دمج الذكاء الاصطناعي في تطبيقات المواعدة

مبادئ توجيهية لتعزيز وتأمين البيانات الشخصية للمستخدمين

دمج الذكاء الاصطناعي في تطبيقات المواعدة
TT

دمج الذكاء الاصطناعي في تطبيقات المواعدة

دمج الذكاء الاصطناعي في تطبيقات المواعدة

في الوقت الذي تعمل فيه مختلف الشركات العالمية على تكييف التكنولوجيا الجديدة لنظم الذكاء الاصطناعي بوتيرة سريعة، سوية مع تحري وتدقيق المخاوف المتعلقة بالخصوصية الشخصية، أصدرت مجموعة «ماتش غروب Match Group» للمواعدة، مبادئها التوجيهية حول قواعد استخدام الذكاء الاصطناعي، يوم أمس الثلاثاء.

تطبيقات المواعدة

وقامت الشركة، التي تمتلك عدداً من التطبيقات، بما في ذلك «هنج Hinge»، و«تندرTinder»، و«أوكي كيوبيد OkCupid»، بعرض المبادئ السبعة، على موقعها الإلكتروني الخاص بالشركة. وهي تشمل: الأصالة، والإنصاف، والقدرة على التوضيح، والمساءلة، والسلامة، والخصوصية، والنزاهة. وقالت الشركة: «بينما نحن متحمسون لهذه التكنولوجيا، فإننا ملتزمون أيضاً باتباع نهج مدروس لكيفية استخدام الذكاء الاصطناعي عبر منصاتنا، ونحافظ على إيمان عميق بالابتكار الأخلاقي والمسؤول».

تجدر الإشارة إلى أن نظم الذكاء الاصطناعي ليست جديدة تماماً على عالم المواعدة؛ إذ استخدمت الشركات هذه التقنية، منذ فترة طويلة، للمساعدة في التنبؤ ببعض التطابقات (بين المستخدمين من الجنسين)، وتنفيذ ميزات السلامة. ولكن الأمل هو أن هذه التقنية يمكن أن تجعل تجربة المواعدة أكثر سلاسة للأفراد، والقيام بأشياء مثل مساعدة المستخدمين على اختيار أفضل صور الملفات الشخصية، ومطابقة الأشخاص بشكل أفضل، والمساعدة في بدء المحادثات.

مبادئ توجيهية

فيما يلي مبادئ الذكاء الاصطناعي التوجيهية الخاصة بالشركة

* الأصالة Authenticity: تطوير الميزات التي تعزز التعبير الفردي وأصالة الروابط الإنسانية. يتجذر عمل الشركة بمجال الذكاء الاصطناعي في مساعدة المستخدمين على عرض جوانب شخصياتهم بشكل أفضل، وتقديم أفضل ما لديهم في تقديم أنفسهم للتوصل إلى المطابقات المحتملة. نريد زيادة ثقة المستخدم في الاتصالات التي يُجرونها عبر الإنترنت، ومساعدتهم على الالتقاء في الحياة الواقعية.

* الإنصاف والعدالة Equity: ينبغي لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية ألا تؤدي إلى إدامة التحيّزات الضارة أو الممارسات غير العادلة. بينما تُواصل الشركة التعمق في الذكاء الاصطناعي التوليدي، فإنها تفكر في كيفية وضع طبقات من الحماية طوال دورات حياة تطوير التطبيقات، مثل عمليات التدقيق المنتظمة، والتعديلات الخوارزمية.

* القدرة على التوضيح Explainability. من السهل فهم النوايا والنتائج. والمواعدة مبنية على الثقة. بينما تقدم الشركة تكنولوجيا جديدة إلى تجربة المواعدة، ستسعى إلى تثقيف أعضائها حول تطبيقاتها، وإلقاء الضوء على الميزات التي تستخدم هذه التقنيات.

* المساءلة Accountability: الهدف التحسين المستمر بناءً على التعليقات وتقييم التأثيرات. الالتزام بإجراء الاختبارات، والاستكشاف، والتطوير، جنباً إلى جنب مع شركاء الصناعة، وخبراء الجهات الخارجية، ومجتمعاتنا.

* السلامة Safety: الاتصالات الأكثر أماناً تعني اتصالات أفضل. وجنباً إلى جنب مع دمج تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدية في الملفات الشخصية والاكتشاف وتجارب ما بعد المطابقة، الالتزام بالاستفادة من أحدث التطورات في أدوات وميزات السلامة لدينا، مع تطوير السياسات والاستثمار في التطوير الذي سيساعد في حماية المستخدمين من الذكاء الاصطناعي.

* الخصوصية Privacy: حماية الخصوصية والأمن والبيانات الشخصية للمستخدمين. تُستخدم البيانات التي تجمعها الشركة - بما في ذلك من تقنيات الذكاء الاصطناعي - فقط لتقديم أفضل الخدمات الممكنة للمستخدمين والمجتمع. عدم بيع البيانات لطرف ثالث، والالتزام بالشفافية بشأن كيفية استخدام البيانات.

* النزاهة Integrity: الدعوة إلى تجارب ونتائج أفضل، إذ إن تعزيز الاتصالات الرقمية والعالمية الهادفة والجذابة هو أساس عمل الشركة.

مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

​تطبيقات لاستعادة البيانات والصور من الجوال في حال فقدانها

تكنولوجيا تؤرق مسألة فقدان البيانات والصور من الجوال ملايين الأشخاص خشية عدم القدرة على استعادتها مجدداً (شاترستوك)

​تطبيقات لاستعادة البيانات والصور من الجوال في حال فقدانها

إذا لم تكن مجتهداً بعمليات النسخ الاحتياطي فإليك بعض التطبيقات المجانية والمدفوعة للمساعدة في عملية استعادة البيانات والصور

نسيم رمضان (لندن)
يوميات الشرق تطبيقات التواصل والتواعد توفر مجموعة من الاختيارات التي يمكن أن تكون أكثر من اللازم (أ.ف.ب)

دراسة: تطبيقات التواصل والمواعدة تفسد العلاقات العاطفية الحديثة

أظهرت دراسة جديدة أن منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات المواعدة أصابت الشباب بالارتباك بشأن العلاقة الرومانسية وخلقت لديهم تصورات غير واقعية تجاه الجنس الآخر.

«الشرق الأوسط» (براغ)
تكنولوجيا يتم تشفير محادثات «iMessage» من المرسل إلى المتلقي مما يوفر مستوى عالياً من الخصوصية للرسائل (شاترستوك)

كيف تغادر محادثة «iMessage» جماعية مع وجود مستخدم لنظام «أندرويد»؟

تصبح مغادرة محادثة «iMessage» جماعية على أجهزة «آيفون» مرهقة مع وجود مستخدم لنظام «أندرويد»، إليك الأسباب وطريقة الخروج.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تطبيق «Whee» من «تيك توك» ينافس «إنستغرام» بسبب تقديم تجربة مختلفة تركز على الخصوصية والتواصل الشخصي (وي)

«تيك توك» تطلق تطبيق «وي» الجديد لمنافسة «إنستغرام»

في خطوة جديدة لتعزيز حضورها في سوق تطبيقات التواصل الاجتماعي، أطلقت شركة «تيك توك» تطبيقاً جديداً لمشاركة الصور يُدعى «Whee». يهدف هذا التطبيق إلى توفير منصة…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا «أبل» تسعى لجعل «سيري» قادراً على معالجة محسّنة للغة الطبيعية من حيث تحسين الصوت وفهم الكلام المتقطع (شاترستوك)

ترقية مهمة لـ«سيري» مع إعلانات «أبل» الجديدة... إليك أبرز المزايا

«سيري» المساعد الذكي يتلقى تحديثات رئيسية مع «أبل إنتليجنس» بهدف تحسين الصوت والوظائف والتفاعل الذكي مع المستخدمين.

نسيم رمضان (لندن)

«كراود سترايك»: 97 % من أجهزة استشعار «ويندوز» عادت للعمل

«كراود سترايك» هي شركة تكنولوجيا أميركية عملاقة تقدر قيمتها بأكثر من 80 مليار دولار (شاترستوك)
«كراود سترايك» هي شركة تكنولوجيا أميركية عملاقة تقدر قيمتها بأكثر من 80 مليار دولار (شاترستوك)
TT

«كراود سترايك»: 97 % من أجهزة استشعار «ويندوز» عادت للعمل

«كراود سترايك» هي شركة تكنولوجيا أميركية عملاقة تقدر قيمتها بأكثر من 80 مليار دولار (شاترستوك)
«كراود سترايك» هي شركة تكنولوجيا أميركية عملاقة تقدر قيمتها بأكثر من 80 مليار دولار (شاترستوك)

بعد أسبوع من الأزمة العالمية التي تسببت بها شركة «كراود سترايك» عندما أثّر تحديث في نحو 8.5 مليون جهاز يعمل بنظام «ويندوز»، سارع جورج كورتز، رئيس الشركة، إلى بثّ رسالة طمأنة، مؤكداً فيها أن 97 في المائة من أجهزة استشعار «ويندوز» عادت للعمل اعتباراً من 25 يوليو (تموز). وقال كورتز إن نجاح ذلك يعود إلى تطوير تقنيات الاسترداد التلقائي، وتعبئة جميع الموارد لدعم العملاء. كما أصدرت الشركة مراجعة أولية لما بعد الحادث (PIR) تشرح من خلالها السبب الجذري للعطل.

ماذا حدث؟

في يوم الجمعة 19 يوليو، أصدرت «كراود سترايك» تحديثاً لتكوين المحتوى لمستشعر «ويندوز» لجمع القياس عن بُعد حول تقنيات التهديد الجديدة المحتملة. وتعدّ مثل هذه التحديثات روتينية، وهي جزء من آليات الحماية الديناميكية لمنصة «فالكون». تقول الشركة: «لسوء الحظ، أدى تحديث تكوين محتوى الاستجابة السريعة هذا إلى تعطل نظام (ويندوز)».

شملت الأنظمة المتأثرة أجهزة تعمل بنظام «ويندوز» بإصدار المستشعر (7.11) وما فوق، التي كانت متصلة بالإنترنت وتلقت التحديث في ذلك التوقيت. لم تتأثر أجهزة «ماك»، و«لينكس» كما ذكرت الشركة في تقريرها، وأنه تم إصلاح الخلل بسرعة.

أثّر الانقطاع في العملاء بما في ذلك شركات الطيران والقطارات والمطارات وأنظمة الدفع ومحلات السوبر ماركت (شاترستوك)

ما الخطأ بحسب «كراود سترايك»؟

في فبراير (شباط) 2024، قدمت الشركة نوع قالب «InterProcessCommunication (IPC)» الجديد المصمم للكشف عن تقنيات الهجوم المتطورة. اجتاز نوع القالب هذا الاختبارات الأولية في 5 مارس (آذار)، مما دفع إلى إصدار نموذج قالب مماثل. بين 8 و24 أبريل (نسيان)، تم نشر 3 نماذج قالب «IPC» أخرى، وجميعها يعمل دون التسبب في مشكلات لملايين أجهزة «ويندوز». ويشار إلى أن أجهزة «لينكس (Linux)» واجهت بعض المشكلات مع «كراود سترايك» في أبريل الماضي.

في 19 يوليو، أصدرت «كراود سترايك» نموذجين إضافيين لقالب «IPC». تقول الشركة إنه «لسوء الحظ، احتوى أحد هذين النموذجين على (بيانات محتوى تسبب المشكلات) وتم نشره بسبب خطأ في «محقق المحتوى». وفي حين أن الدور المحدد لمحقق المحتوى غير مفصل، فمن المفترض أنه يتحقق من المحتوى بحثاً عن أخطاء قبل الإصدار.

سمح هذا الإهمال بتشغيل «Template Instance»، وهو في الأساس تطبيق محدد لقالب عام يحتوي على أخطاء أو تناقضات، شُغل استناداً إلى الافتراض الخاطئ بأن الاختبارات الناجحة لأنواع النماذج السابقة ضمنت سلامة إصدار 19 يوليو. أثبت هذا الافتراض أنه كارثي، مما أدى إلى «قراءة ذاكرة خارج الحدود تؤدي إلى حدوث استثناء». أدى هذا الاستثناء غير المعالج إلى تعطل نظام التشغيل «ويندوز» على نحو 8.5 مليون جهاز.

رداً على هذا الحادث، التزمت «كراود سترايك» بإجراء اختبارات أكثر صرامة لمحتوى الاستجابة السريعة في المستقبل. وأعلنت أنها تخطط لتأخير الإصدارات، ومنح المستخدمين مزيداً من التحكم في توقيت النشر، وتوفير ملاحظات إصدار شاملة.

خطأ بشري كان السبب!

في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، يرى ماهر يمّوت باحث أمني رئيسي في فريق البحث والتحليل العالمي لدى شركة «كاسبرسكي» أن السبب المحدد لانقطاع الخدمة المفاجئ لا يُعد محورياً هنا». ويشرح يمّوت أن «ما يهم هو أن خطأ بشرياً أو خطأ في العملية أدى إلى تحديث سيئ، مما تسبب في تعطل الأنظمة العالمية.» ولتقليل احتمال حدوث ذلك في المستقبل، ينصح يمّوت «بضرورة تنفيذ عملية التحديث على جانب العميل لترتيب التحديثات، بدلاً من الاعتماد فقط على التحديثات التلقائية من المصدر».

يُتخوَّف من استغلال المقرصنين لحادثة «كراود سترايك» لإنشاء مواقع ويب وهمية للاسترداد وصفحات تصيّد أخرى (شاترستوك)

استغلال من المقرصنين

كان خبراء ووكالات الأمن السيبراني قد حذّروا من موجات قرصنة قد يتعرّض لها المستخدمون مرتبطة بالحادث. وطالبت وكالات الأمن السيبراني في المملكة المتحدة وأستراليا الأشخاص بتوخي الحذر من رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات والمواقع الإلكترونية المزيفة التي تتظاهر بأنها رسمية. وقالت الوكالات إنها لاحظت بالفعل زيادة في عمليات التصيد الاحتيالي التي تشير إلى هذا الانقطاع، حيث تسعى الجهات الخبيثة الانتهازية إلى الاستفادة من الموقف. وحث جورج كورتز، رئيس شركة «كراود سترايك» المستخدمين على التأكد من التحدث إلى ممثلين رسميين من الشركة قبل تحميل أي تحديثات.

وأفاد ماهر يمّوت بأن مجرمي الإنترنت يقومون بإنشاء مواقع ويب وهمية للاسترداد، وصفحات تصيد أخرى لمحاولة خداع المستخدمين المتأثرين بانقطاع تكنولوجيا المعلومات هذا. وأوضح خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن ذلك يسمى «تكتيك الهندسة الاجتماعية الذي يستخدمه المحتالون غالباً لاستغلال الأشخاص في أثناء حوادث عالمية مماثلة».

تفسيرات ومناقشات واسعة النطاق

أثار الحادث مناقشات وانتقادات كثيرة دفعت البعض للتعمق في الكود المحدد الذي أدى إلى التعطل، بينما يشكك آخرون في فاعلية العمليات الداخلية لشركة «كراود سترايك». وقد تم استدعاء الرئيس التنفيذي لشرح هذا الفشل من قبل لجنة الأمن الداخلي الأميركية، مسلطاً الضوء على أهمية الحدث. وقد تسبب الحادث في اضطرابات تتجاوز المجال التقني، مؤثراً في الشركات والأفراد الذين يعتمدون على عمليات الكومبيوتر المستمرة، العاملة بنظام «ويندوز».

يؤكد خطأ «كراود سترايك» أهمية عمليات الاختبار والتحقق القوية في تطوير البرامج، خصوصاً لمنتجات الأمان التي تحمي ملايين الأجهزة. وربما يشكّل التزام الشركة بتحسين إجراءاتها والشفافية في التعامل مع العواقب خطوةً حاسمةً في استعادة ثقة المستخدم ومنع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل.