أشار تقرير صادر عن منصة رصد شفافية جودة الإعلانات (Adalytics) إلى أن موقع «يوتيوب» عرض إعلانات مخصصة للبالغين خلال ما يقرب من 100 مقطع فيديو تعد مخصصة للأطفال، وسط مطالب من نواب أميركيين بالتحقيق مع منصة الفيديو الشهيرة.
وتضمنت بعض هذه الإعلانات محتوى غير مناسب للأطفال، مثل حطام السيارات والإصابات الطبية ومقاطع من برامج مخصصة للبالغين وغير مناسبة لمن هم أقل من 17 عاماً، كما عُثر على كثير من إعلانات «يوتيوب» التي تتضمن محتوى عنيفاً، بما في ذلك الانفجارات وبنادق القنص على قنوات الأطفال. وكشف تقرير منصة «Adalytics» أن مواقع الويب المرتبطة بالإعلانات تنقل ملفات تعريف الارتباط إلى أجهزتها التي يمكن أن تقدم إعلانات مستهدفة للأطفال أيضاً.
وتنص سياسة موقع «غوغل» على أن الإعلانات على المحتوى المخصّص للأطفال يجب ألا تستخدم متتبعات تابعة لجهات خارجية أو تجمع معلومات شخصية دون الحصول على إذن من أحد الوالدين.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أن هناك مقطع فيديو موضوعه «باربي» في برنامج يُدعى «كيدز ديانا شو»، وهو برنامج على «يوتيوب» لمرحلة ما قبل المدرسة، وشوهد فيديو «باربي» أكثر من 94 مليار مرة، وتضمن المقطع إعلاناً لبنك كندي اسمه «بي إم أوه»، حيث أطلقت وكالة الإعلانات التابعة للبنك حملة على موقع «يوتيوب» باستخدام نظام استهداف الإعلانات من «غوغل» الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد العملاء المثاليين.
وأفادت الصحيفة نقلاً عن منصة رصد شفافية جودة الإعلانات (Adalytics)، بأنه بالنقر على الإعلان في مقطع الأطفال أدى ذلك إلى موقع البنك الكندي، الذي وضع علامة على متصفح المستخدم ببرنامج تتبع من «غوغل» و«ميتا» و«مايكروسوفت».
ونتيجة لذلك، كان من الممكن لشركات التكنولوجيا الرائدة أن تتعقب الأطفال عبر الإنترنت، مما يثير مخاوف بشأن ما إذا كانت تقوض قانون الخصوصية الفيدرالي، أم لا. ويتطلب قانون حماية خصوصية الأطفال عبر الإنترنت، من خدمات الأطفال عبر الإنترنت الحصول على موافقة الوالدين قبل جمع البيانات الشخصية من المستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 13 عاماً لأغراض مثل استهداف الإعلانات.
وكتب كل من السيناتور الديمقراطي إد ماركي والسيناتورة المحافظة مارشا بلاكبيرن، في رسالة إلى رئيسة لجنة التجارة الفيدرالية لينا خان من أجل النظر في ادعاءات منصة «Adalytics»، مشيرين إلى أن «(يوتيوب) و(غوغل) ربما انتهكا قانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت - بالإضافة إلى مرسوم موافقة لجنة التجارة الفيدرالية لعام 2019 - بطريقة فظيعة». وكتب أعضاء مجلس الشيوخ في الرسالة: «يُقدر أن هذا السلوك من قبل (يوتيوب) و(غوغل) قد أثر على مئات الآلاف، وربما الملايين، من الأطفال بجميع أنحاء الولايات المتحدة».
The @nytimes just reported that YouTube and Google might be tracking and targeting children on their platform without parental consent—violating their consent decree and my law, COPPA. This is egregious behavior and @MarshaBlackburn and I are calling on the FTC to investigate. https://t.co/jKcJXDbdtq pic.twitter.com/66AEZTploG
— Ed Markey (@SenMarkey) August 17, 2023
وأفادت «نيويورك تايمز» بأن نتائج التقرير تثير مخاوف جديدة بشأن إعلانات «يوتيوب» لمحتوى الأطفال. ففي عام 2019، وافق «يوتيوب» و«غوغل» على دفع غرامة قياسية قدرها 170 مليون دولار لتسوية اتهامات من لجنة التجارة الفيدرالية وولاية نيويورك بأن شركة «يوتيوب» جمعت معلومات شخصية بشكل غير قانوني من الأطفال الذين يشاهدون قنوات الأطفال. وقال المشرعون حينها إن الشركة استفادت من استخدام بيانات الأطفال لاستهدافهم بالإعلانات. وقال موقع «يوتيوب» بعد ذلك، إنه سيحد من جمع بيانات المشاهدين وسيتوقف عن عرض الإعلانات المخصصة على مقاطع الفيديو الخاصة بالأطفال.
وكتب دان تايلور، نائب رئيس «غوغل» للإعلانات العالمية، رداً على موقع «غوغل» على الويب، وصف فيه تقرير منصة «Adalytics» بأنه «معيب بشدة». ونقل موقع «ذا فيرج» المتخصص في التكنولوجيا أن تيلور كتب: «لا نسمح باستخدام أدوات التتبع التابعة لجهات خارجية في الإعلانات المعروضة على محتوى مخصّص للأطفال على (يوتيوب)». وأضاف: «يدعي هذا التقرير خطأً أن وجود ملفات تعريف الارتباط يشير إلى انهيار الخصوصية. العكس هو الصحيح، ولا يظهر التقرير خلاف ذلك».
ووجد تحليل أجرته صحيفة «ذا تايمز» هذا الشهر، أنه عندما ينقر المشاهد الذي لم يتم تسجيل دخوله إلى «يوتيوب» على الإعلانات على بعض قنوات الأطفال على الموقع، يتم نقلهم إلى مواقع الويب الخاصة بالعلامات التجارية التي وضعت أدوات التتبع - أجزاء من التعليمات البرمجية المستخدمة لأغراض مثل الأمان، وتتبع الإعلانات أو تحديد سمات المستخدم - من «مايكروسوفت» و«غوغل« و«أمازون» و«ميتا» وغيرها - على متصفحات المستخدمين.
ومن جهتها، قالت «غوغل» إنها لم تعرض إعلانات مخصصة على مقاطع الفيديو للأطفال، وإن ممارساتها الإعلانية تمتثل تماماً لقانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت. وأضافت الشركة أنه عندما تظهر الإعلانات على مقاطع فيديو الأطفال، فإنها تستند إلى محتوى صفحة الويب، وليست موجهة إلى الملفات الشخصية للمستخدمين، وإنها لم تخطر المعلنين أو خدمات التتبع فيما إذا كان المشاهد القادم من «يوتيوب» قد شاهد فيديو للأطفال، وتخبره فقط بأن المستخدم قد شاهد «يوتيوب» ونقر على الإعلان.
وأضافت الشركة أنها لا تملك القدرة على التحكم في جمع البيانات على موقع الويب الخاص بالعلامة التجارية بعد أن نقر أحد المشاهدين على «يوتيوب» على أحد الإعلانات، وفقاً لما أفادت به صحيفة «نيويورك تايمز»، وأفادت «غوغل» بأنها استخدمت ملفات تعريف الارتباط على مقاطع الفيديو الخاصة بالأطفال فقط للأغراض التجارية المسموح بها بموجب قانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت، مثل اكتشاف الاحتيال أو قياس عدد المرات التي يرى فيها المشاهد إعلاناً. وقالت «غوغل» إن محتويات ملفات تعريف الارتباط «مشفرة ولا يمكن قراءتها من قبل أطراف ثالثة».