«مدرِّب» بالذكاء الاصطناعي في منصة «لنكدإن» للمهنيين

يزوّد المستخدمين بأحدث المشورات التفاعلية لخبراء الأعمال

«مدرِّب» بالذكاء الاصطناعي في منصة «لنكدإن» للمهنيين
TT

«مدرِّب» بالذكاء الاصطناعي في منصة «لنكدإن» للمهنيين

«مدرِّب» بالذكاء الاصطناعي في منصة «لنكدإن» للمهنيين

سيتمكن مستخدمو «لنكدإن ليرننغ (LinkedIn Learning)» قريباً من الاستفادة من خدمات مدرب مطوَّر بنظم الذكاء الاصطناعي، للحصول على نصائح مدعومة بالدروس المستفادة من آلاف المدربين الخبراء البشريين في المنصة.

وقد ركزت «منصة التعليم في إدارة الأعمال» هذه، بشكل تقليدي، على توفير تعليمات الفيديو، حيث يقدم الخبراء دروساً في كل شيء؛ بدءاً من كيفية تطوير العلاقات التجارية، إلى فهم عمل البرامج الحاسوبية.

مدرب خبرات بالذكاء الاصطناعي

أما «مدربها» الجديد، المدعوم بالذكاء الاصطناعي، فسوف يسمح للمستخدمين بطلب المشورة بشأن أسئلة عمل معينة، بدءاً من موضوعات القيادة والإدارة، كما سيقدم إجابات مصمَّمة خصوصاً لوظيفتهم وحالتهم الخاصة، بناءً على ما ينهله من الموارد المستخلَصة من مكتبة الفيديو.

ونقلت مجلة «فاست كومباني» عن هاري سرينيفاسان، رئيس قسم المنتجات في «قسم الحلول الإبداعية في لنكدإن (LinkedIn Talent Solutions)» قوله: «إننا نعرف دورك (أي المستخدم) الحالي، ونعرف المهارات التي تتبعها على المنصة... ونظراً لأننا نعرف الكثير عنك، يمكننا أن نبدأ تخصيص الإجابات أثناء تقدمك».

إجابات أغنى من «جي بي تي»

ويضيف أن هذا يجعل الإجابات، في كثير من الأحيان، أكثر فائدة من الردود الواردة من محرك بحث أو أداة دردشة ذات أغراض عامة تعمل بالذكاء الاصطناعي، مثل «تشات جي بي تي (ChatGPT)».

ومثلما يعمل مدرب الأعمال البشري، غالباً ما يطرح نظام الذكاء الاصطناعي الجديد الأسئلة أثناء عمله، ما يشجع المستخدمين على مناقشة التحديات التي يواجهونها، والتجارب المماثلة التي مرّوا بها هم وزملاؤهم في الماضي. ويقول سرينيفاسان: «لقد ذهبنا وفهمنا كيف سيفعل المدربون ذلك اليوم».

وبالإضافة إلى تقديم توصيات سريعة، سيُوصي الروبوت بمقاطع فيديو «LinkedIn Learning»، التي تتعلق بالموضوع المطروح. إلا أن سرينيفاسان يقول إنه لا يتوقع أن يحل محل التدريب بالفيديو الخاص بالخدمة. ويضيف أنه إذا كان هناك أي تقدم هنا، فمن المرجح أن يؤدي المدرب الجديد إلى زيادة عدد الزيارات إلى الدروس المسجلة؛ لأنه يقدم توصيات، كما قد يلجأ المستخدمون إلى الذكاء الاصطناعي للحصول على معلومات إضافية أثناء دراسة دروس المنصة التعليمية التقليدية.

نهج تعليمي وتدريبي جديد

ويشابه هذا التوجه النهج الذي اتبعته المنظمات الأخرى التي تركز على التعلم، والتي قامت بنشر مساعدي الذكاء الاصطناعي، مثل أكاديمية خان. لكن الروبوت الجديد قد يساعد في الوصول إلى المستخدمين الذين لا يفكرون في مشاهدة مقطع فيديو تعليمي.

تفاعل متميز مع كبار المديرين

ويقول سرينيفاسان إنه في الاختبارات المبكرة، كان عدد الأشخاص، الذين يشغلون مناصب عليا، الذين قدّموا ردود فعل نشطة حول كفاءة المدرب الذكي، أعلى، مقارنة بالأعداد التي قيّمت كفاءة أدوات التعلم الأخرى، وهو ما يُعزَى إلى سهولة وسرعة الاستخدام.

وهذا يعني أنه حتى المديرون التنفيذيون المشغولون يمكنهم طرح سؤال بسرعة على المدرب الافتراضي في أوقات تفرُّغهم للعمل بين الاجتماعات. ويقول سرينيفاسان إنه يحتفظ بشكل عام بعلامة تبويب مفتوحة في المتصفح مع مدرب الذكاء الاصطناعي، حيث تكون جاهزة للإجابة على أي أسئلة قد تكون لديه حول اجتماع مقبل أو تفاعل في مكان العمل.

ويستخدم غالبية مستخدمي «LinkedIn Learning» المنصة من خلال اشتراك مدفوع الأجر من قِبل صاحب العمل. ويؤكد سرينيفاسان أن النظام سيحافظ على خصوصية المستخدمين، لذلك لن يقوم موظفو «لنكدإن» أو زملاء العمل بمراقبة أنواع الأسئلة التي يطرحها المستخدمون. وتخطط الشركة لطرح الميزة الجديدة للعملاء الذين لديهم بالفعل اشتراكات في قسم التعليم بالمنصة على مدار العام ، دون أي رسوم إضافية.


مقالات ذات صلة

ما دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الاستدامة بالشرق الأوسط؟

تكنولوجيا باحثون: يمكن من خلال الذكاء الاصطناعي تحقيق توازن بين النمو والمسؤولية البيئية وضمان مستقبل أكثر استدامة (أدوبي)

ما دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الاستدامة بالشرق الأوسط؟

يقول خبراء إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقدم حلولاً مبتكرة لتعزيز كفاءة الطاقة وتقليل الهدر وتعزيز النمو المستدام.

نسيم رمضان (دبي)
يوميات الشرق آفاق جديدة في سوق الفنّ العالمية (إ.ب.أ)

أول عمل فنّي أنجزه روبوت «بشريّ» يُباع بمليون دولار

بيعت لوحة فنّية أنجزها روبوت الذكاء الاصطناعي لشخصية عالم الرياضيات الشهير، آلان تورينغ، الذي كان رمزاً لفكّ الشيفرات خلال الحرب العالمية الثانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من حضور ملتقى «بيبان 24» في العاصمة السعودية الرياض (واس)

إطلاق مبادرة لتمكين الذكاء الاصطناعي في 100 شركة صغيرة ومتوسطة بالسعودية

أطلقت الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة السعودية و«غوغل» مبادرة «SMB Lab»، بهدف تسريع تبني الذكاء الاصطناعي في الشركات الصغيرة والمتوسطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من اجتماع المجموعة التشاورية الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالرياض (ساما)

المجموعة التشاورية الإقليمية التابعة لمجلس الاستقرار المالي تجتمع في الرياض

انعقد اجتماع المجموعة التشاورية الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التابعة لمجلس الاستقرار المالي، في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا أصبحت ثقة نحو 3 أرباع المستهلكين (72%) بالشركات أقل مقارنة بعام 2023 (أدوبي)

65 % من العملاء يشعرون بأن الشركات تتعامل مع بياناتهم باستهتار وتهوّر

تظهر دراسة جديدة لشركة «سايلزفورس» تراجع الثقة بالشركات لدى 72 في المائة من العملاء حول العالم.

نسيم رمضان (لندن)

ما دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الاستدامة بالشرق الأوسط؟

باحثون: يمكن من خلال الذكاء الاصطناعي تحقيق توازن بين النمو والمسؤولية البيئية وضمان مستقبل أكثر استدامة (أدوبي)
باحثون: يمكن من خلال الذكاء الاصطناعي تحقيق توازن بين النمو والمسؤولية البيئية وضمان مستقبل أكثر استدامة (أدوبي)
TT

ما دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الاستدامة بالشرق الأوسط؟

باحثون: يمكن من خلال الذكاء الاصطناعي تحقيق توازن بين النمو والمسؤولية البيئية وضمان مستقبل أكثر استدامة (أدوبي)
باحثون: يمكن من خلال الذكاء الاصطناعي تحقيق توازن بين النمو والمسؤولية البيئية وضمان مستقبل أكثر استدامة (أدوبي)

أصبح الذكاء الاصطناعي قوة محورية في تعزيز الاستدامة عبر مختلف الصناعات. عالمياً، يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل كيفية إدارة الطاقة والموارد والبنية التحتية، مما يعد بمساهمات كبيرة في تحقيق الأهداف البيئية. وفي الشرق الأوسط، حيث تكثر المشاريع التنموية الطموحة وتبرز تحديات بيئية فريدة، يسعى كثيرون إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتقديم حلول مبتكرة لتعزيز كفاءة الطاقة وتقليل الهدر وتعزيز النمو المستدام.

تلتقي «الشرق الأوسط» مع أليكس يانغ، الشريك المؤسس والمدير التنفيذي للعمليات والمدير المالي لشركة «تويا» إحدى الشركات المزودة للحلول السحابية بهدف فهم إمكانية تحويل الذكاء الاصطناعي، المنازل والشركات والبنية التحتية العامة إلى أنظمة أكثر ذكاءً واستدامة.

أليكس يانغ الشريك المؤسس والمدير التنفيذي للعمليات والمدير المالي لشركة «تويا» متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (تويا)

دور الذكاء الاصطناعي في جهود الاستدامة

تُبرز التأثيرات الاقتصادية العالمية للذكاء الاصطناعي إمكاناته التحويلية. من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي بـ15.7 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، منها 320 مليار دولار من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، و135.2 مليار دولار من السعودية تحديداً بحسب شركة «ماكنزي». يعكس هذا النمو الاقتصادي قدرة الذكاء الاصطناعي على تحسين إدارة الموارد، وتعزيز الكفاءة التشغيلية، وفتح فرص جديدة في مختلف القطاعات.

وفي مجال إدارة الطاقة، قد يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى خفض استهلاك الطاقة العالمي بنسبة 10 في المائة بحلول عام 2030، مما يحقق وفورات كبيرة في التكاليف ويقلل من انبعاثات الكربون، بحسب «ماكنزي» أيضاً.

الشرق الأوسط يشهد تحولاً حضرياً سريعاً، مع مشاريع تنموية واسعة النطاق في دول مثل السعودية والإمارات وقطر. وعلى عكس المدن القديمة ذات البنية التحتية التقليدية، تتمتع هذه المراكز الحضرية الناشئة بميزة تضمين أحدث التقنيات منذ البداية. يوفر ذلك فرصاً للذكاء الاصطناعي لتعزيز الاستدامة بطرق غير مسبوقة.

يوضح أليكس يانغ أن المباني الحديثة في الشرق الأوسط مؤهلة بشكل فريد لتضمين أحدث التقنيات، مما يحسن الكفاءة ونوعية الحياة. ويقول إن شركته تستفيد من هذه الفرصة من خلال نشر حلول الذكاء الاصطناعي في المنازل الذكية والفنادق والأماكن العامة. ويشدد على كيفية الاستفادة من خوارزميات الذكاء الاصطناعي في أنظمة التحكم المتقدمة في الإضاءة وأنظمة مواقف السيارات الذكية وحلول توفير الطاقة. ويشرح أن هذه الأنظمة قادرة على تحليل سلوك المستخدمين وضبط أنماط الاستهلاك في الوقت الفعلي، مما يضمن الاستخدام الأمثل للموارد.

ويذكر يانغ مثالاً من مشروع فندقي في الرياض، حيث نفذت شركة «تويا» مستشعرات ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لاكتشاف إشغال الغرف. ويقول إن هذه المستشعرات تمكنت من ضبط أنظمة التكييف تلقائياً، وتقليل استهلاك الطاقة بنسبة 50 في المائة.

رغم الفوائد الهائلة يثير اعتماد الذكاء الاصطناعي قضايا بيئية مثل استهلاك الطاقة (أدوبي)

دعم الطاقة المتجددة بالذكاء الاصطناعي

تُظهر التقنيات الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي إمكانية تحسين إنتاج الطاقة من مصادر متجددة، مثل الشمس والرياح، بنسبة تصل إلى 20 في المائة بحسب دراسات شركة «ماكنزي». يعزز ذلك الدمج السلس للطاقة المتجددة في شبكات الكهرباء، مما يجعلها أكثر موثوقية وفعالية من حيث التكلفة.

ويعد يانغ أن حلول إدارة تخزين الطاقة من «تويا» تعكس كيفية إطلاق الذكاء الاصطناعي لإمكانات الطاقة المتجددة. تقوم هذه الأنظمة بتحليل أنماط استخدام الطاقة والتنبؤ بالطلب، مما يضمن الاستفادة القصوى من الموارد وتقليل الفاقد.

كما تقدم الشبكات الذكية مجالاً آخر يمكن فيه للذكاء الاصطناعي أن يُحدث فرقاً. تشير دراسات «ماكنزي» كذلك إلى أنه من خلال تطبيق تقنيات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، يمكن للشبكات الذكية تحسين كفاءة توزيع الطاقة بنسبة تتراوح بين 5-10 في المائة، مما يقلل من الفاقد ويعزز إدارة الموارد.

«ماكنزي»: أنظمة إدارة المرور المدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكنها تقليل الازدحام الحضري بنسبة تتراوح بين 10- 15% (أدوبي)

ولكن رغم إمكاناته، فإن توسيع نطاق حلول الذكاء الاصطناعي للاستدامة في الشرق الأوسط يواجه بعض التحديات. إذ يتطلب التنفيذ الناجح فهماً أساسياً للتقنيات الناشئة وتعاوناً بين الحكومات والمطورين والشركات. ويؤكد يانغ أن شركة «تويا» تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي لتبسيط تطوير ونشر التقنيات المستدامة. هذا الابتكار يتيح للشركات تسريع اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي بسهولة أكبر، مما يساعدها على تحقيق أهداف الاستدامة بكفاءة.

مع استمرار الشرق الأوسط في تبني الذكاء الاصطناعي لتحقيق الاستدامة، تتأهب المنطقة لتصبح رائدة عالمياً في تطوير المدن الذكية المستدامة. يُبرز التزام «تويا» بالابتكار والتعاون، أهمية الشراكات في تحقيق التغيير. ويعد يانغ أن الفهم المحلي المتزايد لكيفية استخدام التقنيات بشكل فعال أمر بالغ الأهمية لتسريع تطوير الحلول الذكية المستدامة في جميع أنحاء المنطقة.