ساعات ذكية لقياس إرهاق الطيارين في الهند

التجربة ستشمل متطوعين من شركة «إندي غو» الهندية

استخدام طوعي للساعات الذكية والكاميرات التي ستكتشف مستوى النعاس على كل مسار وطائرة (رويترز)
استخدام طوعي للساعات الذكية والكاميرات التي ستكتشف مستوى النعاس على كل مسار وطائرة (رويترز)
TT

ساعات ذكية لقياس إرهاق الطيارين في الهند

استخدام طوعي للساعات الذكية والكاميرات التي ستكتشف مستوى النعاس على كل مسار وطائرة (رويترز)
استخدام طوعي للساعات الذكية والكاميرات التي ستكتشف مستوى النعاس على كل مسار وطائرة (رويترز)

لقد أصبحت المخاطر الجسيمة التي يشكلها إرهاق الطيارين موضع تدقيق مجدداً.

فبعد الحادث المأساوي، الذي توفي فيه طيار يعمل لدى شركة «إندي غو (IndiGo)» الهندية، قبل انطلاق رحلته، ازدادت المخاوف بشأن السلامة في الطيران.

وإدراكاً للعواقب الكارثية المحتملة التي قد تترتب على أي تقصير وظيفي بسيط من جانب طيار منهَك، تستكشف شركة الطيران الهندية تدابير مبتكرة لرصد وإدارة إرهاق الطيارين.

وفقاً للمذكرة، ستكون التجربة على أنماط طيران محددة باستخدام أجهزة أرضية (رويترز)

تريد الشركة اختبار مستويات التعب لدى طياريها باستخدام الساعات الذكية، وتخطط لتعيين مستشار لتحسين عمليات «إدارة مخاطر التعب»، وفقاً لمذكرة داخلية اطلعت عليها وكالة «رويترز».

وقالت المذكرة إنه بإمكان الطيارين التطوع في التجارب التي ستستخدم أداة لإدارة التعب من شركة «تاليس»، وسيجري تحليل البيانات المجمّعة بشكل مجهول، خلال الأشهر المقبلة. وستقيس أداة «تاليس» البيانات في الوقت الفعلي والمعلومات التاريخية والتحليل التنبُّئي، وتتجاوز أساليب الجدولة التقليدية.

وبمجرد الانتهاء منها، ستقوم شركة «إندي غو»، وبشكل جماعي، بتقييم فعالية ودقة البيانات.

«هيئة تنظيم الطيران» في الهند تُجري مراجعة لبيانات تعب الطيارين التي جمعتها أثناء عمليات التفتيش المفاجئة (أ.ب)

حادثة أليمة

وكان انهيار طيار من الشركة الهندية ووفاته قبل رحلته قد أثار شكاوى من بعض الطيارين الهنود من أن شركات الطيران تضغط عليهم إلى حافة الهاوية، على الرغم من امتثالهم للوائح وقت الخدمة. وتأمل الشركة في أن يلعب تعيين مستشار دوراً حيوياً في تنفيذ نظام قوي لإدارة مخاطر التعب، في الأشهر المقبلة، مضيفة أن ذلك سيمكّن شركة الطيران أيضاً من تطوير استراتيجيات مصممة خصيصاً لتخفيف التعب.

وتُجري هيئة تنظيم الطيران في الهند مراجعة لبيانات تعب الطيارين التي جمعتها أثناء عمليات التفتيش المفاجئة، ومراقبة شركات الطيران؛ لمعرفة ما إذا كانت اللوائح المتعلقة بأوقات واجب الطيران أو التعب بحاجة إلى تغيير. ووفقاً للمذكرة، ستكون التجربة على أنماط طيران محددة باستخدام أجهزة أرضية في 4 مطارات، بما في ذلك دلهي ومومباي، والاستخدام الطوعي للساعات الذكية والكاميرات التي ستكتشف مستوى النعاس على كل مسار وطائرة.


مقالات ذات صلة

الإنفاق السياحي في السعودية يتجاوز 75 مليار دولار خلال 2024

الاقتصاد جانب من جناح السعودية في معرض «ITB برلين» للسياحة (الشرق الأوسط)

الإنفاق السياحي في السعودية يتجاوز 75 مليار دولار خلال 2024

تجاوز إجمالي الإنفاق السياحي في السعودية للسياحة المحلية والوافدة من الخارج خلال 2024 نحو 284 مليار ريال (75.7 مليار دولار)، بنسبة نمو 11 % مقارنةً بعام 2023

«الشرق الأوسط» (الرياض)
سفر وسياحة الأكشاك تنتشر على خلفية من بيوت بألوان الباستيل (الشرق الأوسط)

«بورتوبيلو»... حيث تتقاطع الأزمنة وتنبض الذاكرة

هل سبق لك أن شممت عبق الماضي يتسلَّل بين زوايا شارع يعج بالحياة؟

ريجينا يوسف (لندن)
سفر وسياحة صخرة الروشة في بيروت (إنستغرام)

مؤثرون خليجيون وعرب يروجون للسياحة في بلد الأرز

تفيض مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً، بفيديوهات مصورة تروّج للسياحة في لبنان. أما أصحابها فهم مؤثرون وبلوغرز عرباً.

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات رجل يقطع اللحم من سيخ الشاورما (رويترز)

من بينها الشاورما والفلافل... إليكم أفضل الساندويتشات حول العالم

هل هناك طعام أكثر تواضعاً من الساندويتش؟ نادراً ما توجد دولة في العالم لا تلجأ إلى هذا النوع من الطعام؛ إما لسهولة أكله أو لطعمه اللذيذ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
سفر وسياحة مجموعات من لبنان وخارجه تقصد قصرنبا للمشاركة بقطاف الورد ( إنستغرام)

قصرنبا اللبنانية... بلدة بقاعية تعبق برائحة الورود

تشتهر بلدة قصرنبا البقاعية بمروج الزهور التي تغطي مساحات كبيرة من أراضيها. فأهل هذه القرية ينشغلون في فصل الربيع بقطاف الورد.

فيفيان حداد (بيروت)

جهاز يحصد الماء من الهواء دون كهرباء أو شبكة مياه!

أثبتت التجارب في «وادي الموت» أن الجهاز يمكنه إنتاج 160 مل من المياه يومياً حتى في رطوبة منخفضة تبلغ 21 في المائة (MIT)
أثبتت التجارب في «وادي الموت» أن الجهاز يمكنه إنتاج 160 مل من المياه يومياً حتى في رطوبة منخفضة تبلغ 21 في المائة (MIT)
TT

جهاز يحصد الماء من الهواء دون كهرباء أو شبكة مياه!

أثبتت التجارب في «وادي الموت» أن الجهاز يمكنه إنتاج 160 مل من المياه يومياً حتى في رطوبة منخفضة تبلغ 21 في المائة (MIT)
أثبتت التجارب في «وادي الموت» أن الجهاز يمكنه إنتاج 160 مل من المياه يومياً حتى في رطوبة منخفضة تبلغ 21 في المائة (MIT)

تخيّل أن تتمكّن من الحصول على مياه شرب نقية من الهواء دون كهرباء أو شبكة مياه. هذا ما تمكن مهندسو معهد «ماساتشوستس للتكنولوجيا» (MIT) من تحقيقه عبر لوح أسود بحجم نافذة يُمكنه استخلاص الماء من الجو، حتى في أكثر البيئات جفافاً. هذا الجهاز الجديد، الذي يُعرف باسم «حاصد المياه من الهواء»، يعتمد على تقنية هلامية لامتصاص بخار الماء من الهواء وتحويله إلى ماء صالح للشرب.

أهمية الابتكار

أزمة المياه تُهدد العالم، حيث تشير إحصاءات أن أكثر من 2.2 مليار شخص يفتقرون إلى مياه شرب آمنة، ونحو 46 مليون أميركي يعانون من ضعف التزويد أو رداءة الجودة. الحلول التقليدية القائمة على الأنهار والخزانات أصبحت تحت ضغط هائل. وهنا يأتي الابتكار الجديد ليستغل مخزوناً غير مرئي لكنه هائل. إنه بخار الماء الموجود في الهواء.

تصميم بسيط وفعّال

يتكوّن الجهاز من لوح عمودي بحجم نافذة، مصنوع من مادة هلامية سوداء تُشبه الفقاعات البلاستيكية، ومثبت داخل حجرة زجاجية باردة. خلال الليل، يمتص الهلام الرطوبة من الهواء ويتضخم، ثم تؤدي حرارة الشمس خلال النهار إلى تبخير هذه الرطوبة، فيتكثف البخار على الزجاج ويُجمع كماء نقي. التصميم مستوحى من فنّ الأوريغامي لتوسيع السطح المُعرّض للهواء وزيادة الفاعلية.

يعتمد الجهاز على مادة هلامية تمتص الرطوبة ليلاً وتطلقها نهاراً لتتكثف وتتحوّل إلى مياه نقية داخل حجرة زجاجية (MIT)

تشغيل دون طاقة

على عكس العديد من الابتكارات السابقة، لا يحتاج هذا الجهاز إلى كهرباء أو خلايا شمسية أو بطاريات. وقد تم اختباره ميدانياً لمدة أسبوع في «وادي الموت» بكاليفورنيا وهو أحد أكثر الأماكن جفافاً في أميركا. تمكّن الابتكار من إنتاج ما يصل إلى 160 مل من المياه يومياً حتى عند انخفاض الرطوبة إلى 21 في المائة، وهي كمية تقترب من كوب ماء يومياً، يمكن مضاعفتها باستخدام عدة ألواح.

مياه آمنة بدون تعقيدات

الميزة الأهم هي أن الماء الناتج آمن تماماً للشرب. الأجهزة السابقة اعتمدت على أملاح مثل كلوريد الليثيوم لتحسين الامتصاص، لكنها تسببت في تلوث الماء. استخدم الفريق في جامعة «MIT» مادة الغلسرين وأزال المسام النانوية من الهلام، مما سمح بجمع مياه نظيفة دون الحاجة إلى فلاتر إضافية.

ابتكر هذا الفريق جهازاً بحجم نافذة قادراً على استخلاص مياه الشرب من الهواء دون استخدام الكهرباء أو الطاقة الشمسية (MIT)

قابلية التوسّع والتطبيق

رغم أن كل لوح ينتج كمية محدودة، فإن تركيب عدة وحدات معاً يُمكن أن يلبي احتياجات منزل كامل في البيئات الصحراوية. يتميز الجهاز بحجمه الصغير وتكلفة تصنيعه المنخفضة نسبياً. وقد تم نشر البحث في مجلة «نايتشور ووتر» (Nature Water) ما يُبرز أهميته العلمية والتطبيقية. وقد قاد المشروع البروفسور شوانهي تشاو، أستاذ الهندسة الميكانيكية والمدنية في «MIT»، وشارك فيه باحثون من المعهد ومن جامعة سنغافورة الوطنية (NUS). وقد أشرف الباحث تشانغ ليو وفريقه على التجارب الميدانية وتصميم المواد الفعّالة.

ما الخطوة التالية؟

رغم النتائج المبشرة، لا يزال الابتكار في مراحله الأولية. يعمل الفريق حالياً على توسيع حجم الألواح، وتحسين المواد المستخدمة، وإجراء تجارب ميدانية في مناطق تعاني من ندرة المياه. الهدف هو تطوير نظام مرن ومتنقل يمكن نشره في المناطق المعزولة أو في حالات الطوارئ.

يعكس هذا الابتكار من «MIT » مستقبلاً جديداً لإمكانية الوصول إلى المياه، قائماً على العلم البسيط والتصميم الذكي. في عالم يُهدده تغيّر المناخ وشح الموارد، قد يكون مثل هذا الجهاز البسيط هو المفتاح لحلّ أزمة المياه العالمية.