ما أسباب تحول «أبل» إلى شاحن «يو إس بي-سي»؟

شاحن «يو إس بي - سي» (أ.ف.ب)
شاحن «يو إس بي - سي» (أ.ف.ب)
TT
20

ما أسباب تحول «أبل» إلى شاحن «يو إس بي-سي»؟

شاحن «يو إس بي - سي» (أ.ف.ب)
شاحن «يو إس بي - سي» (أ.ف.ب)

أوقفت شركة «أبل» العمل بشاحن «لايتنينغ» (Lightning) الخاص بها، أول من أمس (الثلاثاء)، بعد 11 عاماً من وضعه في الخدمة. وحسب تقرير نشرته شبكة «سي إن إن»، يمثل هذا الأمر لحظة فارقة للشركة من خلال اعتماد نظام الشحن العالمي «يو إس بي - سي» (USB-C).

وأعلنت الشركة خلال مؤتمرها السنوي، أول من أمس، أن جميع هواتفها الذكية من الجيل الجيد ستحتاج إلى شاحن «يو إس بي-سي»، وكذلك الإصدار الأحدث من «إيربود برو» (AirPods Pro). ورغم أن الشركة قامت سابقاً بتحويل أجهزة «آيباد» (iPad) و«ماك بوك» (MacBooks) الخاصة بها إلى شاحن «يو إس بي - سي»، فإنها ظلت مقاومة لإجراء التغيير على هاتف «آيفون» (iPhone) حتى الآن.

رئيس شركة «أبل» تيم كوك خلال المؤتمر السنوي للشركة أول من أمس (إ.ب.أ)
رئيس شركة «أبل» تيم كوك خلال المؤتمر السنوي للشركة أول من أمس (إ.ب.أ)

ماذا تغير؟

ويأتي قرار «أبل» بعد أقل من عام على تصويت الاتحاد الأوروبي لصالح الموافقة على تشريع يلزم الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والكاميرات الرقمية ومكبرات الصوت المحمولة وغيرها من الأجهزة الصغيرة باستخدام شاحن «يو إس بي - سي» بحلول عام 2024. ويهدف القانون إلى تقليل عدد أجهزة الشحن والكابلات التي يجب على المستهلكين التعامل معها عند شراء جهاز جديد، والسماح للمستخدمين بخلط الأجهزة وأجهزة الشحن ومطابقتها حتى لو تم إنتاجها من قبل شركات مصنعة مختلفة.

وبذاك أصبح بإمكان زبائن «أبل» استخدام شاحن «يو إس بي - سي» لتشغيل أجهزة «آيفون» و«آيباد» وحواسيب «ماك» الخاصة بهم كما أضحى بإمكانهم شحن جهاز من علامة تجارية أخرى مستخدمين الشاحن الجديد.

أشار نائب الرئيس الأول للتسويق العالمي في شركة «أبل»، غريغ غوسوياك، العام الماضي، إلى قيمة وانتشار شاحن «لايتنينغ»، المصمم لشحن الأجهزة بشكل أسرع، لكنه أوضح أنه «سيتعين علينا الامتثال لقرار الاتحاد الأوروبي». يعد قرار الاتحاد الأوروبي جزءاً من جهد أكبر لمعالجة النفايات الإلكترونية بشكل عام، إلا أنه قد يولد المزيد من النفايات على المدى القصير مع التخلص التدريجي من كابلات «لايتنينغ». على الرغم من أن شركة «أبل» أعربت عن مخاوفها البيئية بشأن ما قد يحدث لشواحن «لايتنينغ» القديمة، إلا أن لديها أسباباً مالية لمقاومة هذا التغيير أيضاً.

ماذا يعني الأمر لمستخدمي «آيفون»؟

من غير المحتمل أن يكون الانتقال إلى شاحن «يو إس بي - سي» حافزاً للناس لشراء جهاز جديد، لكنه قد يؤثر على بعض المستهلكين الذين رفضوا شراء جهاز «آيفون» بسبب قيود الشحن، وفقاً لتوماس هوسون، نائب رئيس شركة «Forrester Research». وبالنظر إلى أن العديد من الأجهزة المحمولة تستخدم بالفعل شاحن «يو إس بي - سي»، بما في ذلك أجهزة «آيباد» وحواسيب «ماك» الخاصة بشركة «أبل»، فلا ينبغي أن يكون الوصول إلى أسلاك الشحن صعباً أو مكلفاً للغاية. لكن المنتجات المقلدة كثيرة، وبعض أجهزة شحن «يو إس بي - سي» أكثر أماناً من غيرها.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد ترمب ونائبه فانس في حديقة البيت الأبيض (أ.ب)

فانس: أميركا وبريطانيا قد تتوصلان لـ«اتفاق عظيم» بسبب حب ترمب للعائلة المالكة

قال جي دي فانس نائب الرئيس الأميركي إن هناك فرصة جيدة لأن تتوصل الولايات المتحدة وبريطانيا إلى «اتفاق عظيم» بشأن التجارة بسبب حب ترمب للعائلة المالكة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
عالم الاعمال سوهو سكوير يستضيف الفرقة العالمية The Real Thing في حفل استثنائي يوم 20 أبريل

سوهو سكوير يستضيف الفرقة العالمية The Real Thing في حفل استثنائي يوم 20 أبريل

تستعد سوهو سكوير، وجهة الترفيه العالمية في مدينة شرم الشيخ، لاستقبال واحدة من أشهر الفرق الموسيقية العالمية.

الولايات المتحدة​ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب في سان بطرسبرغ الجمعة الماضي (أ.ف.ب) play-circle

ويتكوف: بوتين منفتح على اتفاق «سلام دائم» مع أوكرانيا

قال المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب الاثنين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منفتح على اتفاق «سلام دائم» مع أوكرانيا.

شمال افريقيا وزير الخارجية الفرنسي (متداولة)

وزير خارجية فرنسا: مستعدون للدخول في مواجهة مع الجزائر

أكد وزير الخارجية الفرنسي، الثلاثاء، أن بلاده مستعدة للدخول في مواجهة مع الجزائر ما لم تتراجع عن قرار طرد 12 موظّفاً في السفارة الفرنسية.

«الشرق الأوسط» (باريس)

تقنية واعدة وسط تحديات الخصوصية... كيف تتبنَّى الصحة والدواء الذكاء التوليدي؟

يشهد الذكاء الاصطناعي التوليدي اعتماداً متسارعاً في قطاعي الرعاية الصحية وعلوم الحياة عالمياً (شاترستوك)
يشهد الذكاء الاصطناعي التوليدي اعتماداً متسارعاً في قطاعي الرعاية الصحية وعلوم الحياة عالمياً (شاترستوك)
TT
20

تقنية واعدة وسط تحديات الخصوصية... كيف تتبنَّى الصحة والدواء الذكاء التوليدي؟

يشهد الذكاء الاصطناعي التوليدي اعتماداً متسارعاً في قطاعي الرعاية الصحية وعلوم الحياة عالمياً (شاترستوك)
يشهد الذكاء الاصطناعي التوليدي اعتماداً متسارعاً في قطاعي الرعاية الصحية وعلوم الحياة عالمياً (شاترستوك)

لم يعد الذكاء الاصطناعي التوليدي مجرّد مصطلح رائج، بل أصبح قوة محركة للتحول في الصناعات التي تؤثر مباشرة على حياة البشر، مثل الرعاية الصحية وعلوم الحياة.

ويكشف استطلاع عالمي جديد أجرته شركة «ساس» (SAS) الرائدة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع «كولمان باركس ريسرتش» (Coleman Parkes Research)، عن مدى اعتماد هذه القطاعات على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي والتحديات التي تواجهها، وكيف تُقارن بقطاعات أخرى، مثل البنوك والتصنيع والقطاع العام.

وقد شمل الاستطلاع آراء 477 من كبار صنّاع القرار، بينهم 237 من قطاع علوم الحياة والأدوية، و240 من قطاع الرعاية الصحية، جميعهم مسؤولون بشكل مباشر عن استراتيجيات البيانات والتحليلات والذكاء الاصطناعي في مؤسساتهم.

الرعاية الصحية نحو الذكاء الاصطناعي

رغم أن معدلات اعتماد الذكاء الاصطناعي التوليدي في قطاع الرعاية الصحية لا تزال أقل من المتوسط العالمي، فإن المؤشرات تدل على تسارع ملحوظ؛ حيث تستخدم 46 في المائة من المؤسسات الصحية التقنية حالياً، مقارنة بمتوسط 54 في المائة عبر جميع القطاعات. لكن الصورة المستقبلية أكثر إشراقاً؛ حيث إن 95 في المائة من المؤسسات الصحية إما بدأت بالفعل باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي وإما تُخطط لاعتماده خلال العامين القادمين. و87 في المائة من هذه المؤسسات تُخطط للاستثمار فيه خلال السنة المالية المقبلة، و92 في المائة من هذه الاستثمارات مخصصة من خلال ميزانيات محددة. وتشمل أبرز الفوائد التي تحققت حتى الآن تحسين كفاءة معالجة مجموعات البيانات الكبيرة (89 في المائة)، وإدارة المخاطر والامتثال (88 في المائة).

تقول أليسا فاريل، مديرة التسويق العالمية لقطاع الصحة وعلوم الحياة في شركة «SAS»، إن طبيعة قطاع الرعاية الصحية الخاصة والوظائف المتنوعة التي يؤديها تتطلب مراعاةً دقيقة لقضايا الامتثال والتنظيم، وحساسية البيانات وتكامل الأنظمة والانحياز في خوارزميات الذكاء الاصطناعي. وتُضيف: «مع معالجة هذه التحديات، من المتوقع أن يزداد اعتماد القطاع بسرعة».

التحديات الأبرز التي تواجه الذكاء التوليدي تشمل خصوصية البيانات وحوكمة الذكاء الاصطناعي (شاترستوك)
التحديات الأبرز التي تواجه الذكاء التوليدي تشمل خصوصية البيانات وحوكمة الذكاء الاصطناعي (شاترستوك)

علوم الحياة تتقدم بخطى أسرع

أما في قطاع علوم الحياة والصناعات الدوائية، فإن تبنّي الذكاء الاصطناعي التوليدي يشهد تقدماً أوضح. وأظهرت النتائج أن 58 في المائة من المؤسسات في هذا القطاع تستخدم التقنية حالياً، وهو أعلى من متوسط جميع القطاعات.

وفيما يخص المستقبل، فإن 97 في المائة من هذه المؤسسات إما تعتمد الذكاء الاصطناعي التوليدي وإما تُخطط لاعتماده. كما تخطط 85 في المائة منها للاستثمار في التقنية خلال السنة المالية المقبلة، مع وجود ميزانيات مخصصة لذلك لدى 92 في المائة منها.

أما عن النتائج، فقد أفادت 86 في المائة من المؤسسات بأن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي أسهم في تحسين كفاءة معالجة البيانات، في حين لاحظت 79 في المائة توفيراً في التكاليف والوقت التشغيلي.

وأضافت أليسا فاريل أن قطاع علوم الحياة يتجه إلى مستقبل يعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي التوليدي، مدعوماً بمعدلات استخدام مرتفعة وميزانيات مخصصة. فبفضل قدراته في التنبؤ والنمذجة، يمكن للتقنية تسريع العمليات عبر سلسلة القيمة بأكملها، من البحث والتطوير إلى التجارب السريرية وحتى التسويق التجاري.

الخصوصية والحوكمة: التحديان الأكبر

ورغم التفاؤل، فإن هناك قلقاً واضحاً من قضايا الخصوصية وحوكمة البيانات، خصوصاً في القطاعات التي ترتبط نتائجها بصحة وحياة الناس. فوفق الدراسة، يشعر 79 في المائة من قادة قطاع علوم الحياة و77 في المائة من قادة الرعاية الصحية بالقلق حيال الخصوصية والأمان عند استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي. وهذه النسب تُعدّ من بين الأعلى مقارنة بقطاعات أخرى.

وتأتي الحوكمة بوصفها من أبرز المخاوف كذلك؛ حيث أشار 62 في المائة من مؤسسات الرعاية الصحية و59 في المائة من مؤسسات علوم الحياة إلى أن الحوكمة تمثل تحدياً رئيسياً. ورغم ذلك، أفاد فقط 14 في المائة من قادة علوم الحياة و9 في المائة من قادة الرعاية الصحية بأن لديهم أطر حوكمة شاملة ومُعتمدة للذكاء الاصطناعي داخل مؤسساتهم.

أبرز فوائد الذكاء الاصطناعي التوليدي في الرعاية الصحية يشمل تحسين كفاءة معالجة البيانات وتعزيز الامتثال وإدارة المخاطر (شاترستوك)
أبرز فوائد الذكاء الاصطناعي التوليدي في الرعاية الصحية يشمل تحسين كفاءة معالجة البيانات وتعزيز الامتثال وإدارة المخاطر (شاترستوك)

البيانات الاصطناعية: حل واعد للتحديات

ومن أبرز الحلول التي بدأت تظهر لتجاوز هذه التحديات استخدام «البيانات الاصطناعية»، وهي بيانات يتم توليدها اصطناعياً لتُشبه البيانات الحقيقية دون الكشف عن معلومات حساسة.

وأظهرت الدراسة أن 56 في المائة من مؤسسات علوم الحياة و46 في المائة من كيانات الرعاية الصحية تستخدم أو تُفكر بجدية في استخدام البيانات الاصطناعية.

وتُستخدم هذه البيانات لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي أو لمحاكاة سير عمل المرضى أو سلاسل التوريد، دون المساس بخصوصية المرضى.

وتعد أليسا فاريل أن البيانات هي المحرك الأساسي لمنظومة الصحة الرقمية، وأن الاستثمار المستمر في تكامل الأنظمة وحوكمة البيانات ضروري لتغذية مستقبل الذكاء الاصطناعي التوليدي. وترى أنه يمكن من خلال دمج البيانات الاصطناعية وتكنولوجيا التوائم الرقمية استخراج قيمة أكبر من البيانات لخدمة المرضى وتحسين الصحة العامة.

المستقبل يبدأ الآن

وتؤكد نتائج الدراسة التي أعدّتها «ساس» (SAS) أن الذكاء الاصطناعي التوليدي لم يعد خياراً في قطاعي الرعاية الصحية وعلوم الحياة، بل ضرورة استراتيجية. ورغم التحديات المتعلقة بالخصوصية والحوكمة والأخلاقيات، يبدي القادة في هذه الصناعات تفاؤلاً واستعداداً واضحاً للاستثمار والمُضي قدماً.

من تحسين التشخيص إلى تسريع تطوير العلاجات، يعِد الذكاء الاصطناعي التوليدي بمستقبل أكثر كفاءة وذكاءً للرعاية الصحية، شريطة أن تتم معالجته بحكمة ووفق أسس تنظيمية واضحة.