كيف يمكن للذكاء الاصطناعي سرقة كلمات المرور عن طريق «الاستماع»؟

الاستعانة ببرنامج مضاد للفيروسات يمنعك من تحميل ملفات خبيثة أو مشبوهة (أ.ب)
الاستعانة ببرنامج مضاد للفيروسات يمنعك من تحميل ملفات خبيثة أو مشبوهة (أ.ب)
TT

كيف يمكن للذكاء الاصطناعي سرقة كلمات المرور عن طريق «الاستماع»؟

الاستعانة ببرنامج مضاد للفيروسات يمنعك من تحميل ملفات خبيثة أو مشبوهة (أ.ب)
الاستعانة ببرنامج مضاد للفيروسات يمنعك من تحميل ملفات خبيثة أو مشبوهة (أ.ب)

تخيل أنك تكتب كلمة السر الخاصة بك على الكومبيوتر، ولا أحد يراك، لكن الذكاء الاصطناعي قد يكون يستمع إلى نقرات أصابعك على لوحة المفاتيح، ويمكنه تخمين كلمة المرور بنسبة نجاح تصل إلى 95 في المائة.

في دراسة جديدة، نشر عنها موقع «فوكس نيوز» الأميركي، استخدم الباحثون نموذج ذكاء اصطناعي تم تدريبه على شدة وطول النقرة على لوحة المفاتيح، وتم تطبيق النموذج على جهاز «ماك بوك برو»، فاستطاع إعادة تنفيذ النقرات التي استمع إليها، أي كتابة الكلمات نفسها، بنسبة دقة تبلغ 95 في المائة.

النموذج يركز على شدة وطول النقرة، أي إنه يحلل طريقة الكتابة وليس ارتفاع صوت النقرة. الباحثون أيضاً اختبروا النظرية نفسها خلال مكالمات عبر تطبيقي «زووم» و«سكايب»، واستطاع نموذج الذكاء الاصطناعي إعادة كتابة الكلمات عن طريق الاستماع للنقرات بنسبة دقة 90 في المائة.

هذا يعني أنه يمكن للذكاء الاصطناعي سرقة كلمات المرور والبيانات الحساسة، فقط عن طريق الاستماع لنقرات أصابعك على لوحة المفاتيح، حتى من دون أن تقوم بمشاركة الشاشة خلال اتصال بالفيديو.

فيمكن للمخترقين تنزيل برمجية خبيثة على جهازك تقوم بتشغيل الميكروفون الموجود في جهاز الكومبيوتر أو الجوال، وعن طريق الاستماع للنقرات على لوحة المفاتيح يعيد نموذج الذكاء الاصطناعي كتابة الكلمات مرة أخرى والحصول على كلمات المرور. ورغم أن هذه الطريقة قد تبدو معقدة، فإنها ليست مستحيلة ويجب أن تحتاط منها.

كيف تحمي نفسك من استعادة كلمات المرور؟

- يجب أن تستخدم كلمات مرور قوية وفريدة من نوعها، وتغيرها بشكل دوري. استخدام تطبيق لإدارة كلمات المرور سيساعد في منع الذكاء الاصطناعي من سرقة كلمات المرور لسبيين رئيسيين؛ الأول هو أن تطبيقات إدارة كلمات المرور تقوم بتعبئة كلمة المرور تلقائياً ما يقلل الحاجة لكتابتها عبر لوحة المفاتيح، ما يقلل من احتمالية استماع الذكاء الاصطناعي للنقرات.

والسبب الثاني هو أن هذه التطبيقات تخلق كلمة مرور مختلفة لكل حساب، فحتى لو تسربت إحدى كلمات المرور ستبقى باقي حساباتك في مأمن.

- استخدام خاصية «تسجيل الدخول بخطوتين» التي تتطلب كوداً (رمزاً) بجانب كلمة المرور، يضيف طبقة جديدة من الحماية في حال خمن الذكاء الاصطناعي كلمة المرور.

- الاستعانة ببرنامج مضاد للفيروسات يمنعك من تحميل ملفات خبيثة أو مشبوهة، وهي الخطوة الأولى التي قد يستخدمها المخترقون لتنزيل برمجية خبيثة تستهدف الميكروفون لتسجيل النقرات على لوحة المفاتيح.


مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي التوليدي... فقاعة أم ثورة؟

تكنولوجيا شعارا «أوبن إيه آي» و«تشات جي بي تي» في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

الذكاء الاصطناعي التوليدي... فقاعة أم ثورة؟

يستقطب الذكاء الاصطناعي التوليدي استثمارات مالية طائلة، إلى حد إثارة مخاوف من ظهور فقاعة جديدة.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو )
تكنولوجيا تعكس هذه التحسينات التزام «يوتيوب» بالتطور مع مستخدميه وتقديم أدوات تلهم عملياتهم الإبداعية (أدوبي)

فيديوهات «شورتس» من «يوتيوب» ستصل إلى 3 دقائق في 15 أكتوبر

«يوتيوب» يوسّع نطاق «شورتس» بميزات جديدة مثيرة للمبدعين والمشاهدين.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تطرح «أوبن أيه آي» برنامج «كانفاس» كمساعد رقمي يفهم سياق مشروعك بالكامل (شاترستوك)

تعرف على «كانفاس»... الواجهة التعاونية الجديدة لـ«تشات جي بي تي»

يوفر «كانفاس» أدوات لصقل القواعد النحوية، وتعزيز الوضوح، وضمان الاتساق.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا على غرار الميزات المتوفرة عبر منصات مثل «زووم» يقدم «واتساب» خياري «اللمسات الأخيرة» و«الإضاءة المنخفضة» (واتساب)

ميزات جديدة من «واتساب» لتحسين جودة الاتصال عبر الفيديو

يكثف «واتساب»، الذي يُعد أكبر تطبيق مراسلة في العالم، مع أكثر من ملياري مستخدم عبر 180 دولة، جهوده لإثراء تجربة المستخدم في مجال مؤتمرات الفيديو.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يتشارك المستخدمون محادثات عميقة وتأملية مع نسخة من أنفسهم تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي في سن الستين (MIT)

نظام ذكاء اصطناعي يجعلك تتكلم مع «ذاتك المستقبلية»!

يجري ذلك عبر محادثات عميقة وتأملية مع نفسك وأنت في عمر الستين.

نسيم رمضان (لندن)

نظام ذكاء اصطناعي يجعلك تتكلم مع «ذاتك المستقبلية»!

يتشارك المستخدمون محادثات عميقة وتأملية مع نسخة من أنفسهم تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي في سن الستين (MIT)
يتشارك المستخدمون محادثات عميقة وتأملية مع نسخة من أنفسهم تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي في سن الستين (MIT)
TT

نظام ذكاء اصطناعي يجعلك تتكلم مع «ذاتك المستقبلية»!

يتشارك المستخدمون محادثات عميقة وتأملية مع نسخة من أنفسهم تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي في سن الستين (MIT)
يتشارك المستخدمون محادثات عميقة وتأملية مع نسخة من أنفسهم تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي في سن الستين (MIT)

تخيَّل أنك تُجري محادثة مع ذاتك المستقبلية، وتستكشف مسارات الحياة المحتملة، وتتلقّى التوجيه بشأن القرارات طويلة الأجل. لم يعد هذا مجرد خيال، بل حقيقة بفضل تقنية «Future You». إنه نظام ذكاء اصطناعي مبتكر؛ طوره باحثون من معهد «ماساتشوستس» للتكنولوجيا والمؤسسات المتعاونة معهم. صُممت هذه الأداة الذكية لسدّ الفجوة بين الذات الحالية والمستقبلية، التي تساعد المستخدمين على التواصل مع ذواتهم المستقبلية، وتعزيز عملية اتخاذ القرار، والحد من القلق بشأن ما ينتظرهم، كما يقول الباحثون.

يوفر هذا المشروع لمحة عن كيفية تعزيز التكنولوجيا لفهمنا لأنفسنا وتشكيل قراراتنا لمستقبل أفضل (MIT)

ربط الحاضر بالغد

يدعم مفهوم «استمرارية الذات المستقبلية» هذه التكنولوجيا؛ إنه إطار نفسي يعكس مدى ارتباط الناس بهوياتهم المستقبلية.

تشير الدراسات إلى أن الارتباط القوي بالذات المستقبلية يمكن أن يؤثر على مجموعة من القرارات، من المدخرات المالية إلى المساعي الأكاديمية. ويهدف نظام الذكاء الاصطناعي «Future You» إلى تعزيز هذه الرابطة. ومن خلال توفير تلك المنصة، يمكن للمستخدمين المشاركة في محادثات عميقة وتأملية مع نسخة من أنفسهم جرى إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي في سن الستين.

باستخدام نموذج لُغوي متطور، يقوم «Future You» بصياغة ردود بناءً على معلومات شخصية مفصلة يقدمها المستخدم، ما يخلق شخصية مستقبلية يمكن التواصل معها وتفاعلها. ويمكن لهذه الشخصية مناقشة سيناريوهات الحياة المحتملة، وتقديم المشورة، ومشاركة الأفكار بناءً على تطلعات المستخدم وخياراته الحياتية.

كيف يعمل هذا النظام؟

تبدأ الرحلة بإجابة المستخدمين عن أسئلة حول حياتهم الحالية، وقيمهم وطموحاتهم المستقبلية. تُشكل هذه البيانات العمود الفقري لما يُطلق عليه الباحثون «ذكريات الذات المستقبلية»، التي يستخدمها الذكاء الاصطناعي لبناء حوار هادف ومناسب للسياق. سواء كان الأمر يتعلق بمناقشة الإنجازات المهنية أو المعالم الشخصية، يستفيد الذكاء الاصطناعي من مجموعة بيانات ضخمة مدربة على تجارب حياتية متنوعة لجعل التفاعل واقعياً وغنياً بالمعلومات قدر الإمكان.

عملياً، يتفاعل المستخدمون مع «Future You» من خلال مزيج من التأمل الذاتي لتقييم أهداف حياتهم الحالية والمستقبلية، وأيضاً عبر التأمل في الماضي من أجل تقييم ما إذا كانت شخصية الذكاء الاصطناعي تتوافق مع مستقبلهم المتصور. يتيح هذا النهج المزدوج للمستخدمين ليس تصور مستقبلهم فقط، ولكن أيضاً تقييم الاتجاه الذي تأخذهم إليه اختياراتهم بشكل نقدي.

ينشئ النظام صورة للمستخدم متقدمة العمر ما يجعل المحادثة الرقمية تبدو أكثر شخصية ومباشرة (MIT)

محاكاة واقعية ومشاركة عاطفية

لتعزيز الواقعية، يقوم النظام أيضاً بإنشاء صورة للمستخدم متقدمة العمر، ما يجعل المحادثة الرقمية تبدو أكثر شخصية ومباشرة. يستخدم الذكاء الاصطناعي علامات المحادثة، مثل «عندما كنت في عمرك»، ما يضيف طبقة من الأصالة والعمق العاطفي إلى التفاعل.

يمكن أن تؤثر هذه النصيحة الشخصية من الذات الأكبر سناً بشكل عميق على المستخدمين، ما يوفر منظوراً فريداً يختلف بشكل كبير عن تفاعلات الذكاء الاصطناعي العامة.

ومع الواقعية الكبيرة تأتي مسؤولية إدارة توقعات المستخدم؛ حيث يؤكد مبتكرو «Future You» أن السيناريوهات التي تمت مناقشتها ليست ثابتة، ولكنها مجرد احتمالات، وهذا أمر بالغ الأهمية لضمان فهم المستخدمين أن لديهم الوكالة لتغيير مساراتهم، وأن الذكاء الاصطناعي يوفر ببساطة نتيجة محتملة واحدة بناءً على المسارات الحالية.

النتائج الأولية والاتجاهات المستقبلية

أظهرت التقييمات المبكرة لـ«Future You» نتائج واعدة. في دراسة شملت 344 مشاركاً، أفاد أولئك الذين تفاعلوا مع الذكاء الاصطناعي بانخفاض كبير في القلق بشأن المستقبل واتصال أقوى بذواتهم المستقبلية مقارنة بأولئك الذين استخدموا روبوت محادثة عامّاً، أو لم يشاركوا على الإطلاق.

في المستقبل، يركز فريق البحث على تحسين فهم الذكاء الاصطناعي للسياق، وضمان أن المحادثات ليست عاكسة فحسب بل قابلة للتنفيذ أيضاً. إنهم يستكشفون الضمانات لمنع إساءة استخدام التكنولوجيا والنظر في تطبيقات «أنت المستقبلي» في مجالات محددة، مثل التخطيط المهني أو الوعي البيئي.