناصر غرافيكية في الصورة.

• فيكرام شاترجي، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة «غاليليو»: ستبشّر السنة الجديدة من حياة «تشات جي بي تي» و«ميدجورني» على الأرجح بانتشار التطبيقات التجارية – نموذج «جي بي تي» مخصص لكلّ وظيفة في الشركة يتعامل مع المهام المتكرّرة في الأمور المالية، والفريق القانوني، وغيرها. سيكون لشركة «أوبن إي آي» متجر تطبيقات يتيح للمستخدمين ابتكار نموذج «جي بي تي» الخاص بهم.

* «فاست كومباني» - خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

يوميات الشرق إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
تكنولوجيا شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد شاشة تسجيل الوصول في مكتب «إنفيديا» في أوستن بتكساس (أ.ف.ب)

«إنفيديا» تتفوق على توقعات الأرباح مع ترقب المستثمرين للطلب على رقائق «بلاكويل» للذكاء الاصطناعي

أعلنت شركة «إنفيديا»، يوم الأربعاء، عن زيادة في أرباحها ومبيعاتها في الربع الثالث مع استمرار الطلب على رقائق الكمبيوتر المتخصصة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا  الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

 الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

طلبت الحكومة الأميركية، الأربعاء، من القضاء إجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»، في إجراء يهدف لمكافحة الممارسات الاحتكارية المتّهم بارتكابها عملاق التكنولوجيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك بهدف تكوين صورة بصرية ذات معنى لمشهد ما تقوم أعيننا بسلسلة من الحركات السريعة المنسقة (رويترز)

خلل بسيط في حركة العين قد يشير إلى إصابتك بألزهايمر

تبرز مؤخراً طريقة جديدة للكشف المبكر عن مرض ألزهايمر ترتبط بالاستماع إلى حركة عيون المرضى عبر ميكروفونات في آذانهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
TT

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة

تنتهي اليوم فعاليات مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» (Microsoft Ignite) السنوي في مدينة شيكاغو الأميركية، بحضور تجاوز 14 ألف زائر، الذي استعرضت «مايكروسوفت» خلال أيامه الثلاثة أكثر من 80 خدمة ومنتجاً وميزة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي بخدمة الموظفين

طوّرت الشركة خدمة «مايكروسوفت 365 كوبايلوت» (Microsoft 365 Copilot) الخاصة بالشركات، مقدمة «أفعال كوبايلوت» (Copilot Actions) التي تسمح بأتمتة المهام اليومية في مجال العمل بأوامر بسيطة، مثل الحصول على ملخص اجتماعات «تيمز» (Teams) في ذلك اليوم أو إعداد التقارير الأسبوعية أو تلخيص ما الذي يجب القيام به حسب الرسائل الواردة إلى بريد المستخدم والاجتماعات التي حدثت قبل عودته من إجازته السنوية، وغيرها.

 

 

«عملاء مايكروسوفت»

كشفت الشركة كذلك ميزة «عملاء مايكروسوفت» (Microsoft Agents) التي تسمح بالبحث في ملفات الشركة وتحليلها والإجابة على أسئلة الموظفين أو العملاء بكل خصوصية، وتلخيص النتائج بهدف تسريع اتخاذ قرارات العمل. وتعمل هذه الميزة في خدمة «شيربوينت» (SharePoint) لكل شركة.

 

 

 

المترجم الفوري

ويمكن لعميل ذكاء اصطناعي اسمه «المترجم الفوري» (Interpreter) ترجمة محادثات الاجتماعات المرئية في «تيمز» بهدف كسر الحواجز اللغوية والتركيز على جوهر الاجتماع، مع القدرة على محاكاة صوت المستخدم بلغة الطرف الثاني. ويمكن لعميل ذكي آخر اسمه «المُيَسِّر» (Facilitator) تلخيص اجتماعات «تيمز» وأتمتة إدارة المشاريع عبر جميع مراحلها. كما يستطيع بعض عملاء الذكاء الاصطناعي مساعدة الموظفين على حلّ مشاكلهم التقنية دون الحاجة للعودة إلى قسم الدعم الفني، والإجابة على أسئلتهم المتعلقة بسياسات الشركة والموارد البشرية والمشتريات، وغيرها.

الذكاء الاصطناعي رفيق المبرمجين

ولتسهيل تضمين تقنيات الذكاء الاصطناعي في برامج الشركات والأفراد، تقدم «مايكروسوفت» ما تسميه بـ«مسبك آجور للذكاء الاصطناعي» (Azure AI Foundry) الذي يوفر مجموعة برمجية للذكاء الاصطناعي وبوابة لتطوير عملاء الذكاء الاصطناعي.

وتوفر هذه المجموعة البرمجية أكثر من 25 قالباً مسبق الإعداد (Template) للذكاء الاصطناعي تسمح بتطوير تطبيقات مدعومة بهذه التقنية وتبسيط عملية البرمجة ونشرها عبر منصات «غيتهاب» (Github) و«فيجوال ستوديو» (Visual Studio) و«كوبايلوت ستوديو» (Copilot Studio). وتسمح البوابة للمبرمجين اكتشاف خدمات وأدوات ونماذج ذكاء اصطناعي تناسب احتياجاتهم واحتياجات الشركات التي يعملون لديها.

حماية المستخدمين

حذّرت «مايكروسوفت» أن عدد الهجمات الإلكترونية التي تستهدف سرقة كلمات السرّ قد ارتفع خلال آخر 3 أعوام من 579 إلى أكثر من 7000 هجمة في كل ثانية، مع مضاعفة العدد في آخر سنة، ما يضع سبل الحماية التقليدية في موضع لا يسمح لها اللحاق بتقدم القراصنة.

مبادرة المستقبل الآمن

هذا الأمر يتطلب إعادة تطوير عملية حماية المستخدمين، ما دفع الشركة إلى إطلاق «مبادرة المستقبل الآمن» (Secure Future Initiative) التي طلبت من 34000 مهندس العمل على أكبر مشروع للأمن الرقمي بتاريخ البشرية وتطوير مقاومة البرامج ونظم التشغيل وأجهزة المستخدمين لطوفان الهجمات الرقمية الذي تتسارع وتيرته في كل يوم.

وكشفت كذلك عن عملها على تطوير «مايكروسوفت سيكيوريتي إكسبوجر مانجمنت» (Microsoft Security Exposure Management) الذي يقوم بتحليل آلية تواصل الأجهزة المختلفة والبيانات والهوية الرقمية والشبكات، بعضها مع بعض، داخل بيئة العمل واكتشاف العلاقات بينها وعرض مسار الاختراقات الممكنة لأي قرصان إلكتروني، وذلك لاكتشاف نقطة الضعف في البيئة المعقدة التي يمكن للقراصنة الدخول منها، وتوقع هدفهم وتتبع المسار المفترض لهم عبر الأجهزة المختلفة للوصول إلى الهوية الرقمية أو البيانات الحساسة، ومن ثم حماية ذلك المسار بشكل استباقي على صعيد سدّ الثغرات في الأجهزة أو البرامج أو نظام التشغيل أو الشبكة، وغيرها من العوامل الأخرى. كما يستطيع هذا المشروع التأكد من سلامة الاحتياطات الأمنية للفريق التقني داخل الشركة.

وأطلقت الشركة نظام «مايكروسوفت سيكيوريتي كوبايلوت» (Microsoft Security Copilot) المدعوم بالذكاء الاصطناعي للقيام بالوظائف الأمنية باستخدام الذكاء الاصطناعي بكل سلاسة وسهولة، حيث أظهرت الدراسات انخفاض معدل مدة حلّ المشاكل الأمنية لدى استخدام هذا النظام بنحو 30 في المائة.

أجهزة الذكاء الاصطناعي

واستعرضت الشركة أول جهاز من فئته، مصنوع خصيصاً للاتصال بأمان مع خدمة «ويندوز 365» السحابية، اسمه «ويندوز 365 لينك» (Windows 365 Link).

الجهاز بسيط وآمن، وسيتم إطلاقه في أبريل (نيسان) 2025 المقبل، بسعر 349 دولاراً أميركياً، ويسمح للمستخدمين بالعمل بأمان مع نظام التشغيل «ويندوز» السحابي بكل سرعة وموثوقية.

ولا يقوم الجهاز بتخزين أي بيانات داخله، ولا يقوم بتثبيت أي برامج فيه، مع تقديم وحدة معالجة للذكاء الاصطناعي مدمجة فيه لتسريع التفاعل مع البيانات والحصول على النتائج بكل سلاسة.

 

تحليل علوم الأرض

وعلى الصعيد نفسه، تعاونت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» مع «مايكروسوفت» لتطوير أداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي اسمها «كوبايلوت الأرض» (Earth Copilot) تهدف إلى تبسيط عملية تحليل البيانات المرتبطة بعلوم الأرض التي تجمعها الأقمار الاصطناعية الخاصة بـ«ناسا». وسيتم نشر هذه البيانات المعقدة للجميع بهدف مشاركة المعلومات المهمة مع العلماء والباحثين والطلاب والمدرسين وصناع السياسات وعموم الناس.

وستستخدم الوكالة خدمة «آجور أوبين إيه آي» (Azure OpenAI Service) لتذليل العقبات التقنية وتمكين المجموعات المختلفة للمستخدمين من التفاعل مع البيانات العلمية لكوكب الأرض، ما يدل على الأبواب التي يفتحها الذكاء الاصطناعي لتسهيل وتبسيط عملية التعليم والبحث وتحليل مجموعات البيانات الضخمة في المجالات العلمية وسنّ السياسات، وفي مجالات الزراعة والتخطيط الحضري والاستجابة في حالات الكوارث، وغيرها.

ويمكن زيارة الموقع من هذا الرابط: www.earthdata.nasa.gov/dashboard